صراع العصبية والمال السياسي يشعلان سباق البرلمان بدائرة المراغة بسوهاج
تشهد الساحة السياسية في الآونة الأخيرة إستعدادات مكثفة للإنتخابات البرلمانية المقبلة، حيث تتجه أنظار المواطنين نحو صناديق الإقتراع أملاً في إختيار ممثلين قادرين على التعبير عن تطلعاتهم وتحقيق مطالبهم، لكن خلف هذه الأجواء الديمقراطية، يبرز تحدٍّ خطير يهدد نزاهة العملية الإنتخابية وعدالتها وهو الوجه الخفي للإنتخابات (المال السياسي).
تشهد الدائرة الثالثة بمحافظة سوهاج، ومقرها مركز المراغة، واحدة من أكثر المعارك الانتخابية سخونة في سباق انتخابات مجلس النواب 2025، بعدما احتدم الصراع بين 10 مرشحين يتنافسون على مقعد واحد، في مشهد يعكس حالة من الشراسة والتحدي غير المسبوقين في تاريخ المنافسات الانتخابية بالمنطقة.
تعد المراغة من أكبر دوائر محافظة سوهاج من حيث الكثافة السكانية والامتداد الجغرافي، وهو ما جعلها دائمًا ساحة انتخابية مشتعلة، تتقاطع فيها التحالفات القديمة مع الحسابات الجديدة، وسط حضور قوي ومؤثر للقبائل والعائلات الكبرى التي تمتلك ثقلًا اجتماعيًا قادرًا على ترجيح كفة أي مرشح.
ويرجع اشتعال المنافسة في المراغة إلى الطبيعة القبلية الواضحة، حيث تتكتل العائلات لدعم أبنائها المرشحين بدافع الانتماء القبلي قبل أي اعتبارات سياسية أو حزبية.
وبانت التحالفات القبلية العنصر الأكثر تأثيرًا في خريطة المنافسة، إذ يعكف كل مرشح على توطيد علاقاته داخل العائلات الكبرى، ومحاولة كسب الأصوات من خلال الروابط الاجتماعية والعلاقات الشخصية أكثر من الاعتماد على البرامج الانتخابية.
وفي ظل اقتراب موعد الاقتراع، تشهد الدائرة تحركات مكثفة واجتماعات عائلية متتالية، في مشهد أشبه بـ"حرب انتخابية" صامتة، يتسابق فيها المرشحون لكسب التأييد عبر اللقاءات والزيارات الميدانية، فضلًا عن الحملات الدعائية المكثفة التي تغزو الشوارع والميادين.
وتشير التقديرات الميدانية إلى أن الصوت العائلي والقبلي سيكون الحاسم في تحديد الفائز بالمقعد، خصوصًا في ظل تعدد المرشحين وتوزع الأصوات على كتل قبلية متفرقة، ما يجعل نتيجة المعركة مفتوحة على كل الاحتمالات حتى اللحظة الأخيرة.
ويرى مراقبون أن المال الانتخابي بدأ يلعب دورًا في بعض المناطق، حيث يسعى عدد من المرشحين إلى تعزيز حضورهم وسط الناخبين من خلال المساعدات المالية والخدمات المباشرة.
ومع استمرار حالة الحشد والتحفز، تبقى الصورة في دائرة المراغة غامضة ومفتوحة على أكثر من سيناريو، في ظل احتدام المنافسة بين المرشحين المستقلين المنتمين لعائلات كبيرة، ويرجح مراقبون أن تشهد الدائرة مفاجآت في اليوم الأخير من التصويت، خاصة مع تغير موازين التحالفات في اللحظات الحرجة.
وتبقى المعركة الحقيقية ليست فقط في صناديق الإقتراع، بل في ضمير الناخب وقدرته على التمييز بين من يخدم الوطن ومن يخدم نفسه.



