أبدأ عاما جديدا أتمنـى أن يكون خاليا من الحقد والغل والحسد أتمنى اختفاء لغة المصالح التى باتت تتحكم فى

يوم,حب

رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة

محـــمــد فـــودة يكـتب فى يوم مولدي: ويمـضـــــــى قــــطـــــار الـعــــمـر

الشورى

◄أبدأ عاماً جديداً أتمنـى أن يكون خالياً من الحقد والغل والحسد

◄أتمنى اختفاء «لغة المصالح» التى باتت تتحكم فى العلاقات الاجتماعية.. ونعيش فى مجتمع يسوده الحب والمودة والإخلاص

◄ مازلت أعيش على براءة الصبا وسنوات راحة البال.. وأحن للزمن الجميل والحب الصادق

◄سيظل الحب شعارى الأبدى وقلبى لا يعرف شيء اسمه الكراهية

الأيام تتبخر سريعًا وسنوات العمر تمضى فى "لمح البرق" نكاد ألا نراها، أما الوقت فكما يقولون "يمر طيرًا لا سيرًا" وها أنا الآن أعيش تلك اللحظة الفارقة فى حياتى، وهى يوم مولدى، فأجدنى مشدودًا بكل ما أوتيت من قوة إلى داخلى لأسترجع ذكريات تعشش بين ضلوعى وتفوح بعبق الأيام الحلوة، أعود بكيانى لأرى سنوات الصبا وهى تنضح بالبراءة والأحلام التى تحقق منها بفضل الله الكثير والكثير وكم كانت تأسرنى هذه السنوات بأسرارها وأحلامها وكل شيء فيها، وستظل كل أيامى محفورة فى وجدانى ولن أنساها بكل تفاصيلها ما حييت.

وحينما يحل يوم ميلادى من كل عام اعتدت دائمًا أن أختلى بنفسى بعض الوقت وأن أعيش معها لحظة صدق أقوم خلالها وبمحض إرادتى بالتأمل والتدقيق فى كل تفاصيل حياتى، وأعيد ترتيب أوراقى من جديد، فقد جاء "يوم ميلادى" هذا العام وأنا أحمل معه رغبة قوية تتملكنى وتسيطر على كل جوارحى بأن ينتشر الحب وتنتصر المشاعر وتقوى الأحاسيس، وها أنا الآن أقف على مشارف عام جديد يبدأ فى حياتى يحمل معه أطيب الأمنيات النابعة من القلب لكل من يخفق قلبى بحبهم ولكل من أشعر معهم بالسعادة وراحة البال.

فقلبى فيه فرحة وأمل وتفاؤل بما هو قادم، وفيه أيضًا متسع للجميع، لأن قلبى عودنى دائمًا أن أكون محبًا ومتسامحًا ومخلصًا لأبعد مدى، مفسحًا المجال أمام إعلاء شأن القيم الإنسانية النبيلة التى كانت ولا تزال بل وستظل هى صمام الأمان فى حياتى كلها.

ولقد فجرت بداخلى مناسبة الاحتفال بيوم مولدى حالة خاصة جدًا من جراء تلك الصورة رائعة الجمال التى رسمها لى هذا الكم الكبير من رسائل الأصدقاء وتلك المكالمات التليفونية التى تلقيتها من أناس أحبهم من كل قلبى وأشعر دائمًا بأنهم هم صمام الأمان فى حياتى على المستوى العملى وعلى المستوى الإنسانى أيضًا، ولأننى على قناعة تامة بأنه من يتقى الله يجعل له مخرجًا ويرزقه من حيث لا يحتسب، فإننى أرى أن الرزق ليس فقط مجرد رصيد من المال وإنما الرزق الحقيقى فى تقديرى هو أن يمنحنى الله الصداقة الحقة والمحبة النابعة من سويداء القلب، تلك المحبة التى لا تعرف لغة المصالح أو أساليب اللف والدوران، فهذا هو الرزق الحقيقى فى تقديرى، فالمحبة الخالصة لوجه الله أرقى وأعظم وأفضل ما يمكن أن يمنحه الله عز وجل لعبد من عباده .

وإحقاقًا للحق فإن هذا الكم الهائل من التهانى والمباركات بيوم مولدى وإن كنت قد اعتدت عليها منذ عدة سنوات فإنها جعلتنى أشعر بسعادة غامرة بل كانت سببًا فى أن أعيش دنيا الفرح والانشراح وراحة البال، بل إن هذا الكم الهائل من المكالمات التليفونية التى تفوح منها رائحة الصدق جعلتنى أحلق بعيدًا فى سماوات المحبة حيث الذكريات المحفورة فى الوجدان والتى تأخذنى دائمًا إلى الحنين، فلقد شعرت أن تلك التهانى التى أسعدنى بها الأهل والأصدقاء والأحباء ليست مجرد كلمات تتردد فى مثل هذه المناسبات وإنما كانت أشبه بعبير الزهور الذى يفوح منها فيملأ الدنيا إحساسًا بالبهجة ويصاحبه نقلة نوعية فى الحالة المزاجية التى تصبح أفضل حالًا وأكثر جمالًا.. ما يترتب عليه من تحول الحياة إلى ما يشبه الواحة الغناء، خصوصًا أن التهانى كانت تخرج نابعة من قلوب أحبائى وأصدقائى فأشم فى طياتها رائحة المحبة والصدق والمشاعر النبيلة، وبينما أقوم برصد تلك الحالة الإنسانية المفعمة بالحب والود والإخلاص فإننى أتوقف أمام عدة أشياء ما كان يجب أن أدعها تمر أمامى مرور الكرام فهى تؤثر كثيرًا فى نفسى وتتسبب فى التأثير بشكل مباشر على حالتى المزاجية وتلك الأشياء تتمثل فى هذا الكم الهائل من الحقد والغل والكراهية التى انتشرت بيننا وتحيطنا من كل جانب بل إنها أصبحت تهدد عرش العلاقات الإنسانية والمعاملات البسيطة التى تربط بين الناس، وأتساءل:  لماذا تغيرت أحوال الناس لدرجة أن أصبح البعض فى كثير من الأحيان يسعون بكل ما لديهم من قوة للتقليل من نجاح شخص أنعم الله عليه بالنجاح والتألق، فلماذا أصبح البعض ينظر إلى ما فى يد الآخر وكأنه يحز فى نفسه أن يرى شخصًا غيره ناجحًا ومتألقًا وسط أجواء النجاح والشهرة التى بالطبع لم تأت مصادفة بل هى بكل تأكيد تكليل لمسيرة مليئة بالجد والاجتهاد والتعب والمعاناة، أعتقد أن أحد أهم وأبرز أسباب تلك الحالة التى سيطرت على بعض أصحاب النفوس المريضة يرجع لاختفاء الحب من حياتنا وطغيان لغة المصالح، وحينما أقول اختفاء الحب فإننى هنا أتحدث عن الحب الذى نفتقده بيننا الآن، فالحب فى نظرى أسمى معانى الحياة، فالحب احتياج إنسانى لا غنى عنه لأنه فوق كل هذا وذاك السبيل الوحيد للوصول لحالة من التوازن النفسى والاستقرار الوجدانى، ليتنا نتنبه إلى أنه لا شيء يعادل لحظة حب حقيقية ولا شيء يفوق الشعور بالتوازن النفسى ولا شيء يسمو على صفاء السريرة وصدقها لأنها تفضى فى النهاية إلى الرقى فى المشاعر والأحاسيس وهو ما يدعونى إلى القول بأننى أرى أن الحب دائمًا هو الدرع الواقى الذى يقينا تداعيات صعوبات الحياة ومتاعب الإنسان النفسية المتمثلة فى دائرة القلق والضياع والاكتئاب.

عام مضى فى رحلة الحياة وعام جديد أبدأه الآن، ينتابنى فيه شعور قوى ودعوة للتسامح مع طى صفحات الماضى، دعوة نابعة من القلب بأن نتجاوز الصغائر ونتخطى الأزمات فلا شيء فى الدنيا يعادل أن نعيش لحظة فى سلام وأن يسود بيننا الحب والمودة، وأحمد الله حمدًا كثيرًا على كل تلك النعم التى منحنى إياها طوال مشوارى فى الحياة وبالطبع تأتى فى مقدمة تلك النعم "محبة الناس" التى منحها لى فى قلوب أحبائى وأصدقائى، كما أننى أحمد الله حمدًا كثيرًا على ما وفقنى فى تحقيقه من إنجازات ونجاحات على كل المستويات، فتلك النجاحات تجعلنى أشعر الآن بالرضا وراحة البال بل تدفعنى فى كثير من الأحيان للشعور بالزهو والفخر لأننى لم أتوانَ لحظة فى الاستجابة والمساهمة بشكل إيجابى فى العمل العام.

كما لم أتردد لحظة فى تقديم مساعدة للآخرين فى مختلف المجالات وعلى كل الأصعدة طالما أن هذا متاح بالنسبة لى، وإحقاقًا للحق فإنه ما كان يمكن أن أحقق شيئًا دون أن يمنحنى الله كل هذا التوفيق والسداد، وبمناسبة الاحتفال بيوم مولدى فإننى أرفع أكف الضراعة داعيًا أن يمنحنى الله عز وجل القدرة على مواصلة حياتى بالحب وبتبادل المشاعر النبيلة والصادقة مع من أحبهم ويحبوننى بإخلاص وصدق، وأتطلع لحياة أفضل يسودها الحب بين الناس ويملؤها الرضا بما قسمه الله لنا من خير والحمد والشكر له على نعمه علينا وأفضاله التى بلا حدود، ففى الحمد والشكر فضل كبير.