الجمعة 04 أكتوبر 2024
الشورى
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء
والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى
الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء
والعضو المنتدب
محمد فودة

منتدى شباب العالم.. بين التحدي والفرصة في قمة المستقبل

خالد الطوخى - صورة
خالد الطوخى - صورة أرشيفية

- منتدى شباب العالم يسعى إلى تحويل الشباب من مجرد متابعين للقرارات إلى شركاء فاعلين في صياغتها 

- المنتدى استطاع أن يتجاوز التحديات المحلية ليصبح منصة دولية حقيقية تجمع الشباب من كل أنحاء العالم

- منصة تتيح للشباب ليس فقط التعبير عن آرائهم بل المشاركة في صياغة حلول حقيقية وفعالة

- مناقشة قضايا مثل التغير المناخي والتنمية المستدامة والأمن الغذائي

- اهتمام خاص من القيادة المصرية بتمكين الشباب وتوفير الفرص لهم للمشاركة في القضايا الدولية

- الشباب قادرون على تقديم حلول غير تقليدية للتحديات العالمية

- استخدام التقنيات الحديثة في الحد من آثار التغير المناخي وتحسين سبل الحياة للمجتمعات النامية

مشاركة منتدى شباب العالم في قمة المستقبل بنيويورك ليست مجرد خطوة رمزية، بل تجسيد لرؤية إستراتيجية تضع الشباب في قلب النقاشات الدولية حول التحديات الكبرى التي تواجه العالم ، إن هذه المشاركة تمثل فرصة للتأكيد على الأهمية التي تحظى بها أفكار الشباب في تشكيل مستقبل المجتمعات العالمية ، فاليوم لم يعد بإمكان الحكومات وصناع القرار الاستمرار في تجاهل صوت هذه الفئة التي تشكل غالبية سكان العالم، خاصة في قضايا مثل المناخ، الأمن، التنمية، والسلام.

منتدى شباب العالم، منذ انطلاقه برعاية مصرية، كان مشروعاً يحمل طموحات كبيرة، يسعى إلى تحويل الشباب من مجرد متابعين للقرارات إلى شركاء فاعلين في صياغتها ، ولم يكن هذا الدور سهلاً في عالم يشهد تغييرات سريعة ومتلاحقة.

ولكن المنتدى استطاع أن يتجاوز التحديات المحلية، ليصبح منصة دولية حقيقية تجمع الشباب من كل أنحاء العالم ، وهذه المشاركة في قمة المستقبل تؤكد على مكانته العالمية كمحفل للحوار حول القضايا الدولية.

في السنوات الأخيرة، شهد العالم العديد من التغيرات الجذرية في مختلف المجالات، من الأزمات الاقتصادية إلى التحولات التكنولوجية الهائلة، مروراً بالتحديات البيئية المتزايدة ، وفي ظل هذه التحولات، أصبح من الضروري أن يشارك الشباب بفاعلية في تشكيل السياسات التي تحدد مستقبلهم ومستقبل مجتمعاتهم. ومنتدى شباب العالم جاء ليؤدي هذا الدور، حيث يقدم منصة تتيح للشباب ليس فقط التعبير عن آرائهم، بل المشاركة في صياغة حلول حقيقية وفعالة.

قمة المستقبل جاءت في وقت حساس للعالم ، فالتهديدات العالمية مثل التغير المناخي، والصراعات المسلحة، والأزمات الاقتصادية المتكررة، تتطلب استجابات سريعة ومبدعة ، والشباب، بما يحملونه من حماس وإبداع، لديهم القدرة على تقديم أفكار وحلول جديدة لهذه التحديات. وما يميز منتدى شباب العالم هو أن المشاركين فيه لا يقتصرون على النقاش النظري، بل يقدمون مبادرات ملموسة يمكن أن تؤدي إلى تغيير حقيقي على أرض الواقع.

ما يثير الاهتمام هنا هو أن الشباب المشاركين في المنتدى، وخاصة خلال القمة، لم يعودوا مجرد مراقبين أو معلقين على الأوضاع الدولية.

بل أصبحوا جزءاً من صناعة القرار الدولي ، فهذه القمة وفرت لهم فرصة نادرة للجلوس جنباً إلى جنب مع قادة العالم، ومناقشة قضايا مثل التغير المناخي والتنمية المستدامة والأمن الغذائي.

ولا شك أن هذا النوع من المشاركة يعزز الثقة لدى الشباب بأنهم قادرون على التأثير في مصيرهم ومصير العالم.

على الرغم من أن الكثير من المبادرات الشبابية تظل حبيسة الحوار ولا ترى النور، فإن منتدى شباب العالم قد نجح في تنفيذ العديد من المشاريع الريادية التي قدمها الشباب في مجالات التكنولوجيا، التعليم، والبيئة.

وهذا النجاح يعزز من مكانته كمنصة تقدم حلولاً حقيقية وفعالة ، فعلى سبيل المثال، التكنولوجيات الناشئة مثل الذكاء الاصطناعي والطاقة المتجددة كانت محوراً أساسياً في المناقشات التي دارت في المنتدى.

وقد تم تقديم مقترحات عملية حول كيفية استخدام هذه التقنيات في مواجهة التحديات العالمية، مثل الحد من آثار التغير المناخي وتحسين سبل الحياة للمجتمعات النامية.

لكن، ما الذي يجعل مشاركة منتدى شباب العالم في قمة المستقبل بهذه الأهمية؟ الجواب يكمن في دلالتها على التحول في كيفية تعامل العالم مع الشباب ، لعقود طويلة، كانت الفجوة بين الشباب وصناع القرار واسعة، وكان دور الشباب في السياسات الدولية محدوداً.

لكن هذه المشاركة في القمة تعكس تحولاً حقيقياً في هذا الاتجاه.

فالعالم بات يدرك أن القرارات التي تُتخذ اليوم ستؤثر بشكل مباشر على الأجيال القادمة، وبالتالي، يجب أن يكون للشباب رأي في صياغة هذه القرارات.

في ظل هذا الاعتراف المتزايد بأهمية دور الشباب، تأتي التحديات.

فالشباب المشاركون في المنتدى لا يواجهون فقط تحدي تقديم أفكار وحلول فعالة، بل أيضاً تحدي تنفيذ هذه الأفكار على أرض الواقع.

وكما هو الحال في أي مبادرة عالمية، يعتمد النجاح على مدى الدعم الذي يتلقاه الشباب من الحكومات والمؤسسات الدولية ، فهناك حاجة ماسة لتوفير الدعم المالي والفني لتنفيذ المشاريع التي يقترحها الشباب.

القيادة المصرية كانت دائماً داعمة لمنتدى شباب العالم، إذ وفرت له البيئة الملائمة للنمو والتطور.

منذ انطلاقه، كان هناك اهتمام خاص من القيادة المصرية بتمكين الشباب وتوفير الفرص لهم للمشاركة في القضايا الدولية ، ومن خلال دعم المنتدى، كانت مصر ترسل رسالة واضحة بأن الشباب هم المستقبل، وأنه يجب منحهم الفرصة للعب دور أكبر في صياغة هذا المستقبل.

لكن لا يمكن النظر إلى مشاركة المنتدى في قمة المستقبل بمعزل عن السياق العالمي.

فالعالم اليوم يواجه تحديات كبيرة تتطلب استجابة جماعية ، والشباب، بما يحملونه من تطلعات ورؤى جديدة، هم جزء لا يتجزأ من هذه الاستجابة.

المنتدى يوفر لهم فرصة للتفاعل مع القادة العالميين، لكنه أيضاً يضع على عاتقهم مسؤولية كبيرة.

فهم الآن مطالبون ليس فقط بتقديم الأفكار، بل بتقديم حلول عملية يمكن تنفيذها.

مما لا شك فيه أن المستقبل يحمل الكثير من التحديات، ولكن الشباب لديهم الإمكانيات اللازمة للتعامل معها ، إذا كانت مشاركة منتدى شباب العالم في قمة المستقبل قد أثبتت شيئاً، فهو أن الشباب قادرون على تقديم حلول غير تقليدية للتحديات العالمية ، وفي السنوات القادمة، سيكون للشباب دور أكبر في تشكيل السياسات الدولية، وليس فقط من خلال منتدى شباب العالم، بل أيضاً من خلال مشاركتهم في مؤسسات دولية أخرى.

الخلاصة هي أن منتدى شباب العالم يمثل نموذجاً ناجحاً لمشاركة الشباب في القضايا الدولية.

من خلال هذه المشاركة في قمة المستقبل، تم تأكيد أهمية دور الشباب في صياغة السياسات الدولية.

وهذا النجاح لا يقتصر على المنتدى فحسب، بل يعكس تحولاً أكبر في كيفية تعامل العالم مع الشباب.

اليوم، أصبح الشباب جزءاً من الحلول، وليس مجرد متابعين للأحداث.

الصفحة الخامسة من العدد رقم 380 الصادر بتاريخ 26 سبتمبر2024
 

 

تم نسخ الرابط