الشعب المصرى السند الحقيقى للأشقاء فى غزةالعلاقات الإنسانية الراقية هى صمام الأمان الحقيقى لحياتنا جميعا

مصر,القاهرة,الزقازيق,العالم,أحداث,السيسى,المواطنين,فلسطين

رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة

محمد فودة يكتب: المصريون أرقى شعوب العالم

الشورى

◄الشعب المصرى "السند الحقيقى" للأشقاء فى غزة

◄العلاقات الإنسانية الراقية هى صمام الأمان الحقيقى لحياتنا جميعًا

◄بالحب والمشاعر النبيلة نصنع المعجزات ونتجاوز الأزمات

◄الأزمات والكوارث أربكتا العالم كله وغيرتا مفردات حياتنا وقلبتاها رأسًا على عقب

 

حينما كتبت من قبل عن ضرورة تمسكنا بالعلاقات الإنسانية وضرورة وجود الحب فى حياتنا مهما كانت الظروف، وتناولت بشيء من التفصيل كيف صارت المشاعر الآن، لم أكن أتوقع كل هذا الكم الهائل من ردود الأفعال المتنوعة والمتباينة التى إن دلت على شيء فإنما تعكس حقيقة مؤكدة هى أن ما يصدر عن القلب بتلقائية وبصدق يصل إلى القلوب بسهولة ويسر دون الحصول على إذن بالدخول ودون الحاجة أصلاً لأية تفسيرات أو مبررات للكتابة فالبوح بمكنون النفس لا يتطلب «كتالوج» للتعرف على تفاصيله وإنما هو يستوحى قوته من مقدار صدقه وبساطته وتلقائيته أيضاً.

الأمر الذى شجعنى لأن أواصل السير فى نفس الاتجاه وأن أستمر فى الكتابة والغوص داخل أعماق النفس والوجدان، خاصة بعد ما رأيته من مشاهد توحد الشعوب وخصوصا شعب مصر العظيم ضد ما يحدث فى غزة، فقد أثبت الشعب المصرى -بما لا يدع مجالا للشك- أنه من أنقى وأطيب شعوب العالم، ويكفى تأثره وانفعاله بما يحدث فى غزة يوميا، وتلبيته نداء الرئيس عبد الفتاح السيسى برفض تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، والتأكيد على ضرورة وقف العدوان على القطاع، خرج ملايين المصريين فى ميادين الجمهورية المختلفة، للتنديد بقمع قوات الاحتلال الإسرائيلى قطاع غزة، والمستمر منذ السابع من أكتوبر الجارى، وراح ضحاياه الآلاف من الشهداء والمصابين معظمهم أطفال ونساء، وتحت شعار: "الشعب يريد تحرير فلسطين" و"بالروح بالدم نفديك يا أقصى"، ردد المصريون فى تظاهراتهم هذه الهتافات، رافعين الأعلام المصرية والفلسطينية، كما شهد معبر رفع المصرى مسيرات لمواطنين مصريين، وشهدت الجامعات المصرية العديد من المسيرات المناهضة سياسة الاحتلال، ففى محافظة القاهرة توافد آلاف المواطنين على النصب التذكارى للجندى المجهول بطريق النصر؛ وفى الجيزة، احتشد آلاف المواطنين بمدينة السادس من أكتوبر بمحافظة الجيزة؛ تأييدا لموقف الرئيس عبدالفتاح السيسى وقراراته الداعمة القضية الفلسطينية، وفى شمال سيناء، نظم المئات من أعضاء التحالف الوطنى والجمعيات الأهلية والأحزاب السياسية وأبناء القبائل بشمال سيناء، وقفة احتجاجية أمام معبر رفح البرى، وردد المشاركون فى الوقفة الاحتجاجية "يا فلسطين يا فلسطين.. إحنا معاكى ليوم الدين"، و"بالتأكيد بالتأكيد إحنا معاك فى التفويض"، وفى بنى سويف، احتشدت جموع الشباب والفتيات من أمام مسجد عمر بن عبد العزيز فى وسط مدينة بنى سويف حتى ميدان الشهيد محمد هارون، وفى الشرقية، شهدت المحافظة مسيرة حاشدة أمام مبنى ديوان عام المحافظة بمدينة الزقازيق شارك فيها الآلاف من أعضاء الأحزاب المتعددة من أبناء المحافظة، ما يؤكد أن الشعب المصرى من أرقى شعوب العالم وأكثرها تحضرا كما أنه حاضر بقوة وقت الأزمات.

وهنا أوجه دعوة للحب والتصالح مع النفس فالدنيا لا تساوى شيئا بدون راحة البال، أتمنى أن نبقى على الحب النظيف والراقى، وأن نعود لوقت أن كان الحب وبكل صدق هو المحرك الرئيسى لحياتنا بالكامل فقد كانت النوايا حسنة والأهداف بسيطة ومشروعة وعادلة وهى أن ننعم بحياة هادئة مع من نحب ومع من يسكن القلب ومع من يعيش داخل الوجدان، ولكن للأسف الشديد ووسط زحمة الحياة تحول هذا الحب الآن إلى نوع بعيد كل البعد عن المعانى النبيلة والأهداف السامية بل تغير تماماً مفهوم الصدق الذى عشناه من قبل بل وما زلنا نعيش على ذكرياته الحلوة التى تسكن بين ضلوعنا قبل أن يظهر فى حياتنا كل هذا التوحش وكل هذا الانفلات فى العلاقات الاجتماعية والإنسانية، فبالتسامح وإفساح المجال أمام الآخرين لتوفيق أوضاعهم وتصحيح مسار مشاعرهم سوف تكون النتائج إيجابية وسوف نتمكن من تجاوز أية عقبات تقف فى طريق السعادة التى ننشدها، فبالحب والتسامح حتى مع من يسيئون لنا ومع من يتنكرون الحب نستطيع مواصلة الحياة بشكل طبيعى وبما يمنحنا القدرة على البقاء والعيش فى حالة تسامح وتصالح مع النفس.

وقد يرى البعض أن الكتابة عن الحب الصادق والمشاعر النبيلة نوع من الضعف الإنسانى أو أنه أمر شخصى لا يجب الدخول فى تفاصيله بأى حال من الأحوال، ولكنى حينما أكتب عن هذا الجانب فإننى وبكل شجاعة أعلن رفضى التام ما تتعرض له المشاعر النبيلة والحب الصادق فى عالم يتغير بشكل سريع ومتلاحق، عالم يسوده التوحش وتسيطر عليه لغة التطرف العاطفى ومشاعر الأنانية، تلك المشاعر البعيدة كل البعد عن الطبيعة الإنسانية فالحب أساس الكون، ومن أجل الحب الذى مهما تباينت درجاته ومهما تنوعت أشكاله وألوانه فهو وبكل تأكيد سيظل دائماً هو صمام الأمان بالنسبة لنا جميعاً والبوتقة التى تنصهر بداخلها كافة أشكال وألوان المشاعر الجميلة، لذا ليتنا نمنح أنفسنا وقتا لأن نحب وأن نهيئ للمشاعر الصادقة المناخ الصحى لأن تنتشر بيننا بشكل طبيعى، والحق يقال فإنه بعيداً عن الدراسات العلمية والأبحاث الاجتماعية المتعلقة بالحب ودوره فى تطوير حياتنا والارتقاء بمستوى العلاقات الاجتماعية فإن العقل والمنطق يؤكدان أيضاً على حقيقة غير قابلة حتى للمناقشة هى أننا حينما نحب بصدق ونترك قلوبنا تتنفس حباً فإن ذلك ينعكس بشكل كبير على حجم ومستوى علاقاتنا الاجتماعية بصفة عامة بل يجعل حياتنا كلها هادئة ومستقرة.

أقولها بكل صراحة: افتحوا نوافذ الخير فى قلوبكم وأغلقوا أبواب الشر بكل ما أوتيتم من قوة لتبتعد تلك الصفات غير الحميدة وتذهب بعيداً إلى من هم يستحقونها، وهيئوا الطريق للحب والتسامح والمصالحة مع النفس حتى يصل الحب إلى قلوبكم ويتسيد الموقف، فالحب سيظل هو "إكسير" الحياة والقناعة حينما تكون هى الدستور الذى يحكم تلك الحياة ويتولى إدارة شئونها فإنه -وبكل تأكيد- سينعكس ذلك على حياتنا بالكامل بل وعلى حياة من يحيطون بنا أيضاً ، فنحن لا نستطيع العيش بمفردنا فى هذه الحياة الصعبة القاسية والموحشة، لذا فإننى أقولها بكل صراحة ووضوح: «بالحب والتسامح يهون كل شيء مهما كان صعباً وقاسياً».

أتمنى أن يسود الأمان والاستقرار كل ربوع وطننا العربى، وأن يحفظ الله لنا وطننا الغالى مصر وتتحقق فيه أمنيات وطموحات جمهوريتنا الجديدة، وأتمنى من كل قلبى أن نكون بالفعل على أعتاب أحداث مليئة بالسعادة والأفراح والمناسبات السارة التى تنسينا كل هذا الكم من الشقاء الذى عايشناه من أزمات طاحنة وكوارث لم تكن فى الحسبان أربكت العالم كله وغيرت مفردات حياتنا بالكامل وقلبتها رأسًا على عقب فى ظل الأوبئة والحروب، أتمنى أن يعم الاستقرار على العالم كله وأن يسود مجتمعاتنا العربية الأمن والأمان.