عاصم سليمان يكتب: «الجمهورية الجديدة تبني مجدها» .

 عاصم سليمان - صورة
عاصم سليمان - صورة أرشيفية

- المتحف المصري الكبير.. معجزة الرئيس السيسي الحضارية التي أبهرت العالم

- الرئيس السيسي صاحب إرادة فولاذية لا تعرف المستحيل

- المتحف المصري الكبير.. البوابة الذهبية لريادة السياحة المصرية عالميا

صحيح أن المجد لا يُروى في الكتب فقط، بل يكتب على الأرض بإرادة من لا يعرفون المستحيل، وأنا كمواطن مصري عاشق لهذه الأرض، رأيت في افتتاح المتحف المصري الكبير تجسيدا حيا لهذا المجد، كان الحدث استثنائيا بمعنى الكلمة، ملحمة فنية وروحية وثقافية مكتملة الأركان.

في الحفل تجلت عبقرية مصر في تنسيق التفاصيل، وصياغة لحظة وطنية تحمل ملامح الهوية وامتداد الحضارة، من السير مجدي يعقوب، الطبيب الإنسان، إلى حضور الوزير الفنان فاروق حسني، صاحب الحلم الأول، مرورا بالموسيقى الملحمية التي سكبها هشام نزيه، فغمرت القلوب بألحان تخترق الزمن، أوركسترا عالمية بقيادة المايسترو ناير ناجي،  لتصدح بأصواتها في مشهد يليق بعظمة المناسبة. 

الترانيم القبطية بـ"كيريا ليسون" التي تعني "يا رب ارحم"، تعانقت مع صوت الإنشاد الصوفي والغناء النوبي، في تجسيد نادر لوحدة الروح المصرية بتنوعها، كما لم تغب عن الوجدان رسالة القوة، حين تم استعراض مسلاتنا المعروضة في عواصم العالم، مع سرد بصري مهيب لقوة الآثار المصرية من الشمال إلى الجنوب، من الفرعوني إلى القبطي إلى الإسلامي.

المتحف المصري الكبير ليس مجرد مبنى أثري جديد، بل هو رسالة صريحة إلى العالم، بأن مصر، بتاريخها وجغرافيتها وعبقريتها، لا تزال تكتب فصولا جديدة في كتاب الحضارة، المتحف الذي يقع على بعد خطوات من أهرامات الجيزة، يبدو وكأنه امتداد طبيعي لعظمة الفراعنة، ولكن برؤية معمارية عصرية، تمزج بين الحداثة وروح الماضي، ليصبح أعظم مشروع حضاري في القرن الحادي والعشرين، وأكبر متحف أثري مكرس لحضارة واحدة على وجه الأرض.

وما شد انتباهي أكثر، هو ذلك الربط الذكي بين عبقرية الفكرة، ودقة التنفيذ، ووضوح الرسالة؛ إذ أن هذا الصرح ليس فقط توثيقا لتاريخ البشرية، بل "هدية مصر للعالم"، إنها لحظة تثبت أن الحضارة يمكن أن تُروى بالحجر، وتُعرض بالنور، وتُفهم بالعقل، وتُحس بالقلب.

لقد قال الرئيس عبدالفتاح السيسي خلال كلمته في حفل الافتتاح: "هذا المتحف شهادة حية على عبقرية الإنسان المصري.. ومصر القديمة ألهمت شعوب الأرض، ومن أرضها انطلقت أنوار الحكمة"، ولم تكن هذه الجملة مجرد خطاب رسمي، بل كانت تكثيفا لكل ما حملته السنوات الماضية من جهد وعمل وتحديات، توقفت أمام هذه الكلمات طويلا، لأنها تعبر عن حقيقة واضحة: ما يفعله الرئيس السيسي ليس إنجازا عاديا، بل هو معجزة حضارية تحدث أمام أعيننا.

الرئيس لم يشرف فقط على مشروع ضخم، بل أعاد الروح إلى حلم توقف بعد 25 يناير، وأعطاه قُبلة الحياة من جديد، فكان بحق صانع المجد والسلام، ومهندس الجمهورية الجديدة التي تبني الإنسان وتحيي الحضارة وتحاكي المستقبل.

ولا يمثل المتحف المصري الكبير صرحا ثقافيا وحضاريا وعالميا فقط، بل يعد ركيزة محورية في دعم وتنشيط القطاع السياحي المصري، فمع افتتاحه بهذا الشكل المبهر، أصبح المتحف نقطة جذب فريدة تضاف إلى خريطة المقاصد السياحية العالمية، بما يقدمه من تجربة استثنائية للزائر تجمع بين عراقة التاريخ وروعة العرض المتحفي الحديث، ومن خلال موقعه الفريد قرب الأهرامات، يعزز المتحف التكامل بين أبرز المعالم الأثرية، مما يطيل من مدة إقامة السائح ويثري تجربته، وهو ما ينعكس إيجابا على الاقتصاد الوطني ويعيد وضع مصر في صدارة الوجهات السياحية الثقافية على مستوى العالم.

إن المتحف المصري الكبير هو تتويج لمسيرة وطن، ورمز خالد لعظمة مصر وإرادتها الفولاذية، هو رسالة مفتوحة إلى العالم بأن هذه الأرض، التي ألهمت البشرية منذ آلاف السنين، ما زالت قادرة على الإبهار والتجدد.

وفي ظل قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، لم يعد الحلم مؤجلاً، بل أصبح واقعا ناطقا بعظمة الإنسان المصري حين تتوفر له الرؤية والإرادة، إن افتتاح المتحف بهذا المستوى المذهل هو ليس فقط تتويجا لماضينا المجيد، بل هو أيضا بداية جديدة تليق بجمهورية تصنع مجدها بثقة، وتخاطب العالم بلغة الحضارة والقوة الناعمة.

ويظل الرئيس عبد الفتاح السيسي تجسيدا حيا لإرادة فولاذية لا تعرف المستحيل، إذ يمضي بثبات في بناء وطن يليق بتاريخه العريق وطموحات شعبه، لا تؤمن قيادته بالعقبات بل بالعمل الجاد والتخطيط المدروس، وهو ما نراه واقعا في كل مشروع وصرح حضاري، وفي مقدمتها المتحف المصري الكبير، الذي خرج إلى النور ليصبح شاهدا على أن الحلم في مصر يتحول إلى حقيقة حين تتوافر الإرادة الصلبة والعزيمة الصادقة.

الصفحة الرابعة من العدد رقم 437 الصادر بتاريخ  6 نوفمبر 2025
تم نسخ الرابط