أكد د.محمود الهوارى الأمين العام المساعد بمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف أن رمضان شهر الصبر والنصر والت

رمضان

رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة

البحوث الإسلامية: الإرادة والتعاون بين أبناء الأمة سبب نصر العاشر من رمضانl حوار

الشورى

أكد د.محمود الهوارى الأمين العام المساعد بمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف، أن رمضان شهر الصبر والنصر والتضحية ليس على الأعداء فقط بل على النفس التي تتقلب على صاحبها فإن انتصر عليها بفهم العبادات وتحقيق السلام النفسي فإنه انتصار للفرد والأسرة والمجتمع والدولة وأسباب النصر الحقيقية تحققت عندما اجتمعت وبينت في قوة الإرادة وصدق العزيمة والتعاون الحقيقى بين أبناء الأمة العربية والإسلامية شعوبا وحكومات فكان نصر العاشر من رمضان السادس من أكتوبر فلنتعرف على الكثير من أسرار هذا النصر من خلال هذا الحوار مع د.محمود الهوارى مساعد الأمين العام للإعلام بمجمع البحوث الإسلامية.

كثيرا ما نتكلم عن رمضان بأنه شهر الانتصارات، وكثيرا ما نذكر المعارك الحربية التى وقعت في رمضان، وكأننا نؤكد لأنفسنا أنه شهر انتصارات كبيرة، ولأننا لسنا بالضرورة أن نقيم المعارك الحربية كل رمضان، فإننا يجب ألا ننسى أن في رمضان معركة مع النفس، هذه النفس التى تتقلب على صاحبها وكأنها عدوه، فهى في داخله، ولكنها عدو شرس.

وأظن ظنا ليس فيه إثم أن المسلمين لو أدوا العبادات التى أمر الله بها بآدابها وأخلاقها، والتزموا بما تفرضه هذه العبادات من ثمرات تتمثل في إيمان قوى وسلوك حضاري؛ لما كان فى نفوس المسلمين انهزام لا على مستوى الأفراد، ولا على مستوى الأمة كلها، ولكن هذا يعنى بالضرورة أن نفهم العبادة، وأن ندرك مقاصدها وأسرارها وهذه الانتصارات التي تتحقق بفهم العبادات كما تكون على مستوى الفرد فإنها تكون للأسرة، وتكون للمجتمع، وتكون للدولة، وتكون للأمة، وتكون للإنسانية كلها: أخلاقا راقية وسلوكا رشيدا، ومعاملة حسنة، وفلاحًا فى الدنيا والآخرة.

وأول الانتصارات فى رمضان ليس أن نحفظ البطن من شهوة الطعام والشراب، وليس أن نحفظ الفرج من شهوة الجماع، وليس أن نحفظ اللسان من السب والشتم، فكل هذه انتصارات هينة، ولكن الانتصار الحقيقى هو تحرير إرادة الإنسان وانتصاره على نفسه، وتغلبه على عاداته التى تحكمه؛ فالمقصد الشرعى من وضع الشريعة كما يقول الإمام الشاطبى إخراج المكلف عن داعية هواه حتى يكون عبداً لله اختياراً، كما هو عبد لله اضطراراً.