19 عاما من الرحيل وأفكارها لا تزال تنبض بالحياة حلمت بإنشاء كيان تعليمى ضخم يخدم البلد والشباب فكان

خالد الطوخى,مصر,جامعة مصر,حب,الرجال,الإعلام,التعليم,يوم,طلاب,الأولى,الأقصر,الاقتصاد,العالم,السياحة,الكثافة

رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة

محمد فودة يحيى ذكرى رحيل "قاهرة المستحيل" ويكتب: د. سعاد كفافى.. سيدة التحديات والنجاحات الكبيرة

الشورى

•    19 عامًا من الرحيل وأفكارها لا تزال تنبض بالحياة 

•    حلمت بإنشاء كيان تعليمى ضخم يخدم البلد والشباب فكان جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا

•    د. سعاد كفافى.. رائدة التعليم الخاص و"أيقونة" العمل الإنسانى

•    نموذج حقيقى للمرأة المصرية الطامحة لبناء مجتمع عصرى

•    تحدت جميع الظروف وحظيت بمكانة علمية وإنسانية غير مسبوقة

•    ضربت بعملها وحلمها مثالًا حيًا لمن يريد أن يخدم وطنه ويسهم فى تطويره

•    خالد الطوخى "خير خلف لخير سلف" يسير على خطى والدته متمسكًا بمبادئها وأفكارها الإنسانية النبيلة

 

تظل الدكتورة الراحلة، قاهرة المستحيل، سعاد كفافى نموذجًا يحتذى به للمرأة المصرية التى لم تستسلم للأمر الواقع وتطمح فى بناء مجتمع ناجح يكفل بعضه البعض وذلك بالاستثمار الوطنى الذى يستند للفكر المستنير، فاستطاعت تأسيس نموذج تعليمى وتنويرى لتربية الأجيال الجديدة، ممثلا فى جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا ولم يتوقف طموحها عند هذا الحد بل بادرت باستثمار هذا الصرح التعليمى فى كفالة عقول مصرية لتصبح بمثابة نواة البناء مستقبلًا، لتظل بهذا الإنجاز سيرتها أطول من العمر مثلها مثل العديد من الشخصيات المؤثرة التى استطاعت المشاركة فى صنع مستقبل العالم الذى نعيش فيه ، بل هى- وبلا أى مجاملة- تعد واحدة من هؤلاء اللاتى حققن المعجزة، فاستحقت أن تصبح وعن جدارة أيقونة العمل التربوى.

فالدكتورة سعاد كفافى تمر هذه الأيام الذكرى التاسعة عشر على رحيلها، تلك السيدة الفاضلة "قاهرة المستحيل" التى لم يتم إطلاق هذا اللقب عليها من قبيل الصدفة وإنما هو توصيف دقيق يجسد بوضوح قيمتها ومكانتها العلمية والإنسانية كونها واحدة من رواد التعليم الخاص فى مصر، فمنذ أكثر من ربع قرن فكرت فى إنشاء جامعة بمدينة السادس من أكتوبر، وقتها كان هذا المكان صحراء جرداء ومجرد البوح بمثل هذه الفكرة يعد نوعًا من شطحات الخيال، فالفكرة أصلًا غير واردة من جانب الرجال فما بالنا وهى فكرة نابعة من سيدة جامعية كل ما تمتلكه هو ذكاؤها الفطرى وحلمها الذى سيطر على تفكيرها وآمنت به وصدقته وقررت تحدى الظروف من أجل تحقيقه، حيث فوجئت آنذاك بصعوبات كثيرة وعراقيل من كافة الاتجاهات ولكنها لم تيأس ولم تستسلم للظروف الصعبة فقررت تحدى الصعاب وخاضت التجربة بكل شجاعة وبكل عزيمة وإصرار على تحقيق النجاح حيث لم يكن فى قاموس حياتها شيء اسمه المستحيل. 

وحرصت الدكتورة سعاد كفافى على تطوير جميع المهارات والقدرات المطلوبة لتقديم نوعية من التعليم للطلاب ولراغبى العلم على أعلى مستوى من الجودة نسعى إليه حاليًا ما يعنى أنها كانت مؤمنة بأنه لا رقى إلا بالتعليم والصحة.

حرصت كفافى على تطوير جميع المهارات والقدرات المطلوبة لتقديم نوعية من التعليم للطلاب ولراغبى العلم على أعلى مستوى من الجودة، فقد أسست جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا عام 1996 بمدينة السادس من أكتوبر، وتضم هذه الجامعة عددًا من الكليات مثل كلية الطب ومستشفاها التعليمى الذى يحمل اسم "مستشفى سعاد كفافى" وكلية الصيدلة والتصنيع الدوائى، وكلية طب جراحة الفم والأسنان، وكلية العلاج الطبيعى، وكلية العلوم الطبية التطبيقية، وكلية التكنولوجيا الحيوية، وكلية الهندسة والتكنولوجيا، وكلية تكنولوجيا المعلومات، وكلية الاقتصاد وإدارة الأعمال، وكلية الإعلام وتكنولوجيا الاتصال، وكلية اللغات والترجمة، وكلية الآثار والإرشاد السياحى.

وأسست المعهد العالى للسياحة والفنادق عام 1990، والمعهد العالى للهندسة المعمارية وإدارة الأعمال الذى تأسس عام 1993، وحينذاك تغلبت الدكتورة سعاد كفافى على سلسلة من الصعوبات الحادة التى صاحبت البدايات الأولى لتحقيق الأهداف والأحلام.

وضعت المؤسسة الأولى التى أنشأتها الدكتورة سعاد كفافى فى مجال التعليم العالى (المعهد العالى للسياحة والفنادق) فى إطار صناعة السياحة مستويات جديدة للكشف عن مجالات الإبداع المبتكرة لتعليم إدارة الضيافة والإرشاد السياحى، ومنذ ذلك الحين كان لديها القدرة على إقامة علاقات وثيقة مع المعاهد العليا الأجنبية المناظرة فى أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية، وظلت الدكتورة سعاد كفافى دائمًا فى المقدمة فيما يتصل بإدخال التطورات الحديثة فى المناهج وتصميم المقررات الدراسية الرئيسية والنشاطات المنهجية الاختيارية. وكانت الدكتورة سعاد كفافى فخورة على الدوام بما خلفته من بيئة عمل تتسم بالود مع جميع الطلاب وأعضاء هيئة التدريس والإداريين، وقد كرست نفسها لتزويد الطلاب بالنصائح المعرفية والعون المستمر، وكان شغلها الشاغل تعليم أجيال المستقبل من الأخصائيين والمعلمين والمدربين رفيعى المستوى، فى إطار رؤية على درجة فائقة من الحرص والوعى وكانت تهدف إلى إثراء المجتمعات المحلية والدولية بالخبراء ورجال الأعمال ذوى الكفاءة فى ميادين عملهم.

وللحق فإن مسيرة د. سعاد كفافى ورحلة حياتها تجسيد للترابط الإنسانى والاجتماعى، وللمسؤولية العميقة التى يستشعرها كل مصرى أصيل تجاه الوطن وأهله، فخلال رحلتها تركت آثارًا سامقة، لا تزال شاهدة على صدق ما آمنت به، وعظمة ما أنجزته، وعُمق ما استلهمته من الأهل وما تركته فى الأبناء، لتُمثّل بكل ما سطّرته على صعيد التعليم والعمل التطوعى ومشروعات الخير والطب، قصة بالغة الصدق والإنسانية، وشاهدًا عظيمًا على أن "السيرة أطول من العمر".

فمازالت إنجازات الدكتورة سعاد كفافى ملء السمع والبصر، وأصبحت جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا كيانًا حقيقيًا وتحول الحلم إلى حقيقة ويومًا بعد الآخر يكبر المشروع ويزداد تميزًا فى هذا المجال، ولم تتوقف عجلة التحديث والتطوير حتى بعد رحيل الدكتورة سعاد كفافى، حيث تولى دفة القيادة ابنها الصديق والأخ العزيز خالد الطوخى، رئيس مجلس أمناء جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، والحق يقال فقد استطاع أن يسير وبكل ثقة على خطى والدته الراحلة متمسكًا بمبادئها وأفكارها الإنسانية النبيلة ولم يكن التزامه بتلك المبادئ من قبيل الشعارات الرنانة بل إنه رجل أقوال وأفعال.

فعلى سبيل المثال نجده يحرص وبشكل دائم على أن تظل المصروفات الدراسية غير مبالغ فيها كما يحدث فى الجامعات الأخرى، فقد كانت الراحلة سعاد كفافى تؤكد على هذا الأمر بأن المصروفات ينبغى أن تكون فى مقدور الأسرة البسيطة فيكفى معاناة الأسرة فى متطلبات المعيشة، وأذكر أنه أخبرنى ذات يوم أن والدته قبيل رحيلها بوقت قصير أوصت بأن تظل المصروفات الدراسية معقولة وفى متناول الجميع.

خالد الطوخى لم يتوقف عند هذا الأمر بل إنه ظل دائمًا "خير خلف لخير سلف"  فنجده وقد كرس كل وقته وجهده فى الانفتاح على العالم الخارجى لتصبح الجامعة فى مصاف الجامعات الدولية الكبرى من خلال توقيع العديد من بروتوكولات التعاون التعليمى مع كبرى الجامعات فى العديد من الدول الأوروبية وهى مسألة فى منتهى الأهمية، لأنها تنعكس بشكل إيجابى على طلاب الجامعة الذين يتم تخرجهم فى الجامعة وهم مؤهلون لاقتحام أسواق العمل داخل وخارج مصر وهم يمتلكون مقومات النجاح خاصة أن الجامعة تمنحهم أثناء سنوات الدراسة فرصة التفاعل مع العالم الخارجى والاستفادة من التطور الهائل فى وسائل التدريس فى الخارج وخاصة تلك التى تعتمد فى الأساس على التدريب والتأهيل والجانب العملى بعيدًا عن مدرجات الجامعة.

ولم تتوقف جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا عند هذا الحد بل امتدت لتخرج إلى الأقاليم فنجد هناك فرعًا للجامعة بمحافظة الأقصر وهو التوجه الذى تبناه خالد الطوخى مستلهمًا فيه "جينات التحدى" التى ورثها عن الراحلة سعاد كفافى، فجاء فرع الجامعة بالأقصر ليعكس حرص الجامعة على المساهمة فى خطة مصر ٢٠٣٠ للتنمية المستدامة، فالجامعة دائمًا وأبدًا فى قلب الأحداث الوطنية والمناسبات المهمة وهو ما يؤكد التزام الجامعة بمبادئ المسئولية الاجتماعية خاصة أن الراحلة أرست العديد من المبادئ الإنسانية النبيلة، وهو ما دفع خالد الطوخى إلى التوجيه بتنفيذ العديد من القوافل الطبية التى ينظمها مستشفى سعاد كفافى الجامعى لتجوب الأقاليم والمناطق الشعبية والمناطق الحدودية لتقديم خدمات طبية مجانية للمرضى غير القادرين على تكلفة العلاج بالمستشفيات العامة أو الخاصة.

وهنا أود إلقاء الضوء على أن ما يتحلى به خالد الطوخى، رئيس مجلس أمناء جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، من صفات إنسانية نبيلة وحرصه الدائم على المشاركة فى الأنشطة الإنسانية والمسئولية الاجتماعية لم يأت من فراغ وإنما هى "الجينات الإنسانية" التى ورثها عن والدته التربوية التى سيظل التاريخ يذكرها بكل خير فى مجال التعليم الخاص.

وإحقاقًا للحق فقد كانت الدكتورة سعاد كفافى، نموذجًا للسيدة المصرية الطموح التى اكتسبت سمعة طيبة على مدى سنوات حياتها الناجحة وهو ما كان له دور كبير وأساسى فى احترام المجتمع لها بمنحها العديد من الصفات والألقاب المشرفة ومنها "السيدة الحديدية" و"رائدة التعليم الخاص فى مصر"، كما تميزت الدكتورة الراحلة سعاد كفافى بسمات ثقافية غير مسبوقة، ويرجع الفضل فى ذلك إلى مؤهلاتها المتميزة علاوة على الدقة المتناهية فيما يتعلق بأعمالها الأكاديمية والإدارية وغيرها، ومن يدقق فى مسيرة الدكتورة سعاد كفافى يتأكد - وبما لا يدع مجالًا للشك - أنها اكتسبت سمعة عظيمة على امتداد سنوات حياتها الناجحة فقد تركت خلفها تاريخًا مشرفًا من العمل الدءوب فى المجال التربوى فهى تعد واحدة من الرواد فى تاريخ التعليم الخاص فى مصر، كما أنها حققت شهرة كبيرة باعتبارها خبيرة متميزة يشار إليها بالبنان.

هكذا كانت "قاهرة المستحيل" صاحبة حلم كبير وعظيم وامتلكت عزيمة قوية ساعدتها فى تحقيق حلمها الذى أصبح الآن صرحًا تعليميًا عالميًا بكل ما تحمله الكلمة من معنى بفضل فكر راقٍ ورؤى مستقبلية آمن بها وصدقها وعمل على تحقيقها ابنها خالد الطوخى فكان بالفعل وكما سبق أن كتبت عنه "خير خلف لخير سلف".

وحينما تتوافق الأقوال مع الأفعال وحينما تتحول الرؤى والأفكار إلى إنجاز حقيقى وملموس على أرض الواقع فلابد أن يكون هناك دافع قوى وراء ذلك فقد تعلمنا أن المقدمات دائمًا تؤدى إلى نتائج، وبالطبع فإنه كلما كانت المقدمات قائمة على أهداف نبيلة فإن النتائج وبكل تأكيد تكون على أفضل وجه، هكذا لمست فيما يقوم به خالد الطوخى رئيس مجلس أمناء جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا من أنشطة إنسانية واجتماعية يتم تنفيذها على أعلى مستوى من الرقى فالحق يقال إن ما يقوم به فى هذا الاتجاه لم يأت من فراغ وإنما هو استكمال واستمرار للدور الإنسانى الذى كانت تؤمن به "قاهرة المستحيل" رائدة العمل التربوى والإنسانى الدكتورة الراحلة سعاد كفافى التى لم تكن بالنسبة له كونها الأم فقط بل كانت ولا تزال وستظل بمثابة القدوة والمثل فى العطاء بلا حدود بل إنه ورث عنها حب العمل الإنسانى والاجتماعى الذى يتغلغل داخله ويصل إلى درجة العشق وهو ما يفسر لنا السبب الحقيقى الذى يكمن وراء حرصه على تنظيم كل تلك القوافل الطبية من خلال مستشفى سعاد كفافى الجامعى لتنطلق إلى المحافظات الحدودية والنائية والانتشار فى المناطق الشعبية ذات الكثافة السكانية المرتفعة لتقديم الخدمات الصحية مجاناً للمرضى غير القادرين، كما استطاع "الابن البار" أن يحقق طفرة كبرى فى جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا وفق معايير الجودة العالمية فى نظم التعليم وطرق التدريس لينطبق عليه بالفعل أنه "خير خلف لخير سلف".