التمثيل بالوجه واليدين فقط أصعب شيء فى ضل راجل.. واستلهمته من مرض أمىلا أؤمن بالمنافسة.. لا أهتم بما يقدمه غ

الغياب,الشورى,الظهور,الدراما المصرية,رمضان,3 سنوات,الأولى,أحداث,شهر رمضان,الجمهور

رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة

نيرمين الفقى: البطولة المطلقة رزق ولا دخل لها بالموهبة

الشورى

التمثيل بالوجه واليدين فقط أصعب شيء فى "ضل راجل".. واستلهمته من مرض أمى

لا أؤمن بالمنافسة.. لا أهتم بما يقدمه غيرى.. و«هدى» و«شمس» أرهقتانى ولكننى نسيت التعب بنجاحهما

أقبل الدور الذى يعجبنى مهما كان عدد مشاهده وحجمه.. ويجب أن نقدم أعمالًا تليق ببلدنا

لا تظهر نرمين الفقى كثيرًا، ترفع شعار العمل الجيد، أو الامتناع عن التمثيل تمامًا، فهى نادرة فى ظهورها، وتفضل الغياب عن الساحة الفنية على تقديم أعمال بلا قيمة، أو لا تليق بتاريخها الطويل فى الدراما، فهى تملك مكانة خاصة لدى الجمهور، تغيب لفترات وتعود فى فترات أخرى، حتى زاد غيابها - بالنسبة إلى الجمهور - الحنين إليها، فشاعت الكتابات التى تتغزل فيها، وتطالبها بالظهور.. تغيب طويلًا، ولكن عندما تعود، تقدم أفضل ما تملك، العودة القوية تثبت أقدامها على الساحة، وتضيف للرصيد الفنى، ليس رصيدها وحده، إنما رصيد الدراما المصرية والنجوم البارزين حاليًا، فهى ليست وجهًا جميلًا أو مغريًا أو جذابًا فقط، إنما سند للكبار الجدد، الوجوه التى تحتلّ الشاشات مؤخرًا، من أول ياسر جلال حتى محمد إمام.   الغياب الطويل زادها بريقًا، وصنع نجوميتها ونجاحها، لتدخل نادى الكبار من بابه الضيق، تقدم أدوارًا متنوعة، فالحزن يليق بها، والدلال يليق بها أيضًا، وكذلك الأدوار الاجتماعية، التى تمثل علامات فارقة فى مسيرتها الفنية.  وفى رمضان الماضى، خطفت الأضواء بدوريها فى مسلسلى "ضل راجل" و"النمر" أمام النجمين ياسر جلال ومحمد عادل إمام، واحتلت المراكز الأولى فى التريند لأيام متتالية، وصنعت من الدورين نجاحًا جديدًا يليق بها.  "هدى" كتلة المشاعر والأحاسيس التى تندفع رغم ضعفها وقلة حيلتها، و"شمس" البارعة فى كل شيء.. بدءًا من تقديم الدور وحتى الاستحواذ على ما تريد، فصدّقها المشاهد، وأعجب بها، وهو ما دفعها إلى الحديث لـ"الشورى" عن الدورين الفارقين، واستعداداتها للموسم الدرامى المقبل. وإلى نصّ الحوار: لم يكن التواجد بعمليْن فى موسم رمضانى واحد سهلًا، خاصة مع ممثلة تفضل تقديمَ عمل واحد فقط، وتقول نيرمين الفقى، إنها فكرت كثيرًا فى هذا الأمر، لكن شعرت ببعض القلق: "لم يصادفنى من قبل الظهور بعملين فى توقيت واحد، ولكننى وجدت العملين والدورين مختلفين تمامًا، ووجدتها فرصة لإطلاق ما بداخلى من طاقات كنت أشتاق لإطلاقها، ورتبت أوراقى ومواعيد التصوير والحمد لله تمكنت من ذلك، لكننى بالطبع، أصبت بتعب وإرهاق شديدين، وسعادتى بالعملين أنستنى التعب والإرهاق، اللذيْن واجهتهما خلال هذه الفترة". أما لماذا شاركت فى عملين، فهذه قصة أخرى: "وجود أدوار اقتنعت بها، لأن ذلك نادرًا ما يحدث، فمن الصعب التنازل عن البطولة فى عملين مهمين، والحمد لله كنت راضية جدًا وسعيدة باختيارى للعملين، فقد مرت على أوقات كثيرة لم أستطع فيها أن أتوصل إلى أدوار متميزة وكنت أفضل الابتعاد رغم عشقى للتمثيل". عملان كانا يسمحان لها بالمنافسة، لكن نيرمين الفقى لا تشغل نفسها بها، وتؤكد: "لا أهتم بغيرى، وأتمنى الخير والنجاح للجميع، وأركز فى عملى فقط، وأضع فى اعتبارى دائمًا أن المنافسة الجيدة تفيد كل الفنانين وتصب فى مصلحة المشاهد، فهو الذى يختار العمل الذى يحبه أو النجم الذى يستهويه، ليضع أولوياته فى المشاهدة. وهل كانت ردود الأفعال مرضية؟.. توضح نيرمين الفقى أن "سعادتى لا توصف بالتواجد ضمن الكبار فى دراما رمضان، فهذا التواجد يليق بمكانتى ومشوارى الفنى الذى أحرص دائما على الحفاظ عليه، والحمد لله النجاح الذى تحقق للعملين ودورى فيهما عوضنى عن غياب فترة طويلة تصل إلى 10 سنوات عن التواجد القوى بعمل فنى فى شهر رمضان الكريم، خاصة أننى طوال مسيرتى الفنية كانت أعمالى تعرض فى الشهر الكريم بداية من (رد قلبى) عام 1998 وحتى (جبل الحلال) مع الراحل محمود عبدالعزيز، فهو الشهر الذى يطمح كل فنان للظهور فيه من خلال عمل فنى". وعن تأثير اعتذاراتها الفنية الكثيرة، قالت: "هذا ليس عيبًا فى طبيعة الأعمال التى أتلقاها أو حتى الأدوار، فقد تكون جيدة ولكننى أضع نفسى فى مكانة لن أتنازل عنها حتى لو كلفنى الأمر الجلوس فى البيت دون عمل، والحمد لله يعوضنى بعد الغياب لأننى لا أرى نفسى إلا فى العمل الذى أصدقه وأحترمه وأقتنع بتواجدى به".

تملك نيرمين الفقى مقاييس خاصة للتواجد بالأعمال الفنية من عدمه، ليس من بينها عدد المشاهد أو حجم الدور، فالمهم أن يكون الدور مهمًا ومؤثرًا وجديدًا، وتضيف: "لا أقيس دورى فى أى عمل فنى بعدد المشاهد أبدًا ولا بحجم وجودى فى أحداثه، ولكن المهم عندى هو تأثير هذا الدور وأهميته وماذا يقول والهدف منه، كل هذه التساؤلات أسألها لنفسى وإذا وجدت العمل محوريا وله أهمية أقبله مهما كان عدد مشاهده، فالتمثيل لا يقاس بالكم، فمن الممكن أن يكون مشهدا صامتا يؤدى بصدق يكون تأثيره أقوى من دور بمساحة كبيرة". لكن.. لا تبحث عن البطولة المطلقة، تعتبرها رزقًا لا دخل لها فى وجوده من عدمه، ولا دخل للموهبة أيضًا، وترى أنه "مهما كانت العوامل المساعدة للفنان فإنه لن ينجح إلا إذا كان يستحق هذا بموهبته ولا يعنى النجاح البطولة المطلقة". تشاع أحيانًا أقاويل حول خلافات ومشكلات بشأن "ترتيب الأسماء على التيترات"، وأن بعض الفنانين لهم شروط وطلبات محددة، وتاريخها الفنى يسمح بأن تطلب وتشترط، لكن، وفق نيرمين الفقى، "لا تشغلنى مثل هذه التفاصيل، لأننى أفكر فى أدائى فقط، ولكننى بالطبع أحب عندما يوضع اسمى على تتر مسلسل أو ملصق ترويجى لأى عمل أن يكون مرئيًا بشكل واضح، ولا يمر مرور الكرام، وهو أمر لا أتحدث فيه لأن العبرة بالمضمون". والأعمال التى تفضلها هى "الأعمال ذات المضمون والهدف والبعيدة عن الابتذال والاستخفاف لأن الفن سيظل واجهة للمجتمع، ويجب أن نقدم أعمالا تليق ببلدنا، وأرى أننا كفنانين لدينا مسئولية كبيرة تجاه جمهورنا". وعن تصنيفها كممثلة تليفزيونية، قالت: "لا أرى ذلك فرغم عشقى للدراما التليفزيونية ونجاحى فيها فإن فكرة التصنيف ظالمة، لأننى أحب السينما وأعشق العمل بها ولكننى غير محظوظة سينمائيا وهذا لا يعنى أن يتم تصنيفى بأننى ممثلة تليفزيونية". وكان دور "هدى" فى "ضل راجل" أكبر مثال على ذلك.. سيدة قعيدة على كرسى متحرك استدعت من "نيرمين" مجهودًا كبيرًا: "استلهمت الشخصية مما عايشته مع أمى فى آخر 3 سنوات قبل وفاتها، حيث إننى كنت أرعاها رعاية كاملة وشاهدت صراعها مع المرض، وكيف أن اليأس من الشفاء أدخلها فى نوبة اكتئاب رفضت معه الحركة لتظل حبيسة الكرسى، وهو ما استعنت به حتى فى أسلوب بكائها وكيف كانت دموعها تنهمر بغزارة ليعبر عما بداخلها من إحباط ومعاناة".

وتشعر نيرمين الفقى بالرضا التام والسعادة بمشاركتها فى مسلسلى «النمر» و«ضل راجل»: كنت حريصة على تقديم ما يظهر قدراتى التمثيلية ويجعل المشاهد يحكم على كممثلة، دون النظر لأى اعتبارات أخرى سابقة تصنف فيها على أساس الملامح أو الفئة العمرية أو الطبقة الاجتماعية التى ننتمى إليها، ووجدت أن الشخصيتين تستحقان التعب والمغامرة لأن الدورين يحملان نوعًا من الاختلاف فى الشكل والمضمون وطبيعة التمثيل تجعلك ترفض الاعتذار عنهما، حيث إننى تخليت فيهما عن دور الأنثى ذات الإطلالة الجميلة التى قد يعتادها منى الجمهور، لأننى فى حالة أكون أو لا أكون أمام جمهور واعٍ يتقبل ويرفض ويفرق جيدًا بين الممثل الموهوب والمجتهد والضعيف، وفى البداية عرض علىّ دور «شمس» فى «النمر» مع محمد إمام، وبعدها بيوم تلقيت عرضًا لدور «هدى» فى «ضل راجل» مع ياسر جلال وأعتبرهما أجمل هدية جاءتنى خلال الشهر الكريم أن أكون بطلة عملين مع نجمين كبيرين. ورغم ذلك، لا تستطيع المفاضلة بين العملين، لأنه "على مدار مشوارى الفنى الذى يتعدى الـ23 عامًا لم أجسد فيه شخصية مثل «شمس» فى «النمر»، ولم يخطر ببالى أو أتخيل أن أطل على الجمهور بها، لأنه دور استهوانى جدًا واستحوذ على عقلى فهو بمثابة تغيير جلد لتقديم شخصية مغايرة تمامًا عن الصورة الذهنية المأخوذة عنى كفنانة لدى الجمهور، فضلًا عن حبى للشخصية واستمتاعى بها خلال الكواليس والتعايش معها". وفى «ضل راجل» ما أن أمسكت نيرمين الفقى بالسيناريو وقرأته أجرت أول اتصال بمؤلفه أحمد عبدالفتاح، وأعربت له عن مدى إعجابها بالحبكة الدرامية التى صاغها وكيف أنها أثرت فى موقفها بمجرد القراءة، وكيف أنها ستكون عبئًا كبيرًا عند تشخيصها أمام الكاميرا، رغم أنها ظهرت فى دور الزوجة من قبل، لكن المشكلة هنا أنها تعانى العجز: "هذا جديد علىّ أيضًا فشخصية هدى فى (ضل راجل) زوجة قعيدة لا تتحرك مغلوبة على أمرها بسبب ما واجهته، خلال أحداث العمل، وهو ما يجعل بداخلها وجعًا يفوق طاقة البشر على تحمله، وهو ما يجعل التمثيل قاصرًا على الوجه واليدين فقط وهو أمر ليس سهلًا ويصعّب المهمة، لأن الحركة جزء من أداء الممثل، لدرجة أننى بسبب فترة جلوسى على الكرسى المتحرك لساعات طويلة أثناء التصوير نسيت أن لدى قدمين أستطيع التحرك بهما، وأكتفى بالتحرك بالكرسى، وهو أمر سبب لى اكتئابًا لفترة طويلة بسبب اندماجى، ولكن النجاح ينسى أى تعب أو اكتئاب".