"رأس الأفعى ".. معلومات مثيرة عن أبوعبيدة العنابي الزعيم الجديد لتنظيم القاعدة بالمغرب

أبوعبيدة العنابي
أبوعبيدة العنابي

سجل دموي وتمويل  قطري .. شارك الإرهابي أبو عبيدة العنابي في تنفيذ عدة عمليات إرهابية دموية بالجزائر 


أعلن تنظيم القاعدة الأرهابي في بلاد المغرب، تعيين زعيم جديد، عقب مقتل السابق عبدالمالك درودكال منذ 5 أشهر.
وففقا لموقع «سايت» المختص برصد المتشددين على الإنترنت، ومقره في الولايات المتحدة، إن درودكال قُتل على يد الجيش الفرنسي في يونيو، أن القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، عرض جثة زعيمها السابق لأول مرة في مقطع مصور.

التنظم الإرهابي، قال إنه بعد موت دروكدال تم اختيار الجزائري؛ الشيخ مجاهد يزيد مبارك، المعروف باسم أبوعبيدة يوسف العنابي، خلفا له.
والإرهابي "أبوعبيدة" يرأس أيضا ما يسمى بـ"مجلس الأعيان"، وهو بمثابة "لجنة توجيهية" للتنظيم الإرهابي الذي بات ينشط في منطقة الساحل، ونفذ عدة عمليات إرهابية ضد الجيش المالي والمدنيين في شمالي البلاد.
وجاء الإعلان عن تعيين زعيم لتنظيم القاعدة بالتوازي مع نشره رسالة أكد فيها "إعدام سيدة من أصول سويسرية" كانت محتجزة لدى التنظيم الإرهابي بمنطقة كيدال شمالي مالي، تدعى بياتريس ستوكلي.

وكان التنظيم بث في 16 يونيوشريط فيديو صوره في مايو ، وكان يعتبر دليلا على أن الرهينة السويسرية التي اختطفها في مالي في يناير، بياتريس ستوكلي، والمحتجزة لديه لا تزال على قيد الحياة.
ونشر المركز الأمريكي لرصد المواقع المتطرفة على الإنترنت "سايت" رابطا لشريط الفيديو الذي بث أيضا على موقعي "تويتر" و"تلغرام"، وفي هذا الشريط ومدته دقيقتان و50 ثانية، تظهر امرأة محجبة شقراء تتكلم الفرنسية بصوت خافت، وتعرف عن نفسها باسم بياتريس ستوكلي. 

فمن هو الإرهابي "أبوعبيدة العنابي"؟

_أبوعبيدة يوسف العنابي، واحد من أكثر الإرهابيين دموية في منطقة المغرب العربي والساحل، واسمه الحقيقي مبارك يزيد ويكنى بـ"أبوعبيدة يوسف العنابي"، وهو واحد من مؤسسي التنظيم الإرهابي "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" بالجزائر عام 2004 مع الإرهابي عبدالمالك درودكال، والتي ارتكبت عدة عمليات إرهابية ضد مدنيين وقوى الأمن خصوصاً بالمناطق الشرقية من الجزائر.
_في نوفمبر 2009، نجى الإرهابي أبوعبيدة العنابي من الموت بعد أن تمكن الجيش الجزائري من إصابته بجروح بليغة إثر كمين عسكري بمنطقة "امسوحان" التابعة لمحافظة لولاية تيزيوزو شرقي البلاد، وهي العملية التي قضى فيها الجيش الجزائري على 3 إرهابيين من قادة التنظيم.
_والتحق أبوعبيدة بالجماعات الإرهابية كان قبل ذلك بأكثر من 10 سنوات، إذ كان واحداً من الإرهابيين الذي تلقوا تدريبهم في أفغانستان أوائل التسعينيات، قبل أن يلتحق بما كان يسمى "الجيش الإرهابي للإنقاذ" بالجزائر عام 1993 مع الإرهابي درودكال، والذي كان يمثل الجناح العسكري للجبهة الإرهابية للإنقاذ الإخوانية المحظورة.

_كان الإرهابي "العنابي" الذراع الأيمن، للزعيم السابق للتنظيم الإرهابي درودكال، وبعد مبايعته لتنظيم القاعدة الإرهابي في 24 يناير الثاني عام 2007، تغير اسم التنظيم إلى "تنظيم القاعدة في بلاد المغرب"، والذي كان ينشط في المرتفعات الجبلية الوسطى والشرقية في الجزائر.
ونتيجة للضربات الموجعة التي تلقاها التنظيم الإرهابي من قبل الجيش الجزائري، وتمكن خلالها من قتل واعتقال عدد كبير من أمرائه وقيادييه، تمكن الإرهابي أبوعبيدة يوسف العنابي من الفرار من الجزائر عبر تونس ثم إلى مالي، ليتحلق بالجماعات الإرهابية الناشطة في منطقة الساحل.
_وفي فبراير 2017 أصدر القضاء الجزائري حكماً بالإعدام غيابياً على الإرهابي عبد المالك درودكال المكنى بـ"أبو مصعب عبد الودود" مع 24 إرهابياً يتواجدون في حالة فرار خارج الجزائر بينهم الزعيم الجديد لتنظيم القاعدة مبارك يزيد، وصدرت بحقهم مذكرات اعتقال دولية، حيث تعتبرهم الجزائر "رؤوس الإرهاب في الجزائر ومنطقة الساحل".

سجل دموي وتمويل  قطري

شارك الإرهابي أبو عبيدة العنابي في تنفيذ عدة عمليات إرهابية دموية بالجزائر، كان من أبرزها استهداف محيط قصر الحكومة ومركزين للشرطة وآخر للدرك بمنطقة باب الزوار بالعاصمة الجزائرية في 2007، ونجم عن الهجمات الإرهابية مقتل 30 شخصاً وإصابة أكثر من 220 آخرين.

وكذلك محاولة اغتيال الرئيس الجزائري السابق عبدالعزيز بوتفليقة عام 2007، بعملية انتحارية استهدفت حشداً شعبياً كان في انتظاره بوسط محافظة باتنة (شرق) أسفرت عن مقتل 20 شخصاً وجرح 107 آخرين.

أما أكبر وأخطر عملية إرهابية نفذها تنظيم "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" بتخطيط من الإرهابي أبو عبيدة يوسف العنابي، كانت الهجوم على المنشأة الغازية "تيقنتورين" الواقعة بمنطقة "عين أميناس" جنوبي الجزائر

_وفي 10 سبتمبر 2015، أدرجت وزارة الخارجية الأمريكية الإرهابي أبو عبيدة يوسف العنابي على قائمتها السوداء للإرهاب، ووصفته بـ"الإرهابي العالمي المصنف في شكل خاص".
_وبعد عام من ذلك، أدرجته الأمم المتحدة على لوائح الإرهابي في 29 فبراير 2016 لارتباطه بتنظيم القاعدة الإرهابي، ومشاركته في تمويل أعمال وأنشطة ما يعرف بـ"تنظيم القاعدة في بلاد المغرب" والتخطيط لها أو تيسير القيام بها أو ارتكابها والمشاركة فيها.
_وكان الإرهابي أبو عبيدة العنابي واحدا من المؤسسين للتنظيم الإرهابي "نصرة الإسلام والمسلمين" في شمال مالي، وهو التنظيم الذي ضم الجماعات الإرهابية المرتبطة بتنظيم القاعدة الأم في المغرب العربي والساحل.

وهي العملية التي نفذها 32 إرهابياً دخلوا إلى الجزائر عبر الأراضي الليبية، ومولتها قطر بـ10 ملايين دولار، حيث رفضت الجزائر التفاوض مع الإرهابيين، قبل أن تقتحم قوة خاصة المنشأة الغازية وتتمكن من تحرير الرهائن الذين فاق عددهم 600 شخص، وتقضي على المجموعة الإرهابية، فيما قتل 23 رهينة خلال العملية.

_وتحدثت عدة مصادر إعلامية غربية عن وجود خلاف بين الإرهابيين العنابي ودرودكال نتيجة ما قالت "تهميش مجلس الأعيان" الذي يقوده العنابي، فيما أشارت مصادر أخرى إلى معارضة الأخير لنهج درودكال.
وعاد ظهور اسم الإرهابي مبارك يزيد عبر وسائل الإعلام العالمية، بالتزامن مع الحراك الشعبي بالجزائر في فبراير/شباط 2019 الذي خرج مطالباً برحيل نظام عبدالعزيز بوتفليقة.

حيث سعى الإرهابي لاستغلال الأوضاع السياسية واستقطاب الحراك لصالحه بهدف تجنيد عناصر جديدة في تنظيمه الإرهابي، بعد الضربات العميقة التي تلقاها في العقد الأخير، وشلت نشاطه على الأراضي الجزائرية.
وزعم الإرهابي في تسجيلاته الصوتية التي كان يبثها للتأثير على المتظاهرين بأنه "يحارب النظام الجزائري مثل المتظاهرين"، معتبرا أن نظام الجزائر "عدو مشترك بينهما".

وزعم الإرهابي أبو عبيدة العنابي بأن المظاهرات الشعبية في الجزائر والسودان "خطوة للخلاص من الحكم الجبري" على حد زعمه.
ورغم سعيه لتقديم خطاب "أقل تطرفاً" لكسب المتظاهرين الغاضبين من نظام بوتفليقة، إلا أن الجيش الجزائري كشف عن إحباطه عمليات إرهابية كانت تستهدف المتظاهرين من قبل تنظيم القاعدة الإرهابي في 2019، كان يحضر لها الإرهابي "العنابي".
_وتمكن الجيش الجزائري من اعتقال 5 إرهابيين خططوا لتنفيذ عمليات إرهابية باستعمال عبوات ناسفة ضد المتظاهرين في عدد من محافظات البلاد في أغسطس 2019، كانوا على تواصل مع الإرهابيين عبد المالك درودكال ومبارك يزيد.
وفي 2019، أكدت دراسة بريطانية أن تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب" سعى لـ"الاستفادة من الحراك الشعبي بالجزائر".
_ونشر المعهد الملكي البريطاني للشؤون الدولية "تشاتام هاوس" دراسة في أغسطس 2019، عن استراتيجية التنظيم الإرهابي، كشف فيها عن تكتيك جديد للتنظيم الإرهابي، يعتمد على "الرسائل اللطيفة".
وذكرت الدراسة أن التنظيم الإرهابي عمل على توجيه رسائل من هذا النوع للشعب الجزائري خصوصاً المتظاهرين منهم، حرص فيها على تجنب استعمال عبارات إرهابية بينها "الكفار" و"المرتدون".

وأكدت الدراسة أيضا على أن هدف ذلك النوع من الرسائل كان محاولة "التسلل داخل صفوف المتظاهرين، والاستمرار في بناء نفسه لكن بهدوء وصمت"، بعد فشل استراتيجيته القديمة التي اعتمدت على تنفيذ العمليات الإرهابية بشكل مباشر.

تم نسخ الرابط