«سلامٌ عليك يوم انتصارك ويوم استشهادك يا سادات» .. كيف قاد الزعيم الحقيقي الأمة إلى النصر الوحيد في تاريخها على إسرائيل؟

- لماذا اختار السلام طريقًا؟.. ولماذا اعترف كل أعدائه بعبقريته في إعادة الأرض؟
- الرسالة الخالدة.. إن هذا الوطن يستطيع أن يطمئن ويأمن بعد خوف أنه قد أصبح له درع وسيف
في حياة الأمم لحظات فارقة، تتجاوز حدود الزمن، وتبقى خالدة في الذاكرة الوطنية مهما تغيّرت الأجيال.
ولعل السادس من أكتوبر عام 1973 كان إحدى هذه اللحظات التي كُتبت فيها مصر بحروف من نور في سجل التاريخ.
في ذلك اليوم، تجسدت إرادة شعب بأكمله في شخص واحد، رجل آمن بقدرة المصريين على صنع المستحيل، فقادهم إلى النصر بعد أن ظن العالم أن الهزيمة قدرٌ لا فكاك منه.
إنه أنور السادات، البطل الذي لم ينحنِ، والزعيم الذي صاغ من الألم انتصارًا ومن الانكسار مجدًا خالدًا.
سلامٌ عليك يوم انتصارك، ويوم استشهادك، ويوم تُبعث حيًا في ذاكرة وطن لا ينسى رجاله.
لم يكن السادات مجرد رئيس حكم مصر في مرحلة حرجة، بل كان حالة فريدة من الشجاعة والدهاء والرؤية.
في وقتٍ كانت فيه الجراح مفتوحة بعد نكسة 1967، تسلّم الراية من زعيم بحجم جمال عبدالناصر، وسط شكوكٍ عميقة في قدرته على إدارة الدولة، لكن الرجل الذي وُصف حينها بـ"رئيس بالصدفة" أثبت أنه امتدادٌ حقيقي لروح مصر الأبدية.
لم يتكلم كثيرًا، بل بدأ في صمتٍ يعيد ترتيب أوراق الوطن، يزرع الأمل في القلوب، ويؤمن بأن الكرامة لا تُسترد بالبيانات ولا بالشعارات، بل بالفعل والعمل والتخطيط.
كانت لحظة القرار هي الاختبار الأعظم.
فحين قال السادات عبارته الشهيرة "أنا المسؤول عن قرار الحرب"، لم يكن يتحدث بلسان الحاكم، بل بلسان الأمة كلها.
لم تكن حرب أكتوبر مجرد معركة عسكرية، بل كانت معركة وجود وهوية، أعاد فيها المصريون تعريف أنفسهم أمام العالم.
بعبقرية القائد وإيمان الجندي وعرق الشعب، انطلقت صيحات النصر تعانق السماء.
عبر المصريون القناة، حطموا خط بارليف الذي قيل إنه لا يُقهر، واستعادوا الأرض والعزة والكرامة.
وفي لحظة واحدة تبدلت معاني الهزيمة في وجدان الأمة العربية كلها، فعاد الإيمان بأن المستحيل يمكن أن يُهزم، وأن العرب قادرون على النهوض من تحت الركام.
لكن عبقرية السادات لم تتوقف عند حدود النصر العسكري، بل امتدت إلى ما هو أبعد: النصر السياسي.
فبعد أن أنهى الحرب، أدرك أن الحرب مهما كانت عظمتها، فإن السلام هو الهدف الأسمى الذي يحافظ على الدماء ويضمن للأجيال القادمة مستقبلًا أكثر استقرارًا.
اختار السادات أن يمضي في طريق شائك لم يجرؤ أحدٌ على سلوكه من قبل، طريق السلام مع العدو نفسه الذي حاربناه.
ذهب إلى القدس مخاطبًا العالم بجرأةٍ غير مسبوقة، قائلاً: "لقد جئت إليكم لكي نبني سلامًا عادلًا".
في تلك اللحظة، لم يكن يخاطب الإسرائيليين وحدهم، بل كان يخاطب التاريخ كله.
أراد أن يقول إن السلام لا يعني الاستسلام، وإن اليد التي تحمل السلاح قادرة أيضًا على أن تصنع الغصن الأخضر.
اختياره السلام لم يكن ضعفًا، بل كان قمّة الشجاعة السياسية والإنسانية.
لقد رأى أبعد مما رآه الآخرون، وفهم أن الحفاظ على ما تحقق في ميدان القتال يحتاج إلى معركةٍ جديدة على طاولة المفاوضات.
وربما لهذا السبب اعترف أعداؤه قبل مؤيديه بعبقريته؛ لأنه عرف متى يحارب ومتى يصافح، ومتى يقول "لا" ومتى يقول "نعم" في التوقيت الصحيح.
السادات لم يكن زعيمًا تقليديًا، بل كان صاحب مشروع وطني شامل.
بدأ في إعادة بناء مؤسسات الدولة، فتح باب التعددية السياسية، وأطلق مشروع الانفتاح الاقتصادي الذي أراد من خلاله أن يربط مصر بالعالم الحديث.
كانت رؤيته أن النصر العسكري يجب أن يُترجم إلى نهضةٍ شاملة تمس حياة المواطن.
أراد لمصر أن تخرج من دوائر الصراع إلى مساحات التنمية، ومن عزلة الماضي إلى آفاق المستقبل.
وربما لم يستوعب الكثيرون حينها حجم التحول الذي كان يقوده الرجل، لكن الأيام أثبتت أنه كان يرى المستقبل بعينٍ ثاقبة.
أما على المستوى الإنساني، فكان السادات ابنًا أصيلًا لهذا الشعب.
خرج من رحم الريف المصري البسيط، وحمل في قلبه قيم الفلاحين: الصبر، والإيمان، والعزة، والكرامة.
لم يبدّل جلده عندما صار رئيسًا، بل ظل كما هو؛ متدينًا بطبعه، قريبًا من الناس، مؤمنًا بأن القيادة ليست سلطة بل مسؤولية.
كان يحمل في داخله روح المقاتل الذي لا يعرف الخوف، وصدق الإنسان الذي لا يعرف التكلّف.
وحين وقف في مجلس الشعب في سبتمبر 1973 معلنًا استعداده للقتال، لم يكن يمثل مشهدًا سياسيًا بل كان يعيش لحظة قدره.
ولأن القدر لا يختار العظماء عبثًا، كان استشهاد السادات في يومٍ وطنيٍ مجيد، يوم احتفال مصر بانتصارها العظيم.
وكأن التاريخ أراد أن يختم حياته كما بدأها: رجلٌ يواجه الرصاص في سبيل وطنه.
في تلك اللحظة الدامية في المنصة، سقط الجسد وبقيت الروح. روح القائد الذي لم يعرف الخوف، ولم ينحنِ إلا لله، ولم يسعَ إلا لكرامة بلاده.
سلامٌ عليك يا سادات يوم انتصرت، ويوم مددت يدك للسلام، ويوم واجهت الموت شامخًا.
لقد كنت قائدًا بحجم أمة، وزعيمًا بحجم التاريخ.
من خلالك عرف العالم أن مصر لا تُهزم، وأنها قادرة على أن تنهض من تحت الرماد لتصنع فجرها الجديد.
إن الرسالة التي تركها السادات للأجيال ليست مجرد ذكرى في كتب التاريخ، بل وصية حيّة تقول إن هذا الوطن يستطيع أن يطمئن ويأمن بعد خوف؛ لأنه أصبح له درعٌ وسيف، إرادةٌ تحميه وعقلٌ يقوده.
هذه هي المعادلة التي آمن بها السادات، وعلّمنا أن قوة الأمة لا تُقاس بعدد دباباتها، بل بقدرتها على اتخاذ القرار، وبإيمانها بذاتها، وبعزم أبنائها الذين لا يرضون بالانكسار.
لقد كان السادات زعيمًا بحجم اللحظة، ورجلًا سابقًا لعصره، قاد معركة الكرامة حين كان الجميع يائسًا، وصنع السلام حين كان الجميع خائفًا.
جمع بين الشجاعة والدهاء، بين الصرامة والرحمة، بين الإيمان والواقعية.
في شخصه اجتمع القائد المقاتل والسياسي الحكيم والإنسان المؤمن.
واليوم، ونحن نستعيد سيرته في ذكرى النصر، ندرك أنه لم يرحل أبدًا؛ لأن روحه باقية في وجدان المصريين، في كل جندي يرفع رأسه، وفي كل علمٍ يرفرف على أرضٍ استُعيدت بدماء الشهداء.
سلامٌ عليك يا سادات في عليائك، يا من قُدت الأمة إلى نصرها الوحيد على إسرائيل، واخترت طريق السلام بشجاعة المنتصر لا بانكسار المهزوم.
سيبقى اسمك محفورًا في ذاكرة الوطن، كرمزٍ للكرامة والسيادة، وكصوتٍ يقول للأجيال القادمة: إن مصر لا تنحني، وإن أبطالها لا يموتون.

- قادرون
- اسرائيل
- المنتصر
- الشجاع
- الدول
- اليوم
- جمال عبدالناصر
- محمود الشويخ يكتب
- قنا
- محمود الشويخ
- اقتصاد
- الأرض
- الاقتصاد
- العالم
- قائد بحجم أمة وزعيم صنع التاريخ
- سلاح
- قناة
- قرار
- امن
- استقرار
- بيان
- المصري
- حكم
- مصر
- سلام عليك يوم انتصارك ويوم استشهادك يا سادات
- بطل لم ينحن
- كرة
- ادا
- احتفال
- قري
- شخص
- السادات والسلام لكل الإنسانية من أرض السلام
- رجال
- رئيس
- ساحات
- ارض
- يوم
- درة
- اول
- مشروع
- داخل