وحيد حامد.. كاتب استثنائى فى تاريخ السينما المصرية مؤرخ ومؤلف وسيناريست ومنتج منح حياته للكلمة والسينما وأخ

سينما,العباس السكرى,عادل إمام,محمد عبد العزيز,يسرا,وحيد حامد,الصحفى العباس السكرى,العباس السكري يكتب

رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة

العباس السكرى يكتب فى ذكرى وفاته الأولى: عزيزى وحيد حامد ليس صحيحا أن الانسان يعيش مرة واحدة

وحيد حامد و العباس السكرى  الشورى
وحيد حامد و العباس السكرى

وحيد حامد.. كاتب استثنائى فى تاريخ السينما المصرية، مؤرخ ومؤلف وسيناريست ومنتج، منح حياته للكلمة والسينما، وأخلص لمهنته بعقل وخلق وضمير وطنى واع، وعين كاشفة ومستشفة للأحداث، هو كاتب يعلم معنى الكلمة ويعرف أنها خُلقت لتغيير واقع، يؤمن أن حياد الأشياء موت لها، لذلك ظل يناضل بكلمته وقلمه وريشته السينمائية البديعة التى رسمت مشاهد حية عكست واقع المجتمع العربى كله بهمومه وأحلامه، كان بطلها المواطن بكل فئاته الفقير والكادح والعاطل والباطل والفاسد والسياسى والباشا، حتى صنع سيمفونيته السينمائية، التى أثرت فى العالم العربى كله.

اليوم تمر ذكرى وفاته الأولى والجميع لازل يتذكر حكاياته وأفلامه، واقعه وخياله، وليس صحيحا أن الانسان يعيش مرة واحدة على حد فيلمه الشهير “الانسان يعيش مرة واحدة” بطولة الزعيم عادل امام ويسرا، بل يعيش الآف المرات والدليل أن المبدع لا يموت، ووحيد حامد كان مبدعا كبيرا وصاحب تراث سينمائى متنوع ومختلف، له بصمات مع كل نجوم المرحلة، من فنانين ومخرجين، على رأسهم عادل إمام، نور الشريف، أحمد زكى، محمود عبد العزيز، نبيلة عبيد، يسرا، ليلى علوى، إلهام شاهين.

ربما لا يعلم كثيرون أن الكاتب الكبير عمل فى مطلع حياته بالصحافة، لكنه لم يستمر فيها طويلا وتركها، وإن كان عاد إليها فيما بعد، بعدد من المقالات المهمة، التى تناولت مرحلة من أخطر المراحل فى تاريخ البلد.. عقب تركه العمل فى الصحافة اتجه وحيد حامد لكتابة المسلسلات الإذاعية حتى أصبح رائدا فى الكتابة للإذاعة (عندما يموت الخوف، قانون ساكسونيا، نهاية ليل، عاشور رايح جاى، الفتى الذى عاد، الرجل الذى يريد أن يضحك، لو كنت منافقًا، صياد الجواسيس، الإنسان يعيش مرة واحدة، رحلة إلى كوكب السعادة، طائر الليل الحزين)، ثم جاء موعد لقاءه بالسينما أواخر السبعينيات بعد نجاح مسلسل «طائر الليل الحزين»، فى الإذاعة، واتفقت معه إحدى شركات الإنتاج على تحويله الإذاعى لفيلم سينمائى، بأجر ألف وخمسمائة جنيه ووافق الكاتب.

فى السبعينيات التقى وحيد حامد مع الزعيم عادل إمام فى الإذاعة قبل السينما، عبر مسلسلات «الإنسان يعيش مرة واحدة»، و«طائر الليل الحزين»، ونجحت الأعمال، وارتبط الثنائى بأواصر صداقة قوية منذ ذلك التاريخ، هذه الصداقة ليست كالتى تنشأ بين نجم وسيناريست، لكنها صداقة من نوع خاص، بها كثير من الاحترام والحب والمودة، وبعد عدة أعمال إذاعية جمعت بين الاثنين اتفقا على تقديم أول مسلسل درامى يجمعهما فى التليفزيون بعنوان «أحلام الفتى الطائر» إخراج محمد فاضل، وقتها تمرد الزعيم على أدوار الكوميديا، التى لمع فيها سينمائيا واختار تغيير جلده مع وحيد حامد ليبدأ مرحلة جديدة، رغم أن الزعيم فى هذا التوقيت كان نجم الكوميديا الأول بعد أن احتل فيلمه «رجب فوق صفيح ساخن» عرش الإيرادات واستمر عرضه فى السينمات أكثر من 35 أسبوعا، لكن بعد جلسات عمل جمعت بين الزعيم والأستاذ اختار عادل إمام أن يجسد دور «إبراهيم الطاير» والابتعاد عن الكوميديا، رغم أن نجوم الكوميديا (إسماعيل يس، فؤاد المهندس، أمين الهنيدى، محمد عوض)، كانوا يخشون التمرد على هذا اللون.. ونجح المسلسل الدرامى وبدأ التعاون يزدهر بين الكاتب الكبير والزعيم، وكان أول عمل سينمائى يجمعهما فيلم «انتخبوا الدكتور عبد الباسط سليمان» إخراج محمد عبد العزيز عام 1981 وفى نفس العام قدما معا فيلمهما الثانى «الإنسان يعيش مرة واحدة» للمخرجة سيمون صالح وشاركته البطولة يسرا.

بعد الفيلمين دخل وحيد مع الزعيم مرحلة مختلفة وجديدة، قدما معا فيلم «الغول» عام 1983 وبعده «الهلفوت» لتحقق الافلام نجاحا كبيرا وتحدث نقلة فى سينما الزعيم وأيضًا سينما الأستاذ وحيد، ومع مطلع التسعينيات يعود وحيد حامد لـ عادل إمام تقريبا بعد انقطاع 6 سنوات من العمل، ذهب كل منهما لتقديم تجارب أخرى ناجحة، ليعودا بفيلم «مسجل خطر» إخراج سمير سيف، ثم يشكل وحيد حامد مع شريف عرفة وعادل إمام ثلاثى مهم فى السينما المصرية، بدأت بـ«اللعب مع الكبار» و«الإرهاب والكباب» و«المنسى» و«طيور الظلام» و«النوم فى العسل»، لتّخلد هذه الأعمال فى تاريخ السينما العربية، وتحقق أعلى نسب فى المشاهدة، وأيضًا فى الجدل السياسى والفكرى.

من أحب الأفلام لقلب الكاتب الكبير وحيد حامد، فيلم «اضحك الصورة تطلع حلوة» بطولة أحمد زكى، ويسرا وسناء جميل، للمخرج شريف عرفة.. وحيد يحب الفيلم ويحب سناء جميل أيضا، ويرى أن هذا العمل هو الأقرب له، يفرح عندما يشاهده، ويتذكر تفاصيل كل مشهد وحركة، ورغم التعاون السينمائى، الذى جمع بينه وبين أحمد زكى فى أكثر من فيلم ناجح ومهم «البرىء»، «التخشيبة»، و«معالى الوزير»، إلا أنه يحب أحمد زكى فى «أضحك الصورة تطلع حلوة».