◄ المصافحة بالأيدى ستختفى فى ظل "التباعد الاجتماعى" على الرغم من الحديث عن اقتراب ظهور موجة جديدة

جريدة الشورى,اخبار مصر,اخبار مصرية,اخبار الرياضة,اخبار الفن,اخبار الحوادث,اخبار الصحة,مراة ومنوعات,حظك اليوم,اخبار الاقتصاد,رياضة,عملات,بنوك,الرئاسة

الثلاثاء 30 أبريل 2024 - 08:35
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة

خالد الطوخى يكتب : « ما بعد الوباء » حياتنا فى زمن ما بعد مرحلة كورونا

خالد الطوخى - صورة أرشفية  الشورى
خالد الطوخى - صورة أرشفية


المصافحة بالأيدى ستختفى فى ظل "التباعد الاجتماعى"

على الرغم من الحديث عن اقتراب ظهور موجة جديدة من فيروس كورونا المستجد وعلى الرغم من التحذيرات التى يتم إطلاقها لتجنب الإصابة بهذا الفيروس اللعين فإنه من المؤكد أننا سنتخلص منه وبشكل نهائى إن شاء الله حيث اقترب موعد الإعلان بشكل رسمى عن ظهور مصل فعال يقضى عليه ويضع نهاية له وهو ما يتطلب من الجميع التفكير وبشكل عاجل فى كيف سيكون شكل حياتنا فى مرحلة ما بعد كورونا فإن عاجلاً أو عاجلاً سنتخلص من هذا الكابوس

ولكن بكل تأكيد سوف يترك أثراً كبيراً فى شتى مجالات الحياة .. لدرجة أننا قد لا نتذكر متى كانت آخر مرة صافحنا فيها شخصاً وهو ما يجعلنى أتساءل الآن وبصوت مسموع: كيف ستغير كورونا تفاصيل كثيرة فى حياتنا؟ فلابد من أن نعترف بأن كثيراً من الأشياء التى نعرفها اليوم ستتغير وربما تختفى من حياتنا وتصبح مجرد ذكرى قد تختفى نهائياً من حياتنا بعد عدة سنوات..؟

وهنا أرصد بعض تلك الأشياء التى يمكن أن تتغير فى حياتنا بشكل عاجل ومنها أنه من المؤكد أننا سنجد اختراعاً جديداً يحل محل الأزرار  التى كنا نستخدمها ونضغط عليها خاصة فى الأماكن العامة حيث معظم الأجهزة الإلكترونية تعتمد فى المقام الأول على الأزرار خاصة عندما نطلب المصعد، أو حينما نقوم بعمليات شراء  عبر بطاقات الائتمان ونجرى معاملات الصراف الآلى فإننا فى هذه الحالات نحتاج للضغط على أزرار قد يكون لمسها العشرات قبلنا وبالتالى ستصبح بمثابة مصدر قلق وإزعاج لأنها أماكن خصبة لنقل العدوى والإصابة بالفيروسات حيث ثبت وبالدليل القاطع أنها كانت سببا أساسياً فى انتشار الإصابات بفيروس كورونا فى الأماكن العامة لذا فإننا سنحتاج فى المستقبل ابتكارات جديدة تلغى حاجتنا للمس الأشياء ونستبدلها بتقنيات أحدث تؤدى نفس الغرض دون أن يحدث لمس الأزرار التقليدية الحالية.

كما أنه ومن المؤكد أيضا أننا فى زمن  ما بعد كورونا سوف ينتهى التعامل عن طريق النقود الورقية والمعدنية الحالية فالدفع عبر الإنترنت، واستخدام المعاملات الرقمية التى يتعامل بها ويفضلها بعض الناس حرصاً على سلامتهم فإنها ستصبح بديلاً عن النقود التقليدية وسيتم تطبيقها على نطاق أوسع وبشكل يجعلها تصبح أسلوب حياة وليست مجرد تصرفات فردية من هذا أو ذاك بل ستصبح هى الطريقة الأساسية فى المعاملات المالية لتختفى من حياتنا النقود التى ثبت أيضاً أنها تنقل الإصابة بالفيروسات من شخص إلى آخر وبالتالى فهى تشكل خطراً على الصحة العامة.

أما التحية بالمصافحة والعناق المعتادة فسوف تصبح مجرد طقوس اجتماعية ستختفى تماماً فى المستقبل لتحل محلها ثقافة التحية عن بعد, فالسلام بالأنف أو الأحضان أو التقبيل أو المصافحة كما يحدث بين شعوب كثيرة فى جميع أنحاء العالم قد يصبح من تراث 2019، وقد يتوصل البشر إلى مجموعة تحيات عالمية بعيداً عن الملامسة أو الاقتراب وهو ما شاهدناه منذ ظهور كورونا فقد سارعت بعض الشعوب نحو اختراع طرق جديدة للتحية والسلام عن بعد بعيدا عن التلامس والعناق فقد رأينا من يقومون بالسلام بتلامس بالذراع والسلام بضرب الأقدام بهدوء وقد أخذ البعض هذه الظواهر الجديدة فى السلام والتحية باعتبارها نوعا من الدعابة فى بادئ الأمر إلى أن أصبح على الجميع منع التلامس بشكل نهائى واتخاذ كافة التدابير والاحتياطات التى تضمن التعامل عن بعد خاصة فى ظل ذروة انتشار الفيروس فى كل مكان فى العالم فالمسافة الاجتماعية بين الشخص والآخرين فى ظل كورونا وكما حددتها منظمة الصحة العالمية هى 1.8 متر على الأقل، وبالتالى ستصبح هذه المسافة فيما بعد هى النموذج الطبيعى للتباعد ويكون من المعيب والمخالف للعادات الاقتراب من الآخرين لمسافة أقل من هذه المسافة التى سيعتاد عليها الناس. أما مسألة النظافة واستخدام المطهرات فإنها ستكون بعد انتهاء مرحلة كورونا فى صدارة الأشياء التى تتغير تماما فقد علمنا كورونا أن غسل اليدين شيء أساسى، وفى عالم ما بعد كورونا قد يصبح غسل اليدين لمدة 20 ثانية عادة يومية، ومستقبلاً ربما تصبح المطهرات جزءاً أساسياً فى أماكن العمل ووسائل النقل وهذا ليس غريباً لأننا بالفعل نتعامل الآن مع هذا الجانب باهتمام شديد.

أما بالنسبة لعلاقتنا بالمطاعم فإنها ستتغير بشكل تام خاصة أنه فى مرحلة ما بعد كورونا سنجد أن المطاعم ستحتاج لفرض مسافة فاصلة أكبر ما بين الطاولات، وهو ما يزيد من صعوبة التواجد داخل المطاعم بالشكل الذى كنا نشاهده من قبل  مما يجعل المطاعم تولى اهتماماً أكبر بخدمة التوصيل إلى المنازل لتعوض الانخفاض الشديد فى أعداد الزبائن المترددين على المطعم .

وفيما يخص أدوات العمل فإنه من المؤكد أن الشركات فى المستقبل القريب ستزيد من استخدام الآلات والأجهزة التكنولوجية فى كل مكان، وبالتالى فإن الإنسان الموظف قد يحتاج لتخصيص مكان يمارس فيه عمله داخل منزله، خاصة لو وجدت الشركات أن ذلك لا يقلل من الإنتاجية ويوفر عليها الكثير من المصاريف.

أما المدارس والجامعات فقد بات واضحا وضوح الشمس أنها سوف تطور من برامجها للتأقلم مع فكرة التعليم عن بعد عبر شبكة الإنترنت حيث سيتم الاعتماد بشكل أساسى على منصات وتطبيقات تعتمد اعتماداً كلياً على شبكة الإنترنت ومن المؤكد أنه قد تستمر هذه البرامج لاحقاً حيث أثبتت فعاليتها فعلاً وتحولت إلى شيء ضرورى وأساسى.

واللافت للنظر أن كافة الشواهد تؤكد وبما لا يدع مجالاً للشك أن العالم والعلاقات الاجتماعية بعد «كورونا» لن يكونا كما كانا قبله، إذ سيحكمهما الحذر، فما يعيشه الناس حول العالم من تباعد اجتماعى يخلق لديهم حالة من الترقب للعودة من جديد إلى حياتهم المعتادة كما كانت قبل الجائحة وعلى الرغم من ذلك فهو من الطبيعى أن تتغيّر أشياء كثيرة فى الحياة بعد انحسار فيروس كورونا المستجد، ومنها العلاقات الاجتماعية، إذ سيصبح الجميع أكثر حذراً فى تعاملاتهم مع الآخرين، مثل الاجتماعات واللقاءات المهنية والعائلية، كما ستتراجع بعض العادات، أو تقتصر فقط على المقربين من الأهل، كما ستتقلص دائرة العلاقات الاجتماعية، لتقتصر على عدد محدود من الأشخاص ، وكل شخص فى مرحلة ما بعد كورونا عليه أن يتحمل مسؤوليته فى حماية أسرته والمقربين إليه من خطر التعرض للإصابة بـ«كورونا»، أملاً فى أن يعتاد البعض على التعامل بحذر مع الآخرين، انطلاقاً من شعار «الوقاية خير من العلاج»، والأمر كله مرتبط بثقافة الفرد الصحية، ودرجة وعيه وتقديره للأوضاع.ففى بداية كل أزمة تحدث تغيرات على أحوال الناس، سواء الاجتماعية أو النفسية أو المادية، وهذا أمر طبيعى، ولكن مع مرور الوقت تبدأ العادات القديمة فى التغيير، أو تستجد عليها بعض التفاصيل البسيطة بل ستفرض أنماطاً جديدة على الحياة الاجتماعية نتيجة حذر الناس وحالة الهلع التى عاشتها البشرية منذ ظهور هذا الفيروس فى حياتنا دون أن يفرق بين شعب وآخر ولا بين دولة عظمى أو نامية .