سباق دولى فى مجال البحث العلمى لمواجهة الفيروس القاتل والجامعات المصرية فى المقدمة التصريحات الأخيرة

جريدة الشورى,اخبار مصر,اخبار مصرية,اخبار الرياضة,اخبار الفن,اخبار الحوادث,اخبار الصحة,مراة ومنوعات,حظك اليوم,اخبار الاقتصاد,رياضة,عملات,بنوك,الرئاسة

رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة

خالد الطوخى يكتب : «الأمل الكبير» اللقاح المنتظر.. هل يحسم المعركة مع «كورونا»؟

خالد الطوخى - صورة أرشفية  الشورى
خالد الطوخى - صورة أرشفية


سباق دولى فى مجال البحث العلمى لمواجهة الفيروس القاتل والجامعات المصرية فى المقدمة.

التصريحات الأخيرة التى أدلت بها مدير برنامج الاستعداد للطوارئ بمنظمة الصحة العالمية، الدكتورة داليا السنهورى، بشأن حدوث تغيير بسيط فى التركيب الجينى لفيروس كورونا، وذلك وفقا لدراسات علمية أجريت فى سنغافورة، تصريحات فى منتهى الأهمية وتدعو للتوقف أمامها وبحث ما يمكن أن يترتب عن ذلك خاصة أن هذه التغيرات فى التركيب الجينى  تجعل الفيروس أقل حدة عن الإصابات فى بعض الدول.

وفى نفس الوقت فإن ما يمكن أن يدعو للتفاؤل أنها صرحت أيضاً بأنه تتم أكثر من مرحلة فى تصنيع اللقاح اللازم لفيروس كورونا، خاصة أن حوالى 32 لقاحًا وصلت للمرحلة الثالثة من التجارب السريرية التى يجرى اختبارها على الآلاف من البشر، وبالطبع فإنه وفقاً لنتيجة تلك التجارب سيتم تحديد فاعلية كل لقاح، وعلى نهاية العام الجارى قد يتم الوصول إلى معلومات أكثر عن كل لقاح.

وهنا تكمن أهمية تلك المحاولات الجادة التى تجرى فى الكثير من دول العالم من أجل الوصول إلى لقاح فعال قادر على وضع حد لانتشار هذا الفيروس فى جميع أنحاء العالم فكما نعلم لم يترك فيروس كورونا دولة إلا وأصابها فى جوانب كثيرة فتأثرت اقتصاديات الدول الكبرى وتعطلت الحياة بشكل شبه كامل فى دول كثيرة متقدمة علميا لدرجة أن  هذا الفيروس وضع أيدينا على حقيقة فى منتهى الأهمية وهى أن العلم حتى الآن يقف عاجزا عن إيجاد علاج مؤكد لهذا الفيروس الغامض الذى لا يرى بالعين المجردة فرأينا مراكز الأبحاث الشهيرة فى مختلف أنحاء العالم تقف مكتوفة الأيدى على الأقل حتى الآن وعاجزة عن أن توقف نموه وانتشاره وانتقاله من مكان إلى آخر على سطح الكرة الأرضية ولكن هذا لا يعنى أن العلم سيقف كثيرا موقف المتفرج فلا حدود للعلم وبكل تأكيد سيتم الإعلان قريبا عن الوصول إلى لقاح فعال يمتلك القدرة على التصدى لهذا الفيروس .

والشيء اللافت للنظر أن محاولات البحث العلمى عن لقاح وعلاج أكيد لفيروس كورونا لم يتوقف عند حد معين فالبحث العلمى لا يفرق بين دولة نامية وأخرى متقدمة لأن العقل البشرى كما خلقه الله عز وجل يتفاوت فى درجاته بين البشر وهو ما يجعلنا نرى هنا فى مصر وعلى الرغم من أننا لا نمتلك الإمكانات التقنية التى تمتلكها الدول المتقدمة فإن علماء مصر فى المركز القومى للبحوث والمراكز الأخرى التابعة لأكاديمية البحث العلمى قد تحولت إلى ما يشبه خلية النحل حيث العمل المتواصل من أجل البحث عن لقاح وعلاج فعال لفيروس كورونا وذلك وفق خطة عاجلة وضعتها الدولة من أجل الارتقاء بمنظومة البحث العلمى فى مصر بصفة عامة ومن

أجل الوصول إلى علاج مصرى لهذا الفيروس على وجه الخصوص .

وهنا تتجلى أهمية تلك الخطوة التى اتخذتها أكاديمية البحث العلمى، مؤخراً فوفقا لما ورد فى خطة التنمية للعام 2021/20، سيتم تنفيذ خطة عمل استثنائية بميزانية 30 مليون جنيه لمواجهة فيروس كورونا الـمستجد وتتمثل هذه الخطة فى التركيز على حسن استغلال مخرجات المبادرات والمشروعات والبرامج الجارية بالأكاديمية ضمن خطتها الإستراتيجية لذا ترتكز الخطة على توجيه كل هذه الأدوات والمنصات والتحالفات والمبادرات لإيجاد حلول تطبيقية مبتكرة وسريعة للتعامل مع أزمة فيروس كورونا، بالتوازى مع حشد مجتمع البحث العلمى الـمصرى والمبتكرين والمخترعين ورواد الأعمال والقطاع الخاص ومؤسسات المجتمع المدنى لتقديم حلول محددة وبصورة عاجلة.

أما بالنسبة للبحث العلمى على المستوى العالمى فقد قسمت منظمة الصحة العالمية نسبة انتشار الفيروس لأربعة مستويات، حتى تتمكن الدول من التعامل مع الأمر حسب الوضع الراهن فوفقا لذلك يتم تحديد الوضع الوبائى فى كل دولة، مما يستوجب على كل دولة أن توفر المعلومات عن النمط الجينى للفيروس المنتشر بها حتى يتم التأكد من أن المعلومات التى تم توفيرها تشير بالفعل إلى أنه لا يوجد اختلاف فى التركيب الجينى للفيروس وبالتالى يتم التصنيف من جانب منظمة الصحة العالمية بشكل دقيق حتى تتمكن هذه الدولة من التعامل مع الفيروس بما يتفق بالفعل مع حجمه ومدى خطورته  فهناك بعض الدول انتكست بعد أن تمكنت من الوصول للحالة صفر، وهناك عدة عوامل كثيرة تسبب فى ذلك، فى مقدمتها على الإطلاق دقة وصدق البيانات التى تصدرها الدول، والتى تظهر اختلافا بين دولة وأخرى .

وحتى نضع أيدينا على قيمة وأهمية البحث العلمى فى المجتمع علينا أن نضع فى الاعتبار أن البحث العلمى هو أحد أهم إستراتيجيات تطوير العلوم المختلفة، حيث ترجع الجذور الأولى للبحث العلمى إلى أقدم العصور وقد تطور مجال البحث العلمى مع مرور الوقت وباختلاف الحقب ففى عصور بعض الفلاسفة الكبار مثل أرسطو وأفلاطون نجد أن أرسطو حدد أكثر من أى مفكر آخر توجه ومحتوى التاريخ الفكرى الغربى فقد كان أرسطو مؤلفًا لنظامًا فلسفيًا وعلميًا هاماً والذى أصبح عبر القرون بمثابة الدعم الأساسى لكل من الفكر المدرسى المسيحى والإسلامى فى القرون الوسطى حتى نهاية القرن السابع عشر. حيث اعتقد أرسطو ومعاصروه أن كل المشاكل يمكن حلها من خلال التفكير العلمى وقد طرح أرسطو أول بذور للبحث العلمى.

كما تكمن أيضاً أهمية دور الجامعات فى البحث العلمى الموجه لإيجاد حل لأزمة كورونا عن طريق إحساسها بالمسئولية المجتمعية كون الجامعات تعد منارات علم وإشعاع وتطوير ليس هذا فحسب بل إنها بالفعل واحدة من أهم وأبرز محركات التغيير والتطوير والتنمية فى المجتمعات ومن هنا فقد حرصت الجامعات على تطوير أدوارها فاستطاعت  أن تصبح قادرة على أن  تلعب دوراً رئيسياً فى البحث العلمى والدخول فى سباق البحث عن لقاح فعال يقضى على فيروس كورونا حيث لم يعد البحث العلمى يشكل نوعا من الكماليات أو أنه مجرد إجراء روتينى بل أصبح يشكل بالفعل أحد أهم وأبرز ملامح قضايا التنمية ودورها فى المجتمع.

واللافت للنظر أن البحث العلمى بشكل عام قد شهد تطورا ملحوظا فى جميع أنحاء العالم وفقاً لمستجدات التطور التكنولوجى حيث يعتبر التطور التكنولوجى الهائل الذى شهده العالم فى أواخر القرن الماضى فى مجال التكنولوجيا والتطور الهائل أيضاً فى مختلف المجالات من وسائل اتصال وتواصل وغيرها، أدت إلى نتائج إيجابية وسلبية على الإنسان ومن بينها على سبيل المثال قد أصبح ضروريا على الباحث أن يعتاد على السرعة فى العمل خصوصاً فى كتابة الأبحاث العلمية فضلاً عن ذلك قد تعاظمت الحاجة الدائمة والمستمرة للتعلم وبالتالى ظهر بوضوح قيمة وأهمية التفاعل مع أشخاص آخرين من مجتمعات أخرى مما ينعكس بشكل كبير على غزارة المعلومات فى الأبحاث العلمية فقد أصبحت عملية التواصل ونشر المعلومات عملية سهلة وتتم بسرعة فائقة حيث ساهمت التقنيات الحديثة بتطور العلم وتطور الأبحاث والدراسات العلمية لسهولة جمع المعلومات والبيانات سواء عن طريق الإنترنت أو من خلال التواصل مع الأشخاص ذوى العلاقة ليس هذا فحسب بل جعلت التكنولوجيا عملية التعليم أكثر فعالية وانتشاراً وزادت من رفاهية الطالب حيث ظهرت أساليب مبتكرة متطورة سهلت هذه العملية فمن الملاحظ أن تكنولوجيا المعلومات غيرت حياة الإنسان تغييراً جذرياً.