الخميس 29 مايو 2025
الشورى
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء
والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى
الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء
والعضو المنتدب
محمد فودة

جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا.. صرح يتجلى فيه الوفاء بالوطن والإنسان

د.فتحي حسين
د.فتحي حسين

وسط عالم تتشابك فيه التحديات وتتسارع فيه خطى المستقبل، تظل بعض المؤسسات تحمل في صمتها ضجيج الإنجاز، وفي تواضعها كبرياء العطاء.

إنها جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، الجامعة التي لم تكتفِ بتقديم العلم، بل آلت على نفسها أن تكون حارسة للصحة، وناشرة للنور، وجسرًا للعدالة الاجتماعية، تجسده في كل فعل وكل نبضة حياة تقدمها عبر مستشفى الراحلة العظيمة سعاد كفافي، التي صارت في محراب الطب عنوانًا للرقي الإنساني وعمق الانتماء.

إن ما يفعله خالد الطوخي، رئيس مجلس أمناء الجامعة، لا يندرج تحت مسمى “الإدارة” فحسب، بل هو دور من يؤمن بأن المؤسسات التعليمية ليست جزرًا معزولة عن وجدان الوطن واحتياجاته.

فالرجل الذي يضع التنمية المستدامة على رأس أولوياته، يسخّر موارد الجامعة، ويبني قدراتها، لتمضي على خطى دولة تبحث في كل ذرة من ترابها عن حياة كريمة لمواطنيها.

ولم تكن مستشفى سعاد كفافي الجامعي مجرد وحدة طبية ملحقة بجامعة، بل أصبحت قلبًا نابضًا بالمحبة والمسؤولية.

هذا ما أكده الدكتور نهاد المحبوب، القائم بأعمال رئيس الجامعة وعميد كلية الطب البشري، وهو يصف بإخلاص كيف أن المستشفى يسابق الزمن في مواكبة أحدث تقنيات الطب، لتقديم خدمة صحية تحاكي العالمية، في بيئة تتنفس الطمأنينة وتحترم آدمية الإنسان.

وفي كل غرفة، وكل سرير، وكل جهاز طبي، تتجلى معاني الرؤية والبصيرة. فها هو الدكتور محمد زعزوع، مدير عام المستشفى، يقود كتيبة من الأطباء والكوادر بكفاءة عالية، في مؤسسة لا تسعى فقط للعلاج، بل تسعى لأن تكون طليعة في تقديم رعاية صحية متكاملة لكل فئات المجتمع، دون تمييز، وبدون ضجيج أو دعاية فارغة.
في زمن أصبح فيه الوصول إلى جهاز أشعة رقمي متطور أو معمل تحاليل دقيق رفاهية لا يطالها إلا البعض، حرصت المستشفى على توفيرها لتكون حقًا لكل من يلج بابها.

بل لم تتوقف عند ذلك، بل أعلنت عن افتتاح مركز متكامل للعلاج الكيماوي، يتضمن غرفة عزل تراعي الفئات الأشد هشاشة من المرضى، كأنها أمّ تُدرك كيف تحمي أبناءها من نسمة قد تكون قاتلة.

وحين تتجول في هذا الصرح الطبي، لن تجد فقط الأجهزة، بل ستجد الإنسان.

إن ما يميز مستشفى سعاد كفافي ليس فقط حداثة الإمكانات، بل دفء الأرواح التي تعمل فيه، وصدق القلوب التي تضع صحة المواطن فوق كل اعتبار.

وكأن الطاقم الطبي قرأ القسم المهني من كتاب الإنسانية لا من الكتب الدراسية فحسب.

ولأن المسؤولية المجتمعية ليست شعارًا يُتلى، بل رسالة تُحمَل، خرجت المستشفى بقوافلها الطبية لتُعيد للناس في ربوع أكتوبر والجيزة الإحساس بأن الدولة ليست بعيدة، وأن الجامعة ليست برجًا عاجيًا.

قوافل فيها الروح المصرية الحقيقية؛ حيث الطبيب والممرض والطالب يتشاركون الهمّ والدواء والتشخيص، ليعود الطب إلى أصله النبيل: ضوء في العتمة، وسند في المحن.

وفي زمن يعاني فيه التعليم من تغوّل النمطية وغياب الرؤية، جاءت جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا لتقول كلمتها الواثقة.

فاستضافت اجتماع المجلس الأعلى للجامعات الخاصة والأهلية، وسط تقدير من وزير التعليم العالي الدكتور أيمن عاشور، لرؤية الجامعة الرائدة في دمج التعليم بالثقافة، والبحث العلمي بالمجتمع.

وكيف لا، وأوبرا الجامعة، التي صممها الوزير نفسه قبل أن يتقلد المنصب، تحتضن هذه الاجتماعات بروح فنية وثقافية تليق بمصر الحضارة.

إن الجامعة التي احتفلت بيوبيلها الفضي بعد 25 عاما من التأسيس، لم تكن تحتفل فقط بتاريخ، بل بمنهج، وبنهج لم يحد يومًا عن خدمة الوطن.

وقد تُوّج هذا النهج أخيرًا بالدخول في تصنيف التايمز البريطاني لعام 2025، في القطاع الطبي، ليُكتب اسم الجامعة بحروف من فخر بين الكبار، في إنجاز هو ثمرة جهد جماعي، ورؤية تتحدى حدود الممكن.

ومثلما كانت الراحلة سعاد كفافي تؤمن بأن الطب رسالة، لا وظيفة، ها هو اسمها يمتد حيًّا في مستشفى تحمل اسمها، وتحيي به كل يوم إنسانًا كان على شفا يأس.

ويظل هذا كله امتدادًا لمؤسسة تحترم ذاتها، وتحترم دورها، وتوقن أن التنمية ليست أبراجا تشيد، بل أرواحًا تُصان، وكرامة تُحفظ.

ففي جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، هناك وطن مصغر، لا تقاس حدوده بالجغرافيا، بل بعطاء لا يُقاس، وانتماء لا يُشترى.

هنا، نرى المستقبل ليس أمنية، بل ممارسة. وهنا، يتجلى المعنى الحقيقي لأن تكون الجامعة قلبًا نابضًا لوطن يتوق إلى النهوض، وضميرًا حيًا في زمن أصبحت فيه المسؤولية المجتمعية عملة نادرة.

ولعل التاريخ سينصف هذه المؤسسة كما أنصف من سبقوها في حمل راية التنوير والبناء.

فكل جهاز طبي، وكل قافلة، وكل طبيب يُدرّب طلابه وهو يداوي مريضه، هو بمثابة لبنة تُضاف في جدار وطن نطمح أن نراه آمنا، عفيا، مزدهرا.

وسيبقى خالد الطوخي، لا مجرد رئيس مجلس أمناء، بل حارسا أمينا على شعلة حملتها الجامعة، فأنارت بها دروب الطب والتعليم والكرامة.

تم نسخ الرابط