يرى الدكتور رشيد الدليمى، أمين عام منظمة الشعوب والبرلمانات العربية فرع العراق، أن الأحداث الأخيرة التى شهده

جريدة الشورى,اخبار مصر,اخبار مصرية,اخبار الرياضة,اخبار الفن,اخبار الحوادث,اخبار الصحة,مراة ومنوعات,حظك اليوم,اخبار الاقتصاد,رياضة,عملات,بنوك,الرئاسة

رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة

حوار| الدليمى: العراقيون رفضوا الظلم والتهميش.. وهذه هى أهداف ثورتهم

الدكتور رشيد الدليمى  الشورى
الدكتور رشيد الدليمى


يرى الدكتور رشيد الدليمى، أمين عام منظمة الشعوب والبرلمانات العربية فرع العراق، أن الأحداث الأخيرة التى شهدها العراق تحمل الكثير من مآسى الشعب العراقى الذى يطالب بالحرية وتحقيق العدالة الاجتماعية بين جميع صفوف الشعب بدلا من انتشار الفقر والخراب.

«الشورى» أجرى حوارا مع الدليمى، تناول فيه الحديث عن الأوضاع فى العراق، ومستقبل الشعب العراقى، وأمور أخرى نستعرضها فى نص الحوار الذى تضمنته السطور التالية..

- فى البداية كيف تقرأ المشهد العراقى الآن؟

ثورة شعب عانى الظلم والتهميش والفقر والحرمان، فالثورة الشعبية دائما ما تفضى إلى تغيير ملموس، ولكن بصيغتين، فهناك التحرك العفوى المتأتى من تراكم الظلم وافتقار الخدمات العامة واستئثار طرف معين بخيرات ومقدرات الشعب العراقى، ويصاحب هذا النوع من الحراك وعى مجتمعى من مختلف المكونات لتغيير النظام السياسى برمته أو الهرم السلطوى نحو الأفضل أو لتحقيق رغبات الأكثرية فى مطاليبها العادلة والمشروعة، وهناك حراك شعبى مسيس ومدفوع الثمن لتنفيذ أجندات دينية أو مذهبية أو قومية يصاحبه تغييب للوعى الجمعى المجتمعى ربما تكون نتائجه كارثية على الشعب والوطن.

- من وجهة نظرك ما مصير العراق؟

خلال السنوات الماضية، اتضح للعالم أن مصير العراق ومستقبل الشعب يخطط من خارج حدود الدولة، ومن خلال أحزاب عراقية موالية للدول الإقليمي، مثل إيران، بعد أن أغلقوا على الشعب كل النوافذ التى فتحت بوجهه مع سقوط الصنم بسموم المصالح الحزبية الضيقة والعرقية والمنطقية والطائفية المقيتة، وأصبح الكل يحاول أن يتربع على كرسى الحكم الذى بات حلما أكبر من العراق كما كان دائما وللأسف.

الخلافات والاختلافات والصراعات الطائفية بين الأحزاب العراقية ساهمت بشكل مؤثر جدا فى بسط الدول الإقليمية والدولية أطماعها الخارجية للسيطرة على العراق وتنفيذ مطامعها التى تحلم بالحصول عليها، لأهمية العراق من ناحية الموقع الجغرافى والجيوسياسى والاقتصاد والتراث، وذلك لخدمة إيران بالدرجه الأولى ودعم اقتصادها وسياساتها الوحشيه تجاه العرب.

لقد أثبت لنا الواقع أن وعود الحكومة العراقية لا تساوى قيمة الورق الذى طبعت عليه، فالشعب غاضب ويريد الحياة الحرة الكريمة، وحين يتعطش الشعب إلى الحرية والخبز والماء، لا يهتم بعصى الأمن الغليظة ولا بالقنابل المسيلة للدموع ولا بالهروات ولا بالسجون والمعتقلات والزنزانات، فالشعب يريد الحرية والخبز والأمان فى بلد يطفوا على النفط، وأبناؤه يعيشون فى بيوت الصفيح ويعانون من البطالة والفقر والتهميش والجوع، والأكثر من هذا أن الحكم فيه أصبح حكرا على الأحزاب الطائفية، ولهذه الأسباب ولأسباب كثيرة أخرى نرى أن المخاض قد بدأ لولادة شمس الحرية فى العراق، فالتغييرات آتية لا محالة، ولهيب ثورة الجياع اشتعل فى الساحات والشوارع والحارات والأزقة، لن يستطيع أحد أن يخمده رغم العنف والإرهاب والقمع.

ما هى أهداف الثورة العراقية الآن؟

الهدف الأول أكثر من تريليون دولار تمت سرقتها من قبل الفاسدين من ثروات العراق، لذلك يطالب المتظاهرون اليوم باسترداد هذه الأموال ومحاسبة من سرقوها، ممن ادّعوا أنهم حرروا العراق، وأعادوا إليه الحريات الديمقراطية، وخلصوا البلاد من شرور الديكتاتورية، حتى أصبح العراق يحتل المرتبة الثالثة كأكثر بلاد العالم فسادًا.

هؤلاء ومن ضمنهم كل الذين تحملوا مسؤولية الحكم فى العراق منذ عام 2003 وحتى هذه اللحظة، مثل عادل عبد المهدى، رئيس الوزراء الحالى، هم الذين أوصلوا البلاد إلى هذا الوضع المزرى، وبدعمٍ من العمائم الطائفية، بألوانها البيضاء والسوداء والبنفسجية، ومن كل الطوائف دون استثناء.

العراق العربى العظيم أصبح بلا هوية وطنية جامعة موحدة، وإنما فسيفساء من الانتماءات الطائفية المتناحرة، حيث الولاء المطلق للطوائف وليس للوطن، الأمر الذى ألغى كل مفاهيم السيادة والكرامة الوطنية وفتح الباب على مصراعيه أمام النفوذ الخارجى، وخصوصا الأمريكى والإيرانيى.

آلاف المليارات من الدولارات دخلت الميزانية العراقية، ورغم ذلك لم تقم تلك الحكومات الفاسدة بإقامة مستشفى جيد، أو مدارس، أو جامعات، أو جسور، أو مصانع، أو وحتى جيش وطنى قوى، لأن كل ما يهمها هو النهب والسرقة وتوزيع الغنائم على الأبناء والأقارب ورهطٍ من المنافقين.

تعالوا إلى لندن، وباريس، وبيروت، ودبى، وشاهدوا الشركات والقصور الفارهة، والسيارات الفخمة التى يملكها أبناء وأقارب النخبة السياسية الحاكمة، بينما الشعب العراقى فى أغلبيته، والشيعية على وجه الخصوص، يعانى من شح المياه، ونقص الكهرباء، وانعدام فرص العمل من جراء البِطالة، والشح الشديد فى الأدوية، واستفحال الوفيات من جراء سوء أوضاع المستشفيات.

هذه هى النقاط التى أيقظت الشعب للقيام بالثورة، بجانب أمور أخرى، ولذلك سينتصر الحق على الباطل وسيتحقق أمن واستقرار العراق وسيعود إلى الحضن العربى.

- إذن.. من يتحمل نتيجة هذا الصراع ومن يغذيه ويدفع بالبلد نحو الهاوية؟

السياسيون وأطماعهم اللامتنهاية فى حب الاستحواذ والتملك والامتيازات الخاصة والتحكم فى رقاب الآخرين، فالأموال التى نهبوها من المال العام يستخدمونها فى شراء ذمم بسطاء الناس بعد أن ساهموا بشكل مباشر فى إشاعة الجهل والتخلف من خلال تشجيع إقامة النشاطات المغيبة للوعى وعدم الحد منها وفق ضوابط قانونية، وامتلاك الكثير من أحزاب السلطة لمليشيات وفرق للاغتيالات سرية وعلنية، قادرة على تهديد السلم الأهلى فى أى وقت دون رادع قانونى، وما تصريح مقتدى الصدر مؤخرا بشأن جاهزية جيش المهدى عند الشدائد إلا إشارة صريحة وواضحةعلى أن الأوضاع تسير نحو عودة سنوات الاقتتال الطائفى وبأشد قوة.

- وما هو دور المؤسسات الدينية فى العراق؟

المؤسسات الدينية بمجساتها المتحركة والنهمة فى ابتلاع كل ما تجده سانحا أمامها من دعاة الأديان وأقزام المنابر الذين يتقافزون نحو المراتب العليا فى مؤسسات الدولة من أجل الحفاظ على امتيازاتهم، مستغلين الكثير من الجرائم التى جرت ضد الإنسانية لاستدرار عواطف الناس، والتباكى على مظلومية الأموات واجترار مصائب التراث المخجلة، وفى نفس الوقت دورها فى محاربة القوى الوطنية للحد من تأثيرها الاجتماعى وتحجيم دورها فى رسم سياسة البلد، ورميها بالكفر والشرك ومحاربة الشعائر عندما يقتضى الأمر ذلك.

- وماذا مصير التدخلات الخارجية من الولايات المتحدة وغيرها.. هل هى قادرة على التأثير فى الوضع العراقى أم لا؟

التدخلات الخارجية فى الشأن العراقى منها ما هو لغرض اقتصادى أو سياسى أو دينى أو مذهبى، إيران تريد بناء امبراطوريتها المزعومة والمحافظة على وجودها العسكرى فى العراق، وتدخلها واضح وسط غياب عربى، حيث لا وجود لتدخل سعودى كما يروج له لأنها ثورة شعب ضد الظلم والاستبداد، وصمت أمريكا للحفاظ على مصالحها والمكاسب الاقتصادية لها، وهى من دمرت العراق.

إن ارتباطات أغلب قادة العراق بأجندات خارجية، وانتشار الفساد المشرعن بكل أنواعه فى مفاصل الدولة الحيوية، ساهم فى مساعدة الأطراف الخارجية فى النيل من تطلعات وطموحات الشعب العراقى بتعزيز مسيرته الديمقراطية والتخلص من الحقب الديكتاتورية المظلمة، فهل يمتلك الشعب العراقى ذو الأكثرية المغيبة فكريا فى التحكم بمسار الصراع، أم القوى الوطنية التى لا تمتلك من مقومات النجاح «السلطة، المال، الإعلام».

- فى النهاية، ما هو رأيك فى موقف العشائر العراقية من الثورة وكل يوم يسقط شهيد؟

رد شيوخ العشائر فى المحافظات الجنوبية على تحرك الحكومة المركزية بقيادة، عادل عبد المهدى بإعطائها مهلة أسبوع لتلبية مطالب المحتجين، الذين امتدت مظاهراتهم إلى مدن عدة ووصلت إلى العاصمة بغداد، وتسليم الجناة الذين قتلو المتظاهرين والاستقالة والرحيل من العراق وتقديم جميع من سرق وقتل ودمر العراق والعراقيين، وارتفع عدد قتلى الاحتجاجات فى العراق منذ اندلاعها الى مئات الشهداء وآلاف الجرحى حتى اليوم، فى حين قمعت قوات الأمن احتجاجات المتظاهرين باستخدام الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه والرصاص الحى، وبدأت المظاهرات بشكل سلمى فى محافظة البصرة الغنية بالنفط، وسرعان ما اتسعت رقاعتها إلى بغداد وجميع المحافضات الجنوبية، ولأول مرة، ظهرت قبل أيام تجمعات منظمة للاحتجاجات تعرف باسم «التنسيقيات»، والتى دعت بدورها المحتجين إلى تصعيد المظاهرات ورفع سقف مطالبهم فى ظل عجز الحكومة عن التجاوب معها حتى الآن.

وتوعد شيوخ عشائر المحافظات الجنوبية بإغلاق مجالس محافظاتهم ومكاتبها فى حال لم تتم الاستجابة لمطالب المتظاهرين، محملين الحكومة المحلية مسؤولية انتشار الفساد، وعانت مدن  العراق الجنوبية من الإهمال على مدار الحكومات العراقية المتعاقبة، رغم الثروة النفطية التى تتمتع بها، لا سيما مدينة البصرة، التى تشهد ترديا فى الخدمات بشكل غير مسبوق.

واليوم شيوخ العشائر مع المتظاهرين يتبرؤون من المنتسبين فى الأجهزه الأمنيه التى تقوم بقتل المتظاهرين دفاعا عن هذه الحكومة العميلة والعنصرية.