يحيط بنا جميعا أفكار سلبية متعددة تهاجمنا وبيقي الفيصل بين الأفراد والشخصيات هو كيفية التغلب عليها ووضعها في

يوم,قضية,العالم

رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة
حسام فوزى جبر يكتب: لست مُجبرًا قاوم الفشل

حسام فوزى جبر يكتب: لست مُجبرًا قاوم الفشل

يحيط بنا جميعًا أفكار سلبية متعددة تهاجمنا وبيقي الفيصل بين الأفراد والشخصيات هو كيفية التغلب عليها ووضعها في مكانها الصحيح الدافع للأمام، فلا يوجد شخص مُحصن من هذه الأفكار السلبية التي تظهر في العقل، ولكن ما يفصل هؤلاء الذين يحققون النجاح عن الذين لا يحققونه، هو ما يقومون به حيال هذه الأفكار وكيفية ووقت وتوقيت التعامل معها، ورفض فكرة أنك تستحق الفشل وأن غيرك فقط هو من يستحق النجاح، وأن الفشل قد كتبه الله عليك وإنك مُسير إليه لا مُخير والباقيين مسيرين للنجاح وكأنك مسلوب الإرادة-علي عكس الحقيقة-، عليك أن تؤمن بأن اختلافاتك تجعلك أفضل ولست أقل وأن تؤمن بأنك كفايتك كافية وأن تقارن نفسك فقط بنفسك، ولا تقارن نفسك بشخص آخر، هل قمت بما يجب فعله لدفع الفشل والوصول للنجاح، قد يكون الفشل قدر قد كتبه الله عليك من أجل العودة للطريق الصحيح وإتخاذ القرار بالنجاح مع تغيير إسلوب الحياة، فالأشخاص الأقوياء ذهنيًا هم أقوياء بشكل خاص في مواجهة المحن والشدائد، فلا تعاقب نفسك بالإستسلام عندما تظهر هذه الأفكار قم بمقاومتها والقضاء عليها فورًا، وإياك أن ترمي الأفكار التي قد تؤدي لفشلك علي شماعة القدر وأنك مسير لا مُخير وأن الناجح قدر دون عمل، فهذا الكلام لا يمت للحقيقة والواقع بصلة والتأصيل له والإيمان به هو حجة للإستمرار في الفشل وعدم مواجهته، وفي التاريخ عبر وعظات كثيرة وكبيرة تُثبت ذلك.

 

ورغم وجود آراء مختلفة في قضية "هل الإنسان مخير أم مسير" وهناك فرق ترى أن الإنسان مجبر في كل شئ ودليلهم هو أن الله سبحانه وتعالي هو الذي خلق هذا الإنسان وهو الذي أنزله إلى هذه الدنيا والإنسان مجبور على كل شئ، وهذا بعيد عن منهج الحق سبحانه وتعالي ، فإذا كان الإنسان مجبورا على كل شئ فلماذا يحاسبه الله يوم القيامة، وعلي العكس تمامًا آراء أخري إن العبد يخلق أفعال نفسه والإنسان مخير في الإيمان والكفر فإذا ما جاء العبد أمام رب العالمين هذا يدخل النار وهذا يدخل الجنة، وكابين هذا الفريق وغيره وذاك الفريق وغيره أيضًا نجد الإمام محمد عبده، قد من الله عليه بإلهامه وصف دقيق لهذا الأمر وهو أم أسبقية العلم الإلهي لا تعني الجبرية، وتعني أن الله سبحانه وتعالي هو الخالق حقًا للأفعال كلها وهو الذي خلق كل شئ وخلق الإنسان فكل الأفعال التي يفعلها ولكنها بالنسبة للإنسان غيب ولا يراها وإنما اكتسبها من خلال الممارسات اليومية والحياتية أي أن الله سبحانه وتعالى يعلم ما سوف يختاره هذا الإنسان، فالإنسان مخير في الأشياء التي يعلمها ومسير في الأشياء التي لا يعلمها فالإنسان يختار ولكن أسبقية العلم الإلهي هي لرب كل شيء ومليكه ولا منازع له في ملكه، ونحن نملك في هذه الحياة الحركة للأمام لأننا نعرف أن التوقف موت وأن السكون عجز وبالتالى فإن الحركة حياة لكنها حياة ليست سهلة، لكن ما يخفف بعض الشيء من صعوبتها إيماننا بأننا جزء من كل، وأن كل شيء مخلوق بقدر الله تبارك وتعالي ثم بسعينا نحو العمل والتغيير.

 

فيقول الله سبحانه وتعالى"إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ"، أي أن الله سبحانه قدر الأشياء، أى علم مقاديرها وأحوالها وأزمانها قبل إيجادها، ثم أوجد منها ما سبق فى علمه أنه يوجده على نحو ما سبق فى علمه، فلا يحدث حدث فى العالم العلوى والسفلى إلا وهو صادر عن علمه تعالى وقدرته وإرادته دون خلقه، وأن الخلق ليس لهم فيها إلا نوع اكتساب ومحاولة ونسبة وإضافة، وأن ذلك كله إنما حصل لهم بتيسير الله تعالى وبقدرته وتوفيقه وإلهامه، سبحانه لا إله إلا هو، ولا خالق غيره، و"القدر" هو "أسبقية العلم الإلهى"، فالله سبحانه وتعالى يعلم ما نحن صائرون إليه، لكن ذلك لا يمنعنا نحن من العمل لأننا لا نعلم ما سنصير إليه، ولأننا لا نعلم فعلينا أن نصنع حياتنا بالعمل الدائم، هذا العمل الذى نبتكره ونخطط له ونرتجله ونعافر من أجله هو قدرنا لكن الله بأسبقية علمه قد ألم به وكتبه فلو إننا عملنا واجتهدنا واستفدنا وخدمنا أنفسنا، فذلك هو القدر ولو تكاسلنا وعجزنا عن مساعدة أنفسنا فذلك هو القدر ونحن نملك حرية صناعة قدرنا، ولكن الله يعلم ماذا سيحدث لأنه الله الذي يعلم كل شيء، ولكن عليك أن تعلم أن كل شيء يحدث في هذه الحياة يسبب له الله الأسباب قد نجهل هذا السبب، ولذلك فالإنسان مُصيّر ومُخيّر أيضًا بأسباب، بمعنى أنه حتى الأمور التي الإنسان مُخيّر فيها جعل الله لها سببَا فمثلًا يوم ميلادك ومجيئك إلى الدنيا، فالطفل لا حول ولا قوة له إلا بالله، جاء إلى الدنيا مُسيّر ولكن في حقيقة الأمر جاء بسبب، الموت أيضًا مكتوب ولا دخل لإرادة الإنسان فيه والله سبحانه وتعالى قال: "إِنَّ أَجَلَ اللَّهِ إِذَا جَاءَ لَا يُؤَخَّرُ"،"وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ". فحينما يأتي الموت ينتهي الأختيار، كل شيء مكتوب ومقدر بقدر، فلا شيء في هذه الحياة يحدث عبثًا، فالكون كله في توازن وإن لم يحدث ذلك لحدث خلل وانهار الكون، فكل شيء مُقدر بقدر، أما عن حيرة الجميع وتحميل نفسه فوق طاقتها عن ما إذا كان الزواج نصيب والفراق قرار، واللقاء نصيب والفراق قرار، ففي حقيقة الأمر، كل شيء نصيب وقرار في ذات الوقت، فحتى اللقاءات التي تحدث بالحياة ليست عبثية بل لسبب، فكل شخص دخل حياتك وخرج منها لسبب وليس صدفة أي ليس عبثًا بل بقدر، وكل عمل فشلت به كان لسبب وبقدر وكل نجاح ينتظرك سيكون بسبب وبقدر لذلك علينا أن نأخذ بالأسباب التي تؤدي بنا إلي القدر الذي كتبه الله، ورب العزة يقول قولًا فصلًا في الأمر "إنا هديناه السبيل إما شاكرًا وإما كافورًا"، نعم نحن مخيرون فيما نعلم مصيّرون فيما لا نعلم.

 

أتعجب ممن يعلقون الفشل علي شماعة أنهم تركوا الأمور لله وانهم مجبرون علي الفشل وأن الحياة أجبرتهم جبرًا قدريًا علي الفشل، وهذا أمر بعيدًا عن الحقيقة والواقع، علينا الإيمان بالله وأنّ الفشل في العمل أو العلاقات هو تمحيص واختبار منه سبحانه ليرى صبر الفرد والرضا بقضاء الله، وتحفيزًا للعمل والبذل والمحاولة إلي جانب السعي لتخطي فشله والتّعامل بإيجابيّة وحسن ظن بالله رافضًا الاستسلام، متحكمًا بالانفعالات فعند التعامل بإيجابيّة وضبط النفس تستطيع مواجهة التجارب والمصاعب مكتسبًا مناعة ضد الفشل مقبلًا علي التجارب الجديدة التي تكون نسبة الخطأ فيها أقل، لذلك لا تُعلق فشلك علي اي سبب بل إستعن بالله وواصل جهدك وسر على خطط مدروسة، فإن فعلت ولم تظفر فإعلم أن هذا امتحان لك من ربك فاصبر وأعد حساباتك واختبر نواياك فعسى الله أن يأتي بالفرج من عنده، أنت لست مُجبرًا قاوم الفشل.