أثبت الصراع الروسي الأوكراني ضعف هيكل النظام الدولي الحالي بالإضافة إلى عدم وجود القواعد الحاكمة التي سعت الو

الأمم المتحدة,روسية,بايدن,الديمقراطية,الصين,ترامب,واشنطن,الخارجية,إيران

رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة

مصطفى محمود يكتب: الأزمة الأوكرانية تضع النظام العالمي على حافة الهاوية

الشورى

أثبت الصراع الروسي الأوكراني ضعف هيكل النظام الدولي الحالي، بالإضافة إلى عدم وجود القواعد الحاكمة التي سعت الولايات المتحدة لإرسائها عقب انتصارها في الحرب الباردة.

 

وحاولت واشنطن تغيير السياسات الانعزالية من خلال تكثيف جهودها لنشر الديمقراطية وتأسيس الأمم المتحدة، إلى جانب تشكيل التحالفات، وزيادة المساعدات الخارجية والتجارة، ولكن الأمم المتحدة فشلت في معالجة العديد من الأزمات.

 

ويرتكز فكرة بناء عالم على قواعد محددة، جاءت مع الرئيس الأمريكي "ودرو ويلسون ويلسون"؛ حيث شكل عصبة الأمم عام 1919، والذي قوبل بالرفض من قبل مجلس الشيوخ الأمريكي، ما أدى إلى حرب عالمية ثانية عام 1939.

 

ومنذ عام 2009 تقلص الدور الأمريكي العالمي، وخفض الرئيس الأسبق "باراك أوباما" الإنفاق على الدفاع بمقدار الثلث، فضلًا عن سحب القوات من العراق، ورفض تعزيز أوكرانيا بالأسلحة.

 

وأضعف الرئيس السابق "دونالد ترامب" التحالفات؛ بسبب تركيزه على المال والتجارة بدلًا من الأمن، علاوة على سحب الرئيس الأمريكي "جو بايدن" للقوات الأمريكية من أفغانستان ووقوعها في قبضة "طالبان".

 

بدأ الصراع الروسي مع أوكرانيا على أمل استيعابها في إمبراطورية روسية يُعاد تشكيلها، وفي حال نجاح "بوتين" سيغري الصين بغزو تايوان، كما ستنذر تلك الاعتداءات بمزيد من التهديدات في وسط أوروبا وشرق آسيا، وكذلك في مناطق أخرى مثل إيران.

 

وأصدرا الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" ونظيره الصيني "شي جين بينج" بيانًا يشيدان فيه بـ "التحول في بنية النظام العالمي"، مؤكدان أنّ شراكتهما مستمرة على كل الأصعدة.

 

هناك عاملان يعرقلان تحقيق أهداف "بوتين"، أولهما: اتخاذ القادة الأوروبيين إجراءات ذات مغزى، فعلى سبيل المثال، تزيد ألمانيا من إنفاقها الدفاعي وبدأت في الاستغناء عن الطاقة الروسية، كما أثارت السويد وفنلندا احتمال الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي "الناتو"، علاوة على انضمام اليابان وسويسرا إلى العقوبات الاقتصادية، وثانيهما: دفاع الأوكرانيين المستمر عن أرضهم.

 

وختامًا، تحدد نتيجة الصراع الأوكراني النظام الدولي القادم، وأنّه في حال هزيمة "بوتين" في تحقيق أهدافه في أوكرانيا، سيصبح النظام الحالي أكثر واقعية، وستفكر الدول، بما في ذلك الصين، قبل مهاجمة الآخرين.