« البروفيسور المتجدد ».. د. محمد الهضيبي .. حين يتجسّد الطب في ضمير إنسان

- نموذج مشرف في الطب المصري: عندما يلتقي العلم بالرحمة والشغف
- تجديد مستمر.. متابعة أحدث ما توصل إليه العلم لخدمة المرضى
- الإنسانية أولًا.. كيف يتخطى الدكتور الهضيبي حدود العيادة ليصل إلى القلب؟
- بطل العمليات المعقدة.. عبقرية في التشخيص والعلاج الدقيق
- "عيادة مش بس مكان علاج".. بل بيت أمل لكل سيدة
في قلب مدينة 6 أكتوبر، وتحديدًا بالمحور المركزي، يتردد اسم لا يحتاج إلى دعاية ولا إعلانات.. اسم يتناقله الناس من فمٍ لفم، ومن قلبٍ ممتنّ إلى قلبٍ آخر لا يزال يبحث عن الأمل. إنه الدكتور محمد الهضيبي، أستاذ واستشاري أمراض النساء والتوليد، وأحد أنبل الوجوه التي عرفها الطب المصري الحديث.
في زمنٍ تتصارع فيه المصالح وتُقاس النجاحات بالأرقام، اختار الدكتور الهضيبي طريقًا آخر… طريقًا مفروشًا بالضمير، ومعبّدًا بالرحمة، ومضاءً بشغف لا يعرف التراجع.
◀ رجل من طينة مختلفة
تخرّج الدكتور محمد الهضيبي في كلية الطب بجامعة القاهرة، حيث نال درجة الدكتوراه في أمراض النساء والتوليد من قصر العيني، ثم واصل تفوقه الأكاديمي ليُصبح زميل وحدة طب الجنين بنفس الجامعة.
ورغم المسار العلمي الرفيع، لم يكن هدفه أبداً لقبًا أكاديميًا، بل سعى ليكون صاحب أثر… وأي أثر!
منذ اللحظة الأولى، قرر أن يكون "مختلفًا"، لا يكتفي بالتشخيص والعلاج، بل يختار أن يُصغي، أن يحتوي، أن يُطمئن، أن يمشي مع المريضة خطوة بخطوة حتى آخر الطريق.
◀ "كنت فاقدة الأمل… ولقيته"
تحكي سيدة على فيسبوك قصتها قائلة:
"أنا لفيت على 4 دكاترة وقالولي مفيش أمل في الحمل، لكن لما دخلت عند الدكتور الهضيبي، لأول مرة حسّيت إن حد بيسمعني بجد، مش بس بيكلمني بلغة الطب، لكن بلغة الأمل… والحمد لله، النهاردة شايلة بنتي على إيدي".
ليس هذا مجرد تعليق عابر، بل نموذج متكرر لعشرات السيدات اللاتي تحوّلت رحلتهن من الألم إلى أمل، ومن الخوف إلى فرحة، ومن "حالات ميئوس منها" إلى أمهات يحتضنّ أطفالهن بامتنان.
◀ بطل العمليات المعقدة
في عالم الطب، تُعرف عظمة الطبيب وقت الأزمات.
وهنا تتجلّى عبقرية الدكتور الهضيبي. هو أحد القلائل القادرين على التعامل مع أكثر الحالات النسائية تعقيدًا، من أورام الرحم الليفية، إلى جراحات المناظير الدقيقة، إلى علاج حالات العقم التي تحتاج لتشخيص بالغ الدقة، وخطة علاجية دقيقة كخريطة إنقاذ.

ورغم أن كثيرًا من هذه الحالات تستنزف وقتًا وجهدًا وتفكيرًا، فإن الدكتور الهضيبي لم يكن يومًا من هواة "الحلول السريعة"، بل هو من القلائل الذين يُصرّون على فعل الشيء الصحيح، لا الشيء الأسهل.
◀ إنسانيته… تسبق خطواته
ربما تظن أن الأمر كله مجرد نجاح مهني، لكن الحقيقة أن السر في شخصية الدكتور محمد الهضيبي هو "الإنسان".
ممرضة تعمل معه منذ سنوات تقول:

"الدكتور بيحضّر العمليات بنفسه، بيتابع كل حالة بنفسه، بيراجع التحاليل بنفسه… لكن اللي بيبهرني دايمًا إن مش بيعدي يوم غير لما يدخل على كل مريضة ويطمنها، حتى لو الساعة بقت 11 بالليل".

ذلك الطبيب الذي ينادي مرضاه بأسمائهم، والذي يتذكر تفاصيل معاناتهم، والذي لا يتردّد في تأجيل إجازته من أجل متابعة حالة، هو طبيب لا تنحصر قيمته في "العيادة"، بل يتسع أثره ليشمل الروح والقلب.
◀ عيادة تتحوّل إلى بيت أمل
في كايرو ميديكال سنتر، لا تشعرين بأنك في مكان طبي بارد.
بل تشعرين بأنك في "بيت كبير"، كل من فيه يعرف لماذا جئتِ، ويعرف كيف يُطمئنك.
من الاستقبال إلى التمريض إلى الدكتور نفسه .. كلهم يُشعِرون المريضة بأنها ليست وحدها.
حتى في تعامله مع الفتيات صغيرات السن، واللاتي يخجلن من الحديث عن مشاكلهن، يعرف الدكتور الهضيبي كيف يحوّل الخوف إلى ارتياح، والارتباك إلى ثقة.
◀ علم دائم وتجدد لا ينقطع
لا يكتفي الدكتور الهضيبي بما تعلمه في الماضي، بل يسعى دومًا إلى متابعة كل جديد في مجالات التوليد والعقم والحقن المجهري.
يشارك في مؤتمرات دولية، ويتعاون مع جهات بحثية، ويواكب كل تطور علمي ليقدّمه لمرضاه في مصر بنفس الدقة والجودة التي يجدها المرضى في الخارج.
كما يقدّم عبر صفحته على فيسبوك فيديوهات قصيرة يشرح فيها بلغة بسيطة مفاهيم طبية معقدة، وهو ما جعله مصدر ثقة وتثقيف للكثير من السيدات والفتيات.
◀ الطب… عندما يُمارس بضمير
"الطب مش تجارة".. قد تكون هذه الجملة مكرّرة، لكن الدكتور الهضيبي يثبتها فعلًا كل يوم.
هو لا يُجبر مريضة على إجراء لا تحتاجه، ولا يُشوّه الطب بالمتاجرة بآمال الناس، ولا يُقنِع امرأة بعملية فقط لأنها مكلفة.

هو ببساطة، يمارس الطب كما يجب أن يكون: علم، إنسانية، صدق، ضمير.
◀ كلمة أخيرة
في وطنٍ يعجّ بالكفاءات، يبقى الدكتور محمد الهضيبي نموذجًا نادرًا لما يمكن أن يكون عليه الطبيب المصري حين يجمع بين الذكاء والعلم، وبين الرحمة والشغف.
هو ليس فقط طبيبًا ناجحًا، بل إنسانا يُشعِرك بأن الخير ما زال موجودًا، وأن الطب ما زال يُمارس بروح.
تحية لهذا النموذج المشرف… وتحية لكل من اختار أن يحمل على عاتقه شفاء الناس، وراحة قلوبهم، وابتسامة الأمل في عيون الأمهات.
