«العطاء.. لا يسقط بالتقادم».. 21 عامًا على رحيل "قاهرة المستحيل" د. سعاد كفافي

الصفحة الثامنة والتاسعة
الصفحة الثامنة والتاسعة من العدد رقم 421

- رائدة التعليم الخاص.. قصة نجاح تتوارثها الأجيال

- واجهت التحديات وأنشأت جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا على مبادئ إنسانية نبيلة فأصبحت في صدارة الجامعات الكبرى

- خالد الطوخي "خير خلف لخير سلف".. يسير على خطى والدته الراحلة في الكثير من الأعمال الخيرية والإنسانية

- أنشطة متنوعة في "أوبرا" جامعة مصر لاكتشاف المواهب الفنية وخلق حالة من الإبداع

- استمرار تنظيم القوافل الطبية بمستشفى سعاد كفافي لعلاج غير القادرين مجاناً في العشوائيات والمناطق الشعبية

- التربوية الراحلة حرصت على الاهتمام بتعليم أجيال المستقبل من المعلمين وتدريبهم على أحدث طرق التدريس

- انحازت لمبادئ "المسؤولية المجتمعية" فتحولت إلى "أيقونة" في العطاء الإنساني و"سفيرة" للنشاط الخيري

مرّت 21 سنة على رحيل رائدة التعليم الخاص الدكتورة سعاد كفافي، وكأنها لحظات خاطفة لا أثر للزمن فيها.

فرحيل العظماء لا يعني أبدًا غيابهم، إذ يبقى أصحاب الرسالات النبيلة بيننا بأثرهم، وسيرتهم الحية، وعطائهم المتجدد.

ولعلّ أبرز الأمثلة على ذلك هو ما تركته التربوية الرائدة الدكتورة سعاد كفافي من إرث لا يزال ينبض بالحياة في جنبات جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، ذلك الصرح العظيم الذي تحول من فكرة إلى واقع ملموس بفضل إيمانها وإصرارها؛ فها هي سيرة التربوية الرائدة الدكتورة سعاد كفافي محفورة على جدران هذا الصرح التعليمي العملاق وكأن هذه الجدران تتنفس حبًا وعشقًا لهذه الإنسانة التي حفرت في الصخر وتحدت الصعاب من أجل أن يتحول هذا الصرح إلى واقع ملموس يشار إليه بالبنان بعد أن كان مجرد فكرة آمنت بها، وحلم حلمت به فصدقته وحولته إلى حقيقة في الوقت الذي لم يكن الطريق مفروشًا أمامها بالورود بل كان مليئًا بالعراقيل والمعوقات التي تفوق كثيرًا قدرة أي شخص على التحمل، ولكنها استطاعت وعن جدارة أن تقهر المستحيل حيث كانت دائمًا تفعل ما تؤمن به وتنفذ ما تراه صحيحًا وتجده يصب في مصلحة المجتمع دون أي تردد.

فقد كانت نموذجًا يحتذى به في الإصرار إيمانًا منها بأنها تفعل الصح وأن ما تقوم به ليس عيبًا ولا حرامًا، حتى حينما كانت تواجهها مشكلة ما فإنها لم تجلس وتضع يدها فوق خدها وتندب الحظ العاثر بل إنها كانت تواجه المشاكل بجرأة وقوة إرادة وعزيمة صادقة لذا فإنها وعلى مدى مشوارها الطويل مع العلم، لم تتردد في اتخاذ أي خطوة من شأنها تقديم إضافة للمجال التربوي فاستحقت أن تصبح علامة مضيئة في هذا المجال، ولم تبخل بأي شىء يخدم المجتمع المحيط بها من خلال العديد من المشروعات الخيرية فاستحقت أن تصبح وعن جدارة سفيرة العمل الإنساني بأعمالها التي لا تزال حتى الآن تخدم البسطاء الذين كانت تضع مصلحتهم دائمًا نصب عينيها.

لقد كانت الدكتورة سعاد كفافي نموذجًا للسيدة المصرية الطموحة التي اكتسبت سمعة طيبة على مدى سنوات حياتها الناجحة وهو ما كان له دور كبير وأساسي في احترام المجتمع لها بمنحها العديد من الصفات والألقاب المشرفة ومنها (السيدة الحديدية) وذلك باعتبارها تمتلك قوة تضاهي الحديد في صلابته كما أطلق عليها البعض أيضًا (رائدة التعليم الخاص في مصر)، حيث تعد الدكتورة سعاد كفافي بحق واحدة من الرواد في تاريخ التعليم الخاص في مصر، حيث كانت آنذاك قد حققت شهرة فائقة باعتبارها خبيرة لها مكانتها المرموقة في هذا المجال والحق يقال فإن نجاحها قد تأسس بالفعل على أساس الخبرة والمعرفة والالتزام.

كما تميزت الدكتورة الراحلة سعاد كفافي بسمات ثقافية غير مسبوقة، ويرجع الفضل في ذلك إلى مؤهلاتها المتميزة علاوة على الدقة المتناهية فيما يتعلق بأعمالها الأكاديمية والإدارية وغيرها.

 ولم تكن الدكتورة سعاد كفافي مجرد أستاذة جامعية صاحبة مشروع تربوي متكامل وحسب بل إنها وبحق كانت نموذجًا للسيدة المصرية الطموحة التي اكتسبت سمعة عظيمة على امتداد سنوات حياتها الناجحة فقد ولدت الدكتورة سعاد كفافي عام 1928م وتوفيت عام 2004م، تاركة خلفها 45 عامًا من الجهد المتواصل لتحقيق أهدافها، وهي تعد واحدة من الرواد في تاريخ التعليم الخاص في مصر، فقد حققت شهرة كبيرة باعتبارها خبيرة ذات شأن، ويرجع الفضل في ذلك إلى مؤهلاتها المتميزة علاوة على الدقة المتناهية فيما يتعلق بأعمالها الأكاديمية والإدارية وغيرها.

حرصت كفافي على تطوير جميع المهارات والقدرات المطلوبة لتقديم نوعية من التعليم للطلاب ولراغبي العلم على أعلى مستوى من الجودة.

وقد أنشأت جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا عام 1996م بمدينة السادس من أكتوبر، وتضم هذه الجامعة عددًا من الكليات مثل كلية الطب التي يتبعها المستشفى التعليمي الذي يحمل اسم الدكتورة سعاد كفافي، وكلية الصيدلة والتصنيع الدوائي، وكلية طب جراحة الفم والأسنان، وكلية العلاج الطبيعي، وكلية العلوم الطبية التطبيقية، وكلية التكنولوجيا الحيوية، وكلية الهندسة والتكنولوجيا، وكلية تكنولوجيا المعلومات، وكلية الاقتصاد وإدارة الأعمال، وكلية الإعلام وتكنولوجيا الاتصال، وكلية اللغات والترجمة، وكلية الآثار والإرشاد السياحي.

وكانت -رحمها الله- قد أسست إلى جانب جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا معهدين للتعليم العالي في مدينة السادس من أكتوبر أيضًا، هما المعهد العالي للسياحة والفنادق الذي تأسس عام 1990، والمعهد العالي للهندسة المعمارية وإدارة الأعمال الذي تأسس عام 1993، وحينذاك تغلبت الدكتورة سعاد كفافي على سلسلة من الصعوبات الحادة التي صاحبت البدايات الأولى لتحقيق الأهداف والأحلام.

وضعت المؤسسة الأولى التي أنشأتها الدكتورة سعاد كفافي في مجال التعليم العالي (المعهد العالي للسياحة والفنادق) في إطار صناعة السياحة مستويات جديدة للكشف عن مجالات الإبداع المبتكرة لتعليم إدارة الضيافة والإرشاد السياحي، ومنذ ذلك الحين كان لديها القدرة على إقامة علاقات وثيقة مع المعاهد العليا الأجنبية المناظرة في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية.

وظلت الدكتورة سعاد كفافي دائمًا في المقدمة فيما يتعلق بإدخال التطورات الحديثة في المناهج وتصميم المقررات الدراسية الرئيسية والنشاطات المنهجية الاختيارية.

وكانت الدكتورة سعاد كفافي فخورة على الدوام بما خلفته من بيئة عمل تتسم بالود مع جميع الطلاب وأعضاء هيئة التدريس والإداريين، وقد كرست نفسها لتزويد الطلاب بالنصائح المعرفية والعون المستمر، وكان شغلها الشاغل تعليم أجيال المستقبل من الاختصاصيين والمعلمين والمدربين رفيعي المستوى، في إطار رؤية على درجة فائقة من الحرص والوعي.

وكانت تهدف إلى إثراء المجتمعات المحلية والدولية بالخبراء ورجال الأعمال ذوي الكفاءة في ميادين عملهم، وكان للدكتورة سعاد كفافي نشاطها الملموس باعتبارها عضوًا في المجالس القومية المتخصصة في مجال التعليم العالي وفي جمعية أصحاب المدارس الخاصة في مصر.

كما كانت حريصة على تقديم بيئات تعليمية جديدة ومناهج تدريسية مبتكرة في كل أطروحاتها التربوية، وكان لدى الراحلة رؤى للكشف عن حلول جذرية للمشكلات والصعوبات في مجال اهتماماتها، هذا فضلاً عن تميزها في التواصل والاتسام بروح الابتكار والإبداع.

وقد حصلت الدكتورة سعاد كفافي على عدد من الجوائز والمنح وشهادات التقدير الأكاديمية من دول أجنبية مختلفة، فقد نالت درجة الدكتوراه من الولايات المتحدة الأمريكية ومنحت شهادة الدكتوراه الفخرية من أوروبا، وكانت الدكتورة سعاد كفافي من بين المرشحين لنيل جائزة نوبل في حقل التعليم تقديرًا لها حيث كرست حياتها للتعليم والدور الحيوي الذي قامت به في التعليم كرسالة مقدسة لا تقل أهمية لديها عن رسالتها كأم وزوجة.

وما كان يمكن بأي حال من الأحوال أن ترى جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا النور بضربة حظ أو من قبيل الصدفة فقد كانت نتيجة جهد كبير بذلته الدكتورة سعاد كفافي في الوقت الذي كان الجميع من حولها ينظرون إلى رغبتها في إنشاء جامعة خاصة باستغراب شديد وتعجب وعدم تقبل لهذا الأمر المحفوف بالمخاطر، فقد كانت - رحمها الله - ترى شيئًا آخر، هو أن هذا الكيان الذي تحلم به لن يكون مجرد كيان تعليمي فحسب بل إنها ذهبت إلى ما هو أبعد من ذلك بكثير فقد رأت في فكرتها الرائدة أنها سوف تقدم للوطن كيانًا تعليميًا وثقافيًا مرموقًا وفي تلك الأثناء اتخذت منهجًا لنفسها وسارت عليه وهو ضرورة التكامل مع الكيانات التعليمية الأخرى من حيث الهدف الذي يتمثل في الوصول إلى تحقيق طفرة هائلة في مجال التعليم بما يصب في نهاية المطاف في مصلحة الوطن والمواطن معًا، وبما يليق باسم مصر الذي كانت تضعه نصب عينيها في كافة خطواتها  حيث كانت ترى دائمًا أن التعليم والتربية السليمة أهم الركائز التي يمكن أن تسهم وبشكل كبير في تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة في مصر.

خالد الطوخي.. خير خلف لخير سلف

عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إِذَا مَاتَ ابنُ آدم انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثٍ: صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أو عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ ".

تذكرت هذا الحديث الشريف بينما أكتب عن الذكرى الـ21 لرحيل الدكتورة سعاد كفافي ، فها نحن أمام حالة فريدة من نوعها حيث تتوافر العناصر الثلاثة في سيرتها الطيبة،  فقد تركت - رحمها الله برحمته الواسعة - علمًا غزيرًا حيث كانت أستاذة لها شأن كبير من الناحية التعليمية ولها الكثير من الأسس والأساليب التربوية التي كان لها عظيم الأثر في الارتقاء بالعملية التعليمية، هذا من ناحية ومن ناحية أخرى فإن ما يجري داخل جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا من أعمال خيرية تتم بشكل شبه يومي هو بكل تأكيد الصدقة الجارية التي أشار إليها الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم والتي جعلها الله في ميزان حسناتها لتنال عنها الأجر والثواب خاصة أن تلك الصدقات تفتح أبواب الأمل للكثيرين من المحتاجين سواء في المنح التعليمية المجانية أو تخفيض المصروفات الدراسية للطلاب غير القادرين، أما العنصر الثالث وهو "الابن الصالح" فلا يمكن لأحد ممن تعاملوا عن قرب مع الأستاذ خالد الطوخي، رئيس مجلس أمناء جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، إلا ويشهد له بأنه ابن بار بوالدته الراحلة.

حريص كل الحرص على أن يحافظ على إنجازاتها العظيمة وعلى وجه الخصوص هذا الصرح التعليمي الكبير المتمثل في جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، ليس هذا فحسب بل إنه يبذل قصارى جهده من أجل الارتقاء بها وتطويرها لتصبح كما هي عليه الآن ملء السمع والأبصار فاستحق كل تقدير واحترام وأن يصبح في نظر الجميع "خير خلف لخير سلف".

وإحقاقًا للحق فإن ما يقوم به خالد الطوخي، رئيس مجلس أمناء جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، لم يأت من فراغ وإنما هو استكمال واستمرار للدور الإنساني الذي كانت تؤمن به "قاهرة المستحيل" رائدة العمل التربوي والإنساني الدكتورة الراحلة سعاد كفافي، التي لم تكن بالنسبة له كونها الأم فقط بل كانت بالنسبة له القدوة والمثل حيث ورث عنها حب العمل الإنساني والاجتماعي الذي يتغلغل داخله ويصل إلى درجة العشق وهو ما يفسر لنا السبب الحقيقي الذي يكمن وراء حرصه على فعل كل ما هو خير فصارت جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا وفي وقت وجيز واحدة من أهم وأبرز الجامعات المصرية الخاصة، وذلك بفضل التجديد المستمر والتطوير الدائم.

شعلة نور وثقافة

حينما قررت التربوية الرائدة الدكتورة سعاد كفافي ألا يقتصر دور الجامعة التي أنشأتها على التعليم فقط، كان ذلك بمثابة حلم صعب التنفيذ فقد كانت المؤسسات التعليمية آنذاك تقوم بدورها التعليمي بالكاد، فكيف تتحول هذه الكيانات التعليمية إلى مراكز للتنوير والإشعاع الثقافي والفكري، ولكن حينما أراد خالد الطوخي، ترجم فكر قاهرة المستحيل إلى واقع ملموس نجح وعن جدارة في أن يحول الجامعة إلى نقطة إشعاع حضاري وفكري وفني وثقافي وذلك من خلال تنظيم العديد من الأنشطة المتنوعة التي تحتضنها الجامعة وعلى وجه الخصوص مسرح الجامعة الذي يفيض فنًا وإبداعًا بشكل دائم من أجل الارتقاء بالذوق العام وأن يغذي الروح بالفنون الجميلة، وهذا ليس جديدًا ولا غريبًا عليه، فقد عاش مع التربوية الراحلة الحلم الذي سيطر على تفكيرها ذات يوم حينما كانت تفكر في إنشاء هذه الجامعة بأن تحولها إلى مركز للإشعاع الحضاري فأنشأت مسرحًا كبيرًا تم تأسيسه بأحدث الوسائل التكنولوجية من أجهزة الصوت المتطورة والإضاءة متعددة الأغراض إلى جانب الجديد في فنون الديكور وغيرها من عناصر الإبهار في إدارة شئون المسرح.

مؤسسة عالمية على أرض مصرية

يومًا بعد الآخر تثبت جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، تلك الجامعة التي أنشأتها التربوية الراحلة أنها تمتلك مقومات التفوق حيث تخطت حدود العملية التعليمية من حيث المناهج وطرق التدريس لتصبح واحدة من أهم وأبرز الجامعات ليس في مصر فحسب بل في المنطقة العربية والشرق الأوسط وهذا بالطبع لم يأت من فراغ وإنما انعكاس طبيعي لتلك الرؤى والأفكار التي وضعتها الراحلة سعاد كفافي وسار على نهجها ابنها خالد الطوخي، حيث لم يتوقف في مكانه بل نراه الآن وهو يسير في كافة الاتجاهات لتحقيق تلك الطفرة من حيث الكم والكيف وفق الالتزام بمعايير الجودة العالمية في نظم التعليم وطرق التدريس إلى جانب الانفتاح على العالم الخارجي بتوقيع بروتوكولات تعاون مع كبرى جامعات العالم وخاصة جامعات دول الاتحاد الأوروبي، لتصبح الجامعة هي أول جامعة ترتبط بتلك المنظومة العالمية على هذا النحو الذي يدعو للفخر والإعجاب، خاصة أن بروتوكولات التعاون التي تم توقيعها خلال الفترة الماضية من شأنها خلق قيمة مضافة للطالب الذي يدرس في جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، بحيث يصبح قادرًا على اقتحام سوق العمل مسلحًا بأحدث ما وصل إليه العلم في العالم كما أن تلك البروتوكولات استهدفت في المقام الأول أيضًا الأخذ بأحدث التقنيات في مجالات التعليم الذكي وفق خطط ورؤى مدروسة بعناية فائقة تسعى نحو تحول الجامعة إلى جامعة ذكية، وذلك تمشيًا مع التوجه العام للدولة.

 نهر الخير يتدفق بـ"القوافل الطبية"

سيظل عمل الخير الذي حرصت عليه دائمًا الراحلة سعاد كفافي بمثابة النهر دائم التدفق، حيث لم يتوقف دور مستشفى سعاد كفافي الجامعي عند حد كونه واحدا من أهم وأبرز المستشفيات في مصر بل في المنطقة العربية لما له من مكانة مرموقة وسمعة دولية تدعو للفخر في المجال الطبي، ولكن ومن منطلق إيمانه الشديد وحرصه على الالتزام بالمسؤولية المجتمعية التي كانت تضعها الدكتورة سعاد كفافي نصب عينيها أصبح أيضًا بمثابة مؤسسة وطنية بكل ما تحمله الكلمة من معنى، حيث شارك المستشفى في العديد من الأنشطة المجتمعية التي تستهدف في المقام الأول تقديم خدمات طبية مجانية لغير القادرين في إطار تفعيل رسالته في تحقيق الشفاء وتخفيف آلام جموع المواطنين في ربوع مصرنا.

واللافت للنظر أن الأنشطة الخيرية التي يقدمها مستشفى سعاد كفافي الجامعي لم تكن مجرد مشاركات في مبادرات عامة وإنما هي بالفعل مبادرات خاصة بالمستشفى وتتم بشكل احترافي ووفق أعلى معايير الجودة في الخدمات الصحية ورعاية المرضى، وخاصة في المناطق الشعبية وذات الكثافة السكانية المرتفعة، ليؤكد بذلك دوره الريادي في إثراء المنظومة الصحية من خلال قوافله التي تحقق هذا النهج بكل الفاعلية والاحترافية.

ويأتي هذا التوجه نحو تقديم القوافل الطبية وفق رؤية متكاملة وضعها خالد الطوخي، تستهدف التركيز على النشاط الإنساني استكمالًا للالتزام باعتبارات المسؤولية المجتمعية.

 تكلفة الدراسة في متناول الجميع

روى الأستاذ خالد الطوخي الكثير من الجوانب الإنسانية في حياة والدته ولعل أبرزها قبل رحيلها بعدة أيام حيث أوصته بألا يتم زيادة المصروفات الدراسية على الطلاب، وأن تظل هذه المصروفات في حدود المتاح حتى تكون الدراسة في جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا في متناول الجميع وغير مبالغ فيها، وبالتالي فإنه من الملاحظ أن الجامعة تعد أقل شريحة في مصاريف الدراسة بالمقارنة بالجامعات الخاصة الأخرى، واللافت للنظر أنه لم يتم الاكتفاء بهذا التوجه الإنساني بل إنه يتم كل عام أيضًا تقديم منح مجانية وخاصة لغير القادرين من الطلاب المتفوقين دراسيًا، مع حرص إدارة الجامعة على أن يكون الطالب محبًا لجامعته وليس مجبرًا على الذهاب إليها.

قاهرة المستحيل في سطور

 نالت درجة الدكتوراه من الولايات المتحدة الأمريكية.

حصلت على شهادة الدكتوراه الفخرية من أوروبا.

كانت من بين المرشحين لنيل جائزة نوبل في حقل التعليم.

كان لها نشاطها الملموس باعتبارها عضوًا في المجالس القومية المتخصصة في مجال التعليم العالي وفي جمعية أصحاب المدارس الخاصة في مصر.

كان لديها القدرة على إقامة علاقات وثيقة مع المعاهد العليا الأجنبية المناظرة في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية.

آمنت بحلمها بأن هذا البلد يستحق أن يتلقى أبناؤه خدمة تعليمية على أعلى مستوى من الجودة والانطلاق لمنظومة تضاهي الجامعات العالمية.

 محطات مهمة بالأرقام

 1928

ولدت الدكتورة سعاد كفافي

1990

أسست المعهد العالي للسياحة والفنادق

1993

أسست المعهد العالي للهندسة المعمارية وإدارة الأعمال

1996

أسست جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا

2004

توفيت الدكتورة سعاد كفافي بعد رحلة طويلة من العطاء

الصفحة الثامنة والتاسعة من العدد رقم 421 الصادر بتاريخ 24 يوليو 2025
تم نسخ الرابط