لا شك أن ما حدث فى الدورة الخامسة من مهرجان الجونة السينمائى هذا العام غريب جدا لكن الأكثر غرابة وجود أشخاص

العباس السكرى,مهرجان الجونة,العباس السكرى يكتب,الجمهور,اليوم,الصحفى العباس السكرى,عباس السكرى,الجونة

رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة

العباس السكرى يكتب: المستفزون فى مهرجان "الجونة".. حسن أبو الروس وويجز وأحمد الفيشاوى.. نماذج أساءت للفن والمهرجان

الشورى

لا شك أن ما حدث فى الدورة الخامسة من مهرجان الجونة السينمائى هذا العام غريب جدًا، لكن الأكثر غرابة وجود أشخاص ليس لهم معنى على السجادة الحمراء، وهم كثر، لكنى أخص بالذكر منهم حسن أبوالروس الذى لا أحد يعرف لماذا يتواجد مثله فى مهرجان سينمائى مثل "الجونة"؟ وما الدافع وراء وجوده؟ ولماذا يظهر أصلًا على السجادة الحمراء؟ وما علاقته بالسينما والسينمائيين؟ وكذلك مطرب الراب "ويجز" الذى ظهر بإطلالات غريبة وغير مألوفة على الإطلاق فوق السجادة الحمراء، وما علاقته بمهرجان سينمائى؟ وأيضًا وجود أحمد الفيشاوى بهذا المنظر المؤذى للنفوس "تاتوهات ملء جسده كاملاً" وحلق فى أذنيه، وأشياء غريبة تتشابه مع الغرب. هنا لا أتحدث عن فعاليات المهرجان وبرامجه المختلفة التى لم يعرفها أحد وفشل كل النقاد المتواجدين هناك فى إيضاحها للجمهور، ولن أتحدث أيضًا عن الابتذال والعرى والخلاعة والاستهتار للنجمات اللاتى أسئن للمهرجان بتنظيم عرض أزياء وكأنهن فى سباق للموضة والعرى.

لكن الحديث هنا عن ظهور أشباه نجوم على السجادة الحمراء طوال فعاليات المهرجان بشكل أساء حرفيًا لسمعة المهرجان وكان سببًا فى توجيه النقد له طوال انعقاده، وعلى رأسهم ما يسمى بـ"حسن أبوالروس" الذى استفز الجمهور منذ ظهوره فى اليوم الأول للمهرجان بسبب إطلالاته الغريبة التى لا تناسب الذوق العام ولم تحظ بقبول أبدًا، وتعمد أبوالروس لفت الانتباه بصورة استفزازية من خلال تصرفات غير مستساغة وألوان منفلتة فى أزيائه التى طل بها على السجادة الحمراء مرتديًا بدلة غريبة لها ألوان كثيرة لم تعجب أحدا، وتمادى أبوالروس فى الغرابة ومحاولة لفت الانتباه فارتدى نظارة شمس على الرغم من أن الافتتاح كان ليلًا، وارتدى جلبابا مثيرا للدهشة، والغريب أن أحدًا لم يسمع عن هذا "أبوالروس" إلا عندما تزوج وتصدر الترند بأفعال غريبة وعجيبة، والمفارقة الحقيقية وجوده فى مهرجان سينمائى من الأساس رغم كونه ليس له علاقة بالتمثيل والسينما وكل تجاربه فاشلة فلم يظهر سوى بمسلسل بـ"100 وش" وأفلام "قبل زحمة الصيف، من ضهر راجل، الماء والخضرة والوجه الحسن، نور عينى، بلاش تبوسنى" وكل أدواره هامشية ليس لها معنى ولم يعرفه أحد.

ورغم كل الانتقادات التى طالته وطالت إطلالاته غير الموفقة خرجت علينا زوجته مصممة الأزياء غادة والى لتدافع عنه عبر السوشيال ميديا وتقول: "الناس اللى بتنتقد حسن، ياريتكم تبقوا زيه، فى شجاعته وحقيقته، مش بيمشى ورا الدارج والترند، وبيوصل لحلمه بمجهوده من غير واسطة ولا معارف، كلنا فى ضهرك وبنحبك يا ألذ شيكالاستيك"، مشيرة فى حديثها إلى أن ما يحدث معه من هجوم الجمهور على تصرفاته حملة مقصودة، قائلة: "لسه شغلة ترند ومفيش حاجة هتوقف نجاحه أو عزيمته، وكل اللى عارفه وقابله عارف هو إزاى جدع وصاحب صاحبه واللى بيعوزه بيلاقيه"، وبالطبع هذا الكلام والدفاع قوبل بالاستهجان من قبل الجمهور الذى لفظ زوجها ولم يعد يقبله. ومن أبوالروس لـ"ويجز" لا تستغرب فأنت فى مهرجان الجونة، وللحق لو كنت من آل ساويرس لعاقبت من وجه الدعوة لهؤلاء الأشخاص بأقصى العقوبة، فمن ويجز هذا الذى يحضر المهرجان ويصر على أن يلفت الانتباه بإطلالات سيئة وتعرض  بسببها لحملة سخرية وانتقاد واسعة بعدما ظهر بأكثر من إطلالة أثارت الجدل بين الجمهور الذى تساءل أصلًا عن سر تواجده داخل المهرجان وسر ظهوره بانتظام على السجادة الحمراء فى حين أن نجوم الصف الأول من نجوم السينما ليسوا حاضرين مثل أحمد حلمى ومحمد سعد وكريم عبدالعزيز ومحمد هنيدى وغيرهم، وللأسف المهرجان فى هذه الدورة استقطب جمهورا لا يهتم بما يعرضه المهرجان من أعمال بل يهتم بالتعليق على فساتين الفنانات الممزقة، وإطلالتهن الغريبة التى تثير جدلًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعى، إضافة إلى تصريحاتهن التى تنم عن عدم ثقافة والتى أوقعتهن فى مأزق.

والأكثر استفزازا من ويجز وأبوالروس هو الممثل أحمد الفيشاوى، الذى ظهر فى المهرجان كالعادة بأفعال غريبة يرتدى حلقا وجسده بالكامل مرصع بالتاتوهات والرسومات، ولا أنكر أن أحمد الفيشاوى يؤذينى نفسيًا كلما رأيت صورته عبر الصدفة سواء فى المهرجانات أو على مواقع التواصل الاجتماعى أو فى الجرائد، وأنزعج من الـ"تاتوهات" الغريبة التى تشوه جسده، وأتساءل كيف يطيق نفسه هكذا؟ لكنها فى كل الأحوال حرية شخصية لا دخل لأحد بها يفعل ما يشاء وما يحلو له حتى وإن كان ما يفعله يؤذى النفس البشرية، لكن يبدو أن الشاب الأربعينى بات مستهترًا ولا ينظر إلى ما يفعله من إهدار لقيمته كفنان، ولعل ذلك يدفعنى لطرح عدد من الأسئلة حول أفكار أحمد الفيشاوى وهل تنعكس أفكاره على لسانه؟ وربما أيضًا قد يكون مصابا بـ"مرض اللسان" التعبير لأستاذنا إحسان عبدالقدوس فأفكاره تعبر عن نفسها بلسانه، لذا دائمًا ما يهذى ويثرثر ويثير الجدل والفوضى والعبث فى كل وقت وأى وقت، والمفارقة الغريبة أنه يفخر ويتفاخر بما يثيره من عواصف ترابية مزعجة، يظهر ذلك فى تصريحاته بين الحين والآخر كلما ظهر على الشاشة بعيدًا عن التمثيل ويتباهى بأفعاله "المشينة" ومنها "ضربه للمخدرات" على حد تعبيره، إذ خرج علينا قائلًا: "أنا ضربت مخدرات من نوعيات مختلفة كتير"، لا أعرف هذه التصريحات تنم عن أى شىء يدور فى رأسه، رغم أن القدر شاء له أن يقف ويعمل مع الكبار (فاتن حمامة، نبيلة عبيد، ليلى علوى، وحيد حامد) وغيرهم، لكنه لم يتعلم. فالممثل الشاب لا يهتم بمشروعه الفنى وتطويره وتكبيره نصف ما يهتم برسم "التاتو" على جميع أنحاء جسده، فى صورة تبدو مستهجنة للجميع، هو يركز فقط على الأفعال الغريبة وليس مع تطوير أدائه أو التفكير فى مشروع فنى جديد، أحمد الفيشاوى فنان يعشق اللقطة وليس الفن، دائمًا ما يحاول إثارة الجدل بأشياء غريبة، تارة عن طريق صورة فى مهرجان، وأخرى عن طريق حركة أو إشارة، ليس مهتمًا بما يفعله أو يحدثه، ولن يشغل باله أبدًا، هو يتعامل وكأنه طفل صغير لا يحاسب ولا يعاقب ولا يسمح لأحد بأن يعاتبه أو حتى يجادله، ونحن ننصحه من باب أنه فنان وابن لممثل مشهور ظل حياته معطاء لفنه وأصدقائه هو الراحل فاروق الفيشاوى، قبل أن يضيع موهبته إن كانت لديه موهبة، لكن للأسف سيظل أحمد الفيشاوى شيئًا بلا معنى بإرادته وبعقله الصغير، إذا استمر فى هذا العبث.

وعلى أى حال فقد انتهى مهرجان الجونة السينمائى فى دورته الخامسة بعيوبها ومساوئها ومزاياها وربما تشهد الدورات المقبلة تطورا حقيقيا بعيدًا عن الدورات السابقة التى فشل القائمون عليها فى تخطى حاجز "الفساتين"، وربما تكون استقالة أمير رمسيس وانتشال التميمى وغيرهما فى صالح المهرجان، ويتغير الواقع وكذلك ظاهرة التعرى على السجادة الحمراء وظهور الممثلات عليها بالشكل الذى يظهرن به كل عام،وتكون هناك برامج مميزة وأفلام قوية فى الأعوام المقبلة، نتمنى أن ينقذ آل ساويرس ما تبقى من المهرجان حتى لا يضيع جهدهم هباء.