◄ أوهام الشيطان .. ومصير العرب ◄ ماذا وراء الاحتلال التركى لشمال سوريا وما المخطط الخفى الذ

جريدة الشورى,اخبار مصر,اخبار مصرية,اخبار الرياضة,اخبار الفن,اخبار الحوادث,اخبار الصحة,مراة ومنوعات,حظك اليوم,اخبار الاقتصاد,رياضة,عملات,بنوك,الرئاسة

رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة

محمود الشويخ يكتب : « أوهام الشيطان » كيف أنقذت مصر المنطقة من جحيم أردوغان ؟

 أردوغان  الشورى
أردوغان


أوهام الشيطان .. ومصير العرب

ماذا وراء الاحتلال التركى لشمال سوريا وما المخطط الخفى الذى يديره شياطين الخليفة العثمانى ؟

كيف أنقذت مصر المنطقة من خطة شيطانية بين تركيا وقطر والإخوان للسيطرة على ثروات الدول العربية ؟

وكأنه مكتوب على الرئيس التركى أردوغان التوجه نحو العرب كلما

«أخد على قفاه» من الاتحاد الأوروبى الذى يرفض انضمام تركيا، بعد محاولاتٍ بدأتها منذ العام 1987، ومثل حزب العدالة والتنمية برئاسة أردوغان منذ العام 2002، لم يلجأ أردوغان إلى العرب صديقا أو شريكا لكنه اختار أن يكون محتلا بمساعدة قطر وجماعة الإخوان متصورا أنه سوف يصبح خليفة المسلمين والعرب.

رغم حديثه المتكررعن أنّه لا يبحث عن زعاماتٍ للعالم الإسلامى، بقدر ما يبحث عن شراكات، إلا أن أردوغان، الذى قاد بلاده للخروج من الأزمة الاقتصادية بعد سنواتٍ على صعود حزبه إلى سدة الحكم، أخذ بالبحث عن دورٍ فى الوطن العربى، من خلال بعث مجد الأجداد الغابر، انطلاقًا من سوريا التى يحاول احتلالها منذ أيام.

لقد شكلت سوريا منذ وقوعها وفقا للباحث الإسلامى على الخالدى تحت وطأة «الربيع العربى»، نقطة دخولٍ لتركيا إلى الوطن العربى؛ سياسيًا واقتصاديًا وإعلاميًا، وبحسب تقارير موسعة نشرتها شبكة «ANN» بتاريخ 29 (يوليو) 2012، فإنّ «صفقةً أمريكيةً تركية، منحت تركيا دورًا فعالًا على الأرض، تركها لتتحكم فى الحدود مع سوريا، فتفتحها كما تشاء ولمن تشاء، أو لتتحرك عسكريًا وتقيم مناطق عازلة بينها وبين سوريا لاحقًا».

وهو ما يمثله، تحركها فى إدلب وحلب سابقًا، كما ضد الأكراد اليوم، فى منطقة عفرين السورية، منعًا للأكراد من تشكيل دولة، من خلال حجج أخرى منها تهم الإرهاب الموجهة إلى عفرين التى لا تقع بكل الأحوال داخل الحدود التركية، إلا أن تركيا تحاول إقناع الوطن العربى بعدالة هجومها العسكرى على عفرين، من بوابة الإسلام السياسى، مروجةً أنها على خلافٍ مع أمريكا.

ولعلّ ما يعزى من سياساتٍ تركية وتدخلاتٍ فى سوريا، تتم قراءتها فى السياق الأردوغانى الحالى فقط، مع تناسى أن سياسة أردوغان تجاه سوريا تحديدًا، مبنية على نفسٍ استعمارى وطامعٍ قديم، بدأ منذ الاستيلاء التركى على لواء الإسكندرون عام 1939، ولم ينته بالخلافات المائية؛ حيث تسيطر أنقرة على منابع دجلة والفرات، وقامت عام 1998 بحرمان سوريا من 90% من مصادرها المائية من النهرين، وهو ما لم يتغير فى عهد أردوغان.

التوجّه نحو الخليج

بعد الدخول من بوابةِ سوريا إلى العالم العربى، موظفةً الطابع العثمانى الغابر، والعاطفة الإسلاموية - يضيف الخالدى - وجدت تركيا مبررًا فى توسعها من خلال عقد التحالفاتِ مع شريكٍ يتفق معها فى طابعها وعاطفتها، ليكون حاضنةً لمشاريعها فى العالم العربى، هذا الشريك هو جماعةُ الإخوان المسلمين، الذين ترعاهم دولة قطر أيضًا، وتروج لهم ويروجون لها بقوة، منذ العقد الأخير من القرنِ العشرين.

تركيا، التى وضعت نفسها فى قلب الأزمة الخليجية منذ بدئها منتصف 2017، وقفت مباشرةً إلى جانب حليفها الإستراتيجى «قطر»، التى تبلغ حجم الاستثمارات بينهما 35 مليار دولارٍ أمريكى، كما أنهما يشتركان بإيواء ودعم أشخاصٍ ومحطاتٍ إعلامية تعمل على مهاجمةِ الدول العربية من الخارج، خصوصًا ممن ينضوون تحت جناح جماعة الإخوان.

ويعد وجود آلاف الجنود الأتراك فى قطر اليوم، «انحيازًا تامًا من أردوغان لمصلحة دولة قطر رغم أنّه يدعى لعب دور الوساطة فى الأزمة»، بحسب رأى، الخبير فى شئون الشرق الأوسط ،غونتر ماير الذى يقول، فى مقابلة له مع موقع «دويتشه فيله» بتاريخ 20 تموز (يوليو) 2017، أن «تركيا تحاول ردع دول التحالف العربى خوفًا على مصالحها الاقتصادية الخاصة، كما أنها وضعت قاعدتها العسكرية كموطئ قدمٍ وحيدٍ فى الخليج، وهى تدعم عقيدة وأيديولوجيا الإخوان المسلمين المشتركة بين أردوغان وقطر التى تعتبر أكبر داعم للجماعة».

ويشير ماير إلى «محافظة تركيا على علاقاتها مع إيران»، خصوصًا أن كلًا من تركيا وإيران تتوسعان سياسيًا فى اتجاهٍ يحاول تقليص (ولو ضمنيًا) دور المملكة العربية السعودية كدولةٍ مؤثرة فى العالم الإسلامى، كما أن تركيا «تتميز بإبقائها على مصالحها مع أوروبا بطريقةٍ أو بأخرى، مترافقةً مع خطابها الذى يروج أن القضايا العربية هى قضايا داخلية تركية يجب التدخل فيها»، وفق ماير.

عين على العرب وإفريقيا

ما تزال مصر اليوم، رغم التحولات السياسية التى شهدتها، تقف سدًا منيعًا فى وجه تمدد الإخوان المسلمين المتوافقين مع مشروع تركيا التوسعى فى العالم العربى حيث أفشلت ثورة 30 يونيو وبطلها عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية مخططات أردوغان للسيطرة على المنطقة العربية ولعل هذه النقطة، تعد أبرز الأسباب لاختيار أردوغان السودان ليعلن منها يوم 25 ديسمبر2017 تخصيص جزيرة سواكن الواقعة على البحر الأحمر شرقى السودان، لأجل تركيا، كى تتولى إعادة تأهيلها وإدارتها لفترة زمنية غير محددة.

 «إن تركيا وقطر، تسعيان لفرض سيطرتهما على المنطقة، فالأولى تحيى حلم الخلافة والهيمنة على البحر الأبيض المتوسط، كما كان حادثًا بين عامى 1536 و1912 ضمن مشروع الدولة العثمانية، أما الثانية، فتسعى للوقوف أمام المصالح العربية والخليجية عبر اتفاقيات أمنية وتجارية من شأنها الإضرار بمصالح دول الجوار».

«الدور التركى فى القارة السمراء كما يقول الباحث فى تاريخ الحركات الإسلامية منير أديب لا يمكن عزله عن طبيعة الصراع فى هذه المنطقة، وتحديدًا فى منطقة البحر الأحمر، خاصة بعد تسليم مصر جزيرتى تيران وصنافير للمملكة العربية السعودية؛ حيث يُرجح أن تسعى تركيا لإقامة قاعدة عسكرية بجزيرة سواكن السودانية، حتى ولو خرجت التصريحات من الجانبين (التركى والسودانى) مناقضة لذلك من أنها تسعى فقط لجعلها مركزًا سياحيًا».

 إن «حزب العدالة والتنمية منذ وصوله للسلطة بتركيا فى العام 2002، وهو يسعى للتقارب العربى والإسلامى، عبر بوابة الجماعات الإسلامية، ومن خلال دولة قطر».

أما الهدف الأساسى خلف هذا التوسع الذى يخدم مطامع تركيا بالسيطرة، فرأى الباحث فى شئون الإرهاب الدولى، أنه يتعلق بـ «خلفيات النظام السياسى فى الدول الثلاث التى شكلت حلفًا، السودان وقطر وتركيا؛ إذ يتضح أن الهدف هو ممارسة دورٍ ضد المصالح العربية والخليجية».

وتطرق أديب لدور هذه الدول شارحًا: «قطر هى وكيل أمريكا فى الشرق الأوسط، وتركيا هى إعادة إنتاج لنظام الإخوان المسلمين فى الحكم بعد سقوط نجم الدين أربكان وحزب الرفاه قبل سنوات، أما السودان فهى معبر جماعات العنف الإسلاموى سواء القاعدة أو ما شابهها، فالتقارب الفكرى والفقهى والسياسى بين هذا النظام وهذه الجماعات كبير، وعلى أساسه قام بدعمها لفترات طويلة وما يزال».

ولعلّ هذا النمط الطامع التوسعى، يقودنا إلى تونس أيضًا، التى زارها أردوغان فى ديسمبر من العام الماضى، وترك انطباعًا سلبيًا برفعه «شعار رابعة» الإخوانى، ورفضه زيارة البرلمان التونسى الذى يمثل الديموقراطية فى تونس، فى إشارةٍ إلى توجهاته لدعم الفئات السياسية التى تخدم مصالحه فقط، من جماعة الإخوان وممثليها فى هذا البلد.

وعلى الصعيدين؛ السياسى والإستراتيجى، تقود هذه الأحداث والآراء، للتساؤل حول ملامح الدور التركى القادم فى العالم العربى، الذى يبدو دورًا قطبيًا، داعمًا لحركة الإخوان المسلمين، وداعمًا لكل من يؤويها، محاولًا وضع قواعد اقتصادية وعسكرية، تؤمن له دورًا سلطانيًا بائدًا، إن صح التعبير، يضرب عرض الحائط بمصالح الدول العربية فى الخليج والشرق الأوسط وإفريقيا، فى منافسةٍ ربما تكون مع دولٍ أخرى، غير أن تركيا لا يهمها أن يقود العرب مصالحهم فى أراضيهم، كما لا تهتم الأجندة الأردوغانية بالتجريف والحروب والفوضى، إن هى حققت مصالحها المبنية على استحضار أحلام السلاطين والنماذج الإسلامية التى تهدف للحكم فقط، من مقبرةِ التاريخ.