طالما تحدثنا عن إنحدار إخلاقي نعيشه في الوقت الراهن نسعي بكل ما نملك من قوة مستعينيين بالله عز وجل ثم أنفسنا

استيراد,ميت غمر,المواطنين,مصر,رمضان,النيابة,شهر رمضان,الشرقية,فتاة

رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة
حسام فوزى جبر يكتب: رمضانا أخلاق ورمضانهم صواريخ

حسام فوزى جبر يكتب: رمضانا أخلاق ورمضانهم صواريخ

طالما تحدثنا عن إنحدار إخلاقي نعيشه في الوقت الراهن، نسعي بكل ما نملك من قوة مستعينيين بالله عز وجل ثم أنفسنا في أن نُقف قبل فوات الأوان تلك المهازل التي تشهها شوارعنا ومدننا، وأعلم ان حضراتكم جميعًا معي بل وقبلي ترفضون تلك الردة الإخلاقية القميئة التي أصابت أغلي ما نملك ألا وهم أبنائنا وفي وطننا أصل الطيبة والكرم والأخلاق وسنظل علي عهدنا أما أن يوفقنا الله وننقذ أحلامنا من الضياع ونحافظ أخلاق مجتمعنا التي ورثناها عن آبائنا وأجدادنا أو نموت ونحن ندافع عن تلك الأخلاق والصفات الحميدة التي تنبذ وتقاوم وتحارب فكرة التعصب والسباب والإبتذال وإنتهاك الحريات والأعراض والحرية المزعومة والألفاظ المُحرمة أو نموت فنموت مدافعين عن الأخلاق التي يحبها الله ورسوله ولتكن فكرتنا وحياتنا دفاعًا عن أخلاقنا وسلوكنا في تصرفات كل المحطين بنا رضاءًا لله ولرسله ثم رضاءًا لمجتمعاتنا وأنفسنا فلنكن ضد كل وأي شاذ يخلع عنا عباءة الأخلاق والقيم المصرية العربية الشرقية الأصيلة.

في الأسبوع الأول والثاني لشهر رمضان المبارك إستوقفتني واقعتين كلاهما ناتج عن المقدمة التي كتبتها لإفتتاح مقالتي هذه إلا وهي إنحدار وإنحطاط وربما إنعدام الأخلاق ففي الواقعة الأولي قام بعض الصبية باللعب بالعاب نارية أمام محل يعمل بتجارة الموكيت والسجاد ليدخل الشرر إلي المحل ويدمره عن آخره لا لشيء إلا أن بعض الطفال والصبية أرادوا أن يلعبوا بالصوايخ والألعاب النارية فدمروا مستقبل عدة أسر وكانت هذه الواقعة في مدينة ميت غمر بمحافظة الدقهلية، وحتي كتابة مقالي هذا أولياء الأمور لم يتكرموا بمحاولة حل الأزمة مع صاحب التوكيل الذي فقد كل ما له من أموال في تلك الواقعة التي أحزنت الجميع والسبب ليس كما كتبت الصحف والمواقع "لعب عيال" السبب هي قلة رباية وقلة أدب وعدم وعي وتقدير للعيال وأولياء أمورهم مع كامل إحترامي للجميع، والواقعة الأخري عندما ألقي فتيان صاروخ علي وجه فتاة في مدينة زفتي بمحافظة الغربية، فأصابها في وجهها وعينها وأذنها وتحركت المباحث وضبطت أحد الفتيان وطالبت النيابة بضبط وإحضار الآخر والأزمة هنا ليست في هذه المصيبة فقط ولكن الأزمة أن المدافعين عن المراهقين يؤكدان أنهما كانا يقصدا إلقاء الألعاب النارية أسفلهم وليس علي وجوه البنات كما حدث وأن الخطا غير مقصود المقصود أن يلقي أسفل البنات المارة، ومع هذه التبريرات وحملة حرام عليكم مستقبل العيال كان لابد ان نصرخ صرخة هنا من خلال هذه النافذة ونبرأ أمام الله ثم حضراتكم من هذه التصرفات التي بكل أسف يبررها أهالي الأطفال لإفلاتهم من العقاب فيصدرون إلينا شباب غير شاعر بأي مسؤواية بفقدون أدني درجات تحمل المسؤولية، بدلًا من الإعتراف بالخطأ والمبادرة بالإعتذار والتقويم والإصلاح، وما بين الواقعة الأولي والثانية مصائب أصابت أسر بسبب تلك الردة الأخلاقية الشنيعة التي آن آوان الثورة عليها للكل أن يعلم أن حريتك تنتهي عند بداية حرية الآخرين وإلا فسنصبح في غابة.

بل وراح بعض المبررين يربطون بين ظاهرة الألعاب النارية والمرفقعات بشهر رمضان الكريم، ورمضان منهم براء، فالأمر قد إنفلت عن كونه لعبة للأطفال محدثًا كوارث تؤذى وتعكر على المواطنين صفو الشهر الكريم، والألعاب النارية خطرها ليس على مستخدميها فقط بل كذلك على الآخرين المتواجدين في محيط استخدامها لما تسببه من حروق وتشوهات مختلفة تؤدي إلى عاهات مستديمة أو مؤقتة كما تحدث أضرارا في الممتلكات جراء ما تسببه من حرائق إضافة إلى التلوث الضوضائي والسمعي والبصري، وعلينا الإعتراف أن استخدام الألعاب النارية أصبح عادة سلوكية سيئة عند بعض الأطفال تلحق الأذى بالآخرين وتعكر حياتهم مما يقوض راحة الناس وسكينتهم ويثير الرعب والذعر في الشوارع والأسواق ناهيك عن أنها أحد مسببات التلوث الكيميائي والفيزيائي، آن الأون لتفعيل القوانين ومتابعة تنفيذها وتغليظ العقوبة وتشديد الرقابة والحملات على أماكن بيعها وملاحقة القائمين على تصنيعها وتفعيل دور التوعية الأسرية بالنصائح المستمرة والتنبيه والتشديد على الأطفال بمنع استخدامها لما تشكله من خطورة عليهم، مع إصدار قرارات مُلزمة بحظر استيراد الألعاب النارية وحظر بيعها وحيازتها وتجريم ممارستها واستعمالها.

فشهر رمضان لنخلو إلى أنفسنا، ونتخلي عن الشراهة التى ميزت عصرنا الحديث وجعلتنا لا نستمتع بما لدينا حتي وإن كثر لأننا نلهث من أجل مزيد قد لا نحتاجه لكننا اعتدنا على الجرى فى سباقات لا تنتهى ولا تُشبع، فرمضان فرصة لنجد المعنى الذى نسيناه فى انشغالاتنا إنه شهر الإلتقاء بالمعنى والمضمون والأبقي، وترك ماراثونات البحث عن المغانم التي نبحث عنها ولن تستمر معنا فالعام كله يجري ونجري جميعًا لهثًا خلفه، ليعوضنا رب العزة بشهر فيه كافة أنواع وألوان ودرجات علاج النفس البشرية من كل داء شهر، (أوكازيون) للفوز برضي رب العزة فيه ليلة -نسأل الله أن نفوز بقيامها وأن يتقبلها منا- خيرًا من سنوات كثيرة ربما أكثر من أعمار الكثير منا، فلو أدركنا معني وفائدة وفوائد وبركات ونفحات شهر رمضان، لتمنينا من حبات قلوبنا أن تكون كل الشهور رمضان حتى تظل بركته تلازمنا ولا ننشغل عن عبادتنا ونتمسك دائما بأخلاقيات رمضان، علينا مراجعة أنفسنا وأن نتمنى الخير لمن حولنا كما يفغل فينا رمضان حتي يعود ذلك علينا وعلى مجتمعنا فصلاح الأمم يبدأ بالنفس وأن نجعل من الشهر الكريم فرصة لصوم حقيقى ليس عن الطعام والشراب فقط بل عن كل ما يؤذى وأن نعامل الناس كما نأمل أن يعاملونا.

ولا ربط أبدًا بين تلك الأشياء وبين الشهر الفضيل فنصوم نحن المصريين فى شهر رمضان المبارك مع كافة المسلمين فى أنحاء المعمورة ولكن الطقوس والعادات المصاحبة لهذا الشهر الكريم في مصرنا يختلف ويتميز عن سائر البلاد والعباد وذلك منذ أن عرف المصريون صيام رمضان، حيث دائمًا ما تهل علينا نسائم الشهر الفضيل ونحن فى أشد الحاجة إلى الراحة فى رحابه بعد عناء نعيشه كسباق طويل يستغرق 11 شهرًا نتوقف فيه لننهل من رحمات ونسمات هذا الشهر الذي تتجلي فيه الروحانيات والرحمات والتجليات الربانية، ولأنني كحضراتكم جميعًا نعشق مصرنا الغالية عشقًا تشبعنا به وكبر داخلنا ونمي وزاد وإزداد كما كبرنا، فرمضاننا في مصر ليس فقط مناسبة أو شهرًا أو عيدًا دينيًا، ولكنه مناسبة قومية ورمز بكل معنى الكلمة، فرمضان فى مصر يعيشه المصريون جميعًا كالعادة نسيجًا واحدًا غير قابل للفصل، مسلمين وأقباط يعيشونه معًا فالأقباط غالبًا ما يتناولون غذاءهم وقت إفطار المسلمين أو معهم فى الموائد والعزومات، يمارسون معًا طقوس رمضان فتجد هذا القس يشارك في صكوك أطعام الصائمين في رمضان وذاك يشارك في تعليق الزينة والفوانيس وداخل الكنيسة نفسها والجيران من أقباط ومسلمون يتسابقون نحو التعاون في تزيين الشوارع والحارات بل وكنيسة تعد مائدة رحمن لإفطار الصائمين، ناهيك عن سهرات رمضان حتى الفجر التي يعيشها المسلمون والأقباط معًا، سواء فى بيوتهم أو خارجها، هذا هو رمضاننا في مصرنا رمضان بطعم الوطنية والحب والإخلاص لله ثم للوطن.. فـ رمضانا أخلاق ورمضانهم صواريخ