النبل و المروءة و الوفاء وحفظ الجميل معان من بقايا زمن الأخلاق و مواريث من مواريث النبوة الأولى و لكنها اليو

يوم,الأولى,أصالة,الرجال,السيسي,الرئيس السيسي,اليوم

رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة

أخلاق النبلاء و وفاء الكبار مع الكبار

المستشار أسامه محمد زكي - رئيس محكمة الأستئناف  الشورى
المستشار أسامه محمد زكي - رئيس محكمة الأستئناف

النبل و المروءة و الوفاء وحفظ الجميل معان من بقايا زمن الأخلاق و مواريث من مواريث النبوة الأولى ، و لكنها اليوم أصبحت يتيمة في هذا الزمان ، فقد فقدت هذه المعاني رجالها القدوة فلم يعد منهم في دنيا الناس الأن إلا الندرة اليسيرة العزيزة و إن كان قديما قال الشاعر :

أتيتُ على المروءة و هي تبكي 

فقلتُ : علام تنتحب الفَتَاةُ

فقالت : كيف لا أبكي و أهلي   

جميعا دون خلق الله ماتوا

فما ظنك بما آل إليه الأمر اليوم ..

ولكن ما حدث في احتفال جيشنا الباسل لا ينبغي مرور وقعه على النفوس مرور الكرام دون إلقاء ضوء أو تحليل الموقف بأبعاده الاخلاقية ، فلقد كان موقف الرئيس السيسي مع اللواء سمير فرج موقفا رائدا من مواقف أهل القدوة و الخُلق و الريادة ، موقف ربى به الرئيس أبناءنا في برهة لم تستغرق الكثير ، علمهم فيها الوفاء و تذكر فضل الأفاضل ، فلقد أحيا فيهم و فينا معان افتقدناها فأنعشها من بعد موتها ، و أيقظها من بعد سباتها ، و بث في روعها روحا جعل الحياة تدب فيها من جديد لتعود عروسا بكرا تُزَف .. إن الرئيس السيسي بعباراته الرشيقه و وفائه المجسد في الندوة التثقيفية للقوات المسلحة - و التي كانت ضمن احتفالات انتصار أكتوبر - و ما كان من اعترافه بأنه ذات يوم كان تحت قيادة اللواء سمير فرج و تكراره كلمة (يا فندم) له بهذه الصورة المهذبة مؤكدا أنه لم ينس رئاسته عليه في كتيبته ، و ما أبداه له من صدق مشاعر ليست بمستغربة على نبل الرئيس و مروءة نفسه و أدبه العالي الغالي إلا أنها مشاعر تكاد تنتفي اليوم في زخام ما تراه اليوم من ضياع الأخلاقيات بين الأجيال ووضياع المعروف بين الناس 

 فالرجل اليوم على قمة سدة الحكم رئيسا لأكبر دولة في الشرق الأوسط ، و مع هذا لم يستنكف أن يقر للواء سمير فرج بأنه ذات يوم كان تحت قيادته و أنه تعلم منه الحكمة في تقدير الأمور و الثبات في المواجهات فذكرني بمقولة أحد مشايخنا الصوفية الاوائل إذ يقول :

إن الكرام إذا ما أيسروا ذكروا

مَن كان يألفهم في المنزل الخشنِ   

لا أدري من أي أصل كريم نبت هذا الرئيس القدوة و من أي مَعين فضيل تربى على هذه الفضائل و على هذا النُّبل تلك المُثل ،و على هذا الثبات على المبدأ أمام الخلق كافة في زمن لا يعرف إلا الغدر و نكران الجميل و نسيان الفضل .

 ثم في الجهة الأخرى لاحظ و تأمل و اطرب للأدب الجم المقابل الذي كان عليه سيادة اللواء سمير فرج .. بداءةً في مكثه طوال هذه المدة يستر أستاذيته على أكبر شخصية في البلد فلم يذكر يوما ما كان بينه و بين الرئيس تلميحا أو تصريحا في أية قناة فضائية أو لقاء صحفي و لم يتحايل على نشره أو فتح مجال يجر للحديث فيه أو الإشارة إليه ، وإن كان نشره لا يعيب ، إلا أن كل أدب يعلوه أدب أعلى أدق و أرق ، ثم تأمل حديثه المؤدب و النابع من القلب في ذات الوقت و هو يتحدث إلى مرؤوس الأمس و رئيس اليوم و يذَكِّر بفضله و فطنته و حكمة قراراته منذما كان شابا يافعا و إلمامه لكل صغيرة و كبيرة ، و ما كانت هذه العبارات

وهذا الحديث ليخرج للنور لولا ما ابتدره الرئيس من عرفانه و اعترافه بقدر هذه القامة التي كانت ترأسه يوما من الأيام .

لقد عزف القامتان عزفا ارتجاليا غير مُعَدٍّ سلفا فخرج ماتعا رائعا ، عزفا فيه على أوتار أشجان قيثار الأدب الكريم فهيجا المشاعر ،وأعادا لنا مواقف الرجال في عصور مكارم الأخلاق الأولى و التي كانت إلى عهد غير بعيد بين أظهرنا نجدها في أجدادنا و أبائنا وأشياخنا صوفية العصر الماضي ، ثم غابت هذه المعاني مع ظهور فن الصخب و اختفت مع فلسفة فن نشر أخلاقيات أسافل قاع المجتمع .. هذا الفن و تلك الفلسفة التي أفسدت الحرث و النسل و المجتمع فلم يعد الصغير صغيرا و لا الكبير كبيرا و طغت المادية و فشت الفهلوة و الشطارة و المجون .. و في هذا الخضم يربت الرئيس و قائد كتيبته على كتف بقايا جيل الأخلاق ليقولا لنا نحن معكم فهيا نعيد اخلاقيات ديننا و نورثها أبناءنا من خلال مواقف الرجولة و أفعال الكبار و قديما قالوا : حال رجل في ألف رجل أعمق من قول ألف رجل لرجل .

إن الرئيس السيسي أثبت أنه طاقة كبرى و أمة بمفرده يجدد خلايا أصالة هذا الشعب و يعيد ترتيب أولوياته ليس فقط من الجانب السياسي و الاقتصادي و التنموي و لكن بتجديد ثقافته وموروثاته و إعادته لقيم دينه و شرقيته فهو ثورة على كل عيب و تخلف وجمود و رجعية ، و الرجل يعرف ما يريد ووكيف يسير و كيف يوجهو.. و هو في كل ذلك يستعين بالله وحده يعامله معاملة المقربين ثم يتخذ ما يملي عليه عقله الراجح الذي حباه الله به و الذي خلفه نفس سوية راشدة تحمل بين طياتها حكمة الحكماء و أخلاق النبلاء .