« الجوع .. يقابل الرصاص».. لماذا يستهدف جيش الاحتلال المواطنين خلال انتظارهم المساعدات الإنسانية ؟!

- 2.2 مليون فلسطيني يصارعون الموت والجوع في قطاع غزة.
- إلى متى يظل الجميع صامتا أمام هذه الجرائم التي لم تعرفها البشرية من قبل؟
ويسألونك عن آلام الفقد
- أطفال يكافحون مع أهلهم في طوابير الذل والمهانة والموت من أجل رغيف بطعم الدم!
في غزة، لا تُقاس الحياة بالأيام، بل بعدد المرات التي ينجو فيها الإنسان من الموت.
هناك، لا يركض الأطفال خلف أحلامهم، بل يركضون هربًا من القصف.
لا تشتاق الأمهات لأبنائهن في المدرسة، بل يشتقن لرؤيتهم أحياء، حتى وإن كانت أعينهم مغمضة تحت التراب.
في غزة، باتت الأمهات يحفظن وجوه أولادهن قبل خروجهم، ليس لأنهن يتوقعن العودة، بل لأن ملامحهم قد تُصبح صورة على جدار، أو ذكرى يتيمة في ذاكرة باكية.
هناك، لا تسكن الأرواح في الأجساد، بل ترتعش فيها كطير مذعور، لا يعرف متى تسقط عليه قذيفة أو يُبتلع في حفرة من الدمار.
أي حديث عن غزة لم يعد كافيًا.
الكلمات خجلى، عاجزة، مترددة أمام مشاهد الموت الجماعي، وأصوات الاستغاثات التي تُبثّ على الهواء مباشرة.
لا شيء يُشبه ما يحدث هناك، حتى أشد الحروب دمويةً في التاريخ كانت تملك قانونًا أو خطًا أحمر، أما في غزة فكل شيء مباح، كل شيء مستباح: الأطفال، الشيوخ، النساء، والمساعدات الإنسانية التي تحوّلت إلى شِراك موت.
ما الذي يجعل البشر، أو من يُفترض أنهم كذلك، يطلقون النار على جائع يمد يده لرغيف؟ ما الذي يجعل الطائرات ترصد تجمعات المدنيين بدقة، ثم تقصفهم بلا رحمة، وكأنها تحتفل بتجربة سلاح جديد على أجساد أناس أنهكهم الجوع والخوف؟ إنها وحشية لا تشبه البشر، بل تتجاوز كل ما نعرفه عن النازية، وتعيد كتابة تعريف جديد للإبادة الجماعية.
القتل على أرصفة المساعدات.. عندما يتحوّل الخبز إلى فخ موت
في مشهد سريالي لا يمكن تخيله، ولا حتى في أكثر أفلام الرعب سوداوية، احتشد المئات من أهالي غزة – الجياع والمحرومين – عند نقاط توزيع المساعدات، بعدما نشرت إسرائيل رسائل تدعو الناس للتجمع من أجل تسلّم المعونات الغذائية.
لكن ما حدث لم يكن توزيعًا، بل كمينًا.
ما إن تجمّع الناس، حتى بدأت النيران تنهمر عليهم من كل جانب: رصاص حي، قصف مباشر، ودبابات تتقدم كأنها تسحق الجراد، لا البشر.
استشهد العشرات، جُرح المئات، والناجون لم يسلموا من التشويه النفسي والجسدي.
أطفال فقدوا أمهاتهم أمام أعينهم، رجال صرخوا طلبًا للرحمة، لكن لا أحد في الجيش الإسرائيلي يعرف هذه الكلمة.
صور الشهداء ملقاة وسط أكياس الطحين الممزقة، والدماء تبلل الرغيف الذي لم يُؤكل، بل صار شاهدًا على خيانة العصر.
إسرائيل النازية وتكرار التكتيك القذر
ليست هذه المجزرة الأولى، ولن تكون الأخيرة إذا بقي العالم على صمته.
هذا التكتيك الحقير – دعوة الناس إلى الخروج، ثم قتلهم – تكرر في أكثر من مناسبة. وكأن الاحتلال يقول بوقاحة: "سنسمح لكم بأن تأكلوا، ولكن بشرط أن تموتوا أولاً".
إنها حرب على الحياة ذاتها، لا على المقاومة.
كل من يعتقد أن ما يجري هو استهداف لمقاتلين واهم، فالموت في غزة يطال كل ما هو حي: من نخلةٍ شامخة إلى رضيع نائم.
كم مرة طلبت إسرائيل من الأهالي الانتقال إلى "مناطق آمنة" ثم قصفتهم بعد ذلك؟ كم مرة أعلنت هدنة إنسانية ثم حولتها إلى ساحة قتل؟ هذه جرائم لا تحتاج إلى أدلة، لأن الأدلة تُبثّ لحظة بلحظة، بالصوت والصورة، والشهود هم نحن جميعًا.
العالم الأعمى.. صمت القبور أم تواطؤ المصالح؟
السؤال المؤلم الذي يُطارد الضمير الإنساني: أين العالم؟ لماذا لا يتحرك؟ لماذا تلتزم الأمم المتحدة، والدول الكبرى، ومنظمات "حقوق الإنسان"، هذا الصمت الثقيل المريب؟ هل لأن الدم الفلسطيني لا يساوي شيئًا؟ أم لأن القاتل هذه المرة ليس روسيا أو أي "عدو غربي"، بل إسرائيل، الحليف الإستراتيجي للغرب؟
لو كانت هذه المجازر تحدث في أي بقعة أخرى من الأرض، لتحركت الجيوش، واهتزت العروش، وتصدرت العناوين العاجلة في كل نشرات الأخبار.
أما حين يكون الضحية غزّاويًا، فإن الصمت يصبح القاعدة، والتبرير هو اللغة الرسمية للعالم الحر.
الشهيد الجائع.. صورة تختصر المشهد
ربما لن ينسى التاريخ تلك الصورة التي التُقطت لطفل شهيد ممسك بكيس خبز، وجسده ممدد في دمائه.
صورة تختصر كل شيء: الجوع، الخوف، الخيانة، والموت المجاني. ما ذنبه؟ وهل كان على علم بأن كيس الدقيق الذي يحمله يحمل معه أيضًا رصاصة موجهة إلى صدره؟!
المساعدات الإنسانية، التي يفترض أن تكون ممر نجاة، أصبحت فخًا محكمًا، والناس باتوا يخشون حتى النجاة.
صار على الغزيّ أن يختار: إما الموت جوعًا، أو الموت قنصًا.
وكأن وجوده ذاته صار جرمًا يُعاقب عليه بالقتل الفوري.
الضمير العالمي في اختبار.. هل من بقي لديه قلب؟
آن الأوان أن نسأل العالم: هل بقي فيكم من يتذكر معنى الإنسانية؟ هل هناك من لا يزال يملك الجرأة ليقول "لا" في وجه هذه المذبحة المفتوحة؟ كم عدد الجثث التي يجب أن تُعرض حتى يتحرّك أحد؟ كم طفلًا يجب أن يُقتل أمام عدسات الكاميرات حتى يهتزّ كرسي في مجلس الأمن؟
لسنا بحاجة إلى خطب عاطفية، ولا إلى بيانات شجب باهتة.
ما يحدث في غزة هو وصمة عار في جبين البشرية، والتاريخ لن يرحم أحدًا.
كل من صمت، أو برر، أو تجاهل، هو شريك في الجريمة.
كل من اعتبر أن القتل "حق دفاع عن النفس"، هو قاتل يرتدي بدلةً دبلوماسية.
متى تتوقف المجازر؟
لن تتوقف هذه المجازر ما دام نتنياهو يلقى دعمًا دوليًا، وما دام الإعلام الغربي يواصل تسويق الأكاذيب، وما دام العالم العربي عاجزًا أو متواطئًا.
الحل الوحيد لوقف هذه الوحشية هو كسر حاجز الصمت، وفرض العزلة السياسية والاقتصادية على إسرائيل، كما حدث مع نظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا.
كل يوم يمر دون تحرك، هو رصاصة جديدة تُطلق على صدر طفل، وهو اعتراف ضمني بأن دم الفلسطيني لا قيمة له في ميزان هذا العالم المقلوب.
غزة لا تموت بل تُبعث من رمادها
رغم كل ما يحدث، تبقى غزة حيّة. نعم، تُقصف وتُجَوّع وتُقتل، لكنها لا تنكسر.
من تحت الركام، يخرج الأطفال بحجارة في أيديهم، وبكرامة في أعينهم.
من بين الدماء، تنهض الأمهات شامخات كالجبل، يودعن أبناءهن بالزغاريد لأن الاحتلال لن يفهم لغة الحزن.
غزة لا تبحث عن شفقة، بل عن عدالة.
لا تطلب مساعدة، بل وقف المجزرة.
وما لم يتحرّك العالم الآن، فليعلم أنه سيكون شريكًا في أكبر جريمة إبادة جماعية في القرن الحادي والعشرين.

- سلاح
- فلسطين
- اسرائيل
- الاحتلال
- المدنيين
- اقتصاد
- المواطنين
- قصف
- غزة
- عون
- أخبار محمود الشويخ
- عاجل
- رغيف بطعم الدم
- الاقتصاد
- العالم
- الخبز
- مدرس
- كرة
- رجال
- قانون
- خروج
- الجوع يقابل الرصاص
- مقالات محمود الشويخ
- الدول
- استهداف
- النار
- النساء
- راب
- محمود الشويخ يكتب
- نـــتــنيـــاهـو
- حكم
- ترصد
- محمود الشويخ
- تعرف
- بشرية
- طفل
- ملك
- الأطفال
- مدرسة
- ويسألونك عن آلام الفقد