الجمعة 06 ديسمبر 2024
الشورى
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء
والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى
الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء
والعضو المنتدب
محمد فودة

أكـتـوبـر ٧٣ .. تـاريـخ كـتـب مـن أجـل مـصـر

محمود الشويخ - صورة
محمود الشويخ - صورة أرشفية

- كيف سقط الصهاينة تحت أقدام الجيش المصري؟

ونحن نعيش أجواء الحرب في منطقتنا منذ السابع من أكتوبر الماضي.. وعلى وقع التهديدات المحيطة من كل اتجاه.. وفي ظل حالة افتتان وخوف من "عدو العرب" جميعا.. تأتي ذكرى نصر أكتوبر المجيد بشكل مختلف هذا العام.. تأتي لتبعث برسالة حاسمة للجميع بأن "مصر خط أحمر".

ورسالة أخرى لشعوب المنطقة بأن "الأمل الوحيد في الجيش الوطني" .

في ذكرى النصر المجيد والأعظم في تاريخ مصر والعرب نقول إن مصر قد بات لها بحق "درع وسيف".. ولهذا.. وليس لأي شيء آخر اختار الصهاينة – أعداء السلام – أن يحافظوا على السلام معنا.. فقط لأنهم يدركون ما معنى الحرب مع مصر.. لقد جربوها وعرفوا وذاقوا الويل والعذاب على أيدي جنودنا.

ومن هنا كان القرار أن تكون أكتوبر آخر حروبهم معنا.. فلا هم يقدرون علينا ولا هم يستطيعون فعل أي شيء معنا.

والحق أنني مهتم في هذه المساحة بأن تعلم الأجيال الجديدة - التي تتعرض اليوم لطوفان على السوشيال ميديا -  قيمة الجيش المصري وقيمة ما حدث في السادس من أكتوبر لعام 1973.

في هذه الحرب المجيدة حشدت مصر 300,000 جندي في القوات البرية والجوية والبحرية.

وتألفت التشكيلات الأساسية للقوات البرية من 5 فرق مشاة و3 فرق مشاة آلية وفرقتين مدرعتين إضافة إلى لواءين مدرعين مستقلين و4 ألوية مشاة مستقلة و3 ألوية مظليين مستقلة.

وكانت خطة الهجوم المصرية تعتمد على دفع 5 فرق مشاة لاقتحام خط بارليف في 5 نقاط مختلفة واحتلال رؤس كبارى بعمق من 10-12 كم وهي المسافة المؤمنة من قبل مظلة الدفاع الجوي في حين تبقى فرقتان مدرعتان وفرقتان ميكانيكيتان غرب القناة كاحتياطي تعبوي فيما تبقى باقى القوات في القاهرة بتصرف القيادة العامة كاحتياطي إستراتيجي. 

كانت القوات الجوية المصرية تمتلك 305 طائرات مقاتلة وبإضافة طائرات التدريب يرتفع هذا العدد إلى 400 طائرة.

مروحيات القوة الجوية تتألف من 140 طائرة مروحية فيما تمتلك قوات الدفاع الجوي نحو 150 كتيبة صواريخ أرض-جو.

القوات البحرية المصرية تمتلك 12 غواصة و5 مدمرات 3 فرقطات و17 زورق صواريخ  و14 كاسحة ألغام، وبالرغم من أن البحرية المصرية لم تشترك في الحرب بشكل مباشر فإنها فرضت حصارا بحريا على إسرائيل عبر إغلاق مضيق باب المندب بوجه الملاحة الإسرائيلية.

وفي تمام الساعة 14:00 من يوم 6 أكتوبر 1973 نفذت القوات الجوية المصرية ضربة جوية على الأهداف الإسرائيلية خلف قناة السويس.

وتشكلت القوة من 200 طائرة عبرت قناة السويس على ارتفاع منخفض للغاية.

وقد استهدفت الطائرات محطات التشويش والإعاقة وبطاريات الدفاع الجوي وتجمعات الأفراد والمدرعات والدبابات والمدفعية والنقاط الحصينة في خط بارليف ومصاف البترول ومخازن الذخيرة.

وكان مقررا أن تقوم الطائرات المصرية بضربة ثانية بعد تنفيذ الضربة الأولى إلا أن القيادة المصرية قررت إلغاء الضربة الثانية بعد النجاح الذي حققته الضربة الأولى.

وإجمالي ما خسرته الطائرات المصرية في الضربة هو 5 طائرات

وحدد الجيشان المصري والسوري موعد الهجوم للساعة الثانية بعد الظهر بعد أن اختلف السوريون والمصريون على ساعة الصفر.

ففي حين يفضل المصريون الغروب يكون الشروق هو الأفضل للسوريين، لذلك كان من غير المتوقع اختيار ساعات الظهيرة لبدء الهجوم، وعبر القناة 8,000 من الجنود المصريين، ثم توالت موجتا العبور الثانية والثالثة ليصل عدد القوات المصرية على الضفة الشرقية بحلول الليل إلى 60,000 جندي، في الوقت الذي كان فيه سلاح المهندسين المصري يفتح ثغرات في الساتر الترابى باستخدام خراطيم مياه شديدة الدفع.

وأنجزت القوات المصرية في صباح يوم الأحد 7 أكتوبر عبورها لقناة السويس وأصبح لدى القيادة العامة المصرية 5 فرق مشاة بكامل أسلحتها الثقيلة في الضفة الشرقية للقناة، وانتهت أسطورة خط بارليف الدفاعي.

وقد واصلت القوات المصرية تدعيم رءوس الكباري لفرق المشاة الخمس كما قامت بسد الثغرات التي بينها وبين الفرق المجاورة داخل كل جيش طيلة يوم 7 أكتوبر وبحلول يوم 8 أكتوبر اندمجت الفرق الخمس في رأس كوبريين في جيشين.

وكان رأس كوبري الجيش الثاني يمتد من القنطرة شمالا إلى الدفرسوار جنوبا أما رأس الكوبري الجيش الثالث فيمتد من البحيرات المرة شمالا إلى بور توفيق جنوبا وكان هناك ثغرة بين رأسي الكوبري للجيشين بطول 30-40 كيلومترا في أثناء ذلك دعمت القوات الإسرائيلية موقفها على الجبهة ودفعت بـ 5 ألوية مدرعة ليصل مجموع القوات المدرعة الإسرائيلية في سيناء إلى 8 ألوية مدرعة.

وكانت تقديرات المخابرات المصرية قبل الحرب تشير إلى أن الهجوم المضاد الإسرائيلي سوف يبدأ بعد 18 ساعة من بدء الهجوم المصري بافتراض أن إسرائيل ستعبئ قواتها قبل الهجوم بحوالي 6-8 ساعات ومعنى ذلك أن الهجوم المضاد الرئيسي سيكون في صباح يوم الأحد 7 أكتوبر إلا أن الهجوم الإسرائيلي لم ينفذ إلا مع صباح يوم 8 أكتوبر.

مع إطلالة صباح يوم 8 أكتوبر نفذت القوات الإسرائيلية هجومها المضاد حيث قام لواء إسرائيلي مدرع بالهجوم على الفرقة 18 مشاة المصرية كما نفذ لواء مدرع إسرائيلي آخر هجوما على الفرقة الثانية مشاة وقد صدت القوات المصرية الهجمات.

وبعد الظهيرة عاودت إسرائيل الهجوم بدفع لواءين مدرعين ضد الفرقة الثانية مشاة وفي نفس الوقت يهاجم لواء مدرع الفرقة 16 مشاة ولم تحقق الهجمات الإسرائيلية أي نجاح.

في 9 أكتوبر عاودت إسرائيل هجومها ودفعت بلواءين مدرعين ضد الفرقة 16 مشاة وفشلت القوات الإسرائيلية مرة أخرى في تحقيق أي نجاح.

ولم يشن الإسرائيليون أي هجوم مركز بعد ذلك اليوم.

وبذلك فشل الهجوم الرئيسي الإسرائيلي يومي 8 و9 أكتوبر في تحقيق النصر وحافظت فرق المشاة المصرية على مواقعها شرق القناة.

وفي الساعة الثامنة صباحا بتوقيت واشنطن (الثالثة عصرا بتوقيت القاهرة) من يوم الثلاثاء 9 أكتوبر اجتمع السفير الإسرائيلي في واشنطن مع وزير الخارجية الأمريكي كيسنجر في البيت الأبيض ليطلعه على تفاصيل الحرب وتحديد احتياجات إسرائيل من الأسلحة الأمريكية، وقد اطلع كيسنجر خلال اللقاء على خسائر إسرائيل التي بلغت 500 دبابة منها 400 على الجبهة المصرية إضافة إلى خسارة 49 طائرة على الجبهتين وقد طلب السفير من كيسنجر الإبقاء على سرية هذه الأرقام وعدم إطلاع أحد عليها سوى الرئيس.

وهكذا استمر الرجال في القتال حتى دخلت الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة وتم إصدار القرار رقم 338 الذي يقضي بوقف جميع الأعمال الحربية بدءاً من يوم 22 أكتوبر عام 1973م.

وقبلت مصر بالقرار ونفذته اعتبارا من مساء نفس اليوم إلا أن القوات الإسرائيلية خرقت وقف إطلاق النار، فأصدر مجلس الأمن الدولي قرارا آخر يوم 23 أكتوبر يلزم جميع الأطراف بوقف إطلاق النار.

وبعدها عادت أراضينا كاملة.

ودائما وأبدا تحيا مصر.

الصفحة الثانية من العدد رقم 381 الصادر بتاريخ 3 أكتوبر2024
تم نسخ الرابط