عاصم سليمان يكتب: منح الرئيس السيسي جائزة "شجرة الزيتون للسلام" .. تكريم يليق بقائد حكيم ورؤية ثاقبة

عاصم سليمان - صورة
عاصم سليمان - صورة أرشيفية

- 43 دولة عربية وأوروبية تتحد لتكريم قائد آمن بالسلام وصنعه بشجاعة لا تضاهى 

- الرئيس السيسي ضمير الشرق الحي.. يقود المنطقة بحكمة وعقلانية 

- غزة في قلب وعقل الرئيس السيسي.. ومصر السباقة في نداء الإنسانية 

- السيسي.. زعيم استثنائي في سجل التاريخ وقائد نقش اسمه في ذاكرة السلام

حينما قرأت إعلان الجمعية البرلمانية للاتحاد من أجل المتوسط وبإجماع أعضائها البالغ عددهم 43 دولة أوروبية وعربية ومتوسطية منح جائزة شجرة الزيتون للسلام للرئيس عبد الفتاح السيسي، أدركت أن العالم لا يزال ينصت لصوت الحكمة، ويثمن مواقف القادة الذين يختارون بناء الجسور بدلًا من إشعال الحرائق. 

فلم يكن هذا التكريم مجرد لفتة دبلوماسية، بل كان شهادة تاريخية بأن رجلًا في زمن الصخب اختار أن يكون ضميرا حيا، وأن يقود بلاده من موقع القوة، لا بالتهديد، بل بالعقل والحكمة والاتزان، هذا التقدير لم يكن لرئيسنا السيسي فحسب، بل لكل قيمة إنسانية تمسّك بها في أحلك اللحظات، ولكل موقف مشرف اتخذه حين صمت الكثيرون، فكان صوته أقرب للنجدة منه إلى الصدى، فحين تمنح جائزة السلام لقائد عربي من 43 دولة أوروبية ومتوسطية، فلنعلم أن شيئا نقيا قد حدث، وأن مصر كانت - وما زالت - مركزا للسلام، وصوتا لا يشبه إلا نفسها.

وإحقاقا للحق لم يكن الرئيس عبد الفتاح السيسي بحاجة إلى جائزة ليؤكد مكانته كصانع للسلام، لكن حين تقر 43 دولة بمنحه "جائزة شجرة الزيتون للسلام"، فهذا يعني أن جهوده لم تمر مرور الكرام، وأن مساعيه الصامتة أصدرت أقوى صوت في قاعات الدبلوماسية الدولية، لقد جاءت هذه الجائزة لتترجم احترامًا عميقا لرئيس حمل هم الاستقرار الإقليمي، وسعى بإخلاص لإطفاء نيران الحرب في غزة، وتحريك مياه السلام الراكدة. 

الرئيس السيسي لم يخطب كثيرا في الأزمة، بل ترك للأفعال أن تكتب روايتها، من وقف الحرب، إلى تسهيل المساعدات، إلى استضافة القمم، إلى توجيه الرسائل الواضحة للعالم بأن الأمن لا يتحقق بالمدافع، بل بالحكمة، وكانت قمة شرم الشيخ عنوانا لهذا الموقف المشرف، حيث اجتمع الفرقاء على أرض السلام، وتحدثت مصر بلغة مسؤولة متوازنة، جعلت الجميع يدرك أن صوت القاهرة لا يزال الأقدر على التهدئة حين يصعب الحوار.

وفي تقديري أن تمنح هذه الجائزة من الجمعية البرلمانية للاتحاد من أجل المتوسط، ليس تكريما سياسيا عابرا، بل هو إشادة من شعوب ونواب وبرلمانات دول اجتمعت على أن هذا القائد استطاع أن يضع مصر في قلب المشهد الإقليمي كقوة تهدئة وعقل راجح، إنه تكريم لمن أصر على أن تكون مصر جسرا للسلام، لا طرفًا في النزاع. 

ولعل اختيار "شجرة الزيتون" له دلالة عميقة، فهذه الشجرة، التي ترمز للسلام منذ قرون، لا تنبت في أرض إلا إذا سقيت بالحكمة، وحميت بالصبر، ورعيت بالإخلاص، وهكذا كانت مواقف الرئيس السيسي، مواقف رجل لم يتورط في لعبة الاصطفافات، بل اختار أن يكون ظلًا آمنا للجميع، وأن يرفع راية التهدئة حين استسلم البعض لدخان الحرب.

ربما تمر جوائز كثيرة بلا أثر، لكن هذا التكريم سيبقى علامة فارقة، لأنه صدر من دول مختلفة، بثقافات متباينة، لكنها توحدت خلف رجل أدرك أن السلام ليس موقفًا لحظيًا، بل مشروعا طويل النفس يحتاج إلى زعيم يحمل رؤية، وقلبا كبيرا، وإرادة لا تلين.

 

وللحق لم يكن موقف الرئيس عبد الفتاح السيسي من القضية الفلسطينية مجرد ردة فعل دبلوماسية تقليدية، بل كان تعبيرا صادقًا عن انحياز إنساني ثابت للحق، ووعي تاريخي عميق بأبعاد الصراع، فبينما انشغل البعض بالمواقف الرمادية، كانت مصر – بقيادة السيسي – تتحرك بثبات على الأرض، فاتحة المعابر، مرسلة القوافل، ضاغطة لوقف إطلاق النار، ومؤكدة أن الأمن لا يُبنى على أنقاض الأوطان ولا على جراح الأبرياء، وإدراكا منه لحجم المعاناة التي يعيشها أبناء غزة، لم يتوقف دور الرئيس عند التهدئة، بل كان من أوائل من طالبوا المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته تجاه إعادة إعمار القطاع، دعا بصوت واضح إلى ضرورة ضخ المساعدات، وإطلاق عملية شاملة لإعادة البناء، تستند إلى تنمية حقيقية تحفظ كرامة الإنسان وتعيد إليه الحد الأدنى من الحياة الكريمة، مؤمنا بأن السلام لا يتحقق إلا إذا اقترن بالعدالة والحق في العيش.

الرئيس السيسي لم يكرم وحده فقط، بل كرم مصر كلها بمواقفه الإنسانية والنبيلة، وتحيا مصر.

الصفحة الرابعة من العدد رقم 441 الصادر بتاريخ  4 ديسمبر 2025

 

تم نسخ الرابط