◄ المعارض الخارجية تفتح شهية السائح الأجنبى لزيارة مصر مع استئناف السياحة الثقافية. ستظل معارض ال

جريدة الشورى,اخبار مصر,اخبار مصرية,اخبار الرياضة,اخبار الفن,اخبار الحوادث,اخبار الصحة,مراة ومنوعات,حظك اليوم,اخبار الاقتصاد,رياضة,عملات,بنوك,الرئاسة

رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة

خالد الطوخى يكتب : «كنز الأرض » معارض الآثار بالخارج.. سفراء فوق العادة للحضارة المصرية

خالد الطوخى - صورة أرشفية  الشورى
خالد الطوخى - صورة أرشفية


المعارض الخارجية تفتح شهية السائح الأجنبى لزيارة مصر مع استئناف السياحة الثقافية.

ستظل معارض الآثار المصرية بالخارج واحدة من أهم وأبرز مصادر الترويج للسياحة المصرية وللحضارة الفرعونية التى تعود إلى أكثر من سبعة آلاف سنة، وعلى الرغم من ذلك فقد كانت تخرج علينا بين الحين والآخر بعض الأصوات التى تطالب بوقف سفر آثارنا إلى الخارج فى معارض الآثار وذلك بحجة أن خروج تلك القطع الأثرية يجعل السائح يكتفى بمشاهدتها

وبالتالى لا يفكر فى السفر إلى مصر لمشاهدتها مما يتسبب فى ضياع الكثير من العملة الصعبة التى تأتى من دخل السياحة التى تمثل رافداً أساسيا من روافد الدخل القومى المصرى .

وللأسف الشديد فقد كان هناك من يقف وراء هذا الرأى ويدعمه ويسانده بقوة بينما الواقع يقول غير ذلك لأن خروج معارض الآثار المصرية التى تجوب دول العالم  يعود من ورائها فوائد كثيرة جدا ليس على السياحة وحسب بل لها إيجابيات متعددة تحقق الكثير من الأهداف منها : الأهداف السياسية فنجد أن المعارض الخارجية تحقق أهدافا سياسية واسعة تعكس قوة الدولة المصرية على المستوى الدولى كما تدل أيضاً على استقرار الدولة والعلاقة الطيبة التى تربط بين مصر والدول العظمى، فى جميع المجالات "الاقتصادية والثقافية والتعليمية والاجتماعية" وغيرها الكثير والكثير من نواحى الحياة ، كما هناك أيضاً : العائد الاقتصادى لأن خروج معارض للآثار المصرية فى مختلف دول العالم يساعد على رفع موارد الدولة بصفة عامة ووزارة الآثار بصفة خاصة، كما يوجد أيضا العائد المهارى الذى يعود على الأثريين المرافقين للمعرض طبقًا للإجراءات القانونية المنصوص عليها فى اتفاقية كل معرض على حدة، حيث يرافق المعرض عدد من الأثريين بطريقة التناوب وهو ما ينمى مهاراتهم ويجعلهم على دراية تامة بأحدث ما وصل إليه العالم فى مجال المعارض الأثرية وحمايتها والجديد فى طرق العرض باستخدام التقنيات الحديثة كما يعود تنظيم المعارض الخارجية بالنفع على العديد من مؤسسات الدولة مثل شركة الطيران التى يتم الحجز من خلالها، كما أن الوفد الذى يأتى إلى مصر للاتفاق على آليات المعرض يقيم بالطبع فى الفنادق المصرية، فضلاً عن ذلك فإنه يتم تغليف الآثار بخامات مصرية، والشركة الخاصة بالتأمين هى أيضاً شركة تأمين مصرية، وبالتالى فإن كل هذا يعتبر عائدا اقتصاديا إيجابيا ينعكس بشكل لافت للنظر على الدخل القومى للدولة. كما أن هناك عائدا آخر يتمثل فى (الدعاية والترويج) فهذه المعارض تعمل على التسويق المتميز فالقطع الأثرية خير دعاية غير مدفوعة الأجر، بل تساعد على زيادة الدخل، ويصبح اسم مصر عالياً من خلال الدعاية الإعلامية حول مصر وحضارتها فى وسائل الإعلام بمختلف أنواعها ، إلى جانب أحاديث المواطنين الذين يتكلمون عن المعرض وما شاهدوه مما يعطى انطباعاً حقيقياً عن أهمية هذه الآثار المصرية وكيف يراها المواطن الأجنبى الذى تبهره الحضارة المصرية القديمة فيتعلق بها ويقرر بالطبع القيام بزيارة مصر لمشاهدة هذه الآثار فى أماكنها الحقيقية والعيش فى نفس الأجواء كما عاشها المصرى القديم  فى المعابد والمناطق الفرعونية، أما الهدف التعليمى من وراء معارض الآثار المصرية القديمة فيتمثل فى أن الحضارة المصرية يتم تدريسها فى جميع المدارس، حيث إن هناك رسالة تعليمية يقدمها المعرض، لأن كل طالب أجنبى يشاهد القطع الأثرية يعيش فى نفس اللحظة حالة من الارتباط تساعده على فهم الحضارة المصرية القديمة بشكل جيد وبالتالى يتحول المعرض إلى إحدى الوسائل التعليمية بشأن الحضارة المصرية القديمة. بينما الهدف الثقافى الذى يحققه تنظيم معارض الآثار المصرية القديمة فى الخارج فيتمثل فى أن  أى قطعة أثرية تعد بمثابة المرجع الحقيقى فى توصيل المعلومة لكافة أطياف المجتمع، وبالأخص عندما يتم تصميم بطاقات خاصة بكل قطع، فيطلع عليها ويحتفظ بها المواطن الذى يشاهدها فى الخارج، مما تنمى لديه الرغبة القوية فى معرفة المزيد والمزيد عن الحضارة المصرية القديمة .وبالطبع فإنه قبل وبعد كل هذا نجد أن تلك المعارض الخارجية للآثار المصرية تساعد على الترويج الجيد للسياحة فى مصر، حيث إن القطع الأثرية التى تعرض بالخارج تجذب السائحين  لزيارة مصر وخاصة آثار الأقصر وأسوان وآثار الجيزة لمشاهدة الأهرامات وأبو الهول وبالطبع فإن هذه الزيارات تنعش بشكل كبير الرغبة فى زيارة المتاحف والمواقع الأثرية المختلفة فى جميع أنحاء مصر.

لذا ستظل فى تقديرى هذه المعارض الخارجية للآثار المصرية أحد أهم عوامل الجذب السياحى والترويج للمقاصد المصرية، لأنها كما قلت من قبل تفتح شهية السائح لزيارة مصر لينهل من تراثها الغنى وثرواتها وكنوزها التى خلفتها الحضارات المتعاقبة على أرضها.

وفى هذا الاتجاه شهدت العاصمة التشيكية براج افتتاح معرض ملوك الشمس الذى سيكون أحد المعارض المؤثرة دوليا، حيث تم افتتاحه فى قلب أوروبا للترويج للسياحة المصرية، وسيتم على هامش المعرض عقد العديد من اللقاءات المهمة مع عدد من المسئولين عن قطاع السياحة فى التشيك  وإجراء لقاءات أيضا بين الجانب المصرى وعدد من منظمى الرحلات لاستئناف الحركة، حيث ستكون هذه الزيارة فرصة لإطلاعهم على إجراءات مصر الاحترازية فى الفنادق والمناطق السياحية والمواقع الأثرية.

 وبالطبع فإن المعرض على هذا النحو من الإتقان فى التنظيم سوف يكتسب أهمية خاصة حيث يتزامن مع استئناف السياحة الثقافية ابتداء من الشهر الحالى حيث سيمثل المعرض فرصة لخلق شغف لدى السياح فى أوروبا لزيارة مصر والاستمتاع بكنوز آثارها المتنوعة خاصة أن وزارة السياحة والآثار  تقوم بإجراء مباحثات مع كافة الأسواق الخارجية لإضافة المزيد للسياحة المصرية خلال الفترة المقبلة، وهو ما يؤكد أن هذا المعرض سيكون فرصة استثنائية لعودة الحديث عالمياً عن مصر، والتفاف الأضواء من جديد حول الآثار المصرية فى قلب القارة الأوروبية مما سيكون له أثر إيجابى على تنشيط السياحة الثقافية خاصة أنه يأتى قبل الموسم الشتوى الذى تتميز به مصر بمقاصدها  الفريدة فهذا المعرض من المؤكد أن يحدث حالة زخم فى أوروبا تجاه السياحة والآثار المصرية، حيث يعد بمثابة واجهة مشرفة لمصر ودعوة لزيارة مصر  وآثارها، فقد جاءت فكرة إقامته بمبادرة من الجانب التشيكى، من أجل تدعيم الروابط الثقافية بين مصر ودول العالم، وسعياً لجذب المزيد من السياحة العالمية إلى مصر فقد وافق مجلس الوزراء فى فبراير الماضى على إقامة هذا المعرض الذى يحمل عنوان "ملوك الشمس" بالمتحف القومى بمدينة براج بجمهورية التشيك لمدة أربعة شهور، وكان الموعد المحدد خلال الفترة من يونيو حتى أكتوبر 2020، إلا أنه تم تعديل الموعد المقرر بناء على طلب الجانب التشيكى لتصبح خلال الفترة من أغسطس 2020 ولمدة 6 شهور ، بسبب انتشار فيروس كورونا المستجد وهو ما حدث بالفعل ففى شهر أغسطس الماضى وصلت إلى المتحف القومى بالعاصمة التشيكية براج القطع الأثرية الخاصة بمعرض "ملوك الشمس" تمهيدا لافتتاحه لعرض  90 قطعة أثرية من نتاج أعمال حفائر البعثة التشيكية فى منطقة أبو صير الأثرية ومن أهم القطع المعروضة مجموعة من التماثيل من الدولة القديمة .