أسرار وكواليس اللقاء الأول لقطبى الغناء المصرى عمرو دياب وتامر حسنىالنجمان الكبيران حائط الصد الأول فى مواجه

عمرو دياب,الجمهور,الذهب,مصر,الهضبة,تامر حسنى,محمد منير,يوم

رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة

محمد فودة يكتب: "الهضبة" و"نجم الجيل" معًا من أجل الريادة

الشورى

◄أسرار وكواليس اللقاء الأول لقطبى الغناء المصرى عمرو دياب وتامر حسنى

◄النجمان الكبيران حائط الصد الأول فى مواجهة موجة الإسفاف وأغانى "المهرجانات"

◄يكتبان تاريخاً جديداً فى بضع دقائق.. ويؤكدان على ريادة مصر الفنية 

◄عمرو دياب.. حارس قلعة الأغنية المصرية وحامى حمى الريادة

◄تامر حسنى.. فنان شامل بكل ما تحمله الكلمة من معنى

كنت أنتظر ومثلى الملايين فى أنحاء الوطن العربى مثل هذا المشهد الراقى الرائع الذى جمع بين قاهر الزمن عمرو دياب ونجم الجيل تامر حسنى، فى الغناء بضع دقائق معا، وهو المشهد الذى أكد لنا أننا أمام اثنين من النجوم يشكل كل منهما فى حد ذاته ظاهرة فنية بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وعلى قدر انتظار الجمهور لهذه اللحظة الرائعة من لقاء عمالقة الفن العربى معا كانت الفرحة العارمة التى قلبت السوشيال ميديا رأسا على عقب فرحا بلقاء "الهضبة" و"نجم الجيل" وكأن "الغناء" و"الفن" هما دائما اللذان يجمعان الصف فبجانب الهضبة ونجم الجيل وقف حميد الشاعرى ومصطفى قمر يتغنيان برائعة عمرو دياب "يا أنا يا لا" وسط تناغم وانسجام الجمهور، وعلى مقربة منهما وقف محمد حماقى والكينج محمد منير يتغنيان أيضا، فى مشهد عظيم يوحى بأن "قوتنا الناعمة" مازالت بخير وأن هناك حصن أمان للأغنية العربية وحائط صد فى مواجهة أغانى الابتذال والعشوائية.

وقد بدا عمرو دياب فى هذا المشهد بكامل تألقه وتوهجه المعتاد وكأنه أراد أن يؤكد لنفسه ولمحبيه وجمهوره العريض فى مصر والعالم العربى أنه ينصهر فى بوتقة الفن وعندما يوجد الفن لا مكان لشىء آخر سوى الإبداع، وقد استطاع فى هذا الحفل وبذكائه المعهود أن يجبر الجميع على الاستمتاع بما قدمه من أغانٍ دخلت القلوب بلا استئذان، وقد حكى لى عقب انتهائه من هذا الحفل أنه انصهر مع زملائه فى الغناء وانسجم معهم بمنتهى الحب وهذا ما انعكس للجميع، وللحق فإن أغانيه تحولت إلى ما يشبه "إكسير الحياة" بالنسبة لكل من حضروا الحفل واستمتعوا بما قدمه من أغنيات متنوعة، فقد كان صادقا إلى أبعد حد وهو يشدو بها أمام جمهوره على هذا النحو من الروعة والجمال وهذا ما دفعنى للكتابة عنه الآن هو ونجم الجيل تامر حسنى، لأن هذا الحدث يجب التوقف عنده كثيرا ويجب ألا يمر مرور الكرام  فـ"الميجا ستار" عمرو دياب لم يكن فى يوم من الأيام مجرد مطرب عادى أو مجرد رقم فى قائمة نجوم الأغنية المصرية، لسبب بسيط هو أنه كان ومازال فنانًا من طراز فريد وصاحب أفعال لا أقوال، وهو ما ترتب عليه أنه سيظل فى نظر عشاق الأغنية العربية بمثابة "قاهر الزمن" وحائط الصد الأول وصمام الأمان للأغنية النظيفة فى مواجهة موجة الإسفاف والانحطاط الموسيقى والغنائى وطوفان التفاهة وإعصار الأغانى الهابطة، إذ يمثل عنوانًا مهمًا للنجومية الحقيقية فهو دائمًا ما يلقن أشباه المطربين درسًا فى كيف يكون الغناء، ليس هذا فحسب بل إنه يؤكد لجمهوره دائمًا أن النجومية الحقيقية لم تأت من فراغ وإنما هى نتيجة عناصر وخلطة سرية لا يعرف مكوناتها أحد غيره.

إننى على يقين من أن الهضبة سيظل دائمًا "فى القمة" ليس هذا فقط بل إنه سيظل أيضًا فنانا كبيرا صاحب تاريخ طويل ومشوار مع الأغنية جدير بالاحترام وهو ما يجعله يستحق وعن جدارة أن يصبح أيقونة وأسطورة الغناء ليس فى مصر فقط بل فى المنطقة العربية أيضًا كما أنه كان ولا يزال وسيظل النجم الأوحد الجدير بالتقدير والحب والاحترام، فهو يمثل جانبًا مهمًا من جوانب الفن المصرى وأحد الأعمدة الرئيسية فى دنيا الغناء والطرب الحقيقى.. وأعتقد أن هذه الصفات هى التى ساهمت بشكل كبير فى تأهيله للحصول على جوائز عالمية من قبل منها على سبيل المثال "ميوزيك أوورد" المصنفة فى مقدمة الجوائز العالمية التى لا يحصل عليها إلا المطرب المجدد أو صاحب البصمة المتميزة فى مجال الموسيقى والغناء، لذا فإننى أقولها وبكل صراحة إن عمرو دياب هو بحق "حارس" قلعة الأغنية المصرية وحامى حمى الريادة، وهذا فى تقديرى لم يأت من فراغ أو أنه وليد الصدفة بل هو نتيجة مجهود كبير يبذله بشكل دائم ليظل باستمرار محافظًا على لياقته البدنية والفنية والإنسانية أيضًا لأن من يقترب من عمرو دياب يتأكد أنه يولى اهتمامًا خاصًا بالجوانب الإنسانية ويعطى لفنه وموهبته كل وقته وهو ما ينعكس بشكل إيجابى على ما يطرحه من ألبومات متحديًا الظروف المحيطة ومتحديًا الحروب التى يتعرض لها والتى يتم خلالها استخدام جميع الأساليب للشوشرة عليه وعرقلة مسيرته الفنية.

وإحقاقًا للحق فإن عمرو دياب ليس فى حاجة إلى شهادة من أحد على نجوميته الطاغية لأن أغنياته تجبر الجميع دون استثناء على احترامه وتقديره على هذا الفن الرائع الذى يتدفق منه تمامًا مثل البئر التى كلما اغترفنا منها الماء نجدها وقد امتلأت أكثر وأكثر بالماء العذب، هكذا هو حال قاهر الزمن وهكذا حال الأغنية المصرية فطالما يعيش بيننا نموذج النجم عمرو دياب فإن الأغنية المصرية ستظل بخير وفى الصدارة كما كانت من قبل لأنه يمتلك موهبة حقيقية تمامًا مثل الذهب، فأينما يكون فهو ذهب ومهما تعرض لعوامل الزمن فإن الذهب يظل على بريقه ولا يصدأ أبدًا، وأعتقد أن قيمة عمرو دياب أنه يعرف مساحات الثراء فى الأغنية المصرية وكيف يجدها ويدعمها ويحتفظ دائمًا بشبابها حتى تصل إلى الناس طازجة دافئة بدون شوائب وهذا سر خلود أغانيه، فكل أعماله تعيش مع الآذان والوجدان.

كما يمثل نجم الجيل تامر حسنى حالة خاصة ومهمة على خريطة الغناء المصرى، وحفلاته تشهد تطورا كبيرا.. هذا التطور فى نوعية ما يقدمه من أغانٍ استطاع من خلالها تحقيق نقلة نوعية خاصة فى المسرح الغنائى ، هذا اللون من الغناء الذى برع فيه تامر حسنى واستطاع أن يثبت نفسه كمطرب مهم على الساحة، وأعتقد أن سر نجاح وتألق تامر حسنى يكمن فى أنه فنان شامل بكل ما تحمله الكلمة من معنى فهو مطرب موهوب يغنى بإحساس صادق وببراعة فائقة كما أنه مؤلف عبقرى حيث يكتب الأغانى ويكتب قصة وسيناريو وحوار الأفلام التى يقوم ببطولتها فضلاً عن ذلك فهو ملحن مبتكر يمتلك القدرة على خلق وابتكار الجمل اللحنية الجديدة وغير المعتادة وهو ما نلمسه بوضوح فى الألحان التى يقوم بتأليفها سواء للأغانى التى يقدمها أو للأغانى التى يقدمها مطربون آخرون.

والحق يقال فإنه لم يكتف بتأليف الألحان فحسب بل إنه يعزف أيضاً على آلة الجيتار ببراعة فائقة وبشكل يفوق الكثير من العازفين المحترفين.. وكما أنه بارع فى هذه المجالات الفنية المتعددة والمتنوعة فهو ممثل قدير أيضاً يمتلك موهبة كبيرة فى تجسيد الشخصيات التى يقدمها فى أفلامه بتلقائية شديدة وبمهارة تجعله يدخل القلوب بسهولة ويسر، وهو ما يؤكد أننا أمام فنان شامل يمتلك من القدرات الفنية ما تجعلنا نراه بالفعل "أسطورة" فقد استطاع أن يقلب الموازين حينما  أغلقت الشوارع المؤدية إلى مكان حفلاته فلم نسمع من قبل عن جمهور يبدأ من رقم مائة ألف ليصل إلى نصف مليون متفرج فى حفلة واحدة وبالتالى فقد تمكن من أن يحطم الرقم القياسى بحفلاته المتميزة،  بصفته النجم الوحيد الذى احتل مكانة عربية وعالمية فى قلوب جمهوره، إذ دائما ما يعمل تامر على التطوير والتجديد والابتكار وخلق ألوان جديدة من الغناء الراقى، كما أن تامر حسنى يحرص دائماً على إرضاء أذواق جماهيره فى كل حفلة.

وسيظل مشهد غناء الهضبة عمرو دياب ونجم الجيل تامر حسنى معا من أجمل المشاهد فى 2023 ورغبة جماهيرية تحققت لتمتع ملايين المتابعين فى الوطن العربى، حتى وإن كانت لبضع دقائق، وهذا المشهد أكد على أن الريادة الفنية مازالت على أرض مصر.