فيلمه الجديد مرعى البريمو تجسيد للسينما الرديئة وتشويه لتاريخ الكوميديا المصريةهنيدى يواصل الصعود إلى الها

محمد فودة,مواقع التواصل,يوم,مميزة,الخارجية,الصناعة,عبد الباسط,رمضان,فيلم,محمد فودة يكتب,الجمهور

رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة

محمد فودة يكتب: محمد هنيدى.. السقوط فى "بئر الفشل" 

الشورى

◄فيلمه الجديد "مرعى البريمو" تجسيد للسينما الرديئة وتشويه لتاريخ الكوميديا المصرية

◄هنيدى يواصل الصعود إلى الهاوية باختيارات رديئة وسيناريوهات ضعيفة

◄لماذا لا يعيد هنيدى النظر فى هذا المستوى الفنى الذى لا يليق به ولا يتماشى مع نجوميته؟

 

كنت ومازلت من المعجبين بالنجم محمد هنيدى، الذى استطاع بمجهوده وموهبته الحقيقية أن يحفر لنفسه مكانًا متميزًا فى السينما المصرية منذ أواخر التسعينيات، بل استطاع أن يضع اسمه فى صدارة نجوم الصف الأول لمدة طويلة خاصة فى الأعمال الكوميدية ، كما استطاع أيضا أن يحقق أكبر وأعلى الإيرادات فى تاريخ السينما المصرية، وللحق لم أكن أحب أن أكتب فى يوم من الأيام منتقدًا هنيدى، لكن ما آل إليه الآن من حال لا يسر عدوا ولا صديقا، دفعنى بل استفزنى وجعلنى أتناول سيرة ومسيرة هذا الفنان الذى وصل إلى القمة، حتى بدأ نجمه فى السقوط عامًا بعد آخر، ولم يكن كما عودنا من قبل وعلى مدى سنوات طويلة.

هنيدى كان إلى وقت قريب ملء السمع والبصر خاصة أنه حريص -كل الحرص- على أن يحافظ على اسمه ونجوميته، لكنه وفى ظروف غامضة ولأسباب لا يعلمها أحد سواه بدأ يسقط شيئًا فشيئا عن المشهد السينمائى، ولم نعد نرى له أفلاما ناجحة على كافة المستويات كما عودنا وأقصد هنا النجاح على مستوى القيمة الفنية والقيمة التجارية، فأفلامه الأخيرة وإن كانت دون المستوى الفنى إلا أن بعضها حقق إيرادات جيدة، إلا أن فيلمه الأخير "مرعى البريمو" والمعروض حاليا فى دور العرض السينمائية حقق إيرادات متواضعة بلغت 13 مليون جنيه فى دور العرض، ورغم أن هذا الرقم يعد ضئيلا لكن مازال الفيلم مستمرا عرضه بالسينمات ومن الوارد تحقيق رقم أكبر من ذلك، وربما يأتى ذلك لعدم جودته الفنية حتى إن جمهور محمد هنيدى عاتبه على السوشيال ميديا على ضعف قيمة الفيلم، خاصة أن هنيدى قبل عرض الفيلم اعترف بعدم التوفيق فى أعماله السابقة مؤكداً أنه سيعوض جمهوره من خلال فيلمه "مرعى البريمو" مما رفع من مستوى توقعات الجمهور للفيلم الذى بدأ عرضه مؤخرا منافسا لأفلام الموسم السينمائى الحالى.

وخلال السنوات الماضية، لم تحقق أفلام هنيدى النجاح المتوقع لنجوميته التى حظى بها فى بداياته أواخر التسعينيات وبداية الألفية الجديدة، لكنها ضمنت وجوده السينمائى بأفلام مثل "نبيل الجميل أخصائى تجميل، الإنس والنمس، يوم مالوش لزمة"، وبعد إعادة حساباته، قرر هنيدى أن يستعيد رونقه السينمائى بالاستعانة بالعناصر التى ساهمت فى إنجاح تجاربه بمرحلة النجومية، وبالفعل عاد مجددا إلى المخرج سعيد حامد بعد 18 عاما من الغياب، والذى قدم معه  "صعيدى فى الجامعة الأمريكية، همام فى أمستردام، جاءنا البيان التالى" وغيرها من الأفلام التى حجزت لهنيدى مكانة فى السوق السينمائية، وكان رهانا آخر لهنيدى فى اختيار الممثلة التى ستشاركه البطولة، وهى غادة عادل، ليعودا معا بعد 23 عاما منذ قدما فيلم "صعيدى فى الجامعة الأمريكية" وأيضا موسيقى خالد حماد تميمة الحظ بأفلامه الأولى، والعودة لتقديم شخصية الصعيدى التى حقق من خلالها شعبية كبيرة فى "خلف الدهشورى، رمضان مبروك أبو العلمين"، لكنه رغم ذلك للأسف خيب توقعات جمهوره، وبدأ الجميع  مهاجمته على مواقع التواصل الاجتماعى.

و"مرعى البريمو" فيلم مع الأسف ضعيف فنيا لدرجة كبيرة، ويعد من الأفلام ذات المحتوى الضعيف التى قدمها محمد هنيدى، حيث تدور الأحداث حول شخصية "مرعى البريمو" الذى يجد نفسه فجأة فى قرية بالصعيد ليقابل جده الذى يعطيه ثروة من الماس تقدر بالملايين، ومن ثم يدعى قتل الجد ليحميه من طمع زوج شقيقة مرعى الذى يقرر فور عودة لمنزله إخفاء الثروة فى البطيخ الذى تبيعه زوجته، ويبدأ رحلة البحث عنها مجددا، ورغم الاعتماد على دراما الطريق والتى كانت كفيلة بصناعة فيلم جيد، فإنه لم يتم استغلال ذلك فى السيناريو فخرجت المشاهد مفككة، إضافة إلى الإطالة والرتابة فى المشاهد، فلم ينجح المونتاج فى تقديم إيقاع مناسب للأحداث التى بدت بطيئة ومكررة، رغم أن هنيدى فى "مرعى البريمو" يعود للعمل مع مخرجه المفضل سعيد حامد بعدما كونا ثنائيا فنيا ناجحا على مدار السنوات الماضية أسفرت عن 5 أفلام هى "صعيدى فى الجامعة الأمريكية" عام 1998، "همام فى أمستردام" عام 1999، "جاءنا البيان التالى" عام 2001، "صاحب صاحبه" عام 2002، "يا أنا يا خالتى" عام 2005 ويسجل "مرعى البريمو" التعاون السادس بين هنيدى وسعيد حامد فى السينما. وعلى الرغم من أن محمد هنيدى بفيلمه "مرعى البريمو" خيب توقعات جمهوره، فإنه لم يخل من بعض العناصر الإيجابية مثل اختيار النجوم الشباب وتوظيفهم فى المكان الصحيح مثل الاستعانة بممثلين كوميديين جدد مثل مصطفى أبو سريع ومحمد محمود وأحمد سلطان ومحسن منصور، وحتى اختيار نانسى صلاح، كما كان ظهور الممثل أحمد بدير ضيف شرف إضافة مميزة للفيلم، وذلك من خلال تقديمه شخصية الجد، وظهور الممثل علاء مرسى ولطفى لبيب، وجميعها نقاط تحسب للمخرج سعيد حامد، وكذلك الدويتو بين هنيدى وغادة عادل جاء موفقا إلى حد كبير، رغم عدم اهتمام الأخيرة بتفاصيل الشخصية الخارجية فحافظت على مظهرها الخارجى الذى لم يكن متناسقا مع شخصية زوجة تاجر البطيخ التى تعمل فى حياكة الملابس، أيضا لا يمكن إنكار أن الفيلم يحمل بعض عناصر التسلية التى تجعله مناسبا للموسم السينمائى الصيفى الحالى مثل الأغنيات التى تم تقديمها ومشاركة هنيدى فريق "شارموفرز" فى تقديم أغنية كسرت حالة الملل الموجودة داخل الأحداث، وظهور عبد الباسط حمودة وأحمد شيبة بأغنية "اللى من دمك"، وفيلم "مرعى البريمو" تأليف إيهاب بليبل وإخراج سعيد حامد ويقوم ببطولته برفقة محمد هنيدى، وغادة عادل، كلٌ من: أحمد بدير، محمد محمود، علاء مرسى، مصطفى أبو سريع، نانسى صلاح، لطفى لبيب، نيللى محمود.

وأعتقد أن هنيدى لم يعد كما كان متوهجا فى السينما من قبل، إننى  أرى أنه يجب أن يتوقف مع نفسه، وأن يضع فى حساباته أنه ينبغى عليه إعادة النظر فيما وصل إليه من حال فنى غير لائق به ولا يتماشى مع نجوميته، وأن يبحث على الفور عن الأسباب التى ألقت به نحو الانحراف عن المسار الصحيح الذى سلكه منذ بداياته أواخر التسعينيات وكان وقتها نجما ملء السمع والبصر، وظل هكذا عدة أعوام، لكن للأسف بدأ نجمه يأفل شيئا فشيئا، تارة صعود وتارة هبوط، حتى أصبح يرقص على السلم وكما يقولون "لا اللى تحت شافوه ولا اللى فوق شافوه"، وهذا ما يبعث من الداخل حزنا شديدا على حال السينما ونجومها الكبار، ويؤكد بالفعل أننا أمام أزمة حقيقية فى صناعة السينما، أزمة تشعبت وتعددت أسبابها ولكن يبقى الأمل فى أنه يمكننا فيما بعد إعادة إحياء هذه الصناعة ووضعها فى المكانة التى تستحقها باعتبارها أحد أهم وأبرز مكونات القوة المصرية الناعمة التى كانت تمثل مصدر فخر واعتزاز للجميع، وأتمنى أن يعود النجم محمد هنيدى كما كان أحد نجوم السينما المصرية الكبار أصحاب التجارب القوية.