الثلاثاء 13 مايو 2025
الشورى
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء
والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى
الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء
والعضو المنتدب
محمد فودة

خالد الطوخى يكتب : « مصر تنتصر» تسجيل رقم «صفر» كورونا .. دلالات ومعانٍ

خالد الطوخى - صورة
خالد الطوخى - صورة أرشفية

الدولة أدارت الأزمة بجدارة وسيطرت على الفيروس بأسلوب علمى.

منذ ظهور فيروس كورونا فى العالم مطلع العام الحالى تحول هذا الفيروس إلى ما يشبه الجحيم حيث انقلب الحال من النقيض إلى النقيض فى جميع أنحاء العالم فتأثرت اقتصادات الدول العظمى وتغير أسلوب الحياة فى مشارق الأرض ومغاربها وتبدلت المفاهيم ١٨٠ درجة لتعكس واقعاً مريراً لم يسلم منه أى مجتمع على وجه الأرض .

وبالطبع كانت مصر من بين الدول التى اجتاحها هذا الفيروس اللعين الذى لم يفرق بين كبير وصغير .. ولا بين غنى وفقير .. ولا بين مجتمع راقٍ أو مجتمع عشوائى, فالفيروس وكأنه يعرف ضحاياه ظل يتحرك فى كافة الاتجاهات وهنا تأتى أهمية التحرك من جانب الدولة المصرية التى لم تقف مكتوفة الأيدى أى ترضخ  للأمر الواقع الذى غرقت فيه دول كبرى عجزت حتى عن دفن ضحايا الفيروس الذين كانوا بالآلاف يوميا ولم تذهب تلك السياسة سدى فقد أصبحنا نقرأ ونشاهد فى وسائل الإعلام كلمة تسجيل الرقم (صفر) فى هذا المستشفى أو ذاك مما يعنى أننا كنا بالفعل نسير فى الطريق الصحيح ، فمنذ ظهور الفيروس فى مصر وجهت القيادة السياسية بضرورة قيام الحكومة بتشكيل لجنة عليا تتولى التعامل مع هذه الجائحة بشكل علمى وقد كان بالفعل وتم تشكيل هذه اللجنة التى ضمت كفاءات على أعلى مستوى من كافة التخصصات فانعكس ذلك بأن جاء تعامل الحكومة على أعلى مستوى من الدقة والانضباط حيث تم  التعامل مع الأزمة بشكل تصاعدى وبالتدريج وحسبما كان يفرضه الواقع فحظر التنقل لم يأت مرة واحدة ولم يكن بنفس عدد الساعات فقد كانت الحكومة تتخذ قراراتها بشأن تلك الإجراءات الاحترازية نتيجة دراسة الحالة على أرض الواقع وتحديد حجم المخاطر وتداعيات الموقف بشكل علمى دقيق وحسب إحصاءات حقيقية وأرقام لها دلالات واضحة تجسد بوضوح ما يجرى على أرض الواقع.

لقد كان التعامل مع حجم الإصابات على مستوى عالٍ من الدقة والمسئولية فقد تضافرت كافة الجهود من مختلف مؤسسات الدولة مع وزارة الصحة والسكان التى تعاملت بدقة متناهية مع الأزمة وبرز بشكل لافت للنظر الدور العظيم لجيش مصر الأبيض من أطباء وطواقم طب فى مستشفيات العزل ، هذا الحيش الأبيض ضرب المثل فى الإخلاص والتفانى فى العمل بكل شفافية دون انتظار لكلمة شكر.. فهؤلاء كانوا فى خط الدفاع الأول حاملين أرواحهم بين أيديهم وهم يتعاملون مع مرضى مصابين بالفيروس القاتل دون خوف من الإصابة بالمرض على الرغم من أنهم يتعاملون مع عدو لا يمكن رؤيته بالعين المجردة .

كما كانت وزارة التعليم العالى والبحث العلمى على قدر كبير من المسئولية فكرست منذ البداية كافة جهودها من أجل أن تكون فى صدارة المشهد ليس بمجرد الالتزام بالإجراءات والتدابير الاحترازية وحسب بل إنها بادرت باتخاذ خطوات استباقية لمواجهة كورونا حيث وجه الدكتور خالد عبد الغفار وزير التعليم العالى والبحث العلمى بالبدء على الفور فى البحث عن مصل وعلاج فعال يوقف نشاط هذا الفيروس ويضع حداً له وهو ما تم بالفعل حيث تم رفع أعلى درجات الاستعداد داخل المعامل والمراكز البحثية فى مختلف مؤسسات الدولة التعليمية تحت إشراف مباشر من وزير التعليم العالى والبحث العلمى  وهذا بالطبع إلى جانب الدور الكبير الذى لعبته المستشفيات الجامعية فى جميع أنحاء مصر فى معاونة المستشفيات الحكومية من أجل استيعات أعداد المرضى المصابين بفيروس كورونا .

واللافت للنظر فى خطط مواجهة فيروس كورونا التى اتخذتها الدولة أنها لم تكن وليدة قرارات عشوائية أو أنها مجرد ردود أفعال بل إنها كانت فى كثير من الأحيان خطوات استباقية تمت وفق قراءات متأنية لما يجرى على أرض الواقع ودراسات مستفيضة لتداعيات الموقف على مستوى العالم بناء على تحليل علمى وافتراضات قائمة على بيانات ومعلومات دقيقة . لذا لن أكون مبالغا لو قلت إننا لأول مرة نشعر بوجود مجموعة إدارة أزمة وهو ما يحسب للحكومة التى جعلت من الشفافية عنواناً لها فى إدارتها لهذه الأزمة التى كانت جديدة علينا تماماً فى كافة مفرداتها حتى فى طريقة إدارتها بشكل قائم على العلم والدراسات الحديثة فى إدارة الأزمات والمعمول بها فى كبرى الدول وهذا فى تقديرى أحد أبرز وأهم أسباب نجاحنا فى إدارة أزمة كورونا والتعامل مع الفيروس وفق جدول زمنى محدد إلى أن وصلنا بالفعل لتسجيل الرقم ( صفر) فى الكثير من المستشفيات بمختلف المحافظات وبالطبع هذا مؤشر قوى على أننا نسير فى الطريق الصحيح الذى سيكون له عظيم الأثر فى الوصول إلى تسجيل الرقم ( صفر) فى جميع أنحاء الجمهورية وهو الرقم المستهدف الوصول إليه فى القريب العاجل.

فالدولة من أجل الوصول إلى هذا الهدف تحملت أعباء اقتصادية كبيرة منذ بداية الأزمة، والحكومة بذلت كل جهودها لعدم شعور المواطن بأى أعباء للأزمة لأنها كانت حريصة على دوران عجلة الاقتصاد المصرى واستعادة عافيته بعد انحصار هذه الأزمة، كما أن الدولة منذ بداية الأزمة كانت ولاتزال حريصة فى المقام الأول على الحفاظ على صحة المواطنين. ومن أجل ذلك قدمت مجموعة كبيرة من التسهيلات للقطاع الخاص، فضلا عن تقديم موازنة طموحة بزيادة ملحوظة فى المرتبات، إلى جانب اتخاذ قرارات مهمة فى هذا الشأن أهمها وأبرزها على الإطلاق قرار تأجيل سداد المواد الرئيسية لها كالضرائب والتأمينات وذلك من أجل الوقوف بجانب القطاعات الاقتصادية حتى لا يتم تسريح أى موظفين وهو ما ينعكس على المجتمع ككل .

وبالطبع لم نكن نصل بأى حال من الأحوال إلى تلك النتيجة التى من أهم ملامحها ظهور تسجيل الرقم ( صفر) فى بعض المستشفيات بدون أن يكون لدينا بالفعل فريق إدارة أزمة يعمل بشكل احترافى فهو ومن خلال متابعة دقيقة فريق يعمل فى ثلاثة مستويات مختلفة بينها تنسيق عالٍ جداً وهذه المستويات وحسبما تم بالفعل على أرض الواقع كان المستوى الأول وهو ما يمكن أن نطلق عليه (الإستراتيجى) حيث يتم وضع السيناريوهات المحتملة والتوجهات والأطر المنظمة والتصور العام للإستراتيجية، والسياسات المنظمة للعمل والتنسيق بين الوزارات ذات العلاقة، ويضم وزارة الصحة والوزارات ذات العلاقة مثل الإعلام والتعليم العالى والبحث العلمى والداخلية والدفاع والمالية والاقتصاد وغيرها من الوزارات.

بينما نجد المستوى الثانى وهو (التنفيذى) داخل وزارة الصحة ويضم فرق العمل فى المكاتب الخلفية والأمامية التى تضع الإستراتيجية موضع التنفيذ، وفقا للسيناريوهات المتوقعة وكيفية بناء ممكنات الانتقال السريع من الأقل إلى الأسوأ، وهو فريق عالى الكفاءة ومحترف للغاية لديه الخبرة والعلم والمهارات والقدرة والانضباط لنجاح الإستراتيجية.

أما المستوى الثالث المعروف بالمستوى (التشغيلى) وهم الفرق الطبية الأساسية والمساعدة بالإضافة إلى الجهات المساندة ذات العلاقة المحلية (محافظين، وكلاء الوزارات ذات العلاقة، أقسام ومراكز الشرطة فى مختلف المحافظات.

علينا بالفعل أن نفخر بما تحقق حتى الآن فى معركتنا ضد كورونا فما تحقق  على أرض الواقع يدعو للشعور بالتفاؤل ويؤشر إلى مسألة مهمة هى أننا قد استطعنا بالفعل التعامل مع تلك الأزمة بأسلوب علمى ووفق رؤى وإستراتيجيات موضوعية وهو ما يؤكد أننا قادرون فى المستقبل على استيعاب أية أزمات من هذا النوع فكما رأينا فى جميع أنحاء العالم لاتزال دول كبيرة ومتقدمة جداً تتخبط وتقف مكتوفة الأيدى أمام خطر هذا الفيروس اللعين الذى يضرب هذه الدول بشراسة.

حمى لله مصر وشعبها من كل سوء ووقانا لله شر تلك النوعية من الأمراض ومتعنا بالصحة والعافية.

 

تم نسخ الرابط