◄ نشر ثقافة الوعى يفضح "المخططات الإرهابية" ويبطل مفعول المنصات الإلكترونية المعادية. لم تعد الح

جريدة الشورى,اخبار مصر,اخبار مصرية,اخبار الرياضة,اخبار الفن,اخبار الحوادث,اخبار الصحة,مراة ومنوعات,حظك اليوم,اخبار الاقتصاد,رياضة,عملات,بنوك,الرئاسة

رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة

خالد الطوخى يكتب : «حرب العقول» «الوعى».. السلاح الأقوى فى مواجهة الشائعات والفوضى

خالد الطوخى - صورة أرشفية  الشورى
خالد الطوخى - صورة أرشفية


نشر ثقافة الوعى يفضح "المخططات الإرهابية" ويبطل مفعول المنصات الإلكترونية المعادية.

لم تعد الحروب والتحديات الحالية مجرد حروب تقليدية كما كانت من قبل يتم فيها استخدام الأسلحة القتالية كما عرفناها وظلت عالقة فى أذهاننا ، بل تطورت هذه  الحروب وتلك التحديات لتشكل عوالم أخرى بعيدة كل البعد عن فنون الحروب والقتال لتصبح حروبا من نوع مختلف تتخذ منصات التواصل الاجتماعى ساحة لها تصول وتجول من خلالها وتعتبر تلك المنصات المنتشرة عبر شبكة الإنترنت نقطة ارتكازها وقاعدة انطلاقها لتقتحم الدول وتضربها من الداخل بكل شراسة وجبروت ..

فنحن أمام حرب قذرة لا ترحم أحداً من ضحاياها حيث يتم خلالها استخدام كافة الأساليب المشروعة وغير المشروعة طالما تحقق لها أهدافها القذرة وهى ما تعرف بحروب الجيلين الرابع والخامس التى تحترفها اللجان الإلكترونية التابعة للدول المعادية لمصر والتى تستهدف فى المقام الأول الشعب الذى فى كثير من الأحيان لم يكن مسلحاً بالوعى الكافى الذى يؤهله لأن يكون قادراً على فضح تلك المخططات الإرهابية وإبطال مفعول ما تبثه تلك المنصات من سموم يتم صنعها بدقة فائقة وعلى يد خبراء فى التضليل والكذب والافتراء.

وهنا يتجلى أمامنا بوضوح تام أهمية أن يكون لدى الشعب الوعى الكافى للتصدى لهذه الحروب القذرة ، وحتى نضع النقاط فوق الحروف فإنه ينبغى علينا أن ندرك تماما وعن يقين أهمية وضرورة هذا الوعى الذى بدونه ينهار كل شيء .. فما هو الوعى وكيف يمكن أن نصنعه ونضعه حيز التنفيذ ؟

أولا: الوعى هو الحالة العقليّة التى يتم من خلالها إدراك الواقع والحقائق الّتى تجرى من حولنا، وذلك عن طريق اتّصال الإنسان مع المحيط الّذى يعيش فيه، واحتكاكه به ممّا سيسهم فى خلق حالة من الوعى لديه بكلّ الأمور التى تجرى وتحدث من حوله، وبالتالى سيصبح أكثر قدرةً على اتّخاذ القرارات التى تخص المجالات والقضايا المختلفة التى تطرأ له. والوعى أيضاً هو المكون الفكرى الذى ينضوى عليه عقل الإنسان، بالإضافة إلى وجهات النظر المختلفة التى يحتوى عليها هذا العقل والتى تتعلّق بالمفاهيم المختلفة التى تتعلق بالقضايا الحياتيّة والمعيشيّة.

وفى تقديرى الشخصى نحن فى أشد الحاجة إلى تكثيف مسألة ثقافة الوعى وأن تضطلع كل جهة بالدور المنوط بها فى هذا الاتجاه حتى نتمكن بالفعل من خلق حالة من الوعى والإدراك التام بخطورة الموقف وهو ما سوف يعيننا بكل تأكيد على التعايش مع هذا النوع من الحروب غير التقليدية وأيضا تقليل الآثار السلبية التى تترتب عنها.

فما هى ثقافة الوعى وكيف يمكن أن نجعل من " الوعى" أسلوب حياتنا خلال الفترة المقبلة وبالتالى فإننا بالوعى نكون قد تعايشنا مع ظروفنا الحالية فالوعى كما عرفه الخبراء فى هذا المجال هو عبارة عن الثقافة الخاصة بالفرد، والتى يتعامل من خلالها مع المجتمع، حيث يكتسب الشخص وعيه من الجينات الوراثية والخبرات الحياتية التى يمارسها، وبناء على ذلك فإننا نضع أيدينا على مسألة فى منتهى الأهمية تتعلق بكيفية نشر ثقافة الوعى بخطورة السوشيال ميديا دون أن يؤثر ذلك على مجالات الحياة باختلاف أنواعها وأشكالها .

وكيف لا يكون الأمر على هذا القدر من الأهمية والوعى فى حد ذاته يعد ركيزة من ركائز تقدم أى مجتمع وتطوره بل وله دوره الكبير والأساسى فى استقرار المجتمع ككل والنهوض به وتطوره حيث إنه كلما كان هذا المجتمع يتمتع بالوعى فإن ذلك يسهم وبشكل كبير فى الرفع من شأن أفراده كما يشكل الوعى خطوة مهمة فى تطوير الذات التى هى أساس الموضوع فكلما ارتقى الإنسان من ذاته يصبح أكثر قدرة على أن يكون واعيا بأهمية وخطورة ما يمر به المجتمع من حوله وبالتالى فإنه يتمكن من المواءمة والمعايشة مع أى مستجدات لم تكن فى الحسبان وبالتالى فإننا نكون أمام المواطن الواعى الذى يساهم فى بناء المجتمع وتطوره.

ويقول خبراء التربية وعلم النفس إن تطوير الوعى يبدأ من الذات أولاً وبالتحديد فى  مراقبة الإنسان لنفسه أى مراقبة أفكاره ومشاعره وسلوكه وثقافته وملاحظة تلك الأفكار التى تشعره إما بالسعادة أو بالحزن خاصة أن الإنسان من خلال مراقبته لنفسه سيصل إلى أن مشاعره معظمها وليدة أفكاره وأن سلوكه وليد أفكاره ومشاعره ولذلك فإن عملية التطوير الذاتى تبدأ من مراقبته الأفكار وأثرها على النفس ليرتقى باستبدال كل فكرة سلبية بفكرة إيجابية مناسبة حتى يملأ الإنسان عقله الواعى واللاواعى بأفكار وثقافة بناءة تزيح ما علق بذهنه من الماضى من أفكار كانت تعوق تطوره حتى يساعده ذلك فى نفس الوقت على التطور والارتقاء

ولعل دور المجتمع ككل  مهم جدا فى صناعة وعى معرفى وأيضا فى التوعية بأهمية أجهزة الذكاء الاصطناعى وتوضيح دور المؤسسات التى تعمل بها وتستخدمها.. وتبرز التحديات الأهم التى يجب العمل بها فى حال أردنا التصدى لحروب الشائعات وتلك التحديات تتمثل فى التثقيف والتوعية بمفردات التعامل مع هذا النوع من التكنولوجيا وذلك يمكن تحقيقه من خلال إضافة العلوم التكنولوجية وتضمينها فى مناهج الدراسة فى جميع المراحل التعليمية من المدرسة وحتى الجامعات والمعاهد لتتواءم مع معطيات العصر ومظاهره بما فى ذلك أجهزة الذكاء الاصطناعى وكافة وسائل الاقتصاد المعرفى أو التى جاءت تلبية لتداعياته، غير ذلك ما يسمى بالمحتوى المعرفى، الذى يرتبط بقضيتى توفير الكوادر والاستفادة من التعاون الدولى؛ ولأن إنتاج المعرفة يتم من خلال ثلاثة أنشطة هى البحث العلمى، التطوير التقنى، والابتكار؛ فإنه يتوجب مضاعفة أنشطتها فى جميع القطاعات، بشرط أن تتوافق مخرجاتها مع متطلبات العصر الحديث.

ويحتاج هذا الأمر إلى تكثيف الجهود الخاصة ببناء القدرات الضرورية لاستيعاب المعرفة والعمل على حضورها، وزيادة حجم موارد البحث والتطوير والابتكارات المادية والبشرية، والتوسع فى البحوث التطبيقية، وفى الابتكار والاهتمام بالمعارف؛ بعد هذا يمكن الحديث عن تحويل ثروة التعليم والتدريب والبحث والتطوير إلى معرفة، وسيكون ضروريا فى نفس الوقت أيضا تعزيز اهتمام المواطن بالمعرفة ومصادرها، وزيادة الوعى بأهمية العمل الجماعى وسيادة روح الفريق، إذ من دون ذلك سيكون من الصعب إنتاج المعرفـة الحديثة والوعى المطلوب من أجل مواجهة التحديات الراهنة فى شتى المجالات وعلى كافة الأصعدة.

مما سبق نكتشف أن الوعى شيء مهم فى مواجهة والتصدى للشائعات والحروب التى تتعرض لها الدولة بالكامل ولكن هذا الوعى لن يتم إلا بتكاتف الجميع وبالطبع فإن ثقافة الوعى تبدأ من البيت حيث تربية الأبناء على المفاهيم الصحيحة والتى من شأنها خلق مواطن يعى جيداً الفرق بين الحقائق والزيف وبالتالى لن يقع فريسة أى مغالطات قد تصادفه عبر السوشيال ميديا كما يأتى بعد ذلك دور رجال الدين فى دور العبادة المساجد والكنائس بما لهذا الجانب من تأثير مهم ومباشر فى تشكيل وجدان الناس أما المدرسة والجامعة فهى بكل تأكيد تأتى كمرحلة تالية لأنها تكمل ما بدأه البيت والأسرة ورجال الدين .