جريدة الشورى,اخبار مصر,اخبار مصرية,اخبار الرياضة,اخبار الفن,اخبار الحوادث,اخبار الصحة,مراة ومنوعات,حظك اليوم,اخبار الاقتصاد,رياضة,عملات,بنوك,الرئاسة

رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة

خالد الطوخى يكتب : « أيقونة التاريخ » إعادة الاعتبار لقطاع السياحة والآثار

خالد الطوخى - صورة أرشفية  الشورى
خالد الطوخى - صورة أرشفية


افتتاح ٣ متاحف أثرية متنوعة بشرم الشيخ وكفر الشيخ والقاهرة فى «يوم سياحى استثنائى» .

حينما يتم افتتاح ٣ متاحف أثرية فى مناطق مختلفة على أرض مصر  فى يوم واحد فإن هذا يعنى أننا نعيش بالفعل طفرة كبيرة فى قطاع السياحة والآثار ، هذا القطاع الذى تعرض لهزة عنيفة فى أعقاب ثورة يناير ٢٠١١ فبعد أن كانت السياحة تمثل أحد أهم وأبرز مصادر الدخل القومى تحولت فى عدة سنوات إلى ما يشبه الكابوس على قطاعات كبيرة فى المجتمع.

لذا فإن ما يدعو للتفاؤل أن هذه الافتتاحات تشير إلى أن هناك بقعة ضوء بدأت تلوح فى الأفق خاصة أن هذه الافتتاحات التى تزامنت مع افتتاح السيد الرئيس عدة مشروعات مؤخراً فى احتفالية أقيمت بمدينة شرم الشيخ مما دفع وزير السياحة والآثار الدكتور خالد العنانى إلى أن يطلق على هذا اليوم بأنه «يوم سياحى استثنائى»، وهذا أمر طبيعى فالسياحة والآثار وجهان لعملة واحدة وهى الجانب الحضارى الذى يميز مصر عن سائر بلاد العالم.

 

حينما يتم افتتاح ٣ متاحف أثرية فى مناطق مختلفة على أرض مصر  فى يوم واحد فإن هذا يعنى أننا نعيش بالفعل طفرة كبيرة فى قطاع السياحة والآثار ، هذا القطاع الذى تعرض لهزة عنيفة فى أعقاب ثورة يناير ٢٠١١ فبعد أن كانت السياحة تمثل أحد أهم وأبرز مصادر الدخل القومى تحولت فى عدة سنوات إلى ما يشبه الكابوس على قطاعات كبيرة فى المجتمع.

لذا فإن ما يدعو للتفاؤل أن هذه الافتتاحات تشير إلى أن هناك بقعة ضوء بدأت تلوح فى الأفق خاصة أن هذه الافتتاحات التى تزامنت مع افتتاح السيد الرئيس عدة مشروعات مؤخراً فى احتفالية أقيمت بمدينة شرم الشيخ مما دفع وزير السياحة والآثار الدكتور خالد العنانى إلى أن يطلق على هذا اليوم بأنه «يوم سياحى استثنائى»، وهذا أمر طبيعى فالسياحة والآثار وجهان لعملة واحدة وهى الجانب الحضارى الذى يميز مصر عن سائر بلاد العالم.

 

 فالمتحف الأول الذى افتتحه السيد الرئيس هو متحف شرم الشيخ الذى يضم آثاراً تجسد عظمة الحضارة المصرية القديمة، كما افتتح الرئيس أيضا عبر الفيديو كونفرانس متحف "المركبات الملكية" الذى يعد رابع متحف من نوعه عالميا لما يحتويه من قطع أثرية متخصصة فى المركبات الملكية، إلى جانب افتتاح متحف كفر الشيخ بعد الانتهاء من عملية تطويرهما وتحديثهما.

وهذه المتاحف الثلاثة تعد إضافة حقيقية لما تمتلكه مصر من متاحف متخصصة فى كافة قطاعات الآثار، فقد استقبل متحف شرم الشيخ حتى الآن قرابة 6062 قطعة أثرية، وهى القطع التى سيتم توزيع عرضها سواء داخل فتارين العرض أو حرة خارجها، على ثلاث قاعات هى القاعة الكبرى، والممر الحتحورى، ومنطقة المقبرة.

وكان آخر القطع التى استلمها المتحف 10 قطع أثرية بصفة مؤقتة فى متحف شرم الشيخ، من معرض الملك توت عنخ آمون العائد من الخارج، بعد أن حقق نجاحًا كبيرًا  فى محطاته بالخارج، التى بدأت عام 2018، زار خلالها مدينة لوس أنجلوس بالولايات المتحدة الأمريكية والعاصمة الفرنسية باريس والبريطانية لندن.

وتتجلى أهمية وقيمة افتتاح 3 متاحف مهمة فى توقيت واحد فى أن هذه المتاحف وعلى الرغم من أهميتها وقيمتها الحضارية فإنه كان قد توقف العمل بها فى عام 2011، لذا يعد يوم افتتاحها الآن بمثابة يوم سياحى حضارى ثقافى استثنائى خاصة أن تكلفة تطوير وتحديث هذه المتاحف الثلاثة اقتربت من المليار جنيه.

فمتحف شرم الشيخ حلم بدأ عام 2003 وتم توقف العمل به فى عام 2011، وبعد ذلك تم استئناف العمل حتى تم الانتهاء منه ويوفر للسائح تجربة خاصة فى السياحة من ناحية، ومشاهدة الآثار المصرية من ناحية أخرى، ويوجد به ممر ملكى ضخم ويبرز أهم التماثيل الموجودة فى الحضارة المصرية القديمة، مستعرضا المحتويات الأثرية التى يحتوى عليها هذا المتحف الجديد.

أما متحف كفر الشيخ فقد توقف عن العمل فى عام 2010 وتم استئناف العمل فيه حتى تم الانتهاء منه، نفس الشيء تعرض له متحف المركبات الملكية فقد توقف هو الآخر وتم ترميم المبنى وإعادة بنائه.

وهنا فإننى أرى أن افتتاح المتاحف الثلاثة الأثرية يؤكد حرص الدولة على توفير بنية أساسية سياحية متنوعة فى مختلف المحافظات، واستحداث نقاط جذب تناسب مختلف متطلبات السائحين.. فمتحف المركبات الملكية الواقع فى بولاق أبو العلا يعد من أندر المتاحف، فهو الرابع من نوعه على مستوى العالم بعد متاحف روسيا وإنجلترا والنمسا، حيث تم إنشاؤه فى عهد الخديوى إسماعيل ويضم مقتنيات ترجع لفترة حكم أسرة محمد على باشا فى مصر، وبدأ ترميمه عام 2001 ثم توقفت حتى 2017. 

كما يضم المتحف 5 قاعات: الانتيكخانة، الاستقبال، الجمالون – الموكب، المناسبات الملكية، والحصان. ووضعت به بطاقات بطريقة برايل ومسارات لذوى القدرات الخاصة بالمتحف.

أما متحف كفر الشيخ فمن ضمن المشاريع القومية التى وضعتها الدولة المصرية على خريطة الافتتاحات الأثرية، حيث يضم مجموعة كبيرة من الكنوز المصرية القديمة فهو يقع بجوار جامعة كفر الشيخ تبلغ مساحته 6 الآف و700 متر مربع، بلغت تكلفته 63 مليون جنيه، وبدأ تطويره عام 2004 ثم توقف فى 2011 لضعف الموارد المالية وقد تم استئناف أعمال التطوير والتحديث فى عام 2018، ويضم 1200 قطعة أثرية تعرض لأول مرة، ويضم 3 قاعات: الرئيسية، بوتو، العرض الدورى، ويضم قاعات للعرض المتحفى والتهيئة المرئية والتربية المتحفية والندوات ويحتوى على قطع أثرية فريدة لعصور ما قبل الأسرات واليونانى والرومانى والمسيحى والإسلامى والحديث والمعاصر.

ويدور سيناريو العرض المتحفى له حول موضوع رئيسى هو أسطورة إيزيس وأوزوريس والصراع بين حورس وست، ويسلط المتحف الضوء على التاريخ الفرعونى وحتى مسار رحلة العائلة المقدسة.

أعتقد أننا ما يجب أن نمر أمام هذا الحدث المهم مرور الكرام وألا نتعامل معه باعتباره شيئاً طبيعياً ، فما جرى مؤخراً من افتتاحات مهمة فى هذا القطاع يجعلنا على يقين من أن الدولة التى تنهض فى مختلف المجالات تضع نصب عينيها قيمة وأهمية العناصر التى تمثل الروافد الأساسية للدخل القومى فالكل يعلم ويعى جيداً أن السياحة والآثار من الأعمدة الأساسية فى هذا الشأن فضلاً عن ذلك فإن ما جرى من افتتاحات للمتاحف الثلاثة يشير إلى أن هناك بالفعل إصرارا وعزيمة قوية على تصويب الوضع المغلوط الذى عاشه قطاع السياحة والآثار لعدة سنوات فلا يمكن بأى حال من الأحوال أن نتناسى تلك الآثار السلبية التى عانى منها العاملون فى قطاع السياحة والآثار خلال فترات الركود التى تعرض لها هذا القطاع حتى قبل ظهور فيروس كورونا فقد عاش العاملون فى قطاع السياحة والآثار عدة سنوات يعانون من ضعف الموارد وقلة الدخل بسبب «ضرب السياحة» خلال فترات الانفلات الأمنى وانتشار العنف الذى ترتب على عدم استقرار الدولة فى أعقاب ثورة ٢٥ يناير ٢٠١١.

وأعتقد أن السعى من جانب الدولة الآن لعودة النشاط لهذا القطاع مجدداً ليس بالأمر الصعب ولا المستحيل خاصة أن مصر تمتلك من المقومات ما يجعلها مقصدا سياحيا فريداً وقادراً على جذب السائحين طوال العام، حيث تتعدد مقومات الجذب السياحى فى مصر الطبيعية والثقافية لتكون بذلك إحدى الدول السياحية الرئيسية فى العالم ولا شك أن وضع مصر السياحى الحالى أقل مما تحتويه من إمكانيات سياحية هائلة تؤهلها لأن تكون من أولى الدول المستقبلة للسياحة.

وحينما ندقق النظر فى هذا الأمر ندرك أن مصر قد شهدت فى أواخر القرن العشرين نموًا كبيرًا على مستوى عوامل جذب السياح وأعداد السائحين والليالى السياحية وعلى مستوى إضافة مناطق سياحية جديدة فى مصر، ففى هذه الفترة أخذت مصر خطوات كبيرة نحو تشجيع السياحة الشاطئية وبالتحديد فى منطقة البحر الأحمر وجنوب سيناء بما جعل هذا النمط السياحى يتفوق فى نسبته على نسبة السياحة الثقافية التى لطالما اشتهرت بها مصر لعقود طويلة بحكم ثرائها فى الآثار.

ولقد كان من المتوقع أن تستمر السياحة المصرية فى هذا التصاعد فى العقد الثانى من القرن الواحد والعشرين إلا أن أحداث 25 يناير 2011 أوقفت هذا الاتجاه التصاعدى وبدأت الانكماشات فى كل من أرقام الحركة سواء ما تعلق منها بأعداد السائحين أو الليالى السياحية أو الإيرادات نتيجة عدم الاستقرار الأمنى.. لذا فإنه حتى يتم تصحيح هذا المسار يجب الاهتمام بجوانب عدة فى مقدمتها تطوير المقاصد السياحية والأثرية الموجودة لاستيعاب أعداد أكثر ولتقديم خدمة أفضل إلى جانب استحداث مقاصد سياحية وأثرية جديدة قادرة على جذب حركة أكبر واستيعاب أكبر.