أيقونة العمل التربوى ورائدة التعليم الخاصسبقت عصرها بأفكار غير تقليدية وواجهت العقبات بشجاعة منقطعة الن

خالد الطوخى,جامعة مصر,الرجال,العالم,التعليم,مصر,طلاب,الأقصر,يوم

رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة
محمد فودة يكتب عن "قاهرة المستحيل:  د. سعاد كفافى .. شمس لا تغيب

محمد فودة يكتب عن "قاهرة المستحيل: د. سعاد كفافى .. شمس لا تغيب

◄"أيقونة" العمل التربوى و"رائدة" التعليم الخاص 

◄سبقت عصرها بأفكار غير تقليدية وواجهت العقبات بشجاعة منقطعة النظير

◄حياتها تجسيد حقيقى للترابط الإنسانى والاجتماعى .. فحققت مكانة علمية وإنسانية غير مسبوقة

◄حفرت اسمها بحروف من نور فى سجل المسئولية المجتمعية  

◄خالد الطوخى يسير على خطى والدته فى جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا .. ملتزماً بمبادئها فى الانحياز للأسرة المتوسطة

◄إنشاء فرع للجامعة بالأقصر يضعها فى المكانة المرموقة التى تستحقها   

الكتابة عن التربوية الكبيرة وأيقونة العمل الإنسانى الدكتورة الراحلة سعاد كفافى رائدة التعليم الجامعى الخاص فى مصر، ومؤسس جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، لم تكن أمرا سهلا بالنسبة لى ، فمن أين أبدأ الكتابة عنها وكيف أعطيها حقها الذى تستحقه من تقدير؟ ولأن السيرة ستظل دائماً وأبدأ "أطول من العمر" فسيرتها هى التى تتحدث عنها رغم رحيلها منذ سنوات ، فهناك أشخاص اختصهم الله بأن منحهم القدرة على صنع مستقبل العالم الذى نعيش فيه وبكل تأكيد فإن الدكتورة الراحلة سعاد كفافى واحدة من هؤلاء اللاتى حققن المعجزة على مدى هذه المسيرة الحافلة بالعطاء. وبينما تمر ذكرى ميلادها العطرة هذه الأيام، ليتجدد الحديث عن  "قاهرة المستحيل" التى لم يكن إطلاق هذا اللقب عليها من قبيل الصدفة وإنما هو توصيف دقيق يجسد بوضوح قيمتها ومكانتها العلمية والإنسانية كونها واحدة من رواد التعليم الخاص فى مصر، فمنذ أكثر من ربع قرن فكرت فى إنشاء جامعة بمدينة السادس من أكتوبر، وقتها كان هذا المكان صحراء جرداء ومجرد البوح بمثل هذه الفكرة يعد نوعا من شطحات الخيال، فالفكرة أصلًا غير واردة من جانب الرجال فما بالنا وهى فكرة نابعة من سيدة جامعية كل ما تمتلكه هو ذكاؤها الفطرى وحلمها الذى سيطر على تفكيرها وآمنت به وصدقته وقررت تحدى الظروف من أجل تحقيقه، حيث فوجئت آنذاك بصعوبات كثيرة وعراقيل من كافة الاتجاهات ولكنها لم تيأس ولم تستسلم للظروف الصعبة فقررت تحدى الصعاب وخاضت التجربة بكل شجاعة وبكل عزيمة وإصرار على تحقيق النجاح حيث لم يكن فى قاموس حياتها شيء اسمه المستحيل.

وللحق فإن مسيرة د. سعاد كفافى ورحلة حياتها تجسيد للترابط الإنسانى والاجتماعى، وللمسؤولية العميقة التى يستشعرها كل مصرى أصيل تجاه الوطن وأهله، فخلال رحلتها تركت آثارا سامقة، لا تزال شاهدة على صدق ما آمنت به، وعظمة ما أنجزته، وعُمق ما استلهمته من الأهل وما تركته فى الأبناء، لتُمثّل بكل ما سطّرته على صعيد التعليم والعمل التطوعى ومشروعات الخير والطب، قصة بالغة الصدق والإنسانية، وشاهدا عظيما على أن "السيرة أطول من العمر"، فمازالت إنجازات الدكتورة سعاد كفافى ملء السمع والبصر، وأصبحت جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا كيانًا حقيقيًا وتحول الحلم إلى حقيقة ويومًا بعد الآخر يكبر المشروع ويزداد تميزًا فى هذا المجال، ولم تتوقف عجلة التحديث والتطوير حتى بعد رحيل الدكتورة سعاد كفافى، حيث تولى دفة القيادة ابنها الصديق والأخ العزيز خالد الطوخى، رئيس مجلس أمناء جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، الذى كان ومازال حريصاً على أن يسير وبكل ثقة على خطى والدته الراحلة متمسكًا بمبادئها وأفكارها الإنسانية النبيلة ولم يكن التزامه بتلك المبادئ من قبيل الشعارات الرنانة بل إنه رجل أقوال وأفعال فعلى سبيل المثال نجده يحرص وبشكل دائم على أن تظل المصروفات الدراسية غير مبالغ فيها كما يحدث فى الجامعات الأخرى، فقد كانت الراحلة سعاد كفافى تؤكد على هذا الأمر بأن المصروفات ينبغى أن تكون فى مقدور الأسرة البسيطة فيكفى معاناة الأسرة فى متطلبات المعيشة، وأذكر أنه أخبرنى ذات يوم أن والدته قبيل رحيلها بوقت قصير أوصت بأن تظل المصروفات الدراسية معقولة وفى متناول الجميع. خالد الطوخى لم يتوقف عند هذا الأمر بل إنه ظل دائمًا "خير خلف لخير سلف"  فنجده وقد كرس كل وقته وجهده فى الانفتاح على العالم الخارجى لتصبح الجامعة فى مصاف الجامعات الدولية الكبرى من خلال توقيع العديد من بروتوكولات التعاون التعليمى مع كبرى الجامعات فى العديد من الدول الأوروبية وهى مسألة فى منتهى الأهمية، لأنها تنعكس بشكل إيجابى على طلاب الجامعة الذين يتم تخرجهم فى الجامعة وهم مؤهلون لاقتحام أسواق العمل داخل وخارج مصر وهم يمتلكون مقومات النجاح خاصة أن الجامعة تمنحهم أثناء سنوات الدراسة فرصة التفاعل مع العالم الخارجى والاستفادة من التطور الهائل فى وسائل التدريس فى الخارج وخاصة تلك التى تعتمد فى الأساس على التدريب والتأهيل والجانب العملى بعيدًا عن مدرجات الجامعة.

ولم تتوقف جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا عند هذا الحد بل امتدت لتخرج إلى الأقاليم فنجد هناك فرعا للجامعة بمحافظة الأقصر وهو التوجه الذى تبناه خالد الطوخى مستلهمًا فيه "جينات التحدى" التى ورثها عن الراحلة سعاد كفافى، فجاء فرع الجامعة بالأقصر ليعكس حرص الجامعة على المساهمة فى خطة مصر ٢٠٣٠ للتنمية المستدامة، فالجامعة دائمًا وأبدًا فى قلب الأحداث الوطنية والمناسبات المهمة وهو ما يؤكد التزام الجامعة بمبادئ المسئولية المجتمعية خاصة أن الراحلة أرست العديد من المبادئ الإنسانية النبيلة، وهو ما دفع خالد الطوخى إلى التوجيه بتنفيذ العديد من القوافل الطبية التى ينظمها مستشفى سعاد كفافى الجامعى لتجوب الأقاليم والمناطق الشعبية والمناطق الحدودية لتقديم خدمات طبية مجانية للمرضى غير القادرين على تكلفة العلاج بالمستشفيات العامة أو الخاصة، وهنا أود إلقاء الضوء على أن ما يتحلى به خالد الطوخى، رئيس مجلس أمناء جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، من صفات إنسانية نبيلة وحرصه الدائم على المشاركة فى الأنشطة الإنسانية والمسئولية الاجتماعية لم يأت من فراغ وإنما هى "الجينات الإنسانية" التى ورثها عن والدته التربوية "قاهرة المستحيل". وإحقاقا للحق فقد كانت الدكتورة سعاد كفافى، نموذجًا للسيدة المصرية الطموح التى اكتسبت سمعة طيبة على مدى سنوات حياتها الناجحة وهو ما كان له دور كبير وأساسى فى احترام المجتمع لها بمنحها العديد من الصفات والألقاب المشرفة ومنها "السيدة الحديدية" و"رائدة التعليم الخاص فى مصر"، كما تميزت الدكتورة الراحلة سعاد كفافى بسمات ثقافية غير مسبوقة، ويرجع الفضل فى ذلك إلى مؤهلاتها المتميزة علاوة على الدقة المتناهية فيما يتعلق بأعمالها الأكاديمية والإدارية وغيرها، ومن يدقق فى مسيرة الدكتورة سعاد كفافى يتأكد -وبما لا يدع مجالًا للشك- أنها اكتسبت سمعة عظيمة على امتداد سنوات حياتها الناجحة فقد تركت خلفها تاريخا مشرفا من العمل الدءوب فى المجال التربوى فهى تعد واحدة من الرواد فى تاريخ التعليم الخاص فى مصر، كما أنها حققت شهرة كبيرة باعتبارها خبيرة متميزة يشار إليها بالبنان، هكذا كانت "قاهرة المستحيل" صاحبة حلم كبير وعظيم وامتلكت عزيمة قوية ساعدتها فى تحقيق حلمها الذى أصبح الآن صرحا تعليميا عالميا بكل ما تحمله الكلمة من معنى بفضل فكر راقٍ ورؤى مستقبلية آمن بها وصدقها وعمل على تحقيقها ابنها خالد الطوخى فكان بالفعل وكما سبق أن كتبت عنه "خير خلف لخير سلف".

رحم الله الدكتورة سعاد كفافى وأسكنها فسيح جناته وأسعد آخرتها بقدر ما أسعدت الآلاف من الطلاب ومن غير القادرين، كما ساعدت المرضى فى ربوع مصر الذين تلقوا العلاج مجانا من خلال القوافل الطبية التى كانت ولاتزال عنواناً للوجه الإنسانى لجامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا.