«المزارعون»: بنروي أراضينا بمياه الصرف.. وفشلنا في تسويق المحاصيل الزراعية وخسائرنا تقدر بملايين الجنيهات

جريدة الشورى,اخبار مصر,اخبار مصرية,اخبار الرياضة,اخبار الفن,اخبار الحوادث,اخبار الصحة,مراة ومنوعات,حظك اليوم,اخبار الاقتصاد,رياضة,عملات,بنوك,الرئاسة

الثلاثاء 16 أبريل 2024 - 23:51
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة
رئيس مجلسى الإدارة و التحرير
محمود الشويخ
رئيس مجلس الأمناء والعضو المنتدب
محمد فودة

كارثة زراعية.. 5600 فدان زراعي مهددة بـ«البوار» في القليوبية

تهالك المواسير   الشورى
تهالك المواسير


 «المزارعون»: بنروي أراضينا بمياه الصرف.. وفشلنا في تسويق المحاصيل الزراعية وخسائرنا تقدر بملايين الجنيهات

«برلماني»: نبحث مع وزير الري الأزمة.. وإيجاد حلول بديلة لضخ المياه الصالحة للري في الترع

و«هندسة ري شبرا الخيمة»: إدراج صيانة «بدالات» ترعة كشمير اليمني في الخطة وإصلاحها قريبا

و«لجنة الفتوى» بمجمع البحوث الإسلامية: ري الأراضي الزراعية بمياه الصرف الصحي «حرام شرعا»

سادت حالة من الاستياء والغضب بين المزارعين بقري مركز ومدينة الخانكة، بسبب عدم وصول المياه الصالحة للري لترعة كشمير اليمني، التي يعتمد عليها المزارعون في ري محاصيلهم الزراعية، وذلك في ظل تجاهل مسئولي الري بالقليوبية، وفشلهم في حل تلك الأزمة التي أصبحت تتفاقم يوما بعد يوم منذ 8 سنوات ماضية، الأمر الذي أدي إلي عزوف المزارعين عن زراعة أراضيهم والاتجاه لتبويرها، بدلا من الخسائر المالية الفادحة التي تقدر بملايين الجنيهات التي يتكبدونها بسبب عجزهم في تسويق وبيع المحاصيل الزراعية.

كاميرا «الشورى»، قامت بجولة لرصد معاناة الفلاحين علي أرض الواقع، أملا في أن تصل استغاثاتهم إلي مسامع المسئولين ويتم حل مشاكلهم .

في البداية قال "حسن عبدالرازق شحاته"، مزارع، إن ترعة كشمير اليمني تبدأ من قرية سرياقوس وتنتهي بمحطة الإرسال الإذاعي بـ«الماركوني»، مشيرا إلى أن الترعة تخدم أكثر من 15 حوضا زراعيا يضم أكثر من 5600 فدان بمناطق الخانكة، وأبو زعبل، وكفر حمزة، ومنها "حوض أبو دنيا، وحوض البراشيه، وحوض المخيط، وحوض الحلف، وحوض مكرم الشرقي، وحوض البرازيق، وحوض النجيلة، وحوض البوره، وحوض شرباش"، وأضاف أن سبب عدم وصول المياه لترعة كشمير هو قيام مسئولي الري بغلق "هاويس"، ترعة الإسماعيلية بمنطقة المظلات، مما أدي إلي انخفاض منسوب المياه بترعة الإسماعيلية وعدم وصولها لترعة كشمير، لافتا إلى أننا ناشدنا مسئولي الري كثيرا فتح "الهاويس"، لتصل المياه للترعة لري أراضينا ولكن "لا حياة لمن تنادى" .

وأضاف "عليوة صقر"، مزارع، قائلا: "بنروي أراضينا بمياه الصرف بقالنا 8 سنين علي هذا الحال"، موضحا أن ارتفاع منسوب المياه بمصرف بلبيس الشرقي، أدي إلي تهالك وتآكل بدالات المياه الصالحة للري والمغذية لترعة كشمير، وأصبحت مياه الصرف الصحى والصناعي تملأ الترعة، لافتا إلى أنه تم عمل مناقصة لتجديد البدالات وإصلاحها منذ عام 2017، وتم إسناد أمر الشغل لأحد المقاولين للبدء في إصلاحها في شهر مايو 2018 وحتي الآن لم تتم عملية إصلاح البدالات ويبقي الوضع كما هو عليه منذ عام 2010 حتي الآن، وهو ما دفع عددا كبيرا من المزارعين بسبب عدم توفير مورد مياه صالحة للري إلي تبوير أراضيهم، حتي وصلت مساحة الأراضي الزراعية التي تم تبويرها إلي 100 فدان من أجود الأراضي الزراعية بالقليوبية .

وأوضح "محمد سليم الفحل"، مزارع، أننا طالبنا بإنشاء محطة رفع علي ترعة الإسماعيلية قبل كوبري كفر حمزة العلوي، تقوم بسحب المياه من ترعة الإسماعيلية لتغذية ترعة كشمير بالمياه الصالحة للري، وذلك أسوة بترعة "الأصالي"، التي تقع علي الضفة الأخري من ترعة الإسماعيلية، مشيرا إلى أنه بالفعل تم عمل الدراسة اللازمة من قبل مديرية الري، والرسم "الكروكي"، الخاص بالمحطة، وتم رفع المقايسة من هندسة ري شبرا الخيمة الي مديرية الري بالقليوبية، وتم عرضها علي وزير الري للموافقة عليها، ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، وتتم إعادة الدراسة من الوزارة إلي مديرية الري بالمحافظة، بحجة تحديد المسافة بين موقع المحطة المراد إنشاؤها وبين "هاويس"، سرياقوس، لافتا إلى أن الملف الخاص بمشروع محطة الرفع يحمل 1991 وتم تقديمه بتاريخ 28 - 8 - 2016 وحتي ذلك الحين لم نتلق أي استجابة من مسئولي الري تجاه مطالب المزارعين .

وأشار "محمد حسن باطه"، مزارع إلى أن محاصيلنا الزراعية الموسمية كلها فسدت، وطعمها تغير، بسبب ري الأراضي الزراعية بمياه الصرف الصحي، موضحا أنه أصبح لا يوجد لدينا بديل آخر للري، وأصبحنا لا نستطيع تسويق المحاصيل الزراعية من الخضروات والفاكهة لعزوف المواطنين عن شرائها لعلمهم بأنها تروي بمياه الصرف، وهو ما يكبدنا خسائر مالية كبيرة جدا كل موسم زراعي، فضلا عن إصابة المواطنين بالأمراض والأوبئة كالالتهاب الكبدي الوبائي حال تناولهم تلك الخضروات والفواكه الملوثة المروية بمياه الصرف، مما يؤدي إلي كارثة صحية كبري، قائلا: "الدولة بتصرف ملايين الجنيهات لعلاج المواطنين من فيروس سي واحنا بنرجع الفيروس مره أخري في أجساد المواطنين عن طريق تناول خضروات وفواكه ملوثة .. هل اللي بيحصل ده يرضي ربنا"، مضيفا أن تلك الكارثة دفعت عددا كبيرا من المزارعين إلي الامتناع عن زراعة أراضيهم حتي أصبحت مهددة بـ«البوار» .

وعقب "عبدالرحمن عبدالكريم"، المحامي بالنقض، قائلا: بأن ري الأراضي الزراعية بمياه الصرف الصحي يعتبر "جريمة"، في حق الثروة الزراعية، لافتا إلى أن مياه الصرف الصحي ضارة وقاتلة ولا تصلح للزراعة، مشيرا إلى أن الأبحاث أثبتت أن مياه الصرف الصحي غير المعالجة التي تستخدم في ري المحاصيل الزراعية تحتوي علي ميكروبات عديدة ومسببة لأمراض "التيفود، والكوليرا، والدوسنتاريا، والنزلات المعوية".

وأضاف "عبدالكريم"، بأن عدد الميكروبات المسببة للأمراض بمياه الصرف الصحي قبل معالجتها تتراوح من 510 إلي 710 خلايا ميكروبية في كل سنتيمتر مكعب مياه، وبعد المعالجة ينخفض عددها بنسبة 90 إلي 99 %، كما أن الميكروبات الموجودة بمياه الصرف يستمر نشاطها وبقاؤها في التربة لمدة أسابيع أو شهور، حيث تنتقل تلك الميكروبات إلي المحاصيل الزراعية مما يزيد انتشارها ويمثل خطورة بالغة علي صحة الإنسان والحيوان.

 من جانبه قال "رضوان الزياتي"، عضو مجلس النواب عن دائرة الخانكة، إنه سيبحث مع الدكتور محمد عبدالعاطي وزير الري والموارد المائية، تغذية ترعة كشمير اليمني بمياه الري الصالحة، وذلك عن طريق إقامة محطة رفع علي ترعة الإسماعيلية لتغذية ترعة كشمير اليمني لخدمة ما يقرب من 10 آلاف فدان زراعي بقري مركز ومدينة الخانكة، علي أن يتم خصم حصة المياه المأخوذة من ترعة الإسماعيلية من الحصة المقررة لترعة كشمير، نظرا لأن ترعة الإسماعيلية تغذي عدة محافظات أخري غير القليوبية بالمياه اللازمة لمحطات مياه الشرب، وري الأراضي الزراعية الواقعة بمحافظات "القليوبية، والشرقية، والإسماعيلية، والسويس، وبورسعيد، وسيناء" .

كما أفاد المهندس "علي عطية"، بهندسة ري شبرا الخيمة، بأنه سيتم إدراج عملية إصلاح وصيانة بدالات ترعة كشمير اليمني ضمن خطة الهندسة، وذلك بعد أخذ موافقة مديرية الري بالقليوبية عليها، وإسنادها لأحد المقاولين للبدء في إصلاحها علي الفور لخدمة المزارعين.

يذكر أن لجنة الفتوي، بمجمع البحوث الإسلامية، قد أصدرت فتوي حرمت فيها شرعا ري الأراضي الزراعية بمياه الصرف الصحي، وأشارت في الفتوي إلى أن مياه الصرف الصحي غير المعالجة تعتبر "متنجسة"، واستعمال النجاسات "حرام شرعا"، وذلك لأن المسلم مأمور بالتنزه عن النجاسة.

ولفتت لجنة الفتوي، إلي أن ري الأراضي الزراعية بالمياه النجسة يسبب أضرارا بالغة بصحة الإنسان، موضحة أنه إذا تم ري الأراضي الزراعية بمياه الصرف فلابد أن تروي بعد ذلك بالمياه الطاهرة حتي يزول أثر النجاسة.