« مصر تواجه كالعادة ».. كيف يقود الإخوان الإسرائيليون الحرب ضد الدولة المصرية؟

محمود الشويخ - صورة
محمود الشويخ - صورة أرشيفية

- الحرب على السفارات ومهاجمة وزارة الداخلية ونشر الأكاذيب على مواقع التواصل.. لعبة الإخوان القذرة لإشعال الفتنة مصر

- بلدنا أكبر من المزايدات والتشويه والافتراء.. ودورنا لا يمكن لأحد أن ينكره إلا لو كان في قلبه مرض إخواني

في زمن تشابكت فيه الخطوط بين الحقيقة والزيف، وقفت مصر، الدولة والشعب، عند مفترق طرق شديد الحساسية، بينما تكالبت عليها حملات مشبوهة، تقودها جهات معلومة الهوى، تتخذ من الإعلام سلاحًا ومن الكذب وقودًا ومن الفوضى هدفًا.

وسط هذه العاصفة، ظهر من جديد ذلك التحالف القديم الجديد، بين التنظيمات الإرهابية وعلى رأسها جماعة الإخوان، وبين أجندات إقليمية ودولية، في مقدمتها دولة الاحتلال الإسرائيلي، لمحاولة النيل من الدولة المصرية والتشكيك في دورها الوطني والقومي تجاه القضية الفلسطينية.

ما تشهده الساحة اليوم ليس مجرد خلاف سياسي، بل هو مشهد مكتمل الأركان لحرب إعلامية ونفسية، تسعى لإعادة تشكيل الوعي الجمعي في مصر والعالم العربي، عبر ادعاءات ممنهجة تسير في اتجاه واحد: تبرئة إسرائيل من مسؤوليتها عن جريمة تجويع الفلسطينيين في غزة، وتحميل مصر المسؤولية، زورًا وبهتانًا، عبر تضليل الرأي العام وتشويه الحقائق.

سر التحركات الإرهابية 

جماعة الإخوان، التي اعتادت العمل كوكلاء لقوى أجنبية منذ نشأتها، تحركت مؤخراً بكل أذرعها الإعلامية والتنظيمية، في الداخل والخارج، لتنفيذ مخطط خبيث يهدف إلى ضرب ثقة الشارع في مؤسسات الدولة المصرية، في توقيت بالغ الخطورة.

فبينما تقصف الطائرات الإسرائيلية المدنيين في قطاع غزة، ويُحاصر الأطفال والنساء بلا ماء ولا غذاء، يتجه خطاب الإخوان وممولوه نحو تحميل مصر مسؤولية المعاناة، متناسين عمداً أن المعبر الوحيد الذي تدخل منه المساعدات هو معبر رفح، الذي تفتحه مصر يومياً، رغم المخاطر، لإدخال الغذاء والدواء والوقود.

هذا الخطاب المشبوه لم يأتِ من فراغ، بل جاء بعد فشل محاولات سابقة لتحريك الشارع المصري ضد الدولة.

إذ لم يكن الهدف مجرد انتقاد، بل خلق حالة من الغضب والتشويش، والدفع نحو حالة من الفوضى، على أمل استنساخ مشاهد الخراب التي شهدتها مصر قبل أكثر من عقد.

خطاب الرئيس السيسي

في هذا السياق المتوتر، جاء خطاب الرئيس عبد الفتاح السيسي الأخير، من مكتبه بالعلمين الجديدة، بمثابة رسالة واضحة وصريحة، موجهة إلى الداخل والخارج معًا، فالرئيس لم يخرج فقط للدفاع عن موقف الدولة، بل لتحذير المصريين من الانجرار خلف حملات التضليل، وتوضيح الحقائق بالأرقام والوقائع.

ووجه الرئيس نداء عاجلا إلى الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي والأشقاء العرب بضرورة بذل أقصى الجهود من أجل وقف الحرب على غزة وإدخال المساعدات وإنهاء معاناة الفلسطينيين، كما وجه نداء شخصيا إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قائلا:"أقدر الرئيس ترامب شخصيا، وهو قادر على إيقاف الحرب وإدخال المساعدات، لقد حان الوقت لتحقيق ذلك"..

وشدد الرئيس على حرص مصر على إدخال أكبر قدر من المساعدات الإنسانية إلى الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.. وقال: "لا يمكن أن نقوم بأي دور سلبي ضد أشقائنا الفلسطينيين ودورنا محترم وشريف ولم ولن يتغير.. نحرص على إيجاد حلول للأزمة الحالية ووقف الحرب وتخفيف التوتر في المنطقة.".

‎وأضاف الرئيس: "نعمل على إدخال أكبر قدر من المساعدات ونسعى لإيقاف الحرب وإطلاق سراح الرهائن وتحقيق فكرة حل الدولتين.. واصفا الوضع داخل قطاع غزة بالمأساوي ولا يطاق، ولابد من إدخال أكبر حجم من المساعدات لتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني فالقطاع يحتاج ما بين 600 إلى 700 شاحنة يوميا في الظروف العادية.

‎وشدد على أن مصر حرصت منذ أحداث السابع من أكتوبر على أن تشارك بصورة إيجابية مع شركائها في قطر والولايات المتحدة الأمريكية من أجل ثلاث نقاط محددة، الأولى تتمثل في إيقاف الحرب، والثانية إدخال المساعدات والثالثة الإفراج عن الرهائن"..

الحرب على السفارات 

في ظل هذه الحملة، ظهرت على مواقع التواصل دعوات وهمية للتظاهر، وأخرى لمهاجمة المنشآت الرسمية، بل تمادى البعض في ترويج دعوات للاعتداء على سفارات أجنبية، ونشر فيديوهات مفبركة تظهر حشودًا مزعومة في الميادين.

الهدف من ذلك كله هو تصوير أن هناك "ثورة قادمة"، كما تروج صفحاتهم، بينما في الحقيقة لا توجد إلا رغبة في إشعال الحرائق وبث الفوضى.

ما تقوم به صفحات مثل "الموقف المصري"، وغيرها من الصفحات التي ترتدي ثوب النقد الوطني بينما تخدم أجندات مشبوهة، هو جزء من منظومة حرب الجيل الرابع، والتي تعتمد على سلاح الشائعات وتزييف الوعي والتشكيك في كل شيء، من نوايا الدولة إلى قراراتها وسياساتها.

بلدنا أكبر من المزايدات والتشويه والافتراء

مصر، التي رفضت المليارات لقبول التهجير، ورفضت الانصياع لضغوط دولية لفتح حدودها، وخسرت مئات الملايين نتيجة ضرب ممرات التجارة العالمية في البحر الأحمر، لم تساوم يومًا على مبدأ، ولم تُفرّط في أمنها القومي أو في حق الشعب الفلسطيني.

هذه المواقف لا تحتاج إلى تصفيق أو إشادة، ولكنها بالتأكيد لا تستحق الطعن والخيانة.

بلدنا أكبر من هذه المزايدات الرخيصة، وأكبر من هذا الخطاب المريض الذي لم يعد يخدع أحدًا.

أما من يتحدث اليوم عن تقصير مصري أو خيانة مصرية، فهو إما جاهل بالحقائق، أو متورط في أجندة لا تمت للوطنية بصلة.

مصر كانت وستظل قلب العروبة، وحصن فلسطين، وخط الدفاع الأول عن قضايا الأمة.

أما الإخوان، ومن سار في ركبهم، فهم الوجه الآخر لأعداء الداخل والخارج، ولا فرق بينهم وبين الاحتلال؛ لأن كليهما يهدف لتدمير الدولة الوطنية، وتشويه مؤسساتها، وبث الفرقة بين أبنائها.

ففي النهاية، لا يهاجم مصر بهذا الشكل إلا من كان في قلبه مرض، أو يحمل في صدره مشروعًا آخر غير مشروع الوطن.

الصفحة الثالثة من العدد رقم 422 الصادر بتاريخ 31 يوليو 2025
تم نسخ الرابط