◄ الاعتماد على طلاب الجامعات فى الأنشطة الاجتماعية والإنسانية "ضرورى".. وتحفيز العمل الخيرى "أولوية قصوى"

جريدة الشورى,اخبار مصر,اخبار مصرية,اخبار الرياضة,اخبار الفن,اخبار الحوادث,اخبار الصحة,مراة ومنوعات,حظك اليوم,اخبار الاقتصاد,رياضة,عملات,بنوك,الرئاسة

الثلاثاء 23 أبريل 2024 - 13:22
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة

خالد الطوخى يكتب : «رؤية للمستقبل » ثقافة التطوع.. المدفعية الثقيلة فى معركة التنمية

خالد الطوخى - صورة أرشفية  الشورى
خالد الطوخى - صورة أرشفية


الاعتماد على طلاب الجامعات فى الأنشطة الاجتماعية والإنسانية "ضرورى".. وتحفيز العمل الخيرى "أولوية قصوى".

مع اقتراب موعد بدء العام الدراسى الجديد فى الجامعات والمعاهد التعليمية هناك عدة أشياء يجب الانتباه إليها ووضعها فى موضع الاعتبار من الآن.. أبرزها على الإطلاق أن المناخ العام الذى يحيط بالعملية التعليمية لم يعد كما كان من قبل وأن مفردات الحياة داخل الجامعة تغيرت بالكامل وعلى وجه الخصوص من حيث الاعتماد وبشكل كبير على التكنولوجيا الحديثة والمتطورة فى كافة المجالات داخل المؤسسات التعليمية وهو الأمر الذى ظهر بوضوح فى ظل تداعيات أزمة فيروس كورونا التى غيرت وجه الحياة بالكامل ليس بداخل المؤسسات التعليمية فقط بل فى جميع مجالات الحياة .

والحق يقال فإنه لو لم تكن ظهرت أزمة كورونا التى أفرزت هذا النوع من التعليم عن بعد فإننا كنا سندخل وبكل قوة هذا المجال الحيوى إن عاجلاً أو آجلاً خاصة فى ظل التوجه العام نحو تطوير العملية التعليمية بما يواكب العصر الحديث وبما يحقق النقلة النوعية المنشودة وذلك بالاعتماد على شبكات الإنترنت فى التواصل داخل الجامعات وبين الطلاب وأساتذتهم وحتى داخل العمل الإدارى بالجامعة وهو ما يعرف بالجامعات الذكية.

فقد كان من المستهدف اقتحام هذا المجال بأسرع ما يمكن وهو ما تم التأكيد عليه فى أكثر من مناسبة بأن المستقبل القريب ينتظر نشر ثقافة التعليم (أون لاين) واستخدام التطبيقات الذكية فى التواصل بين الجامعة والطلاب وبين الطلاب وأساتذتهم عن طريق الملفات التفاعلية مما ينعكس وبشكل كبير على مستوى العملية التعليمية بالكامل .

وبمناسبة الحديث عن التغيير الكبير الذى طرأ على أدوات ووسائل التواصل داخل الجامعات والمعاهد التعليمية فهناك مسألة أخرى تتطلب التركيز عليها مع بدء العام الدراسى الجديد وهى ضرورة نشر ثقافة التطوع والمشاركة المجتمعية بين الطلاب وذلك من خلال حثهم على المشاركة فى الأنشطة التى تقوم بها الجامعات فى إطار المسئولية الاجتماعية خلال العام الدراسى وعلى وجه الخصوص فى ظل تنامى فكرة العمل الخيرى والإنسانى التى كان لها عظيم الأثر فى مواجهة أزمة كورونا بشكل عملى وظاهر بوضوح على أرض الواقع.

فنشر ثقافة العمل الخيرى والإنسانى وتحفيز الطلاب على العمل التطوعى من شأنها خلق جيل جديد قادر على إحداث نقلة نوعية فى المستقبل فى مجالات خدمة المجتمع.. حيث يعتبر الشباب المحرك الرئيسى للعمل والإنجاز فى شتى المجتمعات الإنسانيّة وذلك لأن فئة الشباب هى التى تمتلك الحماس المطلوب، والاندفاع الضرورى، والتفكير المستنير، والطاقة البدنية العالية التى تمكنهم من القيام بالأعمال التى قد تعجز عنها فئات أُخرى عديدة، ومن هنا فقد ارتبطت أنواع معينة من الأعمال بهذه الفئة، ولعل أبرز هذه الأعمال الأنشطة التطوعية التى تتسم غالباً بالتنظيم، والتى تَهدف إلى تقديم إنجازات عديدة، ومتنوِعة، وخدمة المجتمع.

فلولا الشباب لما وجدت مثل هذه الأعمال ولما استمرت العديد من الأنشطة التى تقوم فى الأساس على فكرة التطوع والأعمال الخيرية والإنسانية، ومن هنا نجد هناك العديد من الفوائد التى تعود على المجتمع بشكل عام، وعلى الشباب بشكل خاص نتيجة لتواجد مثل هذه المبادرات.

ومن بين أبرز الفوائد التى تعود على  المجتمع نتيجة انتشار ثقافة الأعمال التطوعية بين الشباب هى سد بعض الاحتياجات الأساسية والاعتناء ببعض الفئات المهمشة التى قد لا تلقى العناية الكافية خاصةً فى المجتمعات الفقيرة، والمُساعدة فى حلِ بعض المشكلات المستعصية الّتى لا يصعب حلها إلا بتكاتف المجهودات، وعلى رأس هذه المشكلات المشكلات الاجتماعية والثقافية وغيرهما.

أما بالنسبة للشباب، فإن فوائد الأعمال التطوعية التى تعود عليهم كثيرة جدًا ومتنوعة ومن أبرز هذه الفوائد: بناء شخصية الشاب المتطوع، وإكسابه مهارات حياتية مختلفة، وصقل شخصيته، وتعريفه على مكامن قوّته، ومساعدته على تجاوز مشكلاته ونقاط ضعفه، وتعريفه بمشكلات المجتمع من حوله حتى لا يكون منفصلاً عنه، وملء أوقات الفراغ التى قد يؤدّى عدم استغلالها بالشكل الأمثل إلى ضياع جيل كامل، بسبب المغريات التى يتعرض لها بشكل يتسم بالدهاء والخبث من أجل جذب الشباب نحو الأعمال الهدامة والتخريبية.

وأعود إلى مسألة نشر ثقافة العمل التطوعى بين الشباب لنجد أنها تحتاج إلى مجهودات كبيرة يتم القيام بها داخل الجامعة على الرغم من أن نسبة إقبال الشباب على الأعمال التطوعية تزداد بشكل كبير، مما يتطلب استثمار انتشار وسائل التواصل الاجتماعى من أجل القيام بمخاطبة الشباب بلغتهم، كما يمكن أيضًا إدخال الأعمال التطوعية فى سائر المراحل الحياتية التى يمر بها الإنسان وخاصة فى فترتى المراهقة، والشباب، وجعلها مرتبطة بغاياتهم وأهدافهم التى يسعون إلى تحقيقها؛ فعلى سبيل المثال يمكن منح الشباب المتفوقين فى الأعمال التطوعية بعض التسهيلات عند التحاقهم بالمؤسّسات التعليمية المختلفة سواء كانت الجامعات أو المعاهد التعليمية حيث إنها تساعد على دفعهم نحو التميز فى مثل هذه الأعمال الضرورية لبناء مجتمعات قوية ومتماسكة.

وأعتقد أن وسائل الإعلام المختلفة عليها دور مهم فى تغيير نظرة المجتمع وخاصة الشباب نحو العمل التطوعى، بحيث يتم تشجيع الشباب على أن يكون مؤمنًا بأهدافه، وساعيًا لدعمه، وعاملًا على الارتقاء بغاياته السامية ولا يمارسه بغرض المباهاة وغيرها.

إلى جانب المطالبة بعدم تقييد الأعمال التطوعية، وحصرها فى مجال معين، حتى تكون مفتوحة وشاملة لجميع المجالات. والتأكيد على تعريف طلاب الجامعات بأهمية العمل التطوعى، وكيفية القيام به بطرق مدروسة ومنظمة.

كما أن هناك مسألة مهمة وهى أن العمل التطوعى يحتاج إلى دعم مادى ومعنوى، وآليات منظمة للعمل فيه، لأن بعض أنواع الأعمال التطوعية يتطلب التدريب والتثقيف والتأهيل للشباب قبل الانخراط فيها، وذلك من خلال وضع برامج وخطط عمل، ليقوم بتطبيقها كفاءات مزودة بالخبرة الكافية والتى تضمن أفضل النتائج