صابر سالم يكتب : كنز الحضارة ونافذة على التاريخ

صابر سالم - صورة
صابر سالم - صورة أرشيفية

تعدّ السياحة المصرية إحدى الركائز الأساسية للاقتصاد الوطني، وواجهة حضارية تعكس تاريخًا يمتد لآلاف السنين.

فمنذ عصور الفراعنة وحتى يومنا هذا، ظلّت أرض الكنانة مقصدًا للزوار من مختلف أنحاء العالم، بفضل ما تحويه من آثار خالدة، ومعالم طبيعية ساحرة، وثقافة متجذّرة في عمق التاريخ الإنساني.

عرفت مصر منذ أقدم العصور بأنها مهد الحضارات، حيث شيّدت الأهرامات التي تصنّف ضمن عجائب الدنيا السبع القديمة، ومعابد الأقصر والكرنك، ووادي الملوك الذي يضم مقابر الفراعنة المليئة بالنقوش والكنوز الأثرية.

هذه المعالم لا تجذب عشّاق التاريخ فحسب، بل تستقطب الباحثين عن الأصالة والدهشة في آنٍ واحد.

ولا يقتصر سحر السياحة المصرية على الآثار الفرعونية، بل يمتد ليشمل الآثار اليونانية والرومانية في الإسكندرية، التي تحمل عبق البحر الأبيض المتوسط وروح العصور القديمة، إضافة إلى المعالم الإسلامية في القاهرة التاريخية، مثل جامع الأزهر وقلعة صلاح الدين، حيث يتداخل التاريخ مع الفن المعماري البديع.

كما تشكّل الشواطئ المصرية عنصر جذب لا يقل أهمية عن آثارها.

فمنتجعات البحر الأحمر مثل شرم الشيخ والغردقة ومرسى علم، توفر مياهًا صافية وشعابًا مرجانية تعد من الأجمل عالميًا، مما يجعلها وجهة مفضلة لعشاق الغوص والرياضات المائية.

وعلى الجانب الآخر، يفتح البحر المتوسط ذراعيه للسياح في مدن كالإسكندرية ومطروح، حيث تمتزج الرمال البيضاء مع الأجواء الساحرة.

السياحة النيلية أيضًا من أبرز مميزات مصر، إذ تمنح الرحلات عبر نهر النيل بين الأقصر وأسوان فرصة فريدة لاكتشاف معابد الجنوب وسط مناظر طبيعية خلابة.

وتشكّل هذه الرحلات تجربة مميزة تجمع بين الاسترخاء والاستكشاف الثقافي.

وتولي الدولة المصرية اهتمامًا متزايدًا بقطاع السياحة، عبر تطوير البنية التحتية للمطارات والطرق والفنادق، وتنظيم مهرجانات وفعاليات ثقافية وفنية تعكس ثراء التراث المصري.

كما تسعى لتعزيز السياحة المستدامة، والحفاظ على البيئة البحرية والبرية، بما يضمن استمرار جاذبية المقاصد السياحية للأجيال المقبلة.

ولا يمكن إغفال دور السياحة العلاجية والاستشفائية في مصر، حيث تنتشر العيون الكبريتية والرمال العلاجية في مناطق مثل واحة سيوة وسفاجا، ما يجعلها مقصدًا للباحثين عن الراحة الجسدية والنفسية.

تظل السياحة المصرية مزيجًا فريدًا من التاريخ والطبيعة والثقافة، فهي لا تقدم للزائر مجرد رحلة للترفيه، بل تجربة غنية بالمعرفة والمتعة، وفرصة للتواصل مع حضارة أسهمت في تشكيل ملامح العالم.

وبفضل ما تمتلكه من مقومات استثنائية، تبقى مصر واحدة من أبرز الوجهات السياحية على مستوى العالم، قادرة على إبهار كل من يخطو على أرضها، ليعود محمّلًا بذكريات لا تنسى عن أرض الأهرامات والنيل والشمس الدافئة.

الصفحة الثامنة  من العدد رقم 424 الصادر بتاريخ 14 أغسطس 2025
تم نسخ الرابط