« ظلم غاشم .. وصمت لا يفهم».. لماذا لا يتحرك العالم المجرم والمنافق لوقف حرق الأطفال في غزة؟

- كيف قتلت إسرائيل أطفال الدكتورة آلاء التسعة؟
- وجع لايقال
- متى يتوقف النازيون الصهاينة عن القتل والخراب والدمار؟.. وإلى متى يستمر الصمت؟!
في ظلام الليل الذي لا ينتهي في غزة، وبين أصوات الانفجارات ودخان الركام، هناك قلب أم مكسور لا تنطفئ حرارته، ودموع أب ما زالت تنزل على وسادة خالية من طفله الذي لن يعود.
في كل بيت فلسطيني، قصة مروعة لمأساة لا تنتهي.
في كل زقاق، حكاية لطفل قُتل قبل أن يتعلم الهجاء، أو لرضيع لم يُكمل عامه الأول، قُطع صوته الصغير وهو يصرخ من الجوع أو من الخوف أو من شظايا القنابل.
غزة اليوم ليست فقط ساحة حرب، بل مقبرة مفتوحة للبراءة.
الجدران لا تُسند الأحلام، والسماء لا تُمطر إلا نارًا.
أطفال بلا أقدام، أمهات بلا أبناء، آباء ينزفون من الداخل، ولا أحد يسمع.
في هذا العالم المليء بالشعارات، لا صوت يعلو فوق مصالح السلاح والسياسة.
الصمت الذي يغلف الجرائم في فلسطين هو الوجه الآخر للقتل، والمجتمع الدولي – بكل ما يملكه من مؤسسات ومنصات – شريك في هذه الجريمة بصمته وعجزه ونفاقه.
مأساة الطبيبة الفلسطينية
لم تكن الدكتورة آلاء مجرد طبيبة فلسطينية، بل كانت رمزًا لحياة تُبنى رغم الحصار، وأمًا تقاوم بالفطرة والأمل.
كانت تداوي جراح الآخرين في المستشفيات، وتزرع الحب في بيتها الصغير الذي ضم تسعة من أطفالها، كانت تعتبرهم "الأمل في مستقبل حر".
ولكن الموت كان أسرع من الحلم، وأقسى من أي منطق.
في ليلة مشؤومة، أغارت الطائرات الإسرائيلية على منزل العائلة، دون سابق إنذار.
تحولت غرف اللعب إلى مقابر، واحتضنت الأم بقايا جثامين أطفالها، عاجزة عن إنقاذ أحد.
تسعة من فلذات كبدها اختفوا في لحظة واحدة.
كل طفل منهم كان يحمل اسمه الخاص، صوته الخاص، طريقته في الضحك والبكاء.
واحد كان يحب الطائرات الورقية، وآخر يحلم بأن يصبح مهندسًا، وثالث يختبئ خلف والدته من صوت القصف.
كلهم ذهبوا، وأبقت الحرب أماً مفجوعة وصورة جماعية ممزقة على جدار محترق.
آلاء اليوم لم تعد هي.
تتكلم بصوت خافت، تغرق في صمت طويل، تضع يديها على حضنها وكأنها لا تزال تحتضن أبناءها.
هي ليست فقط ضحية، بل شاهدا على واحدة من أبشع الجرائم ضد الإنسانية.
قصة الطفلة ورد
في مدرسة فهمي الجرجاوي، كانت الطفلة ورد تلعب مع صديقاتها بين الجدران التي كانت بالأمس فصولًا تعليمية، واليوم صارت ملجأ من الموت.
كانت ترتدي ثوبًا بسيطًا وتحمل دفترًا رسمت عليه بيتًا له شجرة وسور.
لم تكن تدري أن هذا الحلم سيُحرق كما احترقت مدرستها.
عند منتصف الليل، اندلع حريق هائل بسبب قصف مباشر، فانتشرت ألسنة النار في الأرجاء بسرعة
صراخ، لهاث، وجوه سوداء من الدخان، وأجساد ممددة.
نجت ورد بمعجزة، بعدما سحبها أحد المتطوعين من بين الجثث.
عيناها لم تعودا كما كانتا، فيهما خوف دائم وشرخ في الروح لا يُرمم.
ورد الآن ترفض الكلام، ترسم نيرانًا فقط.
تخاف النوم، ولا تستطيع التوقف عن السؤال: "ليه؟".
حكايتها ليست استثناءً، بل نموذجًا لآلاف الأطفال الذين فقدوا المدرسة والبيت والأمان دفعة واحدة.
الطفولة في غزة تُحرق بلا رحمة، والعالم يشاهد بصمت بارد.
العالم المجرم والمنافق
أي معنى للقانون الدولي حين لا يجرّم قتل أطفال نائمين؟ أين العدالة حين تتحول المدارس إلى ثكنات موت؟ لماذا لا يتحرك أحد أمام هذه المجازر؟
العالم الذي صرخ لأجل حقوق الحيوانات، والذي قاطع دولًا بسبب كلمات، لا يرف له جفن أمام أشلاء الأطفال في غزة.
إعلامه يتحدث عن "نزاع"، لا عن جريمة، وعن "دفاع عن النفس"، لا عن قصف بيوت سكنية ومستشفيات.
المنظمات الدولية التي يفترض أن تحمي المدنيين، تقف عاجزة أو متواطئة.
تُصدر بيانات تنديد بلا قوة، وتنتظر موافقة الكبار كي تتحرك.
أما الدول الكبرى، فبعضها يُمول، وبعضها يبرر، وبعضها يرفع شعار الحياد على حساب الدم.
إن ما يحدث في غزة ليس فقط مجزرة، بل انكشافا أخلاقيا عارما للنظام الدولي.
فحين يُقتل الأطفال أمام الكاميرات ولا يحدث شيء، نعلم أن الإنسانية تُذبح هي الأخرى.
النازيون الصهاينة
المشروع الصهيوني القائم على الاحتلال والتطهير العرقي لم يتغير، بل يتجدد في أبشع صوره.
الصهاينة اليوم يمارسون النازية الجديدة، بنفس منطق الإبادة، ولكن تحت لافتة "الأمن القومي".
القتل اليومي في غزة ليس عشوائيًا، بل ممنهجا.
يستهدف البنية التحتية، المستشفيات، المدارس، شبكات الكهرباء والماء، وأهم من كل هذا: الإنسان الفلسطيني نفسه. يريدون أن ييأس، أن يهاجر، أن يُباد، أو يختفي.
لكن رغم كل ذلك، لم ينكسر الفلسطينيون.
يصمدون تحت الركام، يحمون بعضهم، ويوصون أبناءهم بحب الأرض حتى آخر نفس.
هذا الصمود، رغم الألم، هو ما يجعل إسرائيل تفشل في إنهاء وجودهم.
أما الصمت العالمي، فهو خيانة لكل القيم التي يتغنون بها.
ومهما طال الزمن، فإن التاريخ لا ينسى، والمقاومة لا تموت، وصوت الأطفال سيلاحق القتلة إلى الأبد.
أعيدوا الإنسانية إلى مكانها
ما يحدث في غزة ليس مجرد حرب، بل امتحان قاسٍ لضمير العالم.
كل طفل يُقتل هناك، هو سؤال مفتوح في وجه البشرية: هل فقدتم القدرة على رؤية الإنسان؟ هل صارت السياسة أهم من الحياة؟
نحن اليوم لا نطلب الشفقة، بل العدالة.
لا نطلب العزاء، بل الوقوف إلى جانب الحق.
أطفال غزة ليسوا رقمًا في نشرة الأخبار، بل وجوها، وأحلاما، وقلوبا صغيرة تستحق أن تنمو في سلام.
إذا كان العالم قد صمّ أذنيه، فعلينا أن نكون الصوت.
وإن لم تُحركهم الدماء، فلنحرك نحن قلوبنا وأقلامنا وأفعالنا؛ لأن غزة تستحق أن تعيش، وأطفالها يستحقون أن يحلموا، لا أن يُدفنوا أحياء.

- اليوم
- فلسطين
- الحب
- اسرائيل
- غزة
- الاحتلال
- مدرس
- قصف
- ظلم غاشم وصمت لا يفهم
- أخبار محمود الشويخ
- طرة
- قانون
- يوم
- درة
- العالم
- قنا
- سلاح
- الطب
- انفجار
- طفلة
- مقبرة
- محمود الشويخ
- راب
- ملك
- الأطفال
- المدارس
- مقالات محمود الشويخ
- مشروع
- منزل
- عزاء
- جثامين
- طبيبة
- غرق
- اول
- مدرسة
- الاول
- تجدد
- طفل
- داخل
- جرجا
- محمود الشويخ يكتب
- مقابر
- النار
- الدول
- امن
- المستشفيات
- النوم