أحمد السعدنى وريهام عبدالغفور وداليا مصطفى.. دمهم واقف على الشاشةفى مجال الفن الموهبة ليست كل شىء قد يكون

عادل إمام,العباس السكرى,الجمهور,العباس السكرى يكتب,25 يناير,العباس السكري

رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة

العباس السكرى يكتب: "ثقلاء الظل"

الشورى

◄أحمد السعدنى وريهام عبدالغفور وداليا مصطفى.. "دمهم واقف" على الشاشة

 

فى مجال الفن، الموهبة ليست كل شىء قد يكون الحضور أقوى من الموهبة وأشمل منها ودافعا رئيسيا للنجومية، وهناك بعض الفنانين لديهم الموهبة لكن لا يمتلكون الحضور، والعكس. فكما تقول القاعدة "دوام الحال من المحال"، فعالم الفن الساحر ملىء بالانقلابات قبل المفاجآت وكثيرًا من الأحيان تتنبأ لفنان أو فنانة بنجومية ساحقة وما يلبث حتى يهوى إلى مكان سحيق ويتوه وينزوى عن الأنظار ولا يتذكره أحد، والنماذج فى هذا الشأن كثيرة من الفنانين والفنانات الذين أخذوا فرصا عديدة تدفع بهم نحو النجومية ولم يعد لهم تأثير من خلال الشاشة ربما تكون "الرخامة" أو ثقل ظلهم السبب فى تواريهم عن المشهد حتى وإن كان بعضهم يمتلك موهبة التمثيل.

 

أحمد السعدنى.. ممثل بطلوع الروح

من الصعب أن يكون الفنان أحمد صلاح السعدنى امتدادًا لوالده العبقرى صلاح السعدنى، ولا يمكن بأى حال من الأحوال أن نضع الابن فى مقارنة مع الأب، فالنتيجة محسومة لصالح الأب النجم الكبير صلاح السعدنى، لكن أحمد فى حقيقة الأمر ليس نجمًا ولا يمكن أن نصفه بالنجم، قد يكون فنانًا موهوبًا لكنه ليس لديه القبول الكافى الذى يمنحه النجومية. لذلك هو نجم دور ثان يشيد به النقاد فى مسلسله الأخير "بطلوع الروح" مع إلهام شاهين ومنة شلبى، وأيضًا مسلسل "الكبريت الأحمر" ويثنون على براعته فى تقديم شخصيات بكفاءة وجهد وقد يلعب البطولة المطلقة تلفزيونيًا مثلما حدث فى مسلسل "شبر مية"، لكنه يعود لدور السنيد مع منة شلبى فى مسلسل "بطلوع الروح" ومن قبله مع دينا الشربينى فى مسلسل "زى الشمس"، رغم أنه يؤدى أدواره بجهد ويحوز تصفيق النقاد والجمهور وقتها، وبالفعل كان محط اهتمام الجمهور فى أغلب الحلقات، لكن يبقى أحمد السعدنى محصورا فى الخانة رقم 2، لا يصعد أبدًا لرقم واحد، ولا أدرى ما السر فى ذلك، رغم أنه يمتلك موهبة أكثر من نجوم آخرين. ربما يكون أحمد السعدنى مدركًا لحجم موهبته ويتعامل من هذا المنطلق، ويعلم قواعد السوق جيدًا، وأصبح يقبل بالأمر الواقع فهو يعرف أنه ليس مطلوبًا فى سوق السينما كبطل أساسى، والأعمال الدرامية التى تعرض عليه فى الماراثون الرمضانى كبطل مشارك وليس أساسيًا كما هو الحال فى مواسم خارج الموسم الرمضانى. أحمد السعدنى لم يلمع أبدًا فى السينما والتجربة التى قدمها قبل 6 سنوات بعنوان "سطو مثلث" لم تحقق أى نجاح ومن وقتها وهو عازف عن السينما، ولعله يعلم أنه ليس نجمًا سينمائيًا لا يذهب الجمهور لقطع تذكرة من أجله، لذلك يفضل السعدنى اللعب فى المنطقة الآمنة وهى الدراما التلفزيونية، فيقدم "نمرة اتنين" مع عمرو يوسف وصبا مبارك، للمخرج هادى الباجورى، وهو بالفعل نمرة اتنين، ويشارك زينة فى مسلسلها "كله بالحب" وهو نمرة اتنين أيضًا. وعلى مدار 20 عامًا هى عمر أحمد صلاح السعدنى الفنى، لم يصعد للنجومية المطلقة إلا نادرًا، رغم تميزه فى عدد من الأدوار التى لعبها كبطل مشارك لنجوم الصف الأول، فقد برع مع الزعيم عادل إمام فى فيلم "مرجان أحمد مرجان"، وأيضًا فى مسلسل "فرقة ناجى عطا الله"، ومع غادة عبدالرازق فى مسلسل "زهرة وأزواجها الخمسة"، و"فرق توقيت" مع تامر حسنى، و"وعد" مع مى عزالدين، وله شخصيات وأدوار أحدثت تأثيرا فى الدراما، وأكدت على موهبته لكن رغم كل ذلك لم يصعد السعدنى للصف الأول ولن يصعد.

 

ريهام عبد الغفور.. فنانة بلا بريق

النجومية لها مواصفات خاصة بعيدًا عن الموهبة والكاريزما، وهذه المواصفات لا تجتمع أبدًا فى الممثلة ريهام عبدالغفور، ولا يمكن أن تجتمع، حتى وإن كانت على قدر لا بأس به من الموهبة، إلا أنها لا يمكن بأى حال من الأحوال أن تصبح نجمة. فالنجومية لها مقاييس خاصة وهى بعيدة كل البعد عنها، وأعتقد أن النجومية لا تشغلها، بقدر ما يشغلها التواجد والدليل على ذلك أنها خلال السنوات الأخيرة أصبحت "سنيدة" للممثلة دينا الشربينى، وشاركتها مسلسل "قصر النيل" والذى فشل فشلًا ذريعًا ولم يحقق أى صدى حتى وإن كان بعض الجمهور يشيدون بموهبة ريهام وقدرتها على تجسيد الشخصيات، وإن كانت قد تركت أثرًا فى مسلسل "إلا أنا" بحكاية "ربع قيراط" التى قدمتها العام الماضى، إلا أن ريهام تقف فى منطقة رمادية دائمًا وطوال سنوات عملها وكفاحها لم تستطع أن تتجاوز هذه المنطقة الرمادية. ريهام عبدالغفور قد لا تتمتع بكاريزما قوية، وحضور طاغٍ مثل نجمات أخريات لكنها ممثلة وقورة وتملك أدواتها الفنية وتاريخها الفنى يتخطى الـ80 عملًا فنيًا متنوعًا بين السينما والدراما والإذاعة والمسرح، فهى تمثل على مدى 20 عامًا قدمت خلالها مجموعة من الأدوار المتنوعة، بعضها نجح والآخر كان أقل نجاحًا. إذ بدأت حياتها ممثلة فى مسلسل "زيزينيا" مع النجم الكبير يحيى الفخرانى، والمخرج جمال عبدالحميد، وأيضًا مسلسل "العائلة والناس" مع النجوم كمال الشناوى ويوسف شعبان وفردوس عبدالحميد للمخرج محمد فاضل، ومن بعدهما شاركت فى المسلسل الشهير "حديث الصباح والمساء"، مع نخبة من أهم الفنانين منهم ليلى علوى وخالد النبوى وسامى العدل، ووقفت أمام كبار النجوم مثل محمد صبحى فى "فارس بلا جواد" ونبيلة عبيد فى "العمة نور" وإلهام شاهين فى "علشان مليش غيرك" وجمال سليمان فى "أفراح إبليس" وغيرهم. وللحق فإن ريهام عبدالغفور كانت تعد من الجيل الصاعد بقوة وقدمت أدوارا تركت تأثيرًا فى مسلسلات "الريان" و"شيخ العرب همام" و"مش ألف ليلة وليلة" و"وادى الملوك"، وكانت القاسم المشترك لأغلب النجوم الكبار والشباب فى أعمالهم، لكنها ظلت حبيسة الأدوار الثانوية ولم تقدم أعمالًا تحسب لها وحدها، كما قدمت تجارب جيدة فى السينما أيضًا، لكن فجأة ارتضت أن تكون فى هذا المستوى الذى هى عليه الآن من قلة حيلة واستكانة وأفول نجومية. ورغم أن كل التجارب التى قدمتها ريهام عبدالغفور فى السنوات الأخيرة كانت غير مؤثرة باستثناء أدوار بسيطة مثل دورها فى "زى الشمس" على سبيل المثال، الذى حقق رد فعل إيجابيا، لكن ما عدا ذلك تظهر من باب التواجد. ويبدو أن ريهام أصبح لا يهمها سوى التواجد فقط رغم أنها فنانة تستحق الدعم لموهبتها واحترامها لذاتها.

داليا مصطفى.. شاخت قبل الأوان

كانت داليا مصطفى من الفنانات الواعدات قبل 25 يناير وظلت فترة طويلة مستحوذة على بطولات الدراما التلفزيونية، وقدمت أعمالًا مع كبار النجوم منهم محمود ياسين وحسين فهمى وفاروق الفيشاوى. وتعاونت مع كبار المخرجين على رأسهم إسماعيل عبدالحافظ، وأحمد السبعاوى، وحسين عمارة، وتيسير عبود، حتى إنها قدمت مسلسلات بطولات مطلقة منها "تلك الليلة، أشجار النار" وكانت عامل نجاح أكثر من مسلسل منها "العصيان، البر الغربى، أكتوبر الآخر، تاجر السعادة" وغيرها من الأعمال التى تركت بصمة حقيقية فى القلوب. لكن فجأة أفل نجم داليا مصطفى وبدأت تظهر على الشاشة بلا روح وكأنها شاخت قبل الأوان، وقد يكون السبب أنها لا تسعى أبدًا لتطوير نفسها ولا فنها وارتضت بالأمر الواقع الذى هى عليه الآن، حيث لم تنجح فى ترك بصمتها الخاصة ورغم الفرص الكبيرة التى جاءتها فإن هذا لم يدفع بها لمكانتها الحقيقية وسط مصاف النجمات أو الممثلات اللاتى يذكرهن المشاهد طويلًا بعد انتهاء العمل. داليا مصطفى ظهرت فى مسلسلات درامية منها "الحرير المخملى، فارس بلا جواز" دون حضور مطلقًا وكأن شيئا أصابها، فلم تعد هى داليا بل ظهرت باهتة وفاترة بعد أن كانت فى فترة من الفترات متفوقة على بنات جيلها، كما قدمت تجارب محمودة فى السينما أيضًا. وفجأة وبعد ما جرى فى أحداث يناير، سقطت داليا مصطفى فى التوهان واستسلمت إلى ما هى عليه الآن من قلة حيلة واستكانة وأفول نجومية، ورغم أن كل التجارب التى قدمتها داليا فى العشر سنوات الأخيرة كانت غير مؤثرة باستثناء مسلسل "الكبريت الأحمر" الذى حقق رد فعل إيجابيا، ويبدو أن داليا مصطفى تمثل بلا روح أو أنها أصبحت لا تقوى على التمثيل ولا فرض نجوميتها وتركها القطار بكل أسف رغم أنها فنانة تستحق الدعم لموهبتها واحترامها لنفسها.