خلال السنوات الأخيرة وعقب ما يسمى بثورات الربيع العربى والتى كان من أسوأ نتائجها إخراج بعض الأفكار التى كان أ

يوم,الكهرباء,سائق,القاهرة,قطار,العالم,المرور,النوم,الاتصال,السيارات,اليوم

رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة
حسام فوزى جبر يكتب: لكم دينكم ولى دين

حسام فوزى جبر يكتب: لكم دينكم ولى دين

خلال السنوات الأخيرة وعقب ما يُسمى بثورات الربيع العربى والتى كان من أسوأ نتائجها إخراج بعض الأفكار التى كان أصحابها يوارون من الناس وقد  وجدوا أنفسهم ممن تفتح لهم بعض الدول أذرعها لتساعدهم وتتبناهم، فقد تحدثنا كثيرًا عن الفساد الأخلاقى والاستعمال الخاطئ للحريات وكيف أن حريتى لابد أن تتوقف وتنتهى عند حرية الآخرين. ومن بين هذه الأفكار التى كان أصحابها لا يعلنونها فكرة إنكار وجود الله "الإلحاد" - والعياذ بالله-  وبما أننا فى وطن يحترم دستوره وسيادته فإن نص المادة 64 من الدستور المصرى تنص على أن حرية الاعتقاد حرية مطلقة، لذلك علينا مواجهة هذا الفكر الشاذ بفكر مستنير لا بالعقوبات المغلظة التى نادى بها البعض، ورغم أننى شخصيًا لا أُنكر أننى أتمنى عقابهم عقابا رادعا عقب مناقشتهم بالحجة والدليل القاطعين، فإننا نحترم حرية الجميع فى الاعتقاد حتى وإن تأكدنا من شتاتهم وكفرهم بكتب الله ورسله ففى النهاية سنرد بنص كتاب الله الحكيم " لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ".

فالإلحاد فى السابق وفى بداية ظهوره بمجتمعاتنا كان يرفض الدين وكل ما يتعلق به - أى دين من الأديان السماوية- ولا يعترف بوجود الله عز وجل، ويتجاوز الأمر على هذا، ولكن بكل أسف تطورت الفكرة مع تطور العالم ومع عصر السماوات المفتوحة وروافد الاتصال ونشر الأفكار المشوشة لا تعد ولا تحصى، وغياب الأهل وقصر دور الدراما والميديا - التى طالما هاجمنا صناعها - على الجهلة وأنصاف المتعلمين من طالبى الشهرة والمال، فوجدنا إلحادًا يتخذ من الدِّين هدفًا للنَّقْد والهجوم المستمر، ويصف الدين بأنه مصدر للشر فى العالم، ويدعو إلى عدم التسامح معه، وعدمِ القبول بوجوده فى أى مجال وفصل الدين عن كل نواحى الحياة، والإلحاد - والعياذ بالله - هو مذهب فئة أنكرت وجود الله وما آمنت به، وكما قيل (الإلحاد صديق الجهل)؛ والملحدون لا يعترفون بإله لهذا الكون لأنهم لا يرونه، فهم لا يؤمنون بشيء غير محسوس، رغم إيمانهم هم شخصيًا بأشياء غير مرئية كالألم والحزن والأمل والطموح وأشياء كثيرة ولله المثل الأعلى سبحانه ليس كمثله شيء، ورغم أن العقل البشرى يعلم أن حواسنا قاصرة عن معرفة أو إثبات وجود كل شيء، ولهذا قال البعض عن الإلحاد: إنه عدم العلم لا العلم، فالملحد يقيم إيمانه على عمى، بينما المسلم يقيم إيمانه على بصيرة لا بصر، فالعقيدة محلُّها القلب، فصدق قوله تعالى " فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَٰكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ ". ويستند الكثير من الملحدين لقانون السببية الذى يعنى أن هناك سببًا من وراء كل عمل، وأصحاب الدين يعلمون أن هذا القانون هو عمدة براهين إثبات وجود الله، فالشيء لا يكون علّة نفسه، فلا بد من وجود علّة أولى هى الله الموجود الخالق لكل هذا الوجود، وما يُطرح على الساحة الإعلامية عبر كل وسائل الاتصال والتواصل كمًا ونوعًا وإتاحة الفرصة لهؤلاء الملحدين لاستقطاب أولادنا لم يكن موجودًا قبل ذلك، فلابد للخطاب الدينى والمجتمعى أن يقدم فِكرًا جديدًا وأسلوبًا يرتقى إلى أفكار شبابنا، وأن يعايش همومهم وشكوكهم وتساؤلاتهم وأن يجيب عن الأفكار والقضايا التى تسببت فيها تيارات فكرية شاذة تجاذبتهم، فلابد من أن نعترف بأننا أمام كارثة كبيرةٍ تتمثل فى رفض الشباب للخطاب الدينى جملة وتفصيلًا، فى ظاهرة أعتبرها الأسوأ فى مجتمعاتنا العربية والشرقية والإسلامية بل والعالم أجمع فعلينا تحمل مسؤوليتنا أمام هذا الفكر المدمر لكل شيء فالدين هو أساس الحياة.

ولعلنا فى تجاربنا الحياتية وخبرتنا المتفاوتة نجد تلك اللطائف الربانية التى يُرسلها المولى عز وجل لنا لنتأكد ونتيقن ونزداد إيمانًا على إيماننا وتصديقنا وتسليمنا بوجوده وقدرته، فمن منا لم يمنعه شيء من المرور بشارع حدثت به كارثة لسبب لم يكن ليمنعه مهما كان فكم من مرة فاتك موعد سيارة أو حافلة أو قطار لتسمع أخباره بعد قليل وقد تأذى كل من لحق به، وكم منا خطى خطوات عديدة فى طريق ليجد من خلاله طريقًا آخر لعمل أو لرزق أو لمسكن لم يكن فى الحسبان.. نعم إرادة الله ووجوده وحكمته وحسن تدبيره سبحانه تتجلى فى كل الأوقات وعلى الجميع دون استثناء فالكل ينعم بفضل الله وعنايته فالله موجود قبل الزمان والمكان وهو خالق المكان والزمان، ولا يحتاج إلى الزمان ولا إلى المكان، فهو موجود بلا كيف ولا مكان ولا يجرى عليه زمان، لا يقال متى كان وكيف ولا أين ولا يقال فى كل مكان، بل يقال الله موجود بلا كيف ولا مكان ولا يجرى عليه زمان. ومن خلال هذا المقال سأذكر لك عزيزى القارئ إحدى اللطائف الربانية والدليل الدامغ على وجود الله وحكمته ولطف وحسن تقديره لأؤكد من جديد أنى "رأيت الله"، وجميعنا رأيناه سبحانه، يحكى لى صديقى وأخى الأصغر طبيب العلاج الطبيعى أحمد عبد الفضيل، المدرس بكلية العلاج الطبيعى بقنا، أنه أثناء الدراسة منذ ما يزيد عن 10 سنوات، كان فى جدال كبير مع صديقه الملحد سأله صديقه هل تعتقد أنه موجود؟ فأجابه: لا أعتقد أنه موجود أنا متيقن أنه موجود، لتنتهى هذه الجلسة دون الخوض فى تفاصيلها لبعث الله برسالة لصديقى الصغير السن وقتها، وكأنه يخبره ويؤيده نعم أن الموجود مدبر أمر كل شيء ولا أحد سواى، يقول عبدالفضيل، فى حكايته لى إنه فى يوم شديد الصعوبة حيث لديه اختبار هام فى كلية العلاج الطبيعى بالقاهرة وهو من سكان محافظة الدقهلية، لم ينم جيدًا عقب نقاشه ومن بعدها مراجعته لمادة الاختبار استيقظ عند الساعة السادسة صباحًا فهو بذلك لم ينم سوى ما يقرب من ساعة ووجد نفسه يشعر بألم لا يُحتمل فى جسده حاول الاسترخاء قليلًا فغط فى النوم المتقطع من جديد وهو ما أصابه بإجهاد أكثر بعد ليلة من الأرق الشديد، ويُكمل استيقظت بعدها وكأن شيئًا ما أيقظنى، ووجدت هاتفى قد أفرغ شحنه، ما أصابنى بالرعب أكثر من ذاك اليوم فكيف لطالب بكلية العلاج الطبيعى أن يفصل هاتفه فى ذلك اليوم الهام بل والمصيرى واصفًا المشهد بأن ضربات قلبه كانت تقصف أذنيه، فيشحن الهاتف، لدقيقة ليرن الهاتف، فيجد زميله الطيب المُسالم بنفس الكلية يخبره بأنه فى انتظاره منذ وقت طويل فى موقف السيارات، يهم بالنزول فيجد والدته - رحمها الله- فيعاتبها: "مصحيتنيش ليه يا ماما؟، فترد برد غريب ماتروحش النهاردة قلبى مقبوض ومش مرتاحة أجله"، فيخبرها ويطمئنها وهو يحتاج من يطمئنه، لتهديه دعوة أم فلاحة مصرية أصيلة - رحم الله أمهاتنا جميعًا- روح يابنى ربنا يستر طريقك"

ويكمل صديقى حكايته، اقتربت الساعة من السابعة وهو موعد الامتحان وأنا أجرى فى شوارع المدينة يرى الناس والسيارات كومضات مسرعة يصل إلى موقف السيارات يجد صديقه يخبره برغبته فى سيارة حديثة يحصل فيها على مقعد إضافى لينام فى السيارة حتى يستطيع التركيز، ويوجد فى الموقف فقط سيارتان واحدة حديثة 14 راكبا والأخرى قديمة 7 راكب، اختارا الحديثة لأنها الأسرع إلا أنهما فوجئا بسائق السيارة الأقدم يخبرهما بأنه لن ينتظر إكمال السيارة لأنه ملتزم بموعد فى القاهرة وسيتحرك الآن وسيقوم باستئذان سائق السيارة الأخرى وهو ما تم وركبتها مكرهًا بشرط أن أركب فى المقعد الأخير حتى أستطيع النوم طوال الطريق إلى القاهرة، ووافق السائق وصديقى، وما أن هممت للدخول والجلوس وجدت صديقى يصر على أن أجلس بجانبه فى الكرسى الذى يقع فى المنتصف خلف السائق مباشرة. رفضت لتعبى الشديد فإذا به يصر وأنا أرفض وهو يصر وأنا أرفض، فتعجبت من مدى إصراره وهو الشخص المسالم جدًا ولم أعهده صلب الرأس هكذا قبل ذلك ولا من بعدها ووافقت بعد إصرار شديد منه، ويكمل حكايته التى تثبت أنه رأى الله، كالعادة غفوت ولا أدرى لكم من الوقت ولكنى استيقظت على صوت صراخ وصيحات مكتومة وأصوات احتكاك واصطدام وفرامل، فأصحو من نومى وأنظر لصديقى المفزوع وهو يردد الشهادتين ومغمض عينه فى انتظار أمر الله لأطمئنه، وأنظر خلفى لأجد أن المقعد الذى كنت أنوى النوم عليه بالإضافة إلى الجزء الخلفى كاملًا من السيارة قد تحول إلى قطعة لا يزيد سمكها عن سنتيمتر، فأنظر أمامى فلا أجد لمقدمة السيارة أى أثر، فتتناثر المشاهد كومضات فى عقله المرهق المكدود، فيتذكر مسببات سببها الله لنجاته ما بين دعوة أمه وإصرار صديقه لأول مرة على رأيه، ليتذكر سؤال صديقه الملحد وكأن الإجابة تتجلى بصوت يدوى فى دهاليز روحه "تصرخ روحه داخله نعم إنه موجود، إننى أراه، أراه دوما، رأيته رؤيا القلب والروح وهى أصدق من رؤية العين بملايين المرات"، فكم من لطائف ربانية مماثلة أو أكبر فى حياتنا، كم مرة نجوت أو نجا أحد من أسرتك من صعق الكهرباء أو الغرق بالماء أو حادث سير والكثير من الحوادث لا لشيء نجوت فقط بفضل الله وليس إلا.. نجوت لأنه موجود وقدر لك ولهم النجاة.