مواقع التواصل الاجتماعى خطر كبير يهدد أمن واستقرار المجتمعاتانفلات السوشيال ميديا مرض مزمن ينهش فى جسد الأ

الصحة,النوم,حقوق الإنسان,الأرض,العالم,ميلان,فرص عمل,مواقع التواصل,نيويورك

رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة

محمد فودة يكتب: العالم فى مرمى نيران "السوشيال ميديا"

الشورى

◄مواقع التواصل الاجتماعى خطر كبير يهدد أمن واستقرار المجتمعات

◄انفلات "السوشيال ميديا" مرض مزمن ينهش فى جسد الأمم والشعوب

◄الكذب والزيف وإطلاق الشائعات "أساليب رخيصة" لتصفية الحسابات مع المشاهير 

◄ضعاف النفوس استباحوا الحياة الخاصة واحترفوا الخوض فى الأعراض من أجل "ركوب التريند"

◄استخدام الإنترنت 14 ساعة يومياً يسبب الإصابة بارتفاع ضغط الدم

 

على الرغم من أن السوشيال ميديا حينما ظهرت فى حياتنا لأول مرة ظهرت فى الأساس من أجل أن تلعب دوراً إيجابياً يصب فى مصلحة المجتمعات فى مختلف أنحاء العالم ، فإنها تحولت شيئاً فشيئاً  إلى خطر كبير يهدد أمن واستقرار المجتمعات فى مشارق الأرض ومغاربها على حد سواء ، خاصة مع تزايد موجات الزيف والخديعة التى يسعى أصحابها إلى خلق حالة من الكذب من أجل الوصول إلى أهدافهم التى فى الغالب تكون مجرد أهداف خبيثة تسعى نحو تصفية حسابات أو شن حروب وهمية يستخدمون خلالها الطعن فى الظهر واختلاق الروايات والقصص التى لا يكون لها أى وجود إلا فى خيالهم المريض الذى يسعى نحو تشويه صورة الخصوم والنيل من سمعة الشرفاء، والأمثلة فى ذلك الشأن كثيرة نراها يوميا بتدخل "السوشيال ميديا" السافر فى الحياة الخاصة للمشاهير التى لا يجب أن يتم تجاوزها مهما كانت الظروف ومهما كانت الدوافع خاصة أن التصرفات الخاصة والجوانب الشخصية حق أصيل من حقوق الإنسان وليس معنى أن يكون الشخص مشهوراً أو شخصية عامة أو نجماً كبيراً له جمهوره ومحبوه أن يتم استباحة حياته الخاصة والخوض فى سيرته وهذا ليس له معنى سوى أنه نوع من محاولات ركوب التريند على حساب الخوض فى حياة هذا أو ذاك، وهو ما يرفضه الواقع، ولعل المجتمع كله أصبح فى مرمى نيران السوشيال ميديا وسط هذه الحالة من الانفلات حيث تحول رواد مواقع التواصل الاجتماعى إلى قضاة يحاكمون الناس ويصدرون ضدهم أحكاماً وكأنهم حماة الفضيلة أو أنهم رسل العدالة فى الأرض.

 

واللافت للنظر أن الاعتداء على الخصوصية لم يقتصر على المشاهير ونجوم المجتمع فقط بل طال كافة فئات المجتمع ولعل قصة الفتاة بسنت التى انتحرت وأنهت حياتها خوفاً من الفضيحة بعد أن تم تركيب صور لها أظهرتها بشكل فاضح وتم ابتزازها عبر السوشيال ميديا ، فألقت هذه القضية بظلالها على المجتمع ككل وتسببت فى ظهور مطالبات من الجميع بضرورة التصدى لهذا التوحش والانفلات الذى أصبحت عليه مواقع التواصل الاجتماعى ، ففى الوقت الذى يشهد فيه المجتمع تنمية حقيقية فى جميع المجالات وعلى كافة الأصعدة ، نجد أن هناك حالة كبيرة من الانفلات عبر السوشيال ميديا، فقد تبدل الهدف النبيل الذى من أجله ظهرت مواقع التواصل الاجتماعى وهو خلق حالة من الترابط والتواصل بين الناس بعضهم ببعض مهما اختلفت جنسياتهم ومهما تباينت ثقافاتهم، وتحولت "السوشيال ميديا" بقدرة قادر إلى مرض مزمن ينهش فى جسد الأمم ويغتال ترابط وتماسك الشعوب.

فهناك حقيقة مؤكدة ينبغى أن نضعها دائماً فى الاعتبار وهى أن الإفراط فى استخدام وسائل التواصل الاجتماعى أو استخدامها بشكل خاطئ يتسبب فى الكثير من الأضرار منها النفسية والاجتماعية والصحية.

ومن بين هذه الأضرار (قلة النوم والأرق) ففى الغالب يقوم الجميع بتصفح وسائل التواصل الاجتماعى قبل النوم مباشرة مما يؤثر على جودة النوم والشعور بالأرق، وقد أشار الباحثون فى هذا الصدد إلى أن الضوء الناتج عن الهواتف الذكية يؤثر على إنتاج هرمون الميلاتونين وهو الهرمون المسؤول عن النوم، ولهذا يعد من الضرورى الابتعاد عن وسائل التواصل الاجتماعى وخاصة قبل التأهب إلى النوم بفترة مناسبة.

كما أن هناك تأثيرا واضحا على المخ ففى دراسة أمريكية أقيمت بجامعة نيويورك على مستخدمى "فيسبوك" على وجه الخصوص أظهر الباحثون أن 76% من المشاركين قاموا باستخدام الموقع أثناء المشى على القدمين، و40 % أثناء القيادة، و63% أثناء التحدث مع آخرين، وأكد الباحثون أن زيادة معدل استخدام مواقع التواصل يزيد من عدم التوازن بين النظام المعرفى والنظام السلوكى فى المخ، وإن الإفراط فى استخدام مواقع التواصل الاجتماعى قد يتسبب فى حدوث خلل بوظائف المخ ، ولم تتوقف أضرار السوشيال ميديا عند هذا الحد بل إن مستخدمى وسائل التواصل الاجتماعى أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب عن غيرهم، فقد أشارت إحدى الدراسات الكندية إلى أن المراهقين الذين يتصفحون مواقع التواصل الاجتماعى لأكثر من 3 ساعات يومياً يكون لديهم أعراض الاكتئاب والقلق، والميل إلى العدوانية والعزلة عن الآخرين.

 

 

ومن جهة أخرى فإن إدمان استخدام مواقع التواصل الاجتماعى يتسبب فى الكثير من الأضرار ومنها الإجهاد وقلة النوم، وهذا بدوره يؤثر على القدرة على التركيز والإصابة بالضعف فى الانتباه، وعدم القدرة على التحصيل العلمى الجيد للطلاب.

وبالطبع هناك تأثير مباشر على الإنتاجية فى العمل ، حيث أشارت دراسة أجرتها جامعة ميريلاند إلى أن وسائل التواصل الاجتماعى تصبح عائقاً أمام  إنتاجية العمل، وهذا لأن الكثيرين يقومون بتصفح مواقع التواصل خلال فترة عملهم مما يؤثر على جودة العمل بشكل كبير.

وفى سياق مختلف نجد أنه على الرغم من أن التواصل الاجتماعى يتم بين الأشخاص عبر وسائل التواصل، فإنه يظل تواصلاً افتراضياً ويفقد الكثير من الأشخاص التواصل الاجتماعى الحقيقى، والتقليل من المقابلات الشخصية مع الآخرين وعدم الاندماج فى الأنشطة الاجتماعية المختلفة، ومن هنا يميل مستخدم مواقع التواصل الاجتماعى بشكل مفرط إلى العزلة والابتعاد عن الآخرين والميل إلى الوحدة.

فضلاً عن ذلك فهناك التأثير على الحالة المزاجية حيث يمكن لمواقع التواصل الاجتماعى التأثير على الحالة المزاجية للأشخاص بشكل سريع عبر المنشورات المختلفة التى من الممكن أن تؤثر تأثيرا إيجابيا أو سلبيا، حيث إن المنشورات السلبية لها دور فى الإصابة بالمزاج السيئ والشعور بالتوتر والقلق بينما يظل التأثير على الصحة من أخطر ما يترتب على استخدام مواقع التواصل الاجتماعى حيث إن الإفراط فى استخدام وسائل التواصل الاجتماعى يؤثر على صحة الإنسان، ففى هذا الصدد كشفت دراسة فى جامعة ميلان الإيطالية أن قضاء ساعات طويلة أمام التليفون المحمول على وسائل التواصل له تأثير ضار على صحة الجهاز المناعى للإنسان مما يتسبب فى الإصابة بالعديد من الأمراض ويكفى أن نعرف أن استخدام الإنترنت بشكل عام لأكثر من 14 ساعة يومياً قد يعرض الأشخاص إلى الإصابة بارتفاع ضغط الدم.

وفى المقابل هناك العديد من الإيجابيات التى يمكن الحصول عليها من خلال التعامل مع السوشيال ميديا أهمها : تبادل الخبرات ، حيث يمكن أن تستخدم هذه المواقع فى مشاركة الخبرات بين الأشخاص الذين تجمعهم نفس الاهتمامات.

 

والتعبير عن الرأى حيث يمكن للأشخاص التعبير عن الآراء وتبادلها عبر هذه الوسائل، ونشر حملات التوعية حيث يمكن الاستعانة بمنصات التواصل الاجتماعى فى نشر الحملات التوعوية الخاصة بتوعية أفراد المجتمع بالمشكلات والقضايا المختلفة فى كل المجالات والقضايا المجتمعية ، إلى جانب خلق فرص عمل حيث أصبحت هذه المنصات وسيلة ممتازة لتسويق السلع والخدمات، مما يساعد على تحقيق الربح وترويج المنتجات للأفراد والشركات ، لذا فهى تعتبر علاجا لمشكلة البطالة التى تعانى منها المجتمعات كما تتجه الشركات للبحث عن موظفين عبر هذه المواقع.