- كيف يحتفل المسيحيون بـعيد الصليب.. ولماذا تستمر الاحتفالات على مدار ٣ أيام- ما سر وصية قداسة البابا تواض

مصر,اليوم السابع,الإسكندرية,محمود الشويخ,روما,البابا تواضروس,محمود الشويخ يكتب,شفاعة المسيح,الأقباط يقابلون الله فى البيوت المقدسة,الأرض,العالم,القرآن الكريم,الحدود

رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة

محمود الشويخ يكتب: « شفاعة المسيح »الأقباط يقابلون الله فى البيوت المقدسة 

محمود الشويح - صورة أرشفية  الشورى
محمود الشويح - صورة أرشفية

- كيف يحتفل المسيحيون بـ"عيد الصليب"؟.. ولماذا تستمر الاحتفالات على مدار ٣ أيام؟

- ما سر وصية قداسة البابا تواضروس الثانى للشعب القبطى فى "المناسبة المباركة"؟ 

- قصة القديسة هيلانة أم الإمبراطور التى عثرت على "الصليب المقدس" عن طريق يهودى .

أعترف لكم بأن قلمى لا يطاوعنى كثيرا عند الكتابة عن السيد المسيح.. تهرب الكلمات.. وتضيع من بين يدى الحروف!

ماذا أقول أنا، الضعيف، عنه عليه السلام؟.. أى كلمات يمكن أن تعبر؟.. وأى معانٍ يمكن أن تلخص ما أريد أن أقوله؟.. ماذا أقول عنه وقد قال عنه القرآن الكريم "ذَلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِى فِيهِ يَمْتَرُونَ"؟.. أيده القرآن فمن أكون أنا؟ !

لكننى أحاول أن أقول كلمتى.. عن المعجزة الذى تكلم فى المهد، وأدلى بحجته على براءة أمه، وأثبت بالدليل الذى لا يرد طهارة أمه مما اتهموها به وهى بريئة.. “فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ ۖ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِى الْمَهْدِ صَبِيًّا”.

أحاول أن أقترب منه.. من أفضاله.. وعظمته.. وتضحيته.. وبهائه.. أحاول أن أدخل إلى عالمه الرحب.. إلى دنياه العطرة.. دنيا الأنبياء والصديقين.

وقد يحاول أحدهم أن يصطاد فى الماء العكر لكنى أؤمن بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم " الأنبياءُ إخوَةٌ لعَلَّاتٍ: دِينُهم واحِدٌ، وأُمَّهاتُهم شَتَّى، وأنا أوْلى النَّاسِ بعيسى ابنِ مَريمَ"....

يقول عيسى المسيح "طُوبَى لِصَانِعِى السَّلاَمِ، لأَنَّهُمْ أَبْنَاءُ اللهِ يُدْعَوْنَ"، ويقول محمد صلى الله عليه وسلم: " وكونوا عباد الله إخوانا "، " الناس سواسية كأسنان المشط ".

ينصح المسيح أتباعه: "أحسنوا إلى مبغضيكم، وصلوا لأجل الذين يسيئون إليكم، ويطردونكم"، ويقول بعد أن كاد له أعداؤه "اغفر لهم يا أبتاه لأنهم لا يعلمون ما يفعلون"، وعندما يقسو أهل الطائف على الرسول ويقذفونه بالحجارة يقول " اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون ".

يقول المسيح "الله محبة"، ويقول محمد "  أفضل الأعمال الحب في الله  ". 

ولأجل المحبة أكتب هذه الكلمات مع احتفالات الكنيسة المصرية بأحد أهم أعياد الأقباط، عيد الصليب، اليوم الذى عثرت فيه القديسة هيلانة على الصليب المقدس ورفعته على جبل الجلجثة وبنت فوقه كنيسة القيامة.

هذا "الصليب"، الذى يعتقد المسيحيون أنّه تم صلب المسيح عليه، تذكر المصادر التاريخية أنّه ظل مطمورا بفعل اليهود تحت تل من القمامة، وذكر المؤرخون أنّ الإمبراطور هوريان الرومانى (117 – 138م) أقام على هذا التل فى عام 135م هيكلا للزهرة الحامية لمدينة روما.

وفى عام 326م تم الكشف على الصليب بمعرفة الملكة هيلانة أم الإمبراطور قسطنطين الكبير، والتى شجعها ابنها على ذلك فأرسل معها نحو 3 آلاف جندى، وعند زيارتها أورشليم سألت عن مكان الصليب لكن لم يُعلمها به أحد، فأخذت شيخًا من اليهود، وضيقت عليه بالجوع والعطش، حتى اضطر إلى الإرشاد عن المكان الذى يُحتمل وجود الصليب فيه بكيمان الجلجثة.

أشارت أم الإمبراطور بتنظيف الجلجثة، فعثرت على ثلاثة صلبان، ولما لم يعرفوا الصليب الذى صلب عليه السيد المسيح أحضروا ميتًا ووضعوا عليه أحد الصلبان فلم يقم، وكذا فى الآخر، ولكنهم عندما وضعوا على الميت الصليب الثالث قام لوقته، وأرسلت جزءًا منه إلى ابنها قسطنطين مع المسامير، وأسرعت فى تشييد الكنائس المذكورة فى اليوم السابع عشر.

وبعد أن وجدت "الصليب" أقامت كنيسة القيامة على مغارة الصليب وأودعته فيها، ولا تزال مغارة الصليب موجودة.

وتحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بعيد الصليب مرتين فى العام؛ الأول فى اليوم السابع عشر من شهر توت، الذى بدأ سنة 326 على يد الملكة القديسة هيلانة، والدة الإمبراطور قسطنطين الكبير، والثانى فى اليوم العاشر من برمهات، الذى بدأ على يد الإمبراطور هرقل فى 628 م.

وبحسب طقس الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، فإنّ طقس الاحتفال بهذا العيد يتم معاملته معاملة الأعياد السيدية، وتستمر لمدة 3 أيام.

وفى عيد الصليب يحمل الأطفال الرمانة فوقها الريحانة، والريحان يعتبر رمزا لرائحة الصليب الطيبة واللون الأخضر هو رمز الحياة.

ويعبر الرُمان عن وحدة الكنيسة، أى جماعة المؤمنين، فثمرة الرُمان تمثل الكرة الأرضية، ومبناها الداخلى يمثل بلدان العالم الذى تفصله الحدود ولكن الذى يجمعه السيد المسيح، وأن التاج الذى فى رأسها هو تاج الملك تاج المسيح يسوع.

ولقد توقفت أمام عظة لقداسة البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، تحدث خلالها عن قيمة شهر سبتمبر عند الأقباط، ففى هذا الشهر، والكلام للبابا، نحتفل فى نصفه الأول بعيد النيروز (عيد الشهداء) وفى النصف الثانى نحتفل بعيد الصليب.

يسأل البابا: ما هو الرابط بين عيد النيروز وعيد الصليب؟ 

ثم يبين أن الرابط هو شهوة مقابلة السيد المسيح، وكلمة الشهوة تعبر عن الحب الشديد لمقابلة السيد المسيح.

أما كيف يتعلم الإنسان هذا الاشتياق يحدد البابا تواضروس العناصر: 

١- الصلاة: أول موقف نتعلم فى الاشتياق هو الصلاة، وكنيستنا ممتلئة بالصلاة بكل أشكالها لتأخذ تدريبا يوميا لتكون عندك شهوة الالتقاء بالسيد المسيح وهذا ما كان القديسون يعيشون فيه، كانوا يصلون حتى وقت العذاب، والذى ليس لديه روح الصلاة قلبه ناشف مثل الأرض المشققة التى لا يوجد بها ماء تكون النتيجة أنها لا تثمر، لكن الأرض الحلوة التى تتعرض للشمس والماء تعطى ثمرا جيدا، صلواتك هى أول تدريب يساعدك أن يكون لديك شهوة الالتقاء بالسيد المسيح وفى كل مرة تبدأ صلواتك يقول لك السيد المسيح "أنا سمعك" مثل عروس النشيد.

٢- الإنجيل: "اَلْكَلاَمُ الَّذِى أُكَلِّمُكُمْ بِهِ هُوَ رُوحٌ وَحَيَاةٌ " روح تسرى بداخلك وتتحول إلى حياة سلوكيات نعيش بها وآخر آية فى الإنجيل" تَعَالَ أَيُّهَا الرَّبُّ يَسُوعُ " والكتاب المقدس كله يختصر فى الآية الأخيرة، فى كل مرة تجلس أمام إنجيلك صوتك فى داخلك يقول " تَعَالَ أَيُّهَا الرَّبُّ يَسُوعُ " أريد أن أراك يا رب وأريد أن تتكون بداخلى شهوة الالتقاء بك، فى كل مرة تفتح إنجيلك أنت تفتح قناة لترى مسيحك وتعيش فيه ويتصور لك فى قلبك وتتكون هذه الشهوة فى قلبك.

٣- التوبة: الكنيسة تكلمنا عن التوبة ليلًا ونهار، وتوبة الإنسان عمل تهتز له السماء وتضعه على طريق رؤية السيد المسيح، الابن الضال عندما عاد قال" ، أَخْطَأْتُ إِلَى السَّمَاءِ وَقُدَّامَكَ، وَلَسْتُ مُسْتَحِقًّا بَعْدُ أَنْ أُدْعَى لَكَ ابْنًا " بالتوبة قبل من أبوة والأب كرمز قبل ابنه برغم كل الأخطاء التى كان بها ورفع من رتبته وجعله ابنه حبيبه عندما أخذه فى حضنه وهذه هى قمة شهوة الالتقاء بالسيد المسيح، لمذا نهتم بالتوبة ؟ ليشعر الإنسان دائمًا أنه مشتاق، التوبة تزينك وتجملك.

٤- الأسرار المقدسة: عل قمتها سر التوبة والتناول، " لِيُقَبِّلْنِى بِقُبْلاَتِ فَمِهِ " فى سر التناول هو السر الذى به المسيح يقبلنى، والقبلة فى مفهومها هى الحب الكامل، فممارسة الأسرار والانتظام فيها يربى فى الإنسان شهوة الالتقاء بالمسيح " مَنْ يَأْكُلْ جَسَدِى وَيَشْرَبْ دَمِى يَثْبُتْ فِى وَأَنَا فِيهِ" .

٥- الخدمة: الحياة المسيحية ليست فيها أنانية ولكن اترجم كل اللى فات لخدمة الآخرين، الخدمة عطية خاصة من الله يضعها فى قلب الإنسان الذى يشتاق له دائمًا لأنك تقابل المسيح فى الآخرين، الخدمة ليست رتبة ولكنها روح ومقابلة مع المسيح، ما يدفع الخادم للخدمة هو الاشتهاء الذى بداخله لمقابلة السيد المسيح وهذا هو قمة نجاح الخدمة.

كل عام ومصرنا بخير.. كل عام وأقباط مصر بكل خير.