كلما حاول العالم إطفاء نار اشتعلت أخرى.. فعلى مدار الـ4 سنوات الأخيرة ذاقت الشعوب المرارة والألم فلم تفتأ أ

الاتصال,كورونا,روسيا,العالم,الحدود,الغربية,الصين,استيراد,مجلس النواب,الشتاء

رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة
السيد خير الله يكتب: صراع القوى الكبرى إلى أين؟ 

السيد خير الله يكتب: صراع القوى الكبرى إلى أين؟ 

كلما حاول العالم إطفاء نار، اشتعلت أخرى.. فعلى مدار الـ«4 سنوات الأخيرة» ذاقت الشعوب المرارة والألم فلم تفتأ أن تهدأ وطأة وقسوة «كورونا» إلا وطفت على السطح أزمة جديدة هى الأعنف والأخطر هى الحرب الروسية- الأوكرانية.. وتداعياتها على الدول والشعوب ثم هناك أزمة تنذر بمزيد من الاشتعال.. «تايوان» فى ظل التحرش الأمريكى بالصين.. ناهيك عن تحديات التغير المناخى التى تهدد استقرار بل ووجود العالم.. ناهيك عن تفاصيل أخرى وتساؤلات تحتاج تفسيراً سواء لماذا يقتل الإرهابى أيمن الظواهرى الآن؟ (السؤال العريض) بعد اختفاء لغة السياسة والتفاوض والحوار من قاموس قوى العالم الكبرى.. ماذا ينتظر العالم؟     سؤال مهم لابد أن يخضع للدراسة والتحليل.. فى ظل الإصرار على إشعال الصراعات واختفاء لغة الحوار والتفاوض.. فهل تسكت وتصمت السياسة ليعلو صوت البنادق والرصاص والصراخ.. من ألم وأوجاع الأزمات..؟     السؤال المهم أيضاً لماذا الإصرار على إشعال العالم، وإحداث الصراع الملتهب بين القوى الكبرى؟  فالرئيس الأوكرانى فلوديمير زيلينسكى أثار مخاوف روسيا على أمنها وتماسكها ووجودها بالإصرار على الانضمام «لحلف الناتو» والاقتراب من الحدود الروسية، وهو ما اعتبرته موسكو تهديداً مباشراً بعد فشل جولات ومحاولات إطفاء نيران الغضب الروسى واستئصال شأفة الصراع وأسبابه وباءت كل المحاولات التفاوضية والسياسية بالفشل، حتى اتخذ الرئيس الروسى فلاديمير بوتين قراره بتنفيذ عملية عسكرية فى الأراضى الأوكرانية، ومازالت الأزمة مشتعلة إلى الآن رغم أنه مضى عليها شهور طويلة منذ بدايتها فى فبراير الماضى، ويدفع العالم ثمناً باهظاً بسبب تداعيات الحرب الروسية- الأوكرانية سواء فى أمنه واستقراره والأمن الغذائى العالمى وسلاسل الإمداد والتوريد، وارتفاع أسعار الطاقة، وارتفاع معدلات التضخم والأسعار وأزمات فى توفر السلع والاحتياجات الرئيسية للشعوب. إذا كان العالم يدفع ثمن الإصرار على إشعال الأزمات، ومساندة ودعم أوكرانيا فى المضى فى غيها وتمسكها بالانضمام إلى حلف الناتو، وهذا الدعم الأمريكى- الغربى غير المحدود لكييف.. وهو ما يؤدى إلى استمرار الصراع والحرب، فإننا أمام تهديد جديد أيضاً قد يزيد من معاناة العالم وأزماته، بعد إصرار نانسى بيلوسى رئيسة مجلس النواب الأمريكى على زيارة «تايوان»، وهو الأمر الذى أشعل نيران الغضب فى الصين، ولم ينجح الاتصال الهاتفى بين الرئيسين الأمريكى والصينى فى إيقاف الزيارة التى تمت بالفعل، وجاء رد فعل بكين المباشر بتطويق تايوان وحصارها بحرياً وتنفيذ مناورات بالذخيرة الحية ودخول 21 مقاتلة صينية الأجواء التايوانية واتخاذ عقوبات اقتصادية من قبل الصين ضد تايوان بوقف استيراد بعض السلع من تايوان. فى اعتقادى أن إجراءات الصين التى اتخذتها ضد تايوان لن تقتصر على ما سبق ولكن أتوقع أن هناك المزيد من الإجراءات التى قد تصل إلى إنهاء هذا التهديد بالنسبة لبكين، ولقطع الطريق على الجانب الأمريكى الذى يحاول إشغال الصين فى معارك جانبية خاصة أنه المرشح لاعتلاء النظام الاقتصادى العالمى مع حلول 2030. وتيرة الصراع تتزايد وتشتعل ولا تخمد أو تهدأ، وكأن هناك سيناريو ومخططاً تديره قوى بعينها فى العالم تمسك «بريموت» إشعال الحرائق والصراعات فى العالم، ودعم وتغذية هذه الصراعات من خلال الوقوف مع الجانب الأوكرانى والتايوانى، ولا أدرى ما هى المصلحة المباشرة الواضحة من ذلك وهذا ليس تحاملاً على طرف لصالح طرف بقدر ما هو قراءة ومعطيات على أرض الواقع ظهرت من خلال التمسك الأوكرانى بموقفه المدعوم أمريكياً وغربياً، وأيضاً الإصرار على زيارة بيلوسى إلى تايوان وكأن العالم فى حاجة إلى مزيد من التحرشات والصراعات والأزمات، حيث نسى الجميع أن هناك طاولات للتفاهم والمفاوضات وباتت فوهات البنادق، والتراشقات والتجاذبات هى الحديث واللغة الأساسية التى تهدد العالم. على ما يبدو أن هناك من يحفز الصراع، ويشعل الأمور، ويؤجج ويدفع إلى الحروب والمواجهات العسكرية بهدف استنزاف القدرات لدى الجانب الآخر لإيقاف مسيرته إلى الصعود إلى قمة الهرم.. فى نفس الوقت هناك من يتمسك بإدارة الصراع بحكمة دون تهور أو اندفاع أو مغامرات ومقامرات، وظهر ذلك جلياً فى تعامل الجانب الروسى فى الحرب بأوكرانيا.. حيث تمضى موسكو فى حربها وفق مخطط إستراتيجى شامل الجوانب والأركان عسكرياً واقتصادياً وسياسياً حيث تدار العمليات العسكرية تجاه أوكرانيا بحسابات دقيقة، وحكمة من جانب الرئيس بوتين بعدم الاتجاه إلى استخدام السلاح النووى حتى ولو كان النووى التكتيكى محدود المدى على الرغم من ترسانة الأسلحة الغربية التى نقلت إلى أوكرانيا، ولو حدث ذلك سيكون من الصعب توقع أى سيناريو لتطور الأحداث ومداها وستكون جميع الاحتمالات متاحة ومفتوحة، وسيكون العالم على المحك وفى علم الغيب.. لكن التريث والحكمة ورباطة الجأش تسيطر على التعامل الروسى حتى الآن.

ربما لن أتناول الجوانب والتداعيات الاقتصادية للأزمة الحالية، أو الأزمة المحتملة ولكن المهم، أن نجيب عن السؤال الرئيسى العالم أين؟ وإلى أين؟ فهناك كما قلت من لديه إصرار وإرادة على إشعال العالم بالصراعات، وهناك من يتمسك بالحكمة والتعقل، وهناك أيضاً من هو مشغول بإدارة نتائج وتداعيات الأزمات والصراعات العالمية خاصة فى انعكاساتها الاقتصادية على الدول وفى القلب منها النامية على صعيد الأمن الغذائى واحتياجات الشعوب واقتصادات هذه الدول الناشئة أو النامية ومن يسدد فواتير استنزافها والتداعيات السلبية على اقتصاداتها ومعاناة شعوبها، فالدول تسابق الزمن على توفير احتياجات شعوبها، وتحقيق الأمن بمفهومه الشامل لها، وتجنب المزيد من التداعيات والتأثيرات السلبية التى طالت حتى أوروبا التى باتت مهددة والمتضررة بشكل أكثر مع حلول فصل الشتاء القادم.