من منا ينكر أننا نعيش فى عصور الردة الأخلاقية نعم تلك الردة التى جعلت من اللواط مثلية ومن العرى حرية ومن

خروج,شبكة,النائب العام,النيابة,المستشار,فيلم,حب,الأرض,العالم

رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة
حسام فوزى جبر يكتب: رِدة أخلاقية

حسام فوزى جبر يكتب: رِدة أخلاقية

من منا يُنكر أننا نعيش فى عصور الردة الأخلاقية، نعم تلك الردة التى جعلت من اللواط "مثلية" ومن "العرى" حرية ومن الابتذال فن ومن الكلام الهابط دراما الواقع ومن "الردح" أغانى المهرجانات، ولو حاولت أن تصحح الأمور وتضع كل شيء فى سياقه الصحيح، ينهال عليك وابل من السباب، بدعوى الحرية وأنك ضد حرية الإبداع، وللحق أقول لا أعلم عن أى حرية يتحدثون وهل من المقبول والمعقول أن نُطلق العنان لقبولها دون قيد أو شرط بذريعة أن الفن ينبغى أن يتمتع بحرية فى التعبير، وأن الإبداع ينبغى ألَّا يقيد بقيود، بل وزاد من هذا أن طالبوا منتقدى الأعمال الهدامة التى يدافعون عنها باستماتة، بإما أن تكون منفتحًا عقلًا وجسدًا -بطريقتهم- وإما أن تكون جاهلًا تحجر على الناس أمورهم ويتهمونك بالجنون، فيا مرحبًا بالجهل أو الجنون أو بكليهما إن كان هذا هو المسمى لرافضى هذه الأعمال التى تدعم تلك الرِدة الأخلاقية التى نعيشها.

جميعنا تابع الضجة خلال الأيام الماضية حول نسخة عربية من فيلم يسمى "أصحاب ولا أعز" من إنتاج شركة نتفيلكس وهى شركة ترفيهية أمريكية، والفيلم يبرر للمثيلة والخيانة وهو نسخة من فيلم عالمى شهير حقق رقمًا قياسيًا فى عدد مرات النسخ حول العالم لتكون هذه النسخة الـ19، وتحول الشارع بين داعم ورافض.. بين حاجر على الحريات ومتهاون فى أمور دينه، والواضح وضوح الشمس أن الداعم لمثل هذه الأمور متهاون ومتغافل ولا يعلم عن دينه شيئا، ويردد كلمات داعية للحرية دون أن يعرف معناها، وعندما تتعارض الحرية المزعومة مع الدين فلا حرية فى الأمر "إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِى الْقُرْبَىٰ وَيَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْى ۚ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ"، ولا مشكلة لدى شخصيًا أن تشاهد أنت ما تريد، وبنفس المنطق ليس من حقك أن تروج لما تريد من فاحشة وخيانة بداعى الحرية، أن تروج للمثلية مدعيًا أنها مرض وليست إثمًا عظيمً أهلك الله على إثره الأرض بقوم نبيه لوط، لأنه منافى لصحيح الفطرة ويهدد الطبيعة ودوام الجنس البشرى، فالمدافع يحتاج لعلاج فكرى وروحى ودينى، وترك بل وقصف قلمه إن كان له قلم لأن قلمه موجه ضد البشر، ولا مجال لهذه الحرية، تذكر وأنت تبرر لمثل هذه الفواحش على أمل أن يراك الناس منفتحًا ومناصرًا، نراك جميعًا مدعيّا تستحل الحرام وتناصر الشواذ وتخالف الفطرة والشرع، تُأجج لصراع بين الناس يدعمه هواة ركوب الموجة أنتجته شبكة معروف أنها تدعم المثلية والزنا فى سياق الفن وتطلق العنان للذات والجسد بدعوى الحرية -التى أبرأ إلى الله منها- فكل شيء مرده للدين والعرف المجتمعى بما لا يخالف صحيح النص ولا الفطرة الإنسانية، وأعتقد المثلية ليست من الفن الهادف، ولا يوجد دين يدعو للمثلية أو العرى أو الفجور أو الخيانة، وهذا فحوى الفيلم الذى يدافعون عنه مستدعين مبررا آخر أن الفيلم ليس مصريًا، ولكن يا أصحاب "أندر" التنوير، هل هذا هو الفن الذى تتمنون انتشاره بيننا؟!! بل صدقونى أنتم تقفون ضد وطنكم وناسكم فى حروب لمسخ الهوية المصرية والعربية، بجمالها وروحها وحفظها للحقوق والحريات، نعم حرب لمسخ الهوية الدينية، تستهدف الدين الإسلامى والمسيحى على حد سواء. ووسط هذا الصراع بين المؤيدين والرافضين خرج علينا بعض العقلاء -ونحترم رأيهم- من مرددين قول عمر بن الخطاب " أميتوا الباطل بالسكوت عنه " فحقيقة كلمات أمير المؤمنين كانت "إن لله عبادًا يميتون الباطل بهجره، ويحيون الحق بذكره" وهذا ما نحاول القيام به، فقد حذرنا الدين من إشاعة الفاحشة بين الناس وتتبع عوراتهم، بل وأنذر كل إنسان يحب إشاعة الفاحشة، وأن تشيع الفاحشة، بأن له عذابًا أليمًا فى الدنيا والآخرة، وها هى أحد صور حب إشاعة الفاحشة من خلال استخدام أسلوب الترويج وهو ما تستخدمه هذه المنصة وغيرها، "إِنَّ ٱلَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ ٱلْفَٰحِشَةُ فِى ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِى ٱلدُّنْيَا وَٱلْآخِرَةِ ۚ وَٱللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ".

ومن خلال هذا المقال أتقدم إلى رأس الهرم فى جهاز النيابة العامة معالى النائب العام المحترم محامى الشعب المستشار حمادة الصاوى ضد كل من شارك وروج وساهم فى خروج هذا العمل ووجوده فى مصرنا الغالية، فالفن لا ينبغى أن يكون معول هدم لقيم المجتمع ومبادئه وتماسك بنائه الأسرى ووحدة نسيجه الوطنى، ولا وسيلة تجارية لجلب الأموال أو استثمارها فيما لا طائل منه، وإنما ينبغى أن يكون أداة إيجابية نافعة ترقى بالذوق العام وترسخ للقيم والمبادئ وتتناول المشكلات المجتمعية بمهنية ومسؤولية بغرض المعالجة الحقيقية وليس من أجل الربح المادى، ورغم شعورى بخيبة أمل من كم المبررات الوهمية، والمبررين من أعداء أنفسهم، فإن هذا زاد من تمسكى برفض هذا التعدى على القيم الإنسانية، فالله منحنا عقلًا وفهمًا ولا نقف أمام الصغائر، ومهما كان حجم هؤلاء من المدافعين والمبررين فهم قادة حملات الرِدة الأخلاقية ومواجهتهم وكشفهم واجب ولابد للأخلاق أن تنتصر فى النهاية فهى الحق والمؤيدة من رب العزة سبحانه.