رئيس يقف فى وجه المستحيل .. وشعب قرر أن ينهض من جديد.. كيف انتصر السيسى على "قوى الشر" حتى عاد مجد مصر؟
- إنها مصر أيها الصغار.. هزمنا "إرهاب" الإخوان وانتصرنا على "تآمر" من يسمون بالأشقاء
لم تكن معركة استعادة مجد مصر حربًا عابرة أو قرارًا إداريًا، بل كانت رحلة شاقة من الألم والعزم والوعي.
كنت - وما زلت - أرى في الرئيس عبد الفتاح السيسي صورة الجندي الذي لم يخلع بدلته القتالية قط، حتى وهو يجلس على كرسي الرئاسة.
رجل خاض حربًا لا تقل قسوة عن ميادين القتال، حربًا من نوعٍ آخر، ضد الفوضى واليأس والانقسام وضياع الهوية.
وعندما أقول «عاد مجد مصر»، فأنا لا أتحدث عن مجدٍ زائل أو لحظة عابرة، بل عن روحٍ عادت إلى وطنٍ كاد يفقد نفسه.
إنها مصر أيها الصغار… مصر التي إن سقطت، سقط العالم العربي كله، وإن نهضت، استقام ميزان الشرق بأسره.
في تلك السنوات العصيبة التي تلت الفوضى، لم تكن مصر تواجه أزمة اقتصادية فقط، بل أزمة وجود.
كانت الدولة تترنح تحت وطأة الانقسام، ومؤسساتها مهددة، والوعي الجمعي في حالة تشتت غير مسبوقة.
يومها ظهر رجل يقول بهدوءٍ وثقة: "مصر لن تضيع"، وكانت تلك الجملة بالنسبة لي وللملايين قسمًا لا وعدًا.
لم يأتِ السيسي ليحكم، بل جاء ليحارب - لا بالسلاح وحده، بل بالإرادة، وبالتخطيط، وبالعمل الذي لا يعرف الراحة.
حارب على جبهات متعددة، في وقتٍ واحد. جبهة الأمن أولًا؛ لأن بلدًا بلا أمن لا حياة له.
وقف أمام الإرهاب بصلابة لا تلين، وفي عهده تحولت مصر من ساحة دماء إلى واحة استقرار.
لم تكن الحرب على الإرهاب فقط حربًا ضد جماعات تحمل السلاح، بل ضد فكرٍ أراد أن يسرق من المصريين هويتهم وإيمانهم الوسطي.
أدرك أن المعركة الحقيقية هي معركة وعي، فكانت خطبه ورسائله دائمًا موجهة للعقل قبل العاطفة، للمواطن البسيط قبل النخبة، وللمستقبل قبل الحاضر.
ثم كانت جبهة الاقتصاد، وهي الجبهة الأكثر قسوة وإيلامًا.
فحين تولى السيسي الحكم، كان يعلم أنه يدخل حربًا اقتصادية بلا ذخيرة.
لم تكن الموارد تكفي، ولا الظروف تسمح بالمغامرة، لكن الرجل اختار الطريق الأصعب: الإصلاح الجذري لا المسكنات.
رفع الدعم تدريجيًا، حرر سعر الصرف، وواجه غضب الشارع بشجاعة نادرة؛ لأنه كان يرى ما لا يراه الآخرون.
كان يرى أن المصري لن يعيش حياة كريمة إلا بدولة قوية مستقرة، وأن الثمن يجب أن يُدفع اليوم حتى تُقطف الثمار غدًا.
وها نحن اليوم نرى نتائج تلك القرارات القاسية في مشاريع عملاقة وبنية تحتية غير مسبوقة وعودة الثقة للمستثمرين.
وحين تتأمل المشهد السياسي الخارجي، تدرك أن السيسي خاض حربًا أخرى لا تقل صعوبة.
مصر التي كانت تُستدعى لتستمع، عادت لتتحدث ويُصغى إليها.
استعادت مكانتها في إفريقيا والعالم العربي، وأصبحت رقماً صعبًا في كل معادلة إقليمية.
لم يكن الطريق مفروشًا بالورود، بل مليئًا بمحاولات التشويه والضغوط والابتزاز، لكنه تعامل معها بسياسة الهدوء والقوة في آنٍ واحد، محافظًا على مبدأ ثابت: أن مصر لا تُباع ولا تُشترى، وأن كرامتها من كرامة أبنائها.
لكن أعظم معركة خاضها السيسي - في رأيي - لم تكن في الاقتصاد أو الأمن، بل في الوعي.
لقد فهم أن العدو الحقيقي ليس فقط من يحمل السلاح، بل من يعبث بعقول الناس ويزرع فيهم الشك واللامبالاة.
كانت معركته الكبرى أن يعيد للناس إيمانهم بوطنهم، أن يعيد الثقة بين الدولة ومواطنيها بعد سنوات من الانكسار، ففتح باب الحلم من جديد أمام الشباب، وأطلق المشاريع القومية لتصبح رموزًا للأمل لا مجرد أرقام في الموازنة.
وعندما تتجول اليوم في شوارع مصر الجديدة، ترى بأم عينك كيف تحولت الفكرة إلى واقع، وكيف عادت الثقة إلى العيون التي كانت خائفة.
لقد كان السيسي يدرك أن المجد لا يُستعاد بالكلمات، بل بالعرق والتضحية والوقت.
لم يَعِد المصريين بمعجزات، بل طلب منهم أن يعملوا معه وأن يصبروا؛ لأن الوطن لا يُبنى في يوم ولا حتى في عقد.
قالها بصدق: "هتبنوا بلدكم معايا ولا لأ؟"، وكان يعرف أن من يحب مصر لا يخذلها، حتى وإن تألم.
فاستجاب الناس، تحملوا الغلاء، صبروا على الإصلاحات، وآمنوا بأن النتيجة ستكون مصر جديدة، تليق بتاريخها وتستحق حاضرها.
واليوم، حين أنظر إلى ما تحقق، لا أرى فقط طرقًا وجسورًا ومدنًا جديدة، بل أرى إعادة بعث للأمة المصرية نفسها.
عادت الشخصية المصرية لتنهض من جديد بعد أن حاول البعض تشويهها أو تهميشها.
عادت فكرة «الجدعنة»، والكرامة، والاعتزاز بالهوية.
وأصبح الانتماء لمصر مرة أخرى مصدر فخرٍ لا مجرد بطاقة هوية.
لقد انتصر السيسي في حربٍ لم تطلق فيها رصاصة واحدة، لكنها استنزفت كل طاقته وإيمانه وإصراره.
إن الذين يستخفون بما تحقق لا يدركون حجم الخراب الذي ورثته الدولة ولا حجم الإرادة التي احتاجها إنقاذها.
بعضهم يرى المشروعات، ولا يرى الإنسان الذي خطط وقاد وواجه وحمى، وبعضهم يقيس التقدم بالأرقام فقط، وينسى أن أخطر ما كان يهددنا هو فقدان الروح.
واليوم تلك الروح عادت.
عادت في نظرة فخر لجنودنا، في وعي شبابنا، في انحيازنا للوطن لا للفوضى.
لقد كانت معركة المجد معركة وعي وإيمان، والنتيجة أن مصر أصبحت دولة يُحسب حسابها، وشعبها يرفع رأسه عاليًا.
قد نختلف حول التفاصيل، لكن لا يمكن أن نغفل الحقيقة الكبرى: أن رجلًا جاء في لحظة ضياع فاختار أن يحمل الجبل على كتفيه، ونجح أن يعيد إلى الأمة ثقتها بنفسها.
نعم، إنها مصر أيها الصغار.
مصر التي لا تُقاس بمساحتها ولا بعدد سكانها، بل بتاريخها الذي يعلّم الدنيا كيف تنهض بعد كل انكسار.
مصر التي لا تعرف المستحيل؛ لأنها دائمًا تجد في أبنائها من ينهض بها، كما فعل السيسي، حين حارب حتى عاد مجدها، وأثبت أن من يحمل حب مصر في قلبه لا يُهزم أبدًا.
وإذا كان لا بد أن نُضيف فصلاً جديدًا في هذه الحكاية، فهو عن معركة الوعي والإعلام، تلك الحرب الخفية التي لم يكتب عنها التاريخ بعد، لكنها كانت أخطر من كل المعارك الأخرى.
أدرك السيسي أن الهدم يبدأ من الكلمة، وأن بناء الوعي هو الحصن الأخير في وجه محاولات التشكيك والتزييف.
لذلك كانت رسائله دائمًا موجهة للشعب: "خلي بالك من بلدك".
لم يكن يخاطب العقول فقط، بل الضمائر.
في زمنٍ امتلأت فيه الشاشات بالشائعات، وقف هو يذكّر الناس بأن الحقيقة لا تُؤخذ من الضوضاء، بل من الواقع، من الإنجاز الذي تراه عيونهم.
لقد آمن بأن مصر لن تُهزم طالما ظل شعبها واعيًا، ففتح أبواب النقاش، وواجه الحملات المغرضة بالحقائق والأرقام، لا بالصراخ أو المزايدات.
وشيئًا فشيئًا، بدأت الحرب النفسية تفشل؛ لأن وعي المصريين بدأ يستعيد نفسه.
لم تعد الأكاذيب تجد أرضًا خصبة، وصار المواطن يميز بين من يبني ومن يهدم، بين من يعمل بصمت ومن يصرخ بلا هدف.
أما البعد الإنساني في قيادة السيسي، فهو ما يمنح تجربته عمقها الحقيقي.
فهو لم يكن زعيمًا ينظر إلى الأرقام فقط، بل إلى الإنسان أولًا.
كل مشاريعه كانت تستهدف كرامة المواطن قبل أي شيء.
حين أنشأ المدن الجديدة، لم يكن يسعى لجمالٍ معماري فحسب، بل لخلق حياة تليق بالمصري الذي تحمل كثيرًا.
حين تحدث عن "بناء الإنسان المصري"، كان يعني التعليم، والصحة، والثقافة، والقيم؛ لأنه يعرف أن أعظم إنجاز لا قيمة له إذا لم يصاحبه إنسان واعٍ يملكه ويدافع عنه.
لقد أراد السيسي أن يعيد تشكيل الوجدان المصري من جديد، بعد أن شوهته سنوات من التشتت، وأن يذكّر المصريين بأنهم أصحاب حضارة لا تعرف الانكسار.
لذلك تجد في كل خطاب له إشارات للهوية، للمجد، للتاريخ، وكأنّه يربط الحاضر بالجذور حتى لا ننسى من نحن.
تلك ليست شعارات، بل أدوات لإعادة الثقة وبناء الذات الجماعية للأمة.
ومع كل ما تحقق، لم يتوقف السيسي يومًا عن التحذير من التحديات المقبلة؛ لأنه يدرك أن معركة بناء الدولة لا تنتهي.
فكل إنجاز يحتاج من يحميه، وكل مجد يحتاج من يصونه.
لذلك يصر دائمًا على أن مصر ما زالت في طريقها نحو القمة، وأن الحفاظ على ما تحقق لا يقل صعوبة عن تحقيقه.
لقد خاض السيسي معركة ضد الزمن نفسه، فأنجز في عقد ما قد يحتاج إلى نصف قرن، أعاد ترتيب الأولويات، ووضع مصر على مسار يليق بتاريخها.
نعم، ربما لا يشعر البعض بكل النتائج بعد، لكن التاريخ وحده سينصف هذه المرحلة، كما أنصف من قبل كل من حمل راية الوطن بإخلاص.
إنها مصر أيها الصغار… تلك الكلمة التي تختصر الحكاية كلها.
بلد لا يموت، وزعيم اختار أن يقف في وجه المستحيل، وشعب قرر أن ينهض من جديد.
وهكذا فقط يُكتب المجد: بإيمان، وعمل، وقيادة تعرف أن الوطن ليس أرضًا نعيش عليها، بل كرامة نعيش من أجلها.

- الاخوان
- الوعي
- اقتصاد
- صلاح
- فقدان
- درة
- الاقتصاد
- العالم
- محمود الشويخ
- التخطيط
- الصحة
- عامل
- يوم
- السيسي
- سلاح
- رئيس يقف فى وجه المستحيل
- وشعب قرر أن ينهض من جديد
- شائعات
- الدول
- استقرار
- محمود الشويخ يكتب
- ثقافة
- حملات
- اول
- المشروعات
- المرحلة
- قرار
- حكم
- مشروع
- الشباب
- راب
- محافظ
- شخص
- رئيس
- ملك
- المصري
- ادا
- مصر
- الرئيس عبد الفتاح السيسي
- تعرف
- صرف
- كرة
- السعد معاه والشعب وراه



