إطلاق مبادرة أخلاقنا الجميلة عودة قوية لطبيعة المجتمع المصرىغابت رقابة الأسرة فتحولت الأجيال الجديدة إلى

يوم,التنمر,قضية,مبادرة,محمد فودة,مقتل,الدراما المصرية,العالم,محمد فودة يكتب

رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة

محمد فودة يكتب: إعادة الاعتبار لـ "الأخلاق" و"الصفات الحميدة"

الشورى

◄إطلاق مبادرة "أخلاقنا الجميلة" عودة قوية لطبيعة المجتمع المصرى 

◄غابت رقابة الأسرة فتحولت الأجيال الجديدة إلى قنابل موقوتة قابلة للانفجار فى أى وقت

◄الاستخدامات الخاطئة لوسائل التواصل الاجتماعى أصابت "القيم" فى مقتل 

◄الشائعات والأكاذيب تجسيد حقيقى لفوضى الأخلاق التى أغرقت حياتنا وتصدرت المشهد 

◄السلام الاجتماعى يبدأ بترسيخ مفاهيم القيم الإنسانية وإفساح المجال للأخلاق الجميلة

 

لم أفاجأ بردود الأفعال الإيجابية على تلك المبادرة الأكثر من رائعة التى أطلقتها الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية بعنوان "أخلاقنا الجميلة".. فهذا الكم الهائل من ردود الأفعال أكد -وبما لا يدع مجالاً للشك- أن المجتمع فى أشد الحاجة الآن لمن يأخذ بيده وينأى به عن هذا الانفلات الأخلاقى الذى لم نكن نعرفه من قبل،  فالشعب المصرى بطبعه شعب مخلص فى عواطفه ونبيل فى مشاعره ويحرص دائماً على الإعلاء من شأن الأخلاق الحميدة التى كانت ولاتزال من أهم وأبرز الصفات التى تميزه عن سائر شعوب العالم.

ومن هذا المنطلق فإننى أرى أن اختيار اسم المبادرة  "أخلاقنا الجميلة" كان اختياراً موفقاً وفى الصميم أيضاً، وهو ما نلمسه بشكل واضح وصريح فى التفاعل اللافت للنظر مع المبادرة على هذا النحو من  الحفاوة، خاصة أن الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية كرست كافة إمكاناتها وقدراتها الإنتاجية على مسألة التوعية والتثقيف بشكل مكثف من أجل توصيل الرسالة بأساليب وأشكال متنوعة وبأدوات غير تقليدية وبمحتوى احترافى يصل إلى المتلقى بسرعة فائقة وبالتالى فإنه يؤثر بشكل إيجابى وبأقل مجهود ممكن وذلك لأن هذا المحتوى لم يأت اعتباطاً أو من قبيل الصدفة بل هو نتاج عمل دءوب وعقول خبيرة فى العصف الذهنى وبالتالى فنحن أمام محتوى قادر على التأثير القوى فى المتلقى.

أما بالنسبة لقضية الأخلاق التى نحن أحوج ما نكون إليها الآن فهى فى تقديرى الشخصى قضية محورية تتطلب مشاركة كافة مؤسسات الدولة وبالتنسيق مع الجهات المعنية لدراسة الأسباب والدوافع التى تسببت فى تراجع الأخلاق وانهيار القيم واغتيال الصفات الحميدة.

وبالطبع فإن أول ما يتبادر إلى الأذهان ونحن نرصد أسباب هذا التراجع الملحوظ فى الأخلاق نجد "السوشيال ميديا" فى صدارة مسببات عمليات التخريب الممنهج وعمليات إهدار الأخلاق الجميلة واستبدالها بمفردات بعيدة كل البعد عما نشأنا عليه فأصبحت الشائعات والأخبار المغلوطة تتصدر المشهد وبالتالى ترتب على ذلك الكثير والكثير من الأخلاقيات البعيدة كل البعد عن مجتمعنا المحافظ .. فأين ذهبت المودة والرحمة بين الناس؟! ولماذا كل هذا التنمر الذى لم يرحم أحداً ، حيث طال التنمر الكبار والصغار على حد سواء وكأن من يقومون بهذا الشيء القميء يتباهون بالتنمر على كل من حولهم ؟! وهنا يتضح لنا مسألة فى منتهى الأهمية هى أنه فى غياب الأخلاق الجميلة تنهار الأشياء الجميلة أيضاً وبالتالى يصبح المجتمع ككل فى مرمى سهام الحقد والغل والكراهية التى تفشت فى المجتمع لأسباب لم تعد خافية على أحد .

وحتى نضع أيدينا على أهمية "الأخلاق الحميدة" فى المجتمع علينا النظر إلى تلك المبادئ السامية التى تحض عليها الأديان السماوية جمعاء ، فالأخلاق "خط أحمر" فى كافة الأديان السماوية وخير مثال على ذلك فإن ديننا الحنيف جعل من الأخلاق دستوراً للحياة.. فعن أبى هريرة رضى الله عنه قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق» وفى رواية أخرى «صالح الأخلاق» ، ولكن للأسف الشديد ابتعد البعض عن التخلق بالخلق الحسن مع انتشار غريب للعشوائية الأخلاقية، وتعدد أسباب ذلك وفى مقدمتها هوس التريند والذى يبث كل يوم فى المجتمع نوعا جديدا من السلوكيات السامة ويتم نشرها وانتشارها فى المجتمع بشكل يؤثر بالسلب على أخلاقه الرصينة.

الأمر الذى يدفعنى إلى القول بأن احتياج المجتمع المصرى إلى العودة للأخلاق الجميلة أمر مهم جدا خصوصا فى ظل المتغيرات والثقافات المتغيرة التى مر بها، فهناك ثقافة غريبة ظهرت مؤخرا فى المجتمع خصوصا والأجيال الجديدة، مما يتطلب تقديم محتوى إعلامى يتمتع بقدر كبير من الذكاء الاجتماعى لترسيخ هذا المحتوى فى ذهن الأطفال والشباب والمجتمع.

لذا فإننى أرى ضرورة تضمين حملة أخلاقنا الجميلة فى سياق الأعمال الدرامية، عن طريق التوجيه غير المباشر للحبكة الدرامية، بالإضافة إلى مراجعة جميع المواد الإعلانية لمجابهة ما ينهض بالقيم الأخلاقية نظرا للمسؤولية الاجتماعية.

واللافت للنظر أن أهم ما يميز هذه الحملة الأكثر من رائعة أنها درامية أكثر من كونها مباشرة، فهى تستحضر جزءا من الدراما المصرية وتركز على مشهد معين أو ممثل صاحب تأثير، وهذه الأشياء تجعل منها تجربة جيدة جدًا وفكرة فى منتهى الذكاء ، وهى أن نقدم هذه النصائح من خلال الدراما، خاصةً أن الأعمال الدرامية تقوم بتوصيل الرسالة بشكل أسرع من أى وسيلة أخرى.

أعتقد أن تجربة مبادرة أخلاقنا ، تجربة ممتازة للغاية من الممكن أن نحصل منها على فوائد كثيرة تصب فى الصالح العام خاصة أننا نمتلك بالفعل رصيداً هائلًا من الأعمال الفنية التى تسمح لنا بتقديم هذا النوع من حملات التوعية غير المسبوقة.