تزايدت احتمالية انتصار موسكو في الصراع مع أوكرانيا حال استمرار تراجع الولايات المتحدة والدول الأوروبية عن ت

الهند,روسيا,بايدن,العالم,بريطانيا,الشتاء,النفط,فرنسا,الصين,واشنطن

رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة

مصطفى محمود يكتب: هل ينجح بوتين في تحقيق أهدافه بأوكرانيا؟

الشورى

تزايدت احتمالية انتصار "موسكو" في الصراع مع أوكرانيا، حال استمرار تراجع الولايات المتحدة والدول الأوروبية عن تقديم الدعم الكافي من الأسلحة وأنظمة الصواريخ بعيدة المدى لـ "كييف"، وعلى الغرب التدخل العسكري المباشر إذا أراد تغيير الوضع لصالح أوكرانيا.

وعرقل اعتماد أوروبا على الطاقة الروسية، فضلًا عن تهديد "بوتين" باستخدام السلاح النووي، جهود "واشنطن" والدول الأوروبية تجاه "كييف"، وترددت إدارة الرئيس الأمريكي "جو بايدن" في إرسال راجمات الصواريخ بعيدة المدى "هيمارس" إلى أوكرانيا، والتي ستمنحها القدرة على توجيه ضربات مباشرة لمواقع القوات الروسية.  

تتطلب مواجهة القوات الروسية في أوكرانيا تحرير أوروبا لنفسها من الاعتماد على الطاقة الروسية، فضلًا عن حاجتها إلى إعادة التسلح، ولكن يتطلب ذلك المزيد من الوقت في ظل تقدم الجيش الروسي في منطقة "دونباس" الأوكرانية.   

ومن جهتها، أعلنت الهند استعدادها لشراء النفط الروسي، ورفضها إدانة الكرملين، كما تواصل الصين دعمها لـ "موسكو"، وشرائها أيضًا للنفط الروسي.  

علاوة على ذلك، تتعرض ألمانيا لانتقادات على نطاق واسع، بسبب احتضانها لروسيا كشريك موثوق ومورد للطاقة، وهو ما جعل واحدة من أكبر الدول الصناعية في العالم رهينة في يد "موسكو".

وعلى الأرجح ستنجح سياسة "بوتين" التي ينتهجها في أوكرانيا، وذلك بغض النظر عن الأسلحة التي يزودها الغرب، وتقوم روسيا بتحصين الأراضي التي تسيطر عليها في أوكرانيا، وذلك رغم الخسائر التي تكبدها جيشها، فلا تزال "موسكو" تمتلك مخزونًا كبيرًا من الأسلحة.

ويجب الانتباه إلى أن الناتج المحلي الإجمالي لدول منظمة حلف شمال الأطلسي "الناتو" مجتمعة يقارب 30 ضعف مثيله في روسيا، وإنفاقها الدفاعي يبلغ 15 ضعف ما ينفقه الكرملين، ولذلك أكد "هوكرجونيور"، العميد السابق لكلية الدفاع التابعة للحلف، ضرورة وجود "الناتو" لحل تلك الأزمة المشتعلة منذ فبراير الماضي، مضيفًا أن الولايات المتحدة لا بد أن تقود وتشجع كل الجهود التي تعيد سيطرة أوكرانيا على أراضيها.

تراجع الولايات المتحدة عن دعمها لأوكرانيا سيجعلها معتمدة على الدعم العسكري والسياسي والاقتصادي الأوروبي، في الوقت الذي تحتاج فيه معظم أوروبا إلى تسوية أزمة الطاقة قبل حلول فصل الشتاء.

ويمكن للسفن الحربية الأمريكية وحلفاءها مرافقة السفن التي تحمل الحبوب الأوكرانية من وإلى أوديسا، ولكن إدارة "بايدن" ما زالت حذرة تجاه تلك الخطوة، لتجنب دخول القوات الأمريكية في صراع مباشر مع "موسكو"، خاصة في ظل إخفاقها في معالجة الصراعات على مدى عقدين من الزمن في العراق، وليبيا، وأفغانستان، وهو ما يرجح عدم استعداد "واشنطن" للدخول مرة أخرى في صراع مكلف.  

وترفض سياسات "بايدن" أي مواجهة مباشرة مع روسيا، في ظل الانقسام الأوروبي الذي ظهر جليًّا عند انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، فضلًا عن عدم استعداد فرنسا وألمانيا للانفصال بشكل حاسم عن روسيا، بما شجع الكرملين على تمديد نفوذه في أوكرانيا، وتُعد هزيمة روسيا وطرد قواتها من أوكرانيا تُعد الوحيدة لإنهاء الأزمة بالأراضي الأوكرانية.