السبت 21 يونيو 2025
الشورى
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء
والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى
الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء
والعضو المنتدب
محمد فودة

الدكتور أحمد عكاشة فى حوار خاص لـ"الشورى" 13مليون مواطن يعانون من الأمراض النفسية.. والطب النفسي لا يقدم الشفاء التام

محررة الشورى مع د.
محررة الشورى مع د. أحمد عكاشة

◄| مصطلح "طبيب نفسي" خطأ ولا يعبر عن حقيقة مهنتنا.. والأصح "طبيب نفساني"

◄| الاكتئاب والتقلب المزاجي أكثر الأمراض النفسية التي تصيب الشباب

◄| نسب الإدمان في مصر قليلة.. ونصف الحالات ليست بحاجة إلى علاج

◄| النساء أكثر تعرضًا للإصابة بالاكتئاب من الرجال.. وغالبًا ما يظهر بأعراض جسمانية

◄| نستخدم الصدمات الكهربائية في الحالات المعقدة.. والأفضل الدمج بين الأدوية والطب النفسي


أكد الدكتور أحمد عكاشة، مستشار رئيس الجمهورية للصحة النفسية، في حواره لـ"الشورى"،  أنه مع حلول عام 2030 سيكون الاكتئاب السبب الأول لأسباب الوفاة، وأن السيدات أكثر عرضة للاكتئاب من الرجال، كما أن مرضى السكر أكثر عرضة للاكتئاب 4 أضعاف الأشخاص العاديين.

وأضاف عكاشة، أن ما يقرب من 13 مليون مصري يعانون من أمراض نفسية مختلفة، وأن العلاج النفسي يعتمد فقط على محاولة تحسين أوضاع حياة المريض لكنه لا يشفيه تمامَا، لذلك لا يوجد علاج نهائي للكثير من الأمراض النفسية.. وإلى نص الحوار..


 **في البداية؛ نريد أن نعرف  سبب اعتراضك على مصطلح "طبيب نفسي"؟

كلمة طبيب نفسي خطأ ولا تعبر عن حقيقة المهنة التي نمارسها، فنحن لا نعالج أنفسنا ولكننا نحاول أن نعالج نفسية المريض لذلك فإن المصطلح الأصح هو "طبيب نفساني" وليس طبيب نفسي.


**هل هناك أي مصطلحات أخرى يتم استخدامها خطأً في الطب النفسي؟

بالطبع هناك الكثير من المصطلحات التي يتم استخدامها خطأً وللأسف شائعة بين الناس، مثل كلمة "التوحد" لأنه لا يوجد مرض اسمه التوحد وإنما يكون الشخص مصاب باضطرابات ذاتية ولا يمكنه التفاعل مع من حوله، كما أن المرض العقلي يسمى بمرض الذهان وليس المرض الذهني كما يعتقد البعض، وتنقسم إلى ذهان مزمن أو زهان حاد، والاضطراب ثنائي القطبين، وهناك الكثير من الأخطاء الشائعة في أمراض الصحة النفسية ويجب التوعية بها وتصحيحها.


 **ما سبب تفكيرك في الخطوط الاسترشادية لعلاج الأمراض النفسية؟

العالم كله به خطوط استرشادية للعلاج، وهو ما لفت النظر إلى التفكير في هذا الأمر عربيًا، ونعمل على هذا الأمر منذ ما يقرب من سنتين مع 13 طبيبًا وبالتعاون مع ديفيد شيهان الخبير العالمي للطب النفسي.

 

ما سر ارتفاع حالات الانتحار في مصر والعالم العربي مؤخرًا؟

الحالتان الاقتصادية والسياسية التي تمر بها مصر والدول العربية مؤخرًا أثرتا في الإصابة بالأمراض النفسية وخاصةً الاكتئاب وهو ما يدفع الفرد إلى الانتحار، فتعتبر أمراض القلب الآن رقم واحد لأسباب الوفاة، ومع حلول عام 2030 سيكون الاكتئاب السبب الأول لأسباب الوفاة، وأن السيدات أكثر عرضة للاكتئاب من الرجال، كما أن مرضى السكر أكثر عرضة للاكتئاب 4 أضعاف الأشخاص العاديين.


كم عدد المرضى النفسيين في مصر؟

تعداد مصر حاليًا يقارب الـ94 مليون نسمة، من ضمنهم 13 مليون مواطن يعانون من أمراض نفسية مختلفة، فـ 4 ملايين منهم يعانون من مرض الاكتئاب، و2 مليون يعانون من الإدمان، و5 ملايين يعانون من الاضطرابات النفسية، و 2 مليون يعانون من القلق، كما أن حالات الانتحار مؤخرً بلغت 15 ألف حالة من المرضى النفسيين.

 

كم نسبة الأشخاص الذين يعانون من أمراض نفسية حول العالم؟

لا توجد نسبة عالمية حول المرضى النفسيين في العالم، إلا أن نسبة الأشخاص الذين يعانون من مرض نفسي في كل دولة بالعالم تتراوح ما بين 3 : 7% من سكان الدولة الواحدة، كما أن ما يقرب من 30% من تلك الحالات ليست بحاجة إلى علاج نفسي.


ما هي أعراض مرض الاكتئاب؟

تتمثل الأعراض الأساسية للاكتئاب في التشاؤم والقلق المستمر وقلة النشاط والأرق والهبوط الحركي والتوتر الشديد وتتطور تدريجيًا حتى تصل إلى الرغبة في الانتحار والتفكير الدائم في الموت، وفي 70% من المرضى يظهر الاكتئاب بأعراض جسمانية مثل أمراض في الجهاز الهضمي، والأمراض الجلدية وكذلك الإصابة بأمراض القلب، كما قد يصيب الإنسان بأمراض الفشل الكلوي والأورام.

 

** وكيف يتم علاج مرضى الاكتئاب في مصر؟

يوجد في مصر أدوية للاكتئاب متوافرة في الصيدليات، وفي بعض الحالات يتم علاج الاكتئاب بالاعتماد على الأبحاث والدراسات، وفي معظم الحالات يتم الاعتماد على الأدوية وعلاج نفسي وكذلك الصدمات الكهربائية ولكنها تستخدم مع الحالات المعقدة فقط، لافتًا إلى أن أفضل الطرق في العلاج هو الدمج بين العلاج النفسي والأدوية، حيث أنه في هذه الحالة يتم تقليل نسبة تطور المرض من 40 إلى 60%.

 

هل بعد علاج المرضى النفسيين يعودون كما كانوا في السابق؟

نحن في الطب النفسي نعلاج الأعراض فقط فنحن نقدم العلاج لا الشفاء التام، وبالتالي فإن منه الصعب أن يعود المريض لحياته الطبيعية رغم اختفاء أعراض المرض لديه، فالعلاج النفسي يعتمد فقط على محاولة تحسين أوضاع حياة المريض لكنه لا يشفيه تمامَا، لذلك لا يوجد علاج نهائي للكثير من الأمراض النفسية، وفي معظم الحالات يتعرض المريض لانتكاسات وتعود أعراض المرض للمريض مرة أخرى بمجرد وقف العلاج.


هل هناك أي خطورة على صحة الإنسان لتناوله أدوية الطب النفسي؟

في بعض الحالات تكون هناك خطورة على حياة المريض خاصةً أن أدوية الطب النفسي وخاصةً الاكتئاب تتفاعل بشكل كبير مع الأطعمة القديمة مثل "الفسيخ والمش" وتسبب أثار جانبية خطيرة وارتفاع في ضغط الدم، كما أنها تمثل خطورة على صحة المريض إذا كان يتناول أدوية أخرى لذلك على الطبيب أن يكون على دراية كاملة بكافة الأدوية التي يتناولها خاصةً أن تفاعل بعض الأدوية مع الأدوية النفسية قد تؤدي إلى التسمم وتزيد من أثارها الجانبية.


ما أكثر الأمراض النفسية التي تصيب الشباب؟

تعتبر أمراض الاكتئاب والتقلب المزاجي من الأمراض التي تصيب الشباب أكثر من أي فئة عمرية أخرى، وتظهر أعراضها بالقلق وصعوبة التركيز والتعب، لافتًا إلى أن 70% من أعراض تلك الأمراض تظهر بشكل عضوي، ونتيجة لعدم وعي الشباب بالمرض النفسي فنجده عند شعوره بأعراض تلك الأمراض يذهب إلى طبيب القلب يشتكي من عدم القدرة على التنفس وازدياد ضربات قلبه حتى تجعله يكاد يشعر بالموت، وهو لا يعلم أن السبب في ذلك نفسي وليس عضوي.

 

*** قلت مسبقًا أن علاج الأمراض النفسية سيزيد الدخل القومي.. فكيف ذلك؟

المرض النفسي يقلل قدرة الفرد على العمل ويشعره بالإحباط والرغبة في ترك العمل أو على الأقل انخفاض كفاءة أدائه لوظيفته، وبالتالي إذا تم علاج الأمراض النفسية فإن ذلك سيزيد من الدخل القومي للبلاد بنسبة لا تقل عن 4%.


** كم تبلغ نسبة الإدمان في مصر؟

لا تختلف نسب الإدمان في مصر عن معظم دول العالم، فنسبة المدمنين في مصر قليلة جدًا لا تزيد عن 1%، ونفهم فقط هو الذي بحاجة إلى علاج، موضحًا أن بداية الإدمان تبدأ بالتجربة وغالبية الذين يجربوا لا يستمروا في الإدمان.


** ما هي آخر البحوث التي أجريتها في مجال الطب النفسي؟

كان بحثي الأخير حول الأشخاص الذين ما زالوا يلجأون إلى الطب الشعبي في مصر، وما توصلت إليه أن ما يقرب من 70% من المصريين خاصةً في المناطق الريفية ما زالوا يلجأون إلى الطب الشعبي المتمثل في (السحر والشعوذة) لعلاج الأمراض النفسية لاعتقادهم في العفاريت والجن، ولذلك ما زلنا بحاجة إلى نشر التوعية حول حقيقة المرض النفسي وأنه مثل أي مرض يحتاج إلى علاج.


تم نسخ الرابط