نجح نادى الزمالك المصرى فى ضرب موعد نارى مع غريمه التقليدى النادى الأهلى المصرى أيضًا فى نهائى دورى أبطال إ

جريدة الشورى,اخبار مصر,اخبار مصرية,اخبار الرياضة,اخبار الفن,اخبار الحوادث,اخبار الصحة,مراة ومنوعات,حظك اليوم,اخبار الاقتصاد,رياضة,عملات,بنوك,الرئاسة

رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة

حسام فوزى جبر يكتب: نتمناه لقاء قمة يليق بمصر

  الشورى


نجح نادى الزمالك المصرى فى ضرب موعد نارى مع غريمه التقليدى النادى الأهلى المصرى أيضًا فى نهائى دورى أبطال إفريقيا لعام 2020، والمقرر إقامته يوم 27 نوفمبر الجارى باستاد برج العرب الدولى بالإسكندرية، ووصل الفريقان للنهائى من قبل عدة مرات ولكن هذه المرة ستكون المواجهة مباشرة بين الفريقين المصريين محاولين الاستحواذ على الأميرة السمراء حيث يمنى الزمالك نفسه بالحصول على لقبه السادس من البطولة، بينما يتمنى الأهلى حصد الأهلى لقبه التاسع من بطولته المفضلة بعد إخفاقه فى تحقيق هذا الرقم فى مناسبتين أمام فرق الشمال الإفريقى.

ويبقى ديربى الأهلى والزمالك، واحدًا من أقوى الديربيات العالمية، وهو كلاسيكو الوطن العربى وإفريقيا، لما يميز الناديين من جماهيرية واسعة هى الأكبر بين كل أندية القارة، ومنافسة وصراع حاميين على البطولات دائمًا على مدار تاريخهما الكروى وجماهيرهما العريضة وجميع المعطيات تصب فى مصلحة مصر والكرة المصرية وقبلها السياحة المصرية والنظرة الشمولية لمصر لو أُحسن استغلال هذا الحدث الذى لا يتكرر كثيرًا وأُحسن تنظيمه وتم توعية اللاعبين والمسؤولين ومن قبلهم الجماهير للمسؤولية الواقعة عليهم لتصدير سمعة طيبة عنا أمام الجميع.

ورغم المحاولات من العقلاء لتهدئة الأجواء ومنع إشعال الفتن بين الجمهور وإبعاد النافخين فى النار من مشعلى الفتن الذين يحاولون إلهاب مشاعر الجماهير من الجانبين ويحاولون كسب الجماهير على حساب الأهلى والزمالك أنفسهم ويستغلون الجماهير ويعبئون الأجواء تعصبا قد ينتهى بالدم، إلا أننا مازلنا نرى من الجانبين من المتعصبين الذين يقدمون اسم ومصلحة فريقهم المفضل على اسم ومصلحة وسمعة مصر وبكل أسف يجدون تجاوبا من بعض المتعصبين الذين يعتنقون هذا الفكر الهدام الذى لا يبنى بل يُخرب كل جميل ويخلق عداوة بين الأشقاء.

الأمر غير متعلق بالجماهير فقط بل طال المسؤولين فى مشاكل صورها الإعلام وظهرت أمام المتابع للأمر صراعات وكأنها حروب عرقية وليست مباراة فى كرة القدم فمثلًا المخرج المصرى الوحيد الذى وجه الكاف له ولماسبيرو خطاب شكر يشكره على الإخراج المتميز فى دورى أبطال إفريقيا كان محمد نصر، ولكن رئيسة التليفزيون وبعد ما أبلغت نصر بإسناد إخراج مباراة القمة له، سحبت كلامها بعد اعتراض إدارة الزمالك، ثم أعلنت أنه سيكون هناك أربعة مخرجين مع نصر لمراقبته، ثم استبعدته نهائيًا واستعانت بإبراهيم مبارك لينعته أنصار الأهلى بـ"الزمالكاوى المتعصب"، فيتراجع التليفزيون عن اختيار مبارك أيضًا ويُدخل نفسه فى صراع لا مبرر له، فالمخرج المتميز مهما كان انتماؤه فسيكون انتماؤه الأول لعمله وليس فى يده خيارات فهل سيُخفى المخرج شيئًا لصالح فريقه ويكون إخراجه للمباراة سيئا مهنيًا وما استفادته سوى خروج المباراة على أفضل ما يكون لأن هذا صميم عمله، لذلك فكان على رئيسة التليفزيون الثبات على الموقف والاستعانة بالأكثر خبرة ونجاحات فى نقل المباريات فإخراج مثل هذه المباريات لا يوجد فيه ترضيات.

من عدة أشهر كتبت مقالين متتابعين هنا فى جريدتكم "الشورى" عبر نافذة "قلم حر" تلك النافذة التى أفخر بأننى أطل على حضراتكم منها أسبوعيًا، الأول كان "إلحقوا الرياضة المصرية قبل فوات الأوان" على خلفية ما حدث فى مباراة القمة فى الدورى العام والتى لم تُقم بأسلوب استخدم للتحايل على القانون وطالبت بوقفة أمام ما حدث حتى لو اضطُررنا إلى إيقاف هذه اللعبة من مصر إلى الأبد، وتساءلت مستنكرًا عن أى قيمة ومثل أراد أن يُصدرها رئيس نادى الزمالك للشباب المتابع والعاشق لكرة القدم، وهل سيكون سعيدًا بتأجيج الفتن، والمقال الآخر كان بعنوان "أطفئوا نار الفتنة بين الزمالك والأهلى"، هاجمت تصرفات رئيس الزمالك الذى أساء لشخصه ولناديه ورموزه بل ولمصر وشعبها عندما اعتاد أن يُصدر إلينا شتائم وسبابا وخوضا فى أعراض وتجنب الجميع الرد عليه خوفًا من لسانه وبطشه، كنت أخشى أن يُنتج لنا هذا الصمت والتخاذل مجموعة جديدة من السبابين الخائضين فى الأعراض دون محاسبة أو ردع، نعم طالبت الدولة المصرية بالرد وإيقاف رئيس نادى الزمالك عن تصدير هذه الأخلاق المتدنية للشباب، حتى وصل به الأمر للاستخفاف بالجميع مصدرًا عن الرياضة المصرية صورة من أسوأ ما يكون وخالقًا جوا من التعصب الأعمى معتمدًا على دغدغة عواطف عشاق الكيان الأبيض خاصة الشباب وأنه الفارس الذى استرد حقوقهم وسيظل مرتضى منصور - من وجهه نظرى- أسوأ ما حدث فى تاريخ النادى العريق، ولتسقط ديمقراطية الحوار مع من جعلوا كيان الزمالك الكبير هو رئيسه فقد أساء كما لم يسيء أحد إلى الزمالك من قبل وتسبب فى قتل جماهيره وضياع البطولات وتربص بكل مجالس الإدارات وأهدر قيمة النادى التسويقية فالكل يرون البذاءة والصفاقة واتهام الناس فى ذممهم وشرفهم وأسرهم بلا وازع ولا ضمير، لكن معظمهم لا يدرك كم التدمير المالى والإدارى الذى فعله بنادى الزمالك ولننسى مرتضى حتى النهائى الإفريقى، ووقتها سيكون لكل مقام مقال وحسنًا فعل وزير الشباب بتأجيل قراره بخصوص رئيس النادى لبعد المباراة.

وللحق أقول إن رئيس الزمالك ليس المسؤول الأوحد عن إشعال فتنة بين الجماهير وإن كان يمثل أحد أكبر الأدوار، فقناة الزمالك وقناة الأهلى وبعض مقدمى البرامج الرياضية نسيوا وتناسوا أنهم مؤثرون فى الشارع الرياضى وراح كل واحد منهم يدافع عن انتمائه وتبنى أنصار البيت الأبيض نظرية المؤامرة الكونية على الزمالك وتبنى أبناء القلعة الحمراء نظرية نحن الأقوى والقادرون على الحصد وراح كل واحد يؤجج لفتن بين الجانبين دون أى إحساس بالمسؤولية وبالحجم الهائل من الشحن النفسى بين شباب جمهور الجانبين خاصة أننا فى مرحلة من مراحل بناء الوطن والخروج من أزماته بفضل الله ثم القيادة الحكيمة، ولا يمكن أن تكون الرياضة أبدًا سببًا فى إراقة دم مصرى آخر.

دعونا نمر من القمة بسلام ونبارك للفائز ونربط على يد المهزوم ونطرد من بيننا كل مؤججى الفتن ونتمسك فقط باسم مصر ولأن الفريقين يلعبان باسم مصرنا الغالية وظهورهم بمظهر مُشرف أخلاقيًا قبل فنيًا أمر واجب فنطالب الجميع بالبعد عن التعصب الأعمى وتشجيع كل جمهور فريقه دون التعرض للمنافس أو الخروج عن النص ووضع اسم مصر فى المقام الأول فهو الاسم الأبقى والأشمل والذى نستظل جميعًا به فالوطن أولى أن نتعصب له ولمصالحه ولا يمكن أبدًا أن نُفضل فريقا مهما كان على بلدنا الغالى.

نريدها قمة حقيقية فى الأخلاق الرياضية والتعاطف والتحابى والتنافس الشريف قبل كرة القدم .. نريد من اللاعبين أن يُصدروا للجماهير خاصة الشباب منهم أن التنافس الشريف لا يعنى العداء أو الكره وأن الأداء الرجولى مطلوب من البداية للنهاية محافظًا على المنافس قبل الرفيق من أى مكروه.. نعم المكسب الرياضى وحصد لقب البطولة حق مشروع لكل أطراف اللقاء من الجانبين لكن هناك ما هو أبعد من البطولة والكأس ولعبة كرة القدم نفسها إنها سمعة مصر وقدرتها على استضافة مباراة وحدث بهذا الحجم بين أشقاء نتمنى أن تخرج القمة المصرية الإفريقية التى تحتضنها مصر قمة رياضية مثالية تليق بمصرنا الغالية.