د. ياسمين الكاشف تكتب: «معرض الابتكار».. المدفعية الثقيلة فى دعم ريادة الأعمال

◄المعرض يعكس حرص الدولة على تدريب وتأهيل وتمكين الشباب واحتضان المشروعات الناشئة

شهدت مصر مؤخراً حدثاً كبيراً يهم الغالبية العظمى من الشباب خاصة ممن يمتلكون قدرات خاصة على الخلق والابتكار تمثل فى افتتاح معرض «الابتكار الافتراضى العربى» الذى أقيم على هامش فعاليات الأسبوع العالمى لريادة الأعمال التى تستضيفها مصر للعام الثالث عشر، وينظمها المجلس الدولى للمشروعات الصغيرة والمتوسطة بواشنطن.

وتتمثل أهمية هذا الحدث كون الاحتفالية تعد من الفعاليات الدولية التى تحظى بتقدير دولى كبير خاصة أنها تنطلق فى نحو 183 دولة حول العالم، فضلا عن ذلك فإن استضافة حدث دولى على هذا النحو من الإتقان فإنه يؤكد وبما لا يدع مجالاً للشك الدعم الكامل الذى تقدمه القيادة السياسية لشباب مصر والرغبة الحقيقية والصادقة من جانب الدولة نحو تدريب وتأهيل وتمكين الشباب خاصة فى مجالات إطلاق العنان للخلق والابتكار إلى جانب التشجيع التام لريادة الأعمال واحتضان المشروعات الناشئة المتميزة، حيث يمثل محور التدريب وبناء القدرات والمهارات لدى الشباب بعدا أساسياً بتلك الإستراتيجية العامة التى ترتكز عليها الدولة التى تشهد الآن نهضة شاملة فى مختلف المجالات وعلى كافة الأصعدة.

وفى تقديرى الشخصى فإن هذا الاهتمام الكبير بقطاع الشباب وريادة الأعمال سوف يعود بالنتائج الإيجابية على المجتمع ككل فضلاً عن ذلك فإنه سيحقق طفرة اقتصادية لأنه وكما معروف للجميع أن الأسبوع العالمى لريادة الأعمال يعد احتفالية ضخمة بشباب رواد الأعمال والمبتكرين والمخترعين، لربط الشباب بالفرص الريادية من خلال الأنشطة المختلفة وتحفيزهم لاستكشاف أفكار المشاريع الخاصة بهم.

وهنا تبرز قيمة وأهمية معرض الابتكار الافتراضى العربى نظراً لأنه يهدف لتحقيق التواصل بين المبتكرين من الشباب العربى فيما بينهم وأيضاً مع المستثمرين العاملين بمجال التكنولوجيا فى المنطقة العربية أو على المستوى العالمى وذلك لمساعدة الشباب على تنفيذ أفكارهم وجعلها قابلة لأن تتحقق على أرض الواقع.

وهنا أود الإشارة إلى مسألة فى غاية الأهمية وهى أن المعرض أصبح يمثل بكل وضوح أنه وسيلة مهمة وملائمة لمشاركة التجربة المصرية المتميزة فى مجال الابتكار وريادة الأعمال وعرض الإجراءات والخطوات التى تم اتخاذها من قبل الحكومة المصرية التى تساهم على نشر ثقافة ريادة الأعمال بين الشباب وتشجيعهم على إقامة مشروعاتهم الريادية، وذلك بالطبع لم يأت من فراغ وإنما يأتى انطلاقاً من إيمان الدولة بأن ريادة الأعمال تعتبر المحرك الأساسى للاقتصاد.

واللافت للنظر أن أهمية وجود رؤية تحفيز عملية الابتكار لدى الشباب تكمن فى كونها كفكرة رائدة على المستوى الوطنى والعالمى وانطلاقا من مدى رعايتها ودعمها للابتكار وأيضاً من خلال توافر حاضنات مشجعة وقادرة على أن تهيئ المناخ الصحى الذى يحض ويدفع الشباب نحو الاختراع والابتكار بأفكار غير مسبوقة وخارج الصندوق.

وتعد رعاية الابتكار وتبنى القدرات الإبداعية تجسيدا حقيقيا للرغبة فى تنشئة جيل من المبدعين والمبتكرين الشباب من أصحاب المواهب والقدرات الإبداعية والابتكارية المتميزة.

وأعتقد أنه من الضرورى أن يتم التحرك فى هذا الجانب من خلال ثلاثة محاور رئيسة وهى، محور المهارات والابتكار والريادة الذى يأتى بهدف تعزيز مهارات الشباب وتحفيزهم على الابتكار والريادة، إلى جانب محور القيادة والتميز الشبابى الذى يأتى بهدف تمكين الشباب من خلال تطوير قدرات القيادة لديهم وتوفير فرص عالمية تعزز مفاهيم التميّز فى المجالات المختلفة وكذلك محور العطاء والخدمة المجتمعية الذى يأتى بهدف خدمة مجتمعاتنا وتحفيز العطاء المستدام.